ترامب يتوعد بـ"جحيم"
.المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه كاريكاتير ترامب حماس غزة نتنياهو ترامب كاريكاتير كاريكاتير كاريكاتير كاريكاتير كاريكاتير كاريكاتير عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ممر ترامب
يصاب المتابعون لتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالارتباك الشديد لأن الرجل يقول الشيء وعكسه، يقتل عشرات الآلاف ويسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام، ويفتح خزائن سلاحه لتدمير شعب غزة والقضاء عليه ويدعو لتحويل القطاع إلى منتجع سياحي عالمي، إنه ممثل الاستعمار الجديد الذي يطلب من الضحية تقبيل حذائه لأنه أتاح له الفرصة للبقاء حيًا.
لا يمكن لأي عاقل أن يصدق شعارات السلام الأمريكية، وعليه أن يفتش خلف الصورة، ليجد جرائم وقتلا ونفوذا وسرقة ثروات، وهذا ما حدث في الاتفاق الذي وُقّع الجمعة 8 أغسطس 2025 في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بين أذربيجان وأرمينيا، حيث كشف الاتفاق عن خطط أمريكا العظمى بالاستيلاء على ثروات العالم وتخريب مبادرة الحزام والطريق التي تنفذها الصين وتحاول بها اختطاف عرش السيادة الاقتصادية على العالم، واشتمل الاتفاق على وقف دائم للقتال، وفتح علاقات دبلوماسية، واحترام سيادة أراضي الطرفين.
ويمكن الإشارة إلى خطورة الاتفاق في الآتي:1 - هيمنة أمريكا على الممر الاستراتيجي «زانغزور» الذي سُمي رسميًا «ممر ترامب»، وضمان الولايات المتحدة لحقوق التطوير الحصرية لمدة 99 سنة.
2- الممر يتمدد عبر الأراضي الأرمينية لربط أذربيجان بمنطقتها المنعزلة «ناخيتشيفان»، وقد عقدت الدولة الأمريكية حق تأجيره وتطويره لبناء سكك حديد وخطوط أنابيب للطاقة، واتصالات سلكية.
3- الاتفاق شكل ضربة موجعة للنفوذ الروسي في منطقة القوقاز التي كانت محيطا استراتيجيا له.
واجمالًا يمكن الإشارة إلى ما حققته أمريكا من اتفاق أذربيجان وأرمينيا، في الآتي:
1- نفوذ جيوسياسي مباشر في قلب القوقاز: حيث يربط الممر بين أذربيجان «الغنية بالنفط والغاز» بمنطقة «ناخيتشيفان» عبر أرمينيا، ويمثل نقطة عبور بين آسيا الوسطى وأوروبا.
وبتولي أمريكا حق التطوير لمدة 99 سنة، فهي تضع قدمها في منطقة كانت سابقًا تحت النفوذ الروسي والإيراني مما يعزز قدرة واشنطن على تطويق روسيا من الجنوب والضغط على إيران من الشمال.
2- تتحكم به أمريكا في خطوط الطاقة، حيث يمكن للممر أن يحمل أنابيب غاز ونفط من أذربيجان عبر تركيا إلى أوروبا، متجاوزًا روسيا وإيران وهذا يتفق مع سياسة واشنطن في تقليل اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية بعد أزمة أوكرانيا.
3- فتح الاتفاق للشركات الأمريكية فرصًا هائلة عبر إنشاء سكك حديد وطرق سريعة وشبكات اتصالات ومحطات شحن، وستحصل الولايات المتحدة الأمريكية على عقود بمليارات الدولارات في مجالات: «البناء، الطاقة، والخدمات اللوجستية»، وسيصبح محور تجارة دولي مما يعطي أمريكا الحق في الحصول على مزيد من الرسوم والضرائب على الشحنات.
4- من خلال مبادرة الحزام والطريق تسعى الصين إلى إقامة ممرات تجارية تمر عبر آسيا الوسطى إلى أوروبا والممر الأمريكي الجديد يقطع الطريق على الصين ويسحب حركة التجارة نحو طريق بديل تديره واشنطن.
6- تسمية الممر باسم «ترامب» يعكس النفوذ الأمريكي القسري في هذه المنطقة الهامة في مواجهة روسيا والصين، ويؤكد أن خدع السلام التي تطلقها الإدارة الأمريكية ما هي إلا نفوذ وهيمنة استعمارية واستيلاء على ثروات العالم بالقوة حتى تصبح أمريكا عظيمة وحدها.