دشّن المكتب الثقافي المصري بالكويت، برنامجه الثقافي الجديد، بندوة استحضرت عوالم الحكايات الشعبية المصرية والكويتية، وتأثير تلك الحكايات في الهويّة الثقافية والوطنية للشعبين.

الندوة التي جاءت برعاية سفير جمهورية مصر العربية بدولة الكويت أسامة شلتوت، وبدعوة من محمد عبد النبي، رئيس المكتب الثقافي المصري بالكويت، تحدث فيها الروائي والكاتب المصري صالح الغازي، والكاتبة والمترجمة الكويتية فضة المعيلي، والروائية الكويتية بدرية التنيب، وأدارتها القاصة والكاتبة المصرية الدكتورة رحاب إبراهيم، وحضرها وجمع من الأدباء والمثقفين.

وفي بداية الندوة قالت القاصة الدكتورة رحاب إبراهيم، إن التطور يسير على مر التاريخ عبر التفاعل والتأثير المتبادل، وأنه كلما كانت ثقافة مجتمع ما منفتحة على غيرها من الثقافات كلما ازدادت قوتها وقدرتها على التأثير.

واعتبرت أن التطور الإنساني لشعب ما، لا يسير بمعزل عن الآخر، وأننا كشعوب عربية لدينا مساحات مشتركة واسعة من التراث الثقافي والمعرفي.

ولفتت إلى أن الشعوب بات لديها وعي بأهمية التراث والحكايات الشعبية في بناء الشخصية العربية والحفاظ على هويتها وتطورها.

ووصفت الدكتورة رحاب إبراهيم ندوة "الحكايات الشعبية في مصر والكويت" بأنها أمسية ثقافية ذات مذاق خاص، تستلهم من التراث العربي الأصيل ما يحتويه من كنوز إنسانية وقيم عالية رواها الأجداد والآباء وتناقلتها الأجيال، وتحمل من الحكمة مالا يخلو من المتعة والدعابة.

وفي مداخلته بالندوة، استحضر الروائي صالح الغازي، مقدمات الحكايات الشعبية المصرية: "كان ياما كان، في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان"، و"كان ياما كان، ياسعد ياكرام، ولا يحلا الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام".

ثم تطرق "الغازي" إلى خصائص الحكايات الشعبية وما تتسم به من شفاهية وتلقائية وبساطة وواقعية، وصعوبة تحديد زمان ومكان لها، واستجابتها للإضافة والحذف بحسب الزمان والمكان.

وأشار إلى ما حظيت به الحكايات الشعبية من اهتمام قبل الباحثين، الذين عملوا على جمعها وتوثيقها ودراستها، بداية من المستشرقين، ونهاية بالباحثين المعاصرين الذي اهتموا بجمع نصوص تلك الحكايات من الرواة الشعبيين، مروراً بالحكايات الشعبية الفرعونية التي سجلتها النصوص والنقوش والرسوم التي زيّنت جدران معابد ومقابر قدماء المصريين، والتي وجدت على أوراق البردي وقطع الأوستراكا.

وفي إجابته على سؤال وجه له حول مدى تأثره بالحكايات الشعبية في أعماله الأدبية، قال صالح الغازي، إن التراث المصري توليفة من حضارات متعاقبة مرت على مصر منها الفرعونية، واليونانية، والرومانية، والقبطية، والاسلامية، والعثمانية وطوائف وفئات كثيرة.

واضاف بأنه تعامل مع مفردة التراث الشعبي، وتأثر به في دواينه الشعرية، وأنه في رواية "الباص" تشابكت الحكايات الشعبية المصرية مع الحكايات الفلبينية وغيرها.

ومن جانبها، تحدثت الروائية بدرية التنيب، عن الحكايات الشعبية ومدى تأثيرها على المجتمع، ودور الام في صياغة تلك الحكايات لإيصال القيم والمبادئ خصوصا لدى الأطفال.

ونوّهت "التنيب"، إلى أهمية الحكايات الشعبية في حياة الانسان منذ بداية الخلق، وأكدت أنها ستبقى كذلك وستبقى حتى النهاية.

واعتبرت أن أعظم القصص نجدها في القرآن الكريم، وقصص الأنبياء وما فيها من ترويح على قلوب المسلمين، وما فيها من حكمة وعبر، وبيّنت مدى حاجة الإنسان إلى القصص حيث يجد فيها ما يروح به عن نفسه وقت الضيق، ومنها يكون به موعظة حسنه وغير ذلك.

وأوضحت بأن لكل شعب من الشعوب حاجة لنوع خاص من القصص، والتي وجدنا أنفسنا نطلق عليها قصصاً أو حكايات شعبية، وهي قد تتشابه وقد تختلف في الأسلوب، لكن المضامين متقاربة كل حسب ثقافته، وفي تلك القصص والحكايات الشعبية ما يميل رواتها إلى الخيال وإلى قصص الجن والسحر، وكثير منها يتوقف عند ذكر الأأمجاد والأبطال في تاريخ الشعوب.

فيما قالت المترجمة والكاتبة فضة المعيلي، إن الحكايات الشعبية الكويتية تعكس القيم والعادات والتقاليد التي عاشت بها الأجيال السابقة، وتلعب دورا مهما في نقل المعرفة والحكمة عبر الزمن، حيث تسهم في تعزيز الهوية الثقافية للعشب الكويتي، ووسيلة فعّالة لنقل الأحداث والتاريخ والأحداث المهمة، إضافة إلى ما تلعبه الحكايات من دور في تعليم القيم الأخلاقية مثل الكرم، والشجاعة، والتسامح".

وذكرت "المعيلي" أنه على مر السنين حافظت الحكايات الشعبية الكويتية على مكانتها في المجتمع، حيث تعمل كوسيلة لتقوية الروابط الاجتماعية بين الأفراد، وغالبا ما تروى هذه الحكايات في التجمعات العائلية أو المجتمعية مما يخلق بيئة من التفاعل والتواصل.

وقرأت فضة المعيلي خلال الندوة حكاية "النوخذة والديك" من كتابها "حزاوي كويتية"، وعلى هامش الفعالية قال المنسق الثقافي العام د.إبراهيم سلام بأن الحكايات الشعبية تتميز بتنوعها وغناها، لافتا بأن الحكايات الشعبية تعتبر جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي في مختلف المجتمعات، حيث تعكس القيم والمعتقدات والعادات والتقاليد التي يتبناها الناس.

وأما الدكتور إبراهيم سلام، المنسق العام للجالية المصرية بالكويت، فقد أشاد بعمق الحوار والأصالة في المادة المقدمة من قبل المشاركين بالندوة، ورأى بأن الحكايات الشعبية تُمثل رابطاً مشتركاً بين شعوب العالم العربي جمعاء.

وكان محمد عبد النبي، رئيس المكتب الثقافي المصري بالكويتن قد افتتح الندوة بتقديم التهنئة للكويت في مناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2025 من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون "ألكسو"، بجانب اختيارها عاصمة للإعلام العربي عام 2025، واعتبر أن مثل تلك الإختيارات، تعكس دور الكويت كدولة رائدة في المجال الثقافي والإعلامي على مستوى الوطن العربي.

وأشار إلى أن ندوة "الحكايات الشعبية في مصر والكويت"، التي استهل بها المكتب الثقافي المصري بالكويت برنامجه الثقافي الجديد، سبتبعها تنظيم فعاليات فكرية وثقافية وفنية متتالية، في إطار الحرص على إبراز العناصر المشتركة للثقافتين المصرية والكويتية.

وحرص "عبد النبي" على توجيه لشكر للسفير المصري بالكويت، أسامة شلتوت على الدعم اللامتناهي للمكتب الثقافي المصري ومختلف أنشطته، ولكافة أعضاء البعثة الدبلوماسية بالكويت، كما توجه بالشكر والتقدير للدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري. على ما يقدمه من دعم من أجل تمكين المكتب الثقافي بالكويت من القيام بدوره في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين الشقيقين.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الكويت الحكايات الشعبية المكتب الثقافي المصري الحکایات الشعبیة فی

إقرأ أيضاً:

نادي جعلان يعلن نتائج الإبداع الثقافي

أعلن نادي جعلان نتائج المرحلة الأولى لمسابقة الأندية للإبداع الثقافي ٢٠٢٤-٢٠٢٥، وعلى هذا ينظر النادي بعين الأمل إلى مواصلة هذه الجهود على مستوى المرحلة الثانية والثالثة والتوفيق لتلك الإبداعات الشبابية المتنوعة لهذا الموسم، وعلى امتداد تلك الجهود الحثيثة التي نالت المراكز المشرفة أعلنت اللجنة الشبابية بالنادي المراكز المتقدمة في شتى المجالات الإبداعية. ففي مسابقة الشعر الشعبي جاء ناصر بن بدر الشحيمي في المركز الأول، وعبدالله بن ثابت الجابري في المركز الثاني، وصالح بن علي المسروري في المركز الثالث. وفي الشعر الفصيح نال محمد بن سعيد الحسني المركز الأول، وفي مسابقة التعليق الرياضي أحرز أحمد بن سالم الخوذيري المركز الأول وحمد بن مسلم العويسي المركز الثاني وسالم بن محمد الراجحي المركز الثالث، وفي مسابقة الألعاب الإلكترونية تأهل كل من محمد المقاحمي وعمار المشرفي والقاسم المسروري ورياض المطاعني وداؤود المسروري والمنتصر المطاعني ومحمد المسروري والحارث الحارثي ومحمد الحسني وناصر المقاحمي للمرحلة الثانية بعد فوزهم في المرحلة الأولى.

