أدوار الكوميديا الممزوجة بخفة الظل التي أبدع في تجسيدها الفنان غريب محمود جعلته رمزًا للطرف والإبداع في المسرح والسينما والمسلسلات التليفزيونية في مصر والوطن العربي، حتى لقبه النقاد بـ«أبو العريف، ولكن في حياته الحقيقية كان أبًا حنونًا يحنو على أسرته ويحب زوجته وأبنائه، وفي ذكرى وفاته اليوم، نستعرض كواليس من حياته وعلاقته بأسرته.

محطات في حياة الفنان غريب محمود 

وُلد في 10 مايو عام 1945 في القاهرة، ودرس في معهد الفنون المسرحية. بدأ مسيرته الفنية من على خشبة المسرح، ليقدم العديد من المسرحيات مع كبار النجوم في مصر، حتى أصبح من أهم الوجوه المعروفة للمشاهدين، سواء على شاشة السينما أو التليفزيون. وكان من أبرز أعماله التي اشتهر بها: «جحا يحكم المدينة»، و«شارع محمد علي»، وشارك في السينما في أفلام مثل «المولد»، و«بخيت وعديلة»، و«بوحة».

واستمر عطاؤه الفني الذي بدأ مع ثمانينيات القرن الماضي منذ أول عمل له بمسرحية «جحا يحكم المدينة» عام 1985، وكما روى ابنه محمود غريب خلال لقاء تليفزيوني سابق له: «والدي كان من أكتر فنانين الكوميديا الموجودين على الساحة، وكان يعشق المسرح لدرجة كبيرة»، وأدرك الجمهور حضوره في الأعمال الفنية إذ كان يجسد بدقة شديدة بروحه المرحة.

علاقته بأسرته 

ظل نجم غريب محمود ساطعًا حتى أصبح واحدًا من أبرز الوجوه الفنية في مصر. ووصفه ابنه بأنه كان أبًا ديمقراطيًا وحنونًا، يشاركه حياته ويمنحه نصائحه دائمًا. وعبر «محمود»، ابنه، قائلاً: «محظوظ إني أتربيت في بيت فيه الفنان غريب محمود، استفدت منه في الحياة وفي الفن، وكان خفيف الظل جدًا». وذكر أن والده سُمي بـ«أبو العريف» بسبب الحملة التي قدمها في التليفزيون لمحو الأمية في فترة التسعينات والألفينات.

وأضاف «محمود»، ابن الفنان غريب محمود، أن والده كان يحب الفنان نجاح الموجي والفنان أحمد راتب، وكان يحب العمل مع الفنان سيد زيان، وذكر أنه تربى على يده فنيًا حتى درس هو أيضًا في معهد الفنون المسرحية، حتى دخل الفن عن طريق المخرج جمال عبد الحميد، وقال: «خدت دور في زيزينيا 2، وقعدت أعمل أدوار صغيرة، وسيرة والدي الحسنة سهلت لي كتير أوي».

وفاة الفنان غريب محمود

ظل الفنان غريب محمود يعيش مع أسرته ويحنو عليهم، وكانت حياته حافلة بالنجاحات، حتى توفي في 10 ديسمبر عام 2006، أثناء أدائه لإحدى الشخصيات في مسرحية «حمام مغربي»، وكانت المسرحية بطولة الفنانة وفاء مكي والشحات مبروك.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفنان غريب محمود محمود غريب فيلم بوحة

إقرأ أيضاً:

عامان على الإبادة.. الاحتلال تعامل بوحشية مع القطاع الديني بغزة للمسلمين والمسيحيين

أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إحصائيات توثق جزءا من حجم الدمار الممنهج الذي تسببت به دولة الاحتلال خلال حربها على القطاع منذ عامين، حيث طالت الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل خطباء وأئمة مساجد ودعاة دين مسلمين ودور عبادة إسلامية ومسيحية، في استهداف متعمد "للمرجعية الأخلاقية" للمجتمع الفلسطيني.

