عربي21:
2025-05-31@12:01:50 GMT

الجولة القادمة مع ترامب

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

في قراءة ثانية لتصريح دونالد ترامب، الذي هدّد فيه المقاومة في غزة بأنه سيحوّل منطقة "الشرق الأوسط" إلى جهنم أو جحيم، إذا تسلّم قيادة أمريكا في 20 كانون الثاني/ ديسمبر 2025، ولم يكن كل "المحتجزين" لدى حماس في غزة قد أفرج عنهم جميعا.. يمكن قراءة التهديد بأنه سيهاجم غزة، ولكن تحويل منطقة "الشرق الأوسط" (الاسم المزوّر لمنطقتنا) إلى جحيم، يتضمن مهاجمة محور المقاومة كله، وعلى التحديد إيران بالخصوص، الأمر الذي يفرض التحضير من الآن لمواجهة ترامب، ابتداء من محور المقاومة مجتمعا، ومَن يُمكن أن يستفزه ترامب، من قوى سياسية ودول عربية وإسلامية.



ولكن قبل تناول ضرورة التحضير لمواجهة ترامب، يجب أن يُلاحظ بأن تبني ترامب لهذا التصريح، مفتتحا به استراتيجيته وسياساته، يعني أن أولوية الاستراتيجية الأمريكية ستكون التركيز على "الشرق الأوسط"، بدلا من الصين التي تهدّد بالحلول مكان أمريكا، في احتلال مكانة الدولة الكبرى رقم 1، بل تهدّد بحرمان أمريكا من سيطرتها العالمية، أو من أن تترأس نظام القطب الأوحد.

التركيز بإعطاء الأولوية للشرق الأوسط، سوف يُسهم بإضعاف أمريكا أكثر أمام الصين، أو سيعود على الصين بفوائد مجانية، بسبب غرق أمريكا في حروب "الشرق الأوسط"، فيما احتمال الفشل في هذه الاستراتيجية، من حيث تغيير المنطقة، هو الراجح بل المؤكد
هذا التركيز بإعطاء الأولوية للشرق الأوسط، سوف يُسهم بإضعاف أمريكا أكثر أمام الصين، أو سيعود على الصين بفوائد مجانية، بسبب غرق أمريكا في حروب "الشرق الأوسط"، فيما احتمال الفشل في هذه الاستراتيجية، من حيث تغيير المنطقة، هو الراجح بل المؤكد.

وقد سبق وفشل الرؤساء الذين سبقوا دونالد ترامب في هذه الأولوية، وصولا لبايدن، وفشل هو في "صفقة القرن"، التي لم يبق منها ما حملته من مشروع شامل.

إن تهديد ترامب قبل تسلم الرئاسة، بتحويل "الشرق الأوسط" إلى جحيم، يكشف ما وراء استمرار نتنياهو بما يقوم به من اختراقات لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بهدف إبقاء التصعيد على أشدّه، تمهيدا لتنفيذ تهديد ترامب من جهة، ولامتصاص الانتصار الذي حققه حزب الله ولبنان، في إجبار نتنياهو على توقيع الاتفاق، الذي لم يلتزم به، من جهة ثانية.

هذا وانتقل الآن نتنياهو إلى احتلال موقع هام عسكريا في حرمون (في جبل الشيخ) في سوريا، وإلى تموضع توسّعي جديد في الجولان، مع مواصلة القصف والاعتداءات، وتجريد سورية من سلاحها، مما يشكل تمهيدا آخر لتنفيذ تهديد ترامب، الأمر الذي يفترض التحرك منذ الآن لإحباط أهداف نتنياهو، واختراقاته للاتفاق في لبنان. وهو ما سيتم من خلال صمود المقاومة في لبنان، وحشد كل القوى خلف حزب الله ولبنان في هذه المعركة، ذات الطابع السياسي- العسكري.

وكذلك الأمر، بضرورة حشد أوسع القوى، لإحباط الهجمة الترامبية ضد الدول العربية، وذلك إلى جانب الهجمة على قطاع غزة والضفة وإيران وحزب الله والعراق واليمن.

يجب التفريق بين ما يمكن أن يحقق من قتل للمدنيين، وتدمير هائل للأبنية والمساكن والمشافي، كما يحدث في قطاع غزة من جهة، وبين عدم نجاح التآمر في تحقيق أهدافه السياسية، أو التغيير في موازين القوى، من جهة أخرى
فما يبيته ترامب لن يقتصر على استهداف تصفية القضية الفلسطينية، وظاهرة المقاومة التي تطوّرت، ولم تزل، في مواقع السير على طريق تحرير فلسطين، وذلك بالرغم مما يوجّه إليها من ضربات هنا أو هناك، وبالرغم مما يجري من حرب نفسية، توحي كأن ترامب سيحقق ما يتوعد المنطقة به.

وهنا يجب التفريق بين ما يمكن أن يحقق من قتل للمدنيين، وتدمير هائل للأبنية والمساكن والمشافي، كما يحدث في قطاع غزة من جهة، وبين عدم نجاح التآمر في تحقيق أهدافه السياسية، أو التغيير في موازين القوى، من جهة أخرى.

ذلك لأن ميزان القوى ما زال في غير مصلحة أمريكا والكيان الصهيوني، كما أثبتته المواجهات الميدانية العسكرية. وهو ما أثبتته انتصارات المقاومتين في غزة ولبنان، ومحور المقاومة عموما، في مرحلة ما بعد طوفان الأقصى، وما ستثبته، بإذن الله، الجولة الجديدة من الصراع.

الكيان الصهيوني وأمريكا يعانيان داخليا وخارجيا من نقاط ضعف كثيرة، بعضها ظاهر وأشير إليه مرارا، وبعضها كامن، أو في طريقه للخروج إلى السطح.

فاستقواء ترامب ونتنياهو يجب ألّا يحجب ما يتصفان به من نقاط ضعف، وما ينتظرهما من فشل، وهذا ما يوجب أن تبقى الإرادة الحديدية، والمعنويات العالية، والإيمان بنصر الله، أسياد المواجهة القادمة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب المقاومة غزة نتنياهو غزة نتنياهو المقاومة ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط من جهة فی هذه

إقرأ أيضاً:

دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحويل قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط

محمد زواري، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في سنوفليك

تُمثل الطاقة العمود الفقري للاقتصاد العالمي، ويحتل الشرق الأوسط مركز الصدارة في هذا التحول. ومع توقعات أوبك” بأن تُوفر المنطقة ما يقرب من 60% من صادرات النفط العالمية بحلول عام 2050، يُصبح دور الطاقة أكثر أهمية من أي وقت مضى. تُبادر الحكومات في جميع أنحاء المنطقة، بدمج مبادرات التحول الرقمي في استراتيجياتها الوطنية. وتُشير هذه الجهود إلى التزام المنطقة بالابتكار والاستدامة الاقتصادية طويلة الأجل.

ونظراً لأن صادرات النفط لا تزال تُمثل حوالي 30% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، تبرز البيانات والذكاء الاصطناعي كأدوات حيوية في هذا التطور، فهي تُمكّن الشركات من تحديث بنيتها التحتية، ومواءمة القرارات التشغيلية مع أهداف أعمالها على المدى الطويل.

الطاقة في العصر الرقمي

الآن، أصبح من الأهمية بمكان أن تدمج شبكات الكهرباء وآبار النفط القديمة، التي يعود تاريخها إلى عشرات السنين، ملايين الأصول الممكّنة بإنترنت الأشياء، مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية، مما يُقدّم كميات ضخمة من البيانات التشغيلية، ويتطلب قدرة هائلة على الاستيعاب وإمكانات تحليلية فعالة لاتخاذ قرارات أذكى وأسرع.

أضف إلى ذلك التأثير الناجم عن الأحوال الجوية القاسية، والأوضاع الجيوسياسية المتقلّبة، وانقطاع مصادر الطاقة المتجددة، وعجز الأدوات التقليدية عن مواكبة هذه التطوّرات. ورغم أن العقود طويلة الأجل مع الشركاء العالميين مثل الصين واليابان والهند توفّر بعض الأمان، إلاّ أن تحليلات البيانات المتقدمة أصبحت الآن ضرورية لإدارة المخاطر المالية وتخفيفها. تدمج النماذج التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي البيانات الخارجية والداخلية للتنبؤ بتقلبات السوق واتجاهات الطلب بدقة أكبر.

