بغداد– في الوقت الذي تشهد فيه الساحة العراقية تباينًا في المواقف بشأن التدخل في القتال بسوريا بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة، جاء تصريح الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الذي يعلن موقف التيار الصدري الرافض لأي تدخل.

وكان الصدر قد أكد في بيان رسمي نشره على حسابه بموقع إكس، الخميس، على ضرورة عدم تدخل العراق حكومة وشعبا وكل الجهات في الشأن السوري.

فيما أثار بيانه النقاش العراقي الداخلي حول دور البلاد الإقليمي وموقفها من الأزمة السورية.

pic.twitter.com/QFHOvSab68

— مقتدى السيد محمد الصدر (@Mu_AlSadr) December 5, 2024

دعوة لحل متوازن

وفي شرح لموقف بغداد من الوضع في سوريا، أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، باسم العوادي، أن بلاده ترفض بشكل قاطع أي محاولات للمساس بوحدة الأراضي السورية وتقسيمها، مشددًا على أن أية أفكار تقسيمية تشكل خطرًا على مجمل المنطقة العربية، وخاصة بالنظر إلى خصوصية سوريا "باعتبارها أحد أكبر البلدان العربية التي تواجه الكيان الإسرائيلي".

وقال العوادي في حديث لـ"الجزيرة نت"، إن العراق لا يفكر ولا يسعى إلى التدخل العسكري في سوريا، مؤكدًا في الوقت نفسه أن كل ما يجري في سوريا له تأثير مباشر على الأمن القومي العراقي، مما يجعل العراق غير قادر على البقاء بعيدًا عن فهم التطورات ودراسة مدى تأثيرها عليه سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل.

إعلان

وأضاف أن العراق يرفض تعريض أبناء الشعب السوري للمزيد من المعاناة والآلام بعد السنوات الطويلة من المحنة والشتات، محذرًا من المساس بالأقليات القومية والدينية في سوريا، أو محاولة إثارة النعرات المفرّقة للنسيج المجتمعي السوري، والتي قد تؤثر على الجوار العربي بشكل عام.

وتابع أن العراق يعمل بقوة على إيجاد حل سياسي متوازن للتداعيات الأخيرة في سوريا، مشيرًا إلى أن العراق لا يزال جزءًا فعالًا من التحالف الدولي لهزيمة تنظيم "الدولة" في كل من سوريا والعراق، مما يمنحه تفويضًا دوليًا للدفاع عن أمنه وسيادته إن فكّر أي طرف بالتعدي على حدوده.

وبين العوادي أن العراق يبذل حاليًا جهودًا سياسية ودبلوماسية استثنائية مع دول الجوار السوري كافة، ومع الدول الفاعلة في الساحة السورية، للوصول إلى تفاهمات تسهّل صياغة حلول سياسية متوافق عليها لإيجاد حل للأزمة في سوريا.

الصدر يحسم الجدل

وفي إطار النقاش السياسي العراقي بين مؤيد للتدخل في سوريا ومعارض له، قال السياسي المقرب من التيار الصدري، مناف الموسوي، للجزيرة نت، إن الصدر معروف بمواقفه الداعمة لعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، مؤكدا أن الأزمة السورية هي شأن داخلي يجب حله عبر الحوار بين الأطراف السورية.

وأضاف أن الصدر دعا إلى تجنب زج الشعب السوري في المزيد من المخاطر، وحث جميع الأطراف على الابتعاد عن التدخلات الخارجية والجلوس إلى طاولة الحوار، منوها إلى أنها كانت حاسمة في توضيح موقف التيار، حيث دعا الحكومة العراقية إلى منع أي جهة من التدخل بشكل مباشر في الأزمة السورية، حفاظا على مصالح العراق والأمن الإقليمي.