واتبعت إسرائيل عدة طرق وصفها مسؤولون فلسطينيون بـ"الوحشية" من أجل بث الفوضى وتفريغ المجتمع من محتواه "الديني والروحي" وتدميره، بدءا باستهداف عناصر الأمن المدني، مرورا بتسليح عصابات لسرقة المساعدات الإنسانية، وصولا إلى استهداف رجال الدين ودور العبادة.


وفق مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، فأن 233 خطيبا وواعظا وإماما وداعية من المسلمين استشهدوا فضلا عن 20 مسيحيا في هجمات لجيش الاحتلال استهدفت أنحاء مختلفة من القطاع منذ بدء الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/أكتوبر  2023، كما استهدف ما يزيد عن 835 مسجدا بشكل كامل، وأكثر من 180 مسجدا بشكل جزئي، و 3 كنائس رئيسية لأكثر من مرة.

قصف مسجد الأيبكي في غزة.. آخر ما تبقى من مساجدنا..

أيها المسلمون…
بيوت ربكم تُهدم وأنتم تواصلون صمتكم الفاخر!
وغزة تُناديكم.. لا بمال ولا بسلاح،
بل بموقفٍ يُشبه إيمانكم إن تبقّى منه شيء.

اللهم إنهم يرون، ولا يتحرّكون… pic.twitter.com/cPze3QQKzF — Mohammed Haniya (@mohammedhaniya) September 16, 2025
"خلق فراغ روحي"
الثوابتة قال، إن علماء الدين المستهدفين يمثلون "ركائز أساسية في ترسيخ القيم الوطنية والدينية، وتثبيت روح الصمود في وجه العدوان وحرب الإبادة، وتعزيز التماسك الاجتماعي"، وأوضح أن عمليات القتل المُمنهجة التي تستهدف علماء الدين "تسعى إلى إضعاف الروح المعنوية للمجتمع الفلسطيني، وإسكات الخطاب الديني والوطني الذي يفضح جرائم الاحتلال".

إلى جانب ذلك، فإن إسرائيل تسعى إلى "إفراغ الساحة الفلسطينية من رموزها المؤثرة والقادرة على تعبئة الشعب وصون الهوية الدينية والوطنية، فضلا عن خلق فراغ روحي وثقافي يُمهد لفرض روايته ومخططاته الاستعمارية"، وفق قوله.

استهداف علماء الدين
ومن أبرز علماء الدين في فلسطين الذين استهدفتهم إسرائيل، الداعية يوسف سلامة، حيث عمل مدرسا وإماما في بداية رحلته الدينية، وتولى تدريجيا مناصب إدارية في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، وصولا إلى منصب الوزير في عامي 2005-2006.

وكان من ضمن خطباء المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، على مدى 10 سنوات امتدت بين عامي 1997 و2007، وفي تلك الفترة عمل نائبا للهيئة الإسلامية العليا في القدس، وقد استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت منزله في مخيم المغازي وسط قطاع غزة في 31 كانون الأول/ديسمبر 2023.

الداعية وائل الزرد، وعُرف بإمامته في "المسجد العمري الكبير" بمدينة غزة و"مسجد المحطة" في حي الدرج (شرق)، واٌشتهر بخطبه "الجهادية"، عمل الزرد أستاذا جامعيا في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وقبلها في جامعتي القدس المفتوحة والإسلامية بغزة، وعام 2001، حصل على شهادة الماجستير في علم الحديث ومن ثم شهادة الدكتوراه من "جامعة عين شمس" المصرية، استهدف الجيش الإسرائيلي منزل الزرد بمدينة غزة في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتوفي متأثرا بإصابته بعد القصف بيومين.

الداعية وليد عويضة، عضو فرع فلسطين في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومدير عام التحفيظ في وزارة الأوقاف بغزة، حصل على الدكتوراه في الحديث الشريف وعلومه، وترك "بصمة في نشر العلم الشرعي وتوجيه الأجيال نحو القيم الإسلامية"، وفق بيان سابق للاتحاد، استشهد بقصف إسرائيلي استهدف منزله في حي الصبرة جنوب مدينة غزة في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

الداعية نائل مصران، نال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، ومن ثم درس الشريعة الإسلامية، وحصل لاحقا على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه، وعرف بخطبه وكلماته المؤثرة التي حثت الفلسطينيين على الصبر والثبات طيلة 600 يوم من الإبادة حتى استشهاده رفقة عائلته في غارة استهدفت خيمته في مدينة خان يونس في 30 أيار/مايو الماضي.