أما في مسابقة الإنشاد فقد ظفر يحيى بن سعيد الحسني بجائزة المركز الأول وفجر بنت جمعة الخوذيرية بالمركز الثاني وسالم بن جابر العريمي بالمركز الثالث، أما الجوائز التشجيعية فكانت من نصيب كل من عبدالرحمن بن خميس المشايخي والعنود بنت جميل المشايخية وماهر بن محمود البهلولي وديمة بنت صالح بن تعيب. وفي مسابقة الإبتكار وريادة الأعمال جاء المنصور بن ناصر المطاعني أولا، والمنذر بن ناصر الراجحي ثانيا وسلطان بن سيف الإسماعيلي ثالثا. أما في مسابقة التصوير الضوئي فقد نال خميس الشكيلي المركز الأول وفارس بن علي المشرفي المركز الثاني وصلاح بن ناصر الشكيلي المركز الثالث. أما الجوائز التشجيعية فنالها كل من حاتم بن ضحي الراشدي ومحمد بن راشد المسروري. وفي الفنون التشكيلية (الخط العربي) حصلت وعد بنت ناصر الحسنية على المركز الأول وصالح بن حميد الدغيشي على المركز الثاني وإسراء بنت خليفة المسرورية على المركز الثالث، وفي مسابقة الموسيقى جاء عوف بن عبدالرحمن البلوشي أولا ومنذر بن مبارك المسروري ثانيا وسالم بن ناصر المشايخي ثالثا. أما في مسابقة المناظرات فقد حصل مهند بن سالم المشايخي على المركز الأول ويمنى بنت راشد الراجحية على المركز الثاني ومعاذ بن خالد المسروري على المركز الثالث ومصعب بن سعيد المنذري على المركز الرابع ومروان بن عبدالملك المسروري على المركز الخامس. وأكد أحمد بن محمد الراجحي رئيس اللجنة الشبابية بنادي جعلان أن روح التنافس كانت حاضرة بقوة بين المتنافسين وبلغت أوجها في كل مسابقة، وهذا يدل على المداومة القوية لدى هؤلاء المتسابقين مع مواهبهم والتعامل المناسب معها، كما أن المسابقات حظيت بلجان تحكيمية رائعة وعلى مستوى عالٍ، إذ ضمت كل مسابقة من حكمين إلى خمسة حكام، أما عن صعوبات مسار هذه المرحلة فتجلت في مسألة الوقت وموضوع امتحانات الطلبة للاختبارات الفترية، ولكن تم التعامل معها بتجاوز هذا الظرف ونجحنا في اجتياز المرحلة الأولى بمثالية.

مقالات مشابهة

  • في هذا الموعد.. أنغام تحيي حفلًا غنائيًا على مسرح أرينا بالكويت
  • شجار جسدي بين إيلون ماسك ووزير الخزانة الأمريكي خارج المكتب البيضاوي
  • ضيوف برنامج خادم الحرمين يقضون أول أيام التشريق وسط منظومة متكاملة من الخدمات والتقنيات المتطورة التي يسّرت أداء المناسك
  • مفتي عام المملكة يستقبل إمام جامع الدولة الكبير بالكويت
  • المكتب الإعلامي بغزة: مراكز المساعدات الإسرائيلية الأمريكية تحولت إلى مصائد موت
  • عبد المسيح هنأ نادي قلحات الثقافي الرياضي
  • نادي جعلان يعلن نتائج الإبداع الثقافي
  • إسنا التاريخية تتألق عالميًا .. مصر تعود إلى ساحة العمارة بجائزة الآغا خان 2025
  • ضمن مبادرة «معًا بالوعي نحميها» المكتب البابوي للمشروعات ينظم ورشة تدريبية |صور
  • جنوب الشرقية.. وجهة سياحية مميزة خلال فصل الصيف