عمال بناء يعثرون على كنز ضخم من الفضة في بريطانيا.. بكم يقدر؟
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
في عالم الأرض الخفي، ما تزال ملايين الكنوز المدفونة التي لم تُكتشف، لعل آخرها عثور عمال البناء على كنز ضخم من العملات الرومانية القديمة في بريطانيا، يقدر ثمنه بأكثر من 100 ألف جنيه إسترليني، وتعود هذه العملات النادرة، البالغ عددها نحو 1368 قطعة، إلى عهد الإمبراطور نيرون، ما يجعلها واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية في البلاد.
كان عمال البناء قد أصيبوا بالذهول عندما عثروا في بريطانيا على واحدة من أكبر مجموعات العملات الرومانية على الإطلاق، إذ تنتمي الـ1368 عملة إلى العصر الحديدي والروماني تعود إلى عهد الإمبراطور نيرون في موقع بناء بالقرب من ووستر.
ويقول الخبراء إن هذا الاكتشاف المعجزة، يمثل أحد أهم الاكتشافات منذ قرن من الزمان، خاصة أنّ معظم العملات المعدنية من فئة الدينار الفضي، التي سُكَّت في روما، ويرجع تاريخها إلى عهد الجمهورية الرومانية في عام 157 قبل الميلاد، وحتى عهد نيرون بين عامي 54 و68 بعد الميلاد، وفقًا لصحيفة «ديلي ستار» البريطانية.
ويُعد كنز غزو ورشيسترشاير من أكبر كنوز العملات المعدنية التي تعود إلى فترة الغزو الروماني، وأكبر كنز في عهد نيرون تم العثور عليه في بريطانيا على الإطلاق، ويعتقد أن هذه القطع النقدية كانت مملوكة لمزارع ثري، كان يزود الجيش الروماني بالحبوب والماشية.
ويوضح الدكتور موراي أندروز، المحاضر في علم الآثار البريطاني في جامعة لندن: «إنه الشيء الأكثر إعجازًا الذي رأيته على مدى المائة عام الماضية، إنها قطع أثرية مهمة، تخبرنا عما كان يحدث هنا قبل 2000 عام، عندما كانت تلال مالفرن ربما تشكل حدود الإمبراطورية الرومانية».
تتضمن المجموعة عملة ذهبية واحدة حددها الخبراء على أنها عملة تعود إلى العصر الحديدي، وقد جرى سك هذه العملة لصالح قبيلة دوبوني البريطانية المحلية، التي كانت تعيش في ورشيسترشاير في الفترة من 20 إلى 45 بعد الميلاد، ومن المرجح أن الوعاء الذي يحتوي على العملات تم صنعه في أحد أفران الفخار الموجودة عند سفح تلال مالفرن، وخلال الأيام الماضية، أعلن هذا الاكتشاف أنّه كنزًا، وتهدف إحدى المؤسسات حاليًا إلى جمع 6 آلاف جنيه إسترليني حتى يمكن عرضه.
وقالت رئيسة لجنة المتاحف المشتركة بمجلس مقاطعة ورشيسترشاير، كارين ماي: «لقد كان هذا اكتشافًا رائعًا ومهمًا للغاية لأي شخص يرغب في فهم المزيد عن تراث المقاطعة، فهذا هو كنز ورسيستيرشاير الحقيقي، ويجب على سكان ورسيستيرشاير رؤيته والاستمتاع به لأجيال قادمة».
الكنز يعتبر الثالث الذي يتم العثور عليه في المنطقة خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، ففي عام 1999، عثر على 434 عملة فضية و38 قطعة فخارية بالقرب من تشادسلي كوربيت، وفي عام 2011، عثر اثنان من خبراء الكشف عن المعادن من ريديتش، على وعاء طيني مليء بـ3784 عملة معدنية على تلة بريدون.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العثور على كنز العثور على نقود العثور على أموال كنز مخفي كنز مدفون العثور على عملات معدنية عملات معدنية العصر الحديدي فی بریطانیا
إقرأ أيضاً:
مفارقة تريفين: عندما تصطدم الهيمنة المالية بالاستقرار الاقتصادي
كنت أتصفح الشبكة العنكبوتية قبل أيام عندما صادفني هذا الموضوع الشيّق الذي أعترف بأنني لم أكن أعرف عنه من قبل، فقررت البحث فيه. بداية لم أشعر بأن له علاقة بموضوع اهتمامي هذه الفترة في الثقافة المالية، لكن وجدتني مخطئة تماما.
الموضوع ببساطة يدور حول إحدى المفارقات الاقتصادية التي تواجه العالم الحديث، والتي تعرف بـ«مفارقة تريفين»؛ نسبة إلى الاقتصادي روبرت تريفين.
وتتلخص هذه المفارقة في الصراع بين المصلحة الوطنية قصيرة المدى للدولة التي تُستخدم عملتها كعملة احتياط عالمية وبين الاستقرار الاقتصادي طويل المدى للعالم بأسره.
فعندما تُستخدم عملة ما «مثل الدولار الأمريكي» كعملة احتياطية عالمية يجب أن تكون هذه العملة متوفرة بكميات كبيرة في الأسواق الدولية؛ حتى تلبي احتياجات التجارة والتمويل عبر الحدود. ولكي يحصل ذلك يجب على الدولة المصدّرة للعملة «في حالتنا: الولايات المتحدة الأمريكية» أن تُغرق العالم بالدولارات، وغالبًا ما يتحقق هذا عن طريق عجز مستمر في ميزان المدفوعات، أي أن أمريكا تستورد أكثر مما تصدّر، وتنفق أكثر مما تجني.
لكن هذا العجز المستمر -رغم فائدته في المدى القصير؛ لضمان توفر السيولة العالمية- يؤدي على المدى البعيد إلى إضعاف الثقة في الدولار، وتهديد الاستقرار المالي الأمريكي، وربما حتى حدوث أزمة ثقة عالمية، وهنا تكمن المفارقة: لا يمكن للدولار أن يكون عملة العالم، ويظل في الوقت نفسه عملة وطنية مستقرة وقوية.
وقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مرارًا إلى هذا الخلل منتقدًا العجز التجاري الضخم دون أن يتطرق غالبًا إلى حقيقة أن هذا العجز -وإن كان يزعج الداخل الأمريكي- يخدم في الوقت ذاته النظام المالي العالمي.
من المنظور المالي؛ تذكّرنا مفارقة تريفين أن المصالح قصيرة المدى ليست دائمًا في صالح المصالح طويلة المدى، سواء على مستوى الدول أو الأفراد.
وما يُهدد الاستقرار غدًا قد يبدو «مفيدًا» اليوم، لكنه في الحقيقة يؤسس لأزمات مستقبلية.
ولكن ما علاقة هذه المفارقة بموضوع الثقافة المالية الفردية؟ العلاقة وثيقة؛ لأن ما يُقال في الاقتصاد العالمي ينطبق علينا كذلك في حياتنا المالية الشخصية بمعنى أن الإفراط في الاستدانة أو الإنفاق غير المدروس قد يلبّي حاجاتنا الفورية، لكنه يؤسس لأعباء مالية طويلة المدى، والتوازن بين الحاضر والمستقبل هو لبّ الثقافة المالية الواعية.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية