عربي21:
2025-12-14@15:12:18 GMT

الجولة القادمة مع ترامب

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

في قراءة ثانية لتصريح دونالد ترامب، الذي هدّد فيه المقاومة في غزة بأنه سيحوّل منطقة "الشرق الأوسط" إلى جهنم أو جحيم، إذا تسلّم قيادة أمريكا في 20 كانون الثاني/ ديسمبر 2025، ولم يكن كل "المحتجزين" لدى حماس في غزة قد أفرج عنهم جميعا.. يمكن قراءة التهديد بأنه سيهاجم غزة، ولكن تحويل منطقة "الشرق الأوسط" (الاسم المزوّر لمنطقتنا) إلى جحيم، يتضمن مهاجمة محور المقاومة كله، وعلى التحديد إيران بالخصوص، الأمر الذي يفرض التحضير من الآن لمواجهة ترامب، ابتداء من محور المقاومة مجتمعا، ومَن يُمكن أن يستفزه ترامب، من قوى سياسية ودول عربية وإسلامية.



ولكن قبل تناول ضرورة التحضير لمواجهة ترامب، يجب أن يُلاحظ بأن تبني ترامب لهذا التصريح، مفتتحا به استراتيجيته وسياساته، يعني أن أولوية الاستراتيجية الأمريكية ستكون التركيز على "الشرق الأوسط"، بدلا من الصين التي تهدّد بالحلول مكان أمريكا، في احتلال مكانة الدولة الكبرى رقم 1، بل تهدّد بحرمان أمريكا من سيطرتها العالمية، أو من أن تترأس نظام القطب الأوحد.

التركيز بإعطاء الأولوية للشرق الأوسط، سوف يُسهم بإضعاف أمريكا أكثر أمام الصين، أو سيعود على الصين بفوائد مجانية، بسبب غرق أمريكا في حروب "الشرق الأوسط"، فيما احتمال الفشل في هذه الاستراتيجية، من حيث تغيير المنطقة، هو الراجح بل المؤكد
هذا التركيز بإعطاء الأولوية للشرق الأوسط، سوف يُسهم بإضعاف أمريكا أكثر أمام الصين، أو سيعود على الصين بفوائد مجانية، بسبب غرق أمريكا في حروب "الشرق الأوسط"، فيما احتمال الفشل في هذه الاستراتيجية، من حيث تغيير المنطقة، هو الراجح بل المؤكد.

وقد سبق وفشل الرؤساء الذين سبقوا دونالد ترامب في هذه الأولوية، وصولا لبايدن، وفشل هو في "صفقة القرن"، التي لم يبق منها ما حملته من مشروع شامل.

إن تهديد ترامب قبل تسلم الرئاسة، بتحويل "الشرق الأوسط" إلى جحيم، يكشف ما وراء استمرار نتنياهو بما يقوم به من اختراقات لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بهدف إبقاء التصعيد على أشدّه، تمهيدا لتنفيذ تهديد ترامب من جهة، ولامتصاص الانتصار الذي حققه حزب الله ولبنان، في إجبار نتنياهو على توقيع الاتفاق، الذي لم يلتزم به، من جهة ثانية.

هذا وانتقل الآن نتنياهو إلى احتلال موقع هام عسكريا في حرمون (في جبل الشيخ) في سوريا، وإلى تموضع توسّعي جديد في الجولان، مع مواصلة القصف والاعتداءات، وتجريد سورية من سلاحها، مما يشكل تمهيدا آخر لتنفيذ تهديد ترامب، الأمر الذي يفترض التحرك منذ الآن لإحباط أهداف نتنياهو، واختراقاته للاتفاق في لبنان. وهو ما سيتم من خلال صمود المقاومة في لبنان، وحشد كل القوى خلف حزب الله ولبنان في هذه المعركة، ذات الطابع السياسي- العسكري.

وكذلك الأمر، بضرورة حشد أوسع القوى، لإحباط الهجمة الترامبية ضد الدول العربية، وذلك إلى جانب الهجمة على قطاع غزة والضفة وإيران وحزب الله والعراق واليمن.

يجب التفريق بين ما يمكن أن يحقق من قتل للمدنيين، وتدمير هائل للأبنية والمساكن والمشافي، كما يحدث في قطاع غزة من جهة، وبين عدم نجاح التآمر في تحقيق أهدافه السياسية، أو التغيير في موازين القوى، من جهة أخرى
فما يبيته ترامب لن يقتصر على استهداف تصفية القضية الفلسطينية، وظاهرة المقاومة التي تطوّرت، ولم تزل، في مواقع السير على طريق تحرير فلسطين، وذلك بالرغم مما يوجّه إليها من ضربات هنا أو هناك، وبالرغم مما يجري من حرب نفسية، توحي كأن ترامب سيحقق ما يتوعد المنطقة به.