وبالحديث عن موقف رئيس الوزراء العراقي، أوضح الموسوي أن محمد شياع السوداني لم يعلن عن أي تدخل عراقي مباشر في سوريا، وإنما أكد على ضرورة حماية الحدود ومنع أي تسلل إلى العراق، لافتا إلى أن موقف الحكومة بدا متأثرا بالضغوط المتضاربة، حيث ظهر انقسام في البرلمان بين مؤيد للتدخل المباشر في سوريا وآخر لدعم الجبهة الداخلية العراقية.

إعلان

وأكد الموسوي أن موقف الحكومة الحالي معقد للغاية، حيث تُحصر بين رؤية إيرانية وأخرى أميركية، منوها إلى أن هذا الموقف الصعب للحكومة قد يشكل خارطة سياسية جديدة للعراق في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.

وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري أن العراق سبق أن تضرر من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سوريا، ولن يسمح بتكرار ذلك.

القرار للحكومة

يقول جمعة العطواني، رئيس مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي، إن قرار السلم والحرب دستوري وقانوني، وإن قرار التحرك لمواجهة الجماعات الإرهابية مسألة متروكة للقائد العام للقوات المسلحة والحكومة العراقية، منوها إلى أن البعض يرى أن الأحداث السورية شأن داخلي، لكن الاختلاف في وجهات النظر أمر طبيعي في ظل الديمقراطية.

وقال العطواني في حديثه للجزيرة نت إن الحكومة العراقية والعديد من القوى السياسية ترى أن ما يحصل في سوريا هو نسخة طبق الأصل مما حدث في العراق عام 2014، ولهذا لا بد من وجود دور عراقي لوقف الحرب والمواجهات ومنع الإرهاب والحفاظ على استقرار وأمن ووحدة سوريا.

وتابع "هناك بعض القوى السياسية التي ترى أن إرسال قوات إلى سوريا ليس في مصلحة العراق خوفا من ردود أفعال إرهابية داخل العراق"، مستدركا بالقول "لكن القرار الرسمي يبقى بيد الحكومة العراقية لأنها المسؤولة عن تبعات أي انتشار للإرهاب في سوريا".

وبيّن العطواني أن المؤتمر الصحفي الذي جمع وزراء خارجية العراق وسوريا وإيران أكد على أهمية وحدة وأمن سوريا للمنطقة وضرورة التعامل مع الإرهاب بمسطرة واحدة.

وأكد العطواني أن الحراك الدبلوماسي هو الأمل في وقف الحراك العسكري، لكن إن  فشل فإن العراق لن يقف مكتوف الأيدي وقد يرسل الحشد الشعبي أو قوات أمنية أخرى.

إعلان

وبشأن تصريحات رئيس هيئة الحشد الشعبي، بين العطواني أن فالح الفياض حذر من إمكانية تدخل الحشد الشعبي في سوريا إذا استدعت الضرورة، ذلك لأن نتائج الأحداث في سوريا ستؤثر بشكل مباشر على العراق، مضيفا أن "تقسيم سوريا سيؤدي إلى انعكاسات سلبية على استقرار ووحدة وسيادة العراق، وهو معني أكثر من أي دولة أخرى بالحفاظ على سوريا واستقلالها".

وأكد رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض، أمس الجمعة أن الأزمة السورية "حدث داخلي"، لكن لا يمكن غض الطرف عندما تتحكم جماعات مسلحة بسوريا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحکومة العراقیة الأزمة السوریة الحشد الشعبی أن العراق فی سوریا ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

خلافاً للواقع..السوداني:حقوق الإنسان العراقي لامثيل لها في العالم!!

