تجددت الحرب لهذه الأسباب _ #ماهر_ابوطير
كل العناوين التي يتم توظيفها لتفسير هجمة الفصائل المسلحة، بقيادة هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقا، على قرى وبلدات بمحافظة حلب، تفسيرات مضللة، وغير دقيقة أبدا.
التفسيرات المضللة تتحدث عن هجمات الجيش السوري، على المعارضة وبالتالي جاء الرد عبر عملية “ردع العدوان” التي أدت لاشتعال الحرب في حلب وريفها الغربي مجددا، إضافة إلى الكلام عن هجمات استباقية تخوفا من هجوم كبير للجيش السوري على المعارضة المسلحة.
توقيت هجمات المعارضة جاء بعد هدنة لبنان العسكرية، والمشغل الأساسي لهذه التنظيمات السورية المسلحة يريد توظيفها ضد النفوذ الإيراني وحزب الله في حلب وريفها، وصولا إلى بقية المناطق داخل سورية، وهو ما سنراه قريبا في البوكمال ودير الزور ودمشق، وصولا للحدود الأردنية السورية، بهدف تطهير سورية من الوجود الإيراني وحزب الله، بعد معارك لبنان وغزة، في ظل خروج حزب الله الآن من المعركة في لبنان، وانشغاله بترميم الحزب، وفي ظل مخاوف إيران من وصول الحرب إليها مباشرة، وهذا كله مشروع إسرائيلي واضح ومحدد.
مقالات ذات صلة هل تم ترك الفلسطينيين وحدهم؟ 2024/12/01هل هذا يعني اتهام إسرائيل بإدارة الهجوم في حلب، بالطبع الإجابة لا، لأن إسرائيل تعد طرفا هنا لكنها من ضمن حزمة شركاء في المشهد، وقد هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية الرئيس السوري واصفا إياه بالذي يلعب بالنار، بسبب دعم إيران وتسهيل وصول الأسلحة من إيران مرورا بالعراق ثم سورية إلى حزب الله، وبما أن إسرائيل وحزمتها يواصلون مخطط إخلاء المنطقة من إيران وجماعاتها، فإن الدور الآن على سورية، بعد فلسطين ولبنان، مع إدراكنا أن قضية فلسطين مختلفة تماما، لأنها قضية تحرر وطني وليس نفوذا إيرانيا كما تحب إسرائيل أن تروّج، بهدف فض أي تعاطف مع الفلسطينيين في معركتهم منذ عقود.
إسرائيل وحزمتها سيواصلون مخطط إخلاء المنطقة من إيران وجماعاتها، وهذا يعني أن سورية تحديدا أمام حرب متجددة، حيث الجماعات المسلحة وتحت عناوين دينية ومذهبية ووطنية وقومية تتورط في تنفيذ أجندات الآخرين، التي تتولاها عواصم ثانية نيابة عن الإسرائيليين، وسنجد أن الاقتتال في سورية سيشتعل في مناطق ثانية، بما في ذلك قرب الحدود الأردنية السورية، حيث مخازن السلاح والمخدرات، وتواجد المليشيات، إضافة لتدمير الروابط الجغرافية بين سورية والعراق، مثل النقاط الحدودية وأي أنفاق موجودة بين البلدين، وهو أمر يدركه العراقيون الذين يرصدون تهديدات متواصلة بما يعني أن الدور مقبل على العراق عبر مسربين، إعادة تشغيل الجماعات المتطرفة المسلحة في العراق مثل داعش أو إنتاج جماعات بديلة، واستهداف إسرائيل مواقع الجماعات العراقية الشيعية المسلحة كالحشد الشعبي وغيره.
إسرائيل وواشنطن ومن معهما يستفيدون أيضا من إعادة إشعال الأوضاع في سورية، بهدف استدراج روسيا المنهكة في أوكرانيا إلى حرب جديدة في المنطقة، فموسكو المستنزفة اليوم، تقوم بقصف الجماعات المسلحة في حلب وريفها، وقد تجد نفسها مع إيران في حرب متجددة داخل سورية، استكمالا لحلقات المخطط الذي تنفذه واشنطن وتل أبيب في المنطقة.
كل ما سبق لا يعني دفاعا عن نظام الأسد، لأن النظام أيضا أجرم بحق السوريين ولم يدر شؤون البلاد بطريقة صحيحة، منذ أن تم إشعال موجة الربيع العربي، وهو يعرف أن سورية البلد والشعب والإمكانات تحت الاستهداف، إلا أن سوء الإدارة أدى لتدمير سورية، وذبح ملايين السوريين وتشريدهم، بما يعني أن النظام ومعارضته يتشاركان في ثنائية الجريمة معا، مهما حاول البعض التخفيف من أفعال النظام بذريعة أنه مستهدف من جانب إسرائيل.
ما يمكن قوله هنا إننا أمام #حرب لا تتوقف جبهاتها، وعلينا أن نفتح عيوننا جيّدا على دول المنطقة، حيث لبنان قد تتجدد الحرب فيها، وغزة قد تتوقف الحرب فيها، وتعود، لأننا في الحالتين أمام هُدن مؤقتة، وليس وقفا كاملا، فيما النار تنتقل إلى سورية التي تتعرض منذ سنوات لقصف إسرائيلي متواصل، وما يرتبط أيضا بالعراق، وصولا إلى اليمن وإيران.
أما الأردن فهو قريب وبعيد من هذه النار، لكن حدودنا الشمالية مع #سورية، إذا صحّت التفسيرات السابقة، ومناطق جنوب سورية، فهي أمام وضع قد يتم تفجيره في أي لحظة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: حرب سورية فی حلب
إقرأ أيضاً:
تجدد المواجهات شرق مأرب تقطع الكهرباء وتغلق طريقًا دوليًا بعد ساعات من إعادة فتحه
تجددت، مساء الخميس، المواجهات المسلحة بين قوات أمنية موالية لحزب الإصلاح ومسلحين قبليين من قبائل عبيدة في مديرية وادي عبيدة شرق محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، ما أدى إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي عن مدينة مأرب وإغلاق الطريق الدولي الرابط بين مأرب وحضرموت.
وأفادت مصادر محلية أن الاشتباكات اندلعت مجددًا في منطقتي الضمين والراكة بين عناصر قبلية من آل جلال وآل معيلي من قبائل عبيدة من جهة، وقوات أمن الطرقات التابعة لحزب الإصلاح (الاخوان) من جهة أخرى.
وبحسب المصادر فقد استخدم الجانبين الاسلحة المتوسطة والثقيلة مما تسبب الهلع في اوساط النازحين وفرار العديد من الأسر وأسفرت المواجهات عن سقوط عدد من الجرحى من الطرفين، إضافة إلى تدمير طقم عسكري على الأقل.
وتسببت المواجهات في انقطاع شامل للتيار الكهربائي عن مدينة مأرب التي تؤوي مئات آلاف النازحين، كما أُغلق الطريق الدولي الرابط بين مأرب وحضرموت بعد ساعات فقط من إعادة فتحه مساء الأربعاء عقب اشتباكات مماثلة.
وكانت مصادر محلية قد تحدثت في وقت سابق عن اتفاق هدنة رعاه وسطاء محليون، يقضي بوقف إطلاق النار حتى اليوم العاشر من عيد الأضحى، غير أن الاشتباكات تجددت عقب بيان أصدرته اللجنة الأمنية التابعة لحزب الإصلاح، وصفت فيه المسلحين القبليين بـ"العناصر التخريبية" واتهمتهم بالعمل لصالح مليشيا الحوثي، وفق ما جاء في البيان.