تواجه الشركات الآن مطالب متزايدة للالتزام بالشفافية في استراتيجياتها البيئية والاجتماعية ومبادرات الحوكمة، بينما يسعى المستهلكون إلى أنظمة طاقة منزلية سهلة الاستخدام وقائمة على التكنولوجيا. لهذا، ينبغي أن تتميز شركات الطاقة بالمرونة والاستباقية للحفاظ على قدرتها التنافسية. يكشف تقرير “اتجاهات البيانات” من سنوفليك أن 90% من البيانات المؤسسية غير منظمة، مما يجعل البنية الأساسية للبيانات المركزية القابلة للتطوير أولوية قصوى.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات على أرض الواقع

تتجه شركات الطاقة نحو منصات البيانات الموحدة لتمكين التعاون بين مختلف العمليات وتوليد رؤى آنية، كما أن دمج البيانات التشغيلية والمالية وبيانات العملاء في مصدر واحد موثوق يضمن اتخاذ قرارات متسقة ومستنيرة عبر سلسلة القيمة.

يُواصل الذكاء الاصطناعي في إحداث تحوّل جذري على كافة المستويات، من صيانة المعدات إلى التداول وإشراك العملاء. يحدّد تعلّم الآلة أي تناقضات أو أعطال بصورة لحظية تقريباً، مما يدعم الصيانة التنبؤية ويُقلل من تكاليف التوقف. وفي مجال التداول، يُحسّن الذكاء الاصطناعي توقعات أسعار السلع ويساعد الشركات على إدارة مخاطر محافظها الاستثمارية بشكل استباقي.

أما فيما يتعلّق بالحلول المُوجّهة للعملاء، يُساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي والبيانات الآنية في تقديم توصيات مُخصصة وأدوات إدارة طاقة سهلة الاستخدام، مما يُحسّن رضا العملاء ويعزّز ولائهم في سوق تنافسية للغاية.

تُواصل المؤسسات التي تستثمر في البنية التحتية للبيانات تحقيق نتائج ملموسة، حيث تُشير أبحاث سنوفليك أن 92% من أوائل المستخدمين قد حققوا عوائد من استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي، ويخطط 98% منهم لزيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في عام 2025. ومع توقع مساهمة الذكاء الاصطناعي بنسبة تتراوح بين 20% و 34% في اقتصادات الشرق الأوسط، ستشكّل هذه التكنولوجيا مستقبل عمليات الطاقة.

الفصل التالي

ستساهم رقمنة العمليات، وإدارة التقلّبات، وتوقع متطلبات العملاء المتطورة بترسيخ مكانة الشرق الأوسط كقوة عالمية في مجال الطاقة. ومع استمرار النقص في الكفاءات وتجزؤ الأنظمة، تُقدم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والبيانات القابلة للتطوير نموذجاً للمرونة والابتكار والنمو المستدام في ظل مشهد عالمي سريع التغير.

 


مقالات مشابهة

  • خلافات ترامب وماسك تندلع علناً في الشرق الأوسط
  • ترامب يقود حربا جديدة ضد الصين على أرض أمريكا .. تفاصيل
  • عقدت معها اتفاقية سريعا لإنقاذها.. ترامب يتهم الصين بانتهاك اتفاقها التجاري مع أمريكا
  • «حرة مطار الشارقة» تستعرض خدماتها في «الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات»
  • نظرة على الشرق الأوسط في عقل ترامب
  • دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحويل قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط
  • خبير إستراتيجي: اليمين المتشدد لا يريد توقف حرب غزة
  • واشنطن بشأن الشرق الأوسط: نسعى لحل طويل الأمد للنزاع
  • عاجل. نتنياهو: غيّرنا وجه الشرق الأوسط وقضينا على محمد السنوار في قطاع غزة
  • فوز "OHI Leo Burnett" بثلاث جوائز مرموقة