هل تعاني من رهاب قيادة السيارات؟.. إليك 6 نصائح
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
يُعد الخوف من القيادة أو "رهاب السياقة" تحديًا نفسيًا يُواجهه الكثيرون، خاصةً المبتدئين أو من تعرضوا لتجارب قيادة سيئة.
هذا الخوف قد يبدو عائقًا أمام الاستمتاع بالقيادة أو حتى استخدامها كوسيلة للتنقل اليومي.
لكن الخبر السار هو أن هناك استراتيجيات فعّالة يمكن اتباعها للتغلب على هذا الخوف وبناء الثقة بالنفس خلف عجلة القيادة.
1. التدرّب والتمرين المنتظم
المفتاح الأساسي للتغلب على الخوف هو التمرين المتكرر. تخصيص وقت يومي أو أسبوعي للقيادة في بيئة هادئة، مثل طرق فرعية أو مواقف سيارات فارغة، يساعد على تحويل القيادة إلى عادة مألوفة ومريحة.
2. التفكير الإيجابي
ابتعد عن السيناريوهات السلبية التي قد تزيد من توترك، وركّز على النجاحات الصغيرة التي تحققها أثناء القيادة. استبدل عبارات مثل "لا أستطيع القيادة" بـ"أحتاج إلى وقت وسأتمكن من ذلك".
3. الاستعانة بالخبراء
إذا كان الخوف يتجاوز مجرد التوتر العادي، فقد يكون من المفيد التحدث مع مختص نفسي لمساعدتك على فهم مصدر هذا الخوف وكيفية التعامل معه.
كما يمكن التواصل مع مدرب قيادة محترف لتعزيز مهاراتك وإرشادك خطوة بخطوة.
4. الاسترخاء وتقنيات التأمل
تمارين الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق تُقلل من القلق وتعزز التركيز أثناء القيادة.
يمكن القيام بهذه التمارين قبل الجلوس خلف عجلة القيادة لتخفيف التوتر.
5. التطبيق في بيئة آمنة
اختر طرقًا هادئة خالية من الازدحام المروري لتطبيق مهارات القيادة، مثل مناطق سكنية أو مواقف سيارات واسعة.
مع زيادة الراحة والثقة، يمكن الانتقال تدريجيًا إلى الطرق الأكثر ازدحامًا.
6. النظام الغذائي الصحي
الطعام الصحي يساهم في تحسين الحالة المزاجية وتقليل الإجهاد. تجنب الكافيين الزائد والوجبات الدسمة قبل القيادة لأنها قد تزيد من التوتر.
لماذا يجب عليك مواجهة الخوف من القيادة؟التغلب على رهاب القيادة لا يمنحك فقط حرية الحركة، بل يعزز ثقتك بنفسك في جوانب أخرى من حياتك. تذكّر أن الخوف طبيعي، لكن التغلب عليه يتطلب الالتزام والصبر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فوبيا السيارات المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
من همس متقطع إلى صوت يصل إلى الجميع.. رحلة شفاء من التأتأة بالكتابة
بيروت- لم تكن التأتأة بالنسبة للبنانية كارين الحر، ابنة بلدة حومين الفوقا في جنوب لبنان، مجرد اضطراب لغوي عابر، بل تجربة عميقة شكّلت طفولتها ورافقت محاولاتها الأولى لفهم العالم والتواصل معه. فمنذ سنواتها المبكرة، كانت الكلمات تتجمع عند طرف شفتيها قبل أن تتشابك، معلقة بين رغبتها في التعبير وخوفها من ردود الفعل من حولها.
وفي كل مرة حاولت فيها المشاركة في أحاديث الصف، كانت النظرات الفاحصة والنصائح الجاهزة من نوع "احكي على مهلك.. خدي نفس" تزيد الفجوة بين صوتها وما تريد قوله. ومع مرور الوقت، لم يعد تعثر الكلام مجرد صعوبة لغوية، بل عبئا اجتماعيا يربط بين الطريقة التي يخرج بها الصوت وبين الشخصية والثقة والقدرة.
كبرت كارين وهي تتساءل بصمت: لماذا يُعامل التلعثم كعيب؟ ولماذا تتحول الهفوة الصوتية إلى معيار للحكم على الإنسان؟ لم تكن تبحث فقط عن طريقة تتجاوز بها التأتأة، بل عن مساحة ترى فيها نفسها كاملة، حتى لو خرج صوتها متقطعا.
ومع تقدمها في العمر، تغيّر منظورها. فتحولت التأتأة من مصدر قلق إلى رحلة اكتشاف ذاتي، أدركت خلالها أن صوتها، بكل ارتباكاته، يحمل شجاعة خاصة لا يشعر بها إلا من عاش التجربة فعلا.
في كتابها الأول "ت ت تَأتأة"، لا تقدّم كارين الحر حكاية عن اضطراب لغوي فحسب، بل مسارا شخصيا طويلا نحو التصالح مع الذات. أرادت منذ اللحظة الأولى أن يكون الكتاب صادقا إلى حد يعرّي التجربة دون تزيين، وأن يسمح للقارئ بالاقتراب من عالمها الداخلي كما هو، لا كما يُفترض أن يكون.
كتبت بلغتها التي تشبهها، وتركت الأفكار تتدفق على الورق من دون رقابة. تقول في حديثها للجزيرة نت: "كنت أكتب وأترك الأشياء تخرج وحدها، كأن الورق كان ينتظر هذه المشاعر التي حملتها سنوات". وبذلك تحوّل النص إلى مساحة تحرّر، أسقطت عليها ما ظل عالقا بين الصوت والقلب لوقت طويل.
إعلاناختارت كارين عنوان الكتاب بعناية. تكرار حرف التاء لم يكن زخرفة لغوية، بل إعلان مواجهة. فما كانت تخجل منه يوما جعلته في الواجهة، كأنها تقول للقارئ: "هذا صوتي الحقيقي، بهذه التأتأة أوجد وأحكي". لقد أرادت استعادة ملكية صوتها، ووضعه في مكانه الطبيعي: جزءًا من هويتها لا يمكن فصله عنها.
وراء هذه الرحلة، كانت هناك عائلة احتضنتها دون شروط. وتؤكد كارين أن ثبات والدتها وأختها منحها القدرة على الوقوف في وجه العالم، وأن إيمانهما المتواصل بصوتها كان حجر الأساس في بنائها الداخلي. هذا الدعم ذكّرها دائما بأن المشكلة لم تكن يوما في صوتها، بل في الطريقة التي يتلقى بها المجتمع اختلافه.
وتعود بذاكرتها إلى سنوات المدرسة الأولى، حين كانت تحاول نطق كلمة بسيطة، فتتقدمها ضحكات أو نظرات شفقة. تقول: "الضحك كان يؤلمني، لكن كلمة يا حرام كانت أشد وجعا". وتضيف: "مع الوقت صار الخوف من ردّة فعل الناس أصعب من التأتأة نفسها".
ورغم أن التأتأة انتزعت من كارين الكثير في طفولتها وشبابها -من جرأتها ومن اندفاعها الفطري نحو الكلام- فإنها منحتها في المقابل حساسية عالية تجاه الآخرين وقدرة استثنائية على الإصغاء. وتوضح قائلة: "أحب التواصل والكلام، لكن الخوف كبلني لفترة طويلة. لاحقا أدركت أن المشكلة لم تكن في الصوت بل في الخوف نفسه. ومع ذلك، التأتأة منحتني القدرة على أن أسمع بصدق".
ولا تخفي كارين أن المجتمع لا يزال يخلط بين التأتأة والمرض، فحين يتحدث شخص يتأتئ أمام الآخرين، يسارع البعض إلى تقديم نصائح عفوية تثقل عليه أكثر مما تساعده. وتقول: "نحن نعرف كيف نتعامل مع التأتأة، لسنا بحاجة لمن يعلّمنا كيف نتكلم. هذه العبارات تضع الشخص تحت ضغط كبير". لكنها ترى في الوقت ذاته أن الوعي يتحسن تدريجيا، وأن السخرية يجب أن تتوقف تماما. وبالنسبة إليها، يأتي كتابها خطوة في مسار أطول لنشر الوعي، لا خاتمته.
وعندما جاء يوم توقيع الكتاب، شعرت كارين للمرة الأولى بأن صوتها يُستقبل كما هو، بلا تصحيح ولا مقاطعة. وتقول: "كان أجمل يوم في حياتي. أحبّ الناس من حولي، وشعرت بفخر وراحة، وخوف جميل، ذلك الخوف الذي يرافق كل بداية حقيقية".
بالنسبة إلى كارين، كانت الكتابة مسارا شِفائيا كاملا. جلست أمام الورق لتُفرغ ما ظل محبوسا لسنوات: الخوف، الوجع، وانكسارات الصوت. ومع الوقت تحولت الكتابة من فعل تعبيري إلى ملجأ يومي، طقس يعيد ترتيب الداخل ويهبه قدرا من الطمأنينة. تقول: "حين أكتب، أتنفّس. وأترك خوفي على الورق".
واليوم، بعد صدور كتابها، تمضي كارين في العمل على مشاريع جديدة تُعنى بالتوعية حول التأتأة، ساعية إلى خلق مساحة أوسع تتقبل اختلافات الصوت واللغة وطريقة التعبير، وتتيح لمن يعيش التجربة أن يشعر بأنه مسموع بلا أحكام.
وفي ختام حديثها، توجّه رسالة إلى كل من يمر بالطريق نفسه: "أصواتكم جميلة، وطريقتكم ليست خطأ. على المجتمع أن يسمعكم كما أنتم، لا كما يريدكم أن تكونوا. وإذا لم يسمعكم جيدا. فالمشكلة ليست فيكم".
إعلان