"استهداف المسيحيين"
ولم تستثنِ إسرائيل دور العبادة المسيحية أو رجال الدين الفلسطينيين، إذ طالت غاراتها كنائس رئيسية في مدينة غزة كانت قد تحولت إلى ملاجئ للنازحين، وأسفر القصف عن قتلى وجرحى بين المدنيين، إلى جانب أضرار مادية كبيرة.

ونزح عدد من المواطنين المسيحيين إلى الكنائس والمباني التابعة لها، بعد أن دُمرت منازل عدد منهم جراء القصف، وبحثا عن ملجأ أكثر أمنا، وبحسب الثوابتة، فإن إسرائيل استهدفت خلال الإبادة 3 كنائس رئيسية أكثر من مرة، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منها وإلحاق أضرار جسيمة بمبانيها التاريخية ومرافقها الخدمية.

قامت إسرائيل بقصف منزلٍ مجاورٍ لكنيسة القديس بورفيريوس والمستشفى المعمداني، مما أدى إلى استشهاد عدد من الأطفال والنساء المسلمين، وإصابة عدد من الأطفال والنساء المسيحيين.

وكانت الكنيسة قد استُهدفت في بداية الحرب، واستشهد داخلها عدد من المسلمين والمسيحيين.

إنها إبادة شاملة لجميع… pic.twitter.com/Jtl9E0wPo1 — Tamer | تامر (@tamerqdh) August 31, 2024
والكنائس التي استهدفتها إسرائيل في قطاع غزة هي: "كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، وكنيسة العائلة المقدّسة (اللاتين/الكاثوليك)، وكنيسة المعمدانيين الإنجيلية في غزة"، وأفاد الثوابتة بأن الاعتداءات المباشرة وغير المباشرة على تلك الكنائس والتجمعات سكنية المحيطة بها فضلا عن مدارس ومؤسسات مسيحية ومنازل، أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا بينهم نساء وأطفال ومسنون.


وحول الاستهداف الإسرائيلي للمسيحيين، قال الثوابتة إن ذلك يأتي "ضمن سياسة ممنهجة تستهدف القضاء على التنوع الديني والوجود التاريخي الأصيل في القطاع"، وأضاف أن "نسبة الشهداء المسيحيين تجاوزت 3 بالمئة من إجمالي عدد المسيحيين في غزة، حيث يشمل قساوسة وعاملين في الخدمة الدينية".

وعد هذا الاستهداف "انتهاكا صارخا للحماية التي يمنحها القانون الدولي الإنساني لرجال الدين ودور العبادة، ويرتقي إلى جريمة حرب وجرائم اضطهاد ديني كما وردت في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أأكتوبر  2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و139 شهيدا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

مقالات مشابهة

  • حزنا على وفاة خطيبته.. شاب يتخلص من حياته بإلقاء نفسه أسفل قطار بقنا
  • خالد عجاج يكشف عن أصعب لحظات حياته.. اضطررتُ للموت الرحيم
  • الكويتية "غصة عبور" تتألق في مهرجان بغداد المسرحي الدولي
  • علي الحجار يحيي احتفالية انتصارات أكتوبر على مسرح البالون اليوم
  • بمشاركة علي الحجار.. مسرح البالون يستعد لاحتفالية ذكرى انتصارات أكتوبر
  • محمد صبحي يحيي ذكرى نصر أكتوبر بمشهد من «أبناء الصمت»
  • الأوقاف تحيي ذكرى وفاة الشيخ محمد عمران أحد أبرز أعلام التلاوة
  • ذكرى نصر أكتوبر.. بلدي تجمع هاني شاكر ومحمد ثروت بعد 40 عاما من غنائها
  • عامان على الإبادة.. الاحتلال تعامل بوحشية مع القطاع الديني بغزة للمسلمين والمسيحيين
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة الشيخ علي صغير دليج الحرازي