آخر تحديث: 11 دجنبر 2025 - 10:35 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، امس الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أن دور حكومتنا الإنساني امتد إلى خارج الحدود عبر تقديم مساعدات لغزة ولبنان واستقبال النازحين منهم داخل العراق.وقال السوداني في بيان ، إن “العالم يحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من كانون الأول 2025، بمناسبة الذكرى الـ 77 لإصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تلك الوثيقة التي كرست الحقوق غير القابلة للتصرف وجمعتها لتكون أساساً لكل الوثائق الدولية المعنية بحقوق الإنسان“.وأضاف، أن “هذا اليوم هو مناسبة للتضامن الدولي في مواجهة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في كل بقاع الأرض، وانطلاقاً من التزام حكومتنا الراسخ بتعزيز منظومة حقوق الإنسان العالمية، وترسيخ مبادئ العدل والكرامة الإنسانية، التي أكدت عليها الأديان السماوية، ونص عليها الدستور العراقي في الباب الثاني (الحقوق والحريات)، نجدد التزامنا بكفالة هذه الحقوق وتعزيز حمايتها والدفاع عنها“.وأشار إلى، أنه “يتزامن احتفالنا بهذه المناسبة مع ذكرى يوم النصر على عصابات داعش الارهابية، وانتهاء سيطرتها على عدد من مدن العراق، بتضافر جهود الشعب العراقي وقواتنا المسلحة بصنوفها وتشكيلاتها كافة“.وتابع: “لقد خطت الحكومة العراقية خطوات مهمة خلال السنوات الماضية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في مجالات مختلفة، ومنها؛ تنظيم انتخابات ناجحة لاختيار اعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات، وتحسين أوضاع السجون، وتوسيع الحماية الاجتماعية، ودعم وتعويض الناجين من الارهاب من جميع المكونات، فضلاً عن تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني“.وأشار إلى، أن “دور حكومتنا الإنساني امتد إلى خارج الحدود عبر تقديم مساعدات عاجلة لأشقائنا الذين اكتووا بنار الحرب الاجرامية التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزّة ولبنان، واستقبال النازحين منهم داخل العراق، وتقديم الدعم المادي والصحّي لهم، تأكيداً لثوابت العراق في نصرة القضايا العادلة“.وأوضح، أن “اليوم العالمي لحقوق الانسان يمثل رسالة لتجسيد مبادئ هذه الحقوق على أرض الواقع، وتعزيز روح المواطنة، وحماية الكرامة الانسانية، وهي مناسبة تزيدنا اصراراً على تحقيق تطلعات شعبنا الكريم وحفظ كرامة المواطن العراقي في كل مجال أو مكان“.   يذكر ان الشعب العراقي يعاني من الظلم والفقر والبطالة واختطاف وقتل للنشطاء والاعلاميين والكتاب والكفاءات العلمية من حشد الحكومة الإيراني وتكميم الأفواه، وقبل 3 ايام اصدر رئيس السلطة القضائية الولائي فائق زيدان امرا بتحريك الدعاوى ضد كل من ينادي بتحرير العراق من إبران والقضاء على الفساد وارهاب الدولة وغيرها، اي حقوق يتحدث عنها السوداني؟؟؟.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء العراقي: حققنا الأمن والاستقرار في البلاد رغم التحديات
  • الأمين العام للأمم المتحدة: نقدر التزام الحكومة العراقية بالمضي قدما في خطط التنمية
  • زيدان: اختيار الرئاسات الثلاثة بيد القوى السياسية العراقية
  • للعام الـ11 على التوالي.. أوروبا تجدد حظر الطائرات العراقية في سمائها
  • إعلام أمريكي: ضغط سوري فرنسي على لبنان لتسليم رئيس المخابرات الجوية السورية السابق جميل الحسن
  • أكثر من (7)ملايين برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال الشهر الماضي
  • السوداني يوجه بتطبيق قانون حماية المنتجات العراقية
  • النسخة الأفضل من منتخب الأردن تتحدى تاريخا من التفوق العراقي
  • اليوم.. القوى السنية تعقد اجتماعاً مهماً لحسم تسمية رئيس مجلس النواب
  • خلافاً للواقع..السوداني:حقوق الإنسان العراقي لامثيل لها في العالم!!