وهنا يجب التفريق بين ما يمكن أن يحقق من قتل للمدنيين، وتدمير هائل للأبنية والمساكن والمشافي، كما يحدث في قطاع غزة من جهة، وبين عدم نجاح التآمر في تحقيق أهدافه السياسية، أو التغيير في موازين القوى، من جهة أخرى.

ذلك لأن ميزان القوى ما زال في غير مصلحة أمريكا والكيان الصهيوني، كما أثبتته المواجهات الميدانية العسكرية. وهو ما أثبتته انتصارات المقاومتين في غزة ولبنان، ومحور المقاومة عموما، في مرحلة ما بعد طوفان الأقصى، وما ستثبته، بإذن الله، الجولة الجديدة من الصراع.

الكيان الصهيوني وأمريكا يعانيان داخليا وخارجيا من نقاط ضعف كثيرة، بعضها ظاهر وأشير إليه مرارا، وبعضها كامن، أو في طريقه للخروج إلى السطح.

فاستقواء ترامب ونتنياهو يجب ألّا يحجب ما يتصفان به من نقاط ضعف، وما ينتظرهما من فشل، وهذا ما يوجب أن تبقى الإرادة الحديدية، والمعنويات العالية، والإيمان بنصر الله، أسياد المواجهة القادمة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب المقاومة غزة نتنياهو غزة نتنياهو المقاومة ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط من جهة فی هذه

إقرأ أيضاً:

ميدو: صلاح أسطورة الشرق الأوسط.. وحان وقت مغادرته ليفربول

تصاعد الجدل حول مستقبل النجم المصري محمد صلاح في ليفربول بعد تصريحاته الأخيرة، حيث تضاربت الآراء بين مؤيد لرحيله للدوري السعودي ومعارض يرى أن سلوكه يجعله "غير لائق" حتى للبطولة الآسيوية.

دعا مهاجم توتنهام والمنتخب المصري السابق، أحمد حسام ميدو، محمد صلاح إلى مغادرة ليفربول فوراً، معتبراً أن فقدان الثقة مع المدرب الحالي أمر يصعب إصلاحه. 

وشدد ميدو خلال مداخلة بالفيديو مع قناة “سكاي سبورتس” على أن الدوري السعودي هو الوجهة الأمثل لصلاح، كونه "أسطورة في الشرق الأوسط كله" و"قدوة لكل الشباب" في المنطقة التي تحترمه بشكل كبير لما قدمه في اللعبة. 

كما أشاد ميدو بقوة الدوري السعودي ووصفه بأنه "دوري قوي وتنافسي جيد" يُبث في أكثر من 90 دولة ويضم "أسماء كبيرة".

على النقيض تماماً، أبدى بن هارببرغ، مالك نادي القلعة السعودي، تحفظات قوية على ضم صلاح، مشككاً في عقلية النجم المصري بعد تصريحاته الأخيرة. 

وقال المالك إنه "لا يفضل أن يأتي صلاح" إلى الدوري السعودي، مشيراً إلى أن سلوكه "لا ينم عن لاعب جماعي عظيم"، خاصة بعد حديثه عن الإدارة والمدرب عقب توقيعه عقداً ضخماً.

كما أوضح أن ناديه يركز على استراتيجية ضم اللاعبين الأصغر سناً والأقل عمراً من صلاح (33 عاماً)، ممن لا يزالون في "منتصف أو بداية مسيرتهم المهنية" لتطويرهم وإعادة بيعهم.

من جهة أخرى، رأى اللاعب السابق تشارلي أوستن أنه "لا يرى سبيلاً" لعدم عودة صلاح للعب مع ليفربول بعد كأس الأمم الأفريقية، مؤكداً أن صلاح هو "التميمة" و"أفضل لاعب" في النادي ويجب أن يشارك. 

كما أشار أوستن إلى أن صلاح قد يكون "كبش فداء" يتحمل عبء الانتقادات الآن بدلاً من باقي زملائه "دون المستوى".

اقرأ المزيد..

مقالات مشابهة

  • قراصنة الصين يخترقون شبكات أمريكا.. مسؤول ينتقد إدارة ترامب!
  • «كنائس الشرق الأوسط» تشيد بالدور المصرى فى تثبيت اتفاق غزة
  • صحيفة: جدل بين "الموالين" حول مسؤولية "حماس" عن خراب "محور المقاومة"
  • بيع أغلى «بنتهاوس» في الشرق الأوسط بقيمة 550 مليون درهم
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • من هم أغنى 5 شخصيات في الشرق الأوسط لعام 2025؟
  • أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
  • «الليجا» تُطلق مشروعاً استراتيجياً في المنطقة
  • ميدو: صلاح أسطورة الشرق الأوسط.. وحان وقت مغادرته ليفربول
  • هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط