إذا كنت من محبي القهوة المتخصصة، وما زلت تحرص على استمرار علاقتك بالآيس كريم منذ الطفولة بالشغف نفسه، فإن حلوى "الأفوغاتو" الغنية قد تحقق لك معادلة فريدة في المزج بين المذاقين بشكل قد يفاجئ حواسك.

تُعد حلوى "الأفوغاتو" خيارا مثاليا لأولئك الذين يحبّون التناقضات؛ فأنت من جهة ستحصل على الحموضة السوداء المُرّة للإسبريسو، ولكن بعد أن تلتقي مرارة القهوة بالكريمة البيضاء الغنية والدسمة لآيس كريم الفانيليا.

وخلال العامين الماضيين، استطاع هذا الصنف الإيطالي أن يعود إلى الصدارة ضمن أصناف الحلويات المميزة والأكثر شهرة، بعد أن تداول مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو وهم يستمتعون بمذاقه في أنحاء العالم.

تاريخ حلوى الأفوغاتو

بداية، تعود كلمة "أفوغاتو-Affogato" الإيطالية إلى مرادفة تعني "الغرق" أو "الإغراق"، وهي غالبًا ما تُعد بطريقة بسيطة وتقليدية تمامًا، بمزج جرعة طازجة من الإسبريسو المركّز مع آيس كريم الفانيليا، وأحيانًا يمكن إضافة الكريما القشدية الطازجة للمزيج لتعزيز القوام الغني.

وتعود قصة أصل الأفوغاتو، وفق أرجح التقديرات، إلى إيطاليا في وقت ما في منتصف القرن الماضي، عندما تطورت صناعة الآيس كريم، ثم ما لبثت أن انطلقت الحلوى عبر المحيط الأطلسي وظهرت في قوائم الطعام الأميركية في التسعينيات.

إعلان

وفي حين أنه لا يوجد تاريخ محدد، يبدو أنها انتشرت في إيطاليا في الخمسينيات عندما أصبح إنتاج الآيس كريم صناعيا وحديثًا.

ففي قاموس ميريام وبستر للإنجليزية عام 1992، ظهر تعريف هذا الصنف من الحلويات، في إشارة إلى ارتفاع شعبيته في الولايات المتحدة.

ويعتقد البعض أن الأفوغاتو أسهمت بشكل أو بآخر في خلق مشروب "الفرابيه" أو "الفرابتشينو" الذي يعتمد بشكل كبير على المزج بين الكريمة المخفوقة والقهوة الباردة، في مشروب أقرب إلى الميلك شيك، ولاقى رواجًا واسعًا في أميركا عام 1995 قبل أن يشتهر في أرجاء العالم، وبذلك استطاع أن يُخرج حلوى الأفوغاتو من دائرة الضوء التي استمرت فيها عقودا.

لكن بحلول عام 2023، أعاد منشور على إنستغرام للمصور والمؤثر الأميركي سام يوكيليس حلوى الأفوغاتو للواجهة من جديد. فقد لاقى المنشور المكون من صور وفيديوهات للصنف وهو يتم إعداده في مقهى صقلّي تقليدي انتشارا على نطاق واسع تجاوز 170 ألف إعجاب ومئات الآلاف من إعادات النشر، مما دفع بالحلوى إلى دائرة الضوء من جديد.

View this post on Instagram

A post shared by sam youkilis (@samyoukilis)

 

حلوى الأفوغاتو المصنوعة في المنزل

رغم أن هذه الحلويات عادة ما يكون تحضيرها باستخدام القهوة المتخصصة المُحضرة باستخدام ماكينات الإسبريسو الاحترافية، لكن ما زال بالإمكان تحضيرها في المنزل بمستويات قد تضاهي تلك التي تقدم في مقاهي إيطاليا التقليدية.

كل ما عليك هو الالتزام بالمعادلة المضبوطة للمعايير، واختيار أفضل المكونات. بالنسبة لمعيار الآيس كريم مقابل الإسبريسو أيضًا، فإن الأفوغاتو الكلاسيكي مصنوع من كوبين من الجيلاتو أو الآيس كريم بنكهة الفانيليا، مقابل جرعة واحدة من الإسبريسو. ولكن عندما يُصنع في المنزل، تكون هذه النسبة مرنة، ويمكن تعديلها بسهولة بناء على التفضيل الشخصي.

طريقة التحضير بالخطوات

يُعد صُنع حلوى الأفوغاتو المثالية أمرا بسيطا، فقط قم باختيار أجود المكونات. فالأمر كله يتعلق باستخدام أفضل أنواع القهوة وأفضل أنواع الآيس كريم في تحضير المزيج.

إعلان

ولتحقيق المعادلة الصحيحة، من الضروري تحضير الإسبرسو المُركّز باستخدام مسحوق البن المحمّص وتسخينه على نار هادئة على الموقد قبل وصوله إلى درجة الغليان، أو ببساطة يمكن استخدام آلة صنع القهوة التقليدية، ولكن احرص في هذه الحالة على تحضير قهوة قوية للغاية ومُركّزة أكثر من الطريقة المعتادة.

لتحقيق المعادلة الصحيحة، من الضروري تحضير الإسبرسو المُركّز باستخدام مسحوق البن المحمّص (غيتي إيميجز)

لا تضف أي حليب أو ماء إلى الإسبريسو، إذ يُفضل أن يكون مُركزًا وكثيف القوام لتحقيق النتائج المرجوة عند إضافته للآيس كريم.

بعد ذلك قم باستخدام كوب زجاجي تم تبريده في الثلاجة لمدة ساعة على الأقل، وأضف إليه مغرفة سخية من آيس كريم الفانيليا الجاهز أو المصنوع في المنزل.

الخطوة التالية هي سكب الإسبريسو الساخن فوق الآيس كريم؛ بعدها يمكن ببساطة تناول حلوى الأفوغاتو الإيطالية بالملعقة قبل أن تذوب بالكامل.

ومع أن الوصفة التقليدية لا تتطلب مزيدا من الإضافات، لكن إذا كنت تأمل تقديم هذه الحلوى مع شيء خاص، يمكن دوما رش القليل من البندق المحمّص أو الفستق المفروم أو البسكويت المطحون أو الشوكولاتة المبشورة على الوجه لإثراء النكهة.

وإذا كنت ترغب بالاستمتاع بهذه الوصفة، لكن تساورك بعض المخاوف بسبب نسبة الكافيين فيها، تذكر أنه يمكنك دومًا تحضير الأفوغاتو المنزلي باستخدام القهوة الخالية من الكافيين، للحصول على المذاق الفريد نفسه من  دون المعاناة من الآثار الجانبية للقهوة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الآیس کریم فی المنزل

إقرأ أيضاً:

علماء يكشفون المشروب الأفضل لصحة عظام المرأة مع التقدم في السن

أجرى الباحثون دراسة طويلة الأمد شملت آلاف النساء المسنات للتحقيق في تأثير استهلاك الشاي والقهوة على صحة العظام، النتائج التي نشرت في مجلة "Nutrients" كشفت عن علاقة مثيرة تربط بين استهلاك هذين المشروبين وكثافة العظام ومخاطر الإصابة بالكسور.

وخلصت الدراسة إلى أن تناول الشاي يوميًا قد يرتبط بزيادة طفيفة في كثافة العظام لدى النساء اللواتي تجاوزن الخامسة والستين، بينما ارتبط الإفراط في شرب القهوة بارتفاع احتمالية ضعف العظام. 

 

تبرز هذه النتائج أهميتها بالنظر إلى مرض هشاشة العظام، الذي يصيب حوالي ثلث النساء بعد سن الخمسين، متسببًا في ملايين الكسور السنوية على مستوى العالم.

 

في السابق، تراوحت الآراء العلمية بشأن تأثير القهوة والشاي بين متناقضة وغامضة. إلا أن هذه الدراسة الأوسع والأطول أفصحت عن العلاقة بينهما بوضوح، من خلال متابعة بيانات حوالي عشرة آلاف امرأة وقياس كثافة عظام منطقتي الورك والعنق الفخذي، حيث تكثر الكسور مع تقدم العمر.

 

أظهرت النتائج القياسات أن النساء اللواتي أحافظهن على عادة شرب الشاي يوميًا قد سجلن كثافة عظمية أعلى بالمقارنة مع من لا يشربن الشاي. ومع أن الفرق كان محدودًا، إلا أنه اكتسب دلالة إحصائية تُبرز أثره. ويُعتقد أن مركبات "الكاتيكين" الموجودة في أوراق الشاي تلعب دورًا في تعزيز بناء العظام ومقاومة تدهورها الطبيعي مع التقدم في العمر.

 

أما تأثير القهوة فجاء أكثر تعقيدًا. فالاستهلاك المعتدل (ما يعادل كوبين إلى ثلاثة يوميًا) لم يظهر ضررًا على العظام، لكن تخطي خمسة أكواب يوميًا أدى إلى ارتفاع ملحوظ في العلامات التي تشير إلى خطر ترقق العظام. والأدهى من ذلك، تبين أن تأثير القهوة السلبي يتفاقم بين النساء اللاتي يستهلكن الكحول أيضًا. على الجانب الآخر، يبدو أن للشاي فائدة إضافية لدى النساء اللاتي يعانين من السمنة.

 

عزا العلماء التأثير السلبي المحتمل للقهوة إلى مادة الكافيين، التي قد تعيق امتصاص الكالسيوم وتسهم في فقدان المعادن الأساسية للعظام. وعلى النقيض، تساعد مركبات الشاي على تقليل هذه التأثيرات. ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن هذه التأثيرات يمكن تخفيفها بسهولة عبر إجراءات بسيطة، مثل إضافة الحليب إلى القهوة أو الحرص على نظام غذائي غني بالكالسيوم.

 

الدراسة تحمل رسالتين مباشرتين إلى النساء الكبيرات في السن: الأولى تشجع على اعتبار الشاي اليومي ليس فقط كوسيلة للاسترخاء، لكنه عادة صحية وتعزيزية لصحة العظام. أما الرسالة الثانية فتوصي بالاعتدال في استهلاك القهوة وتجنب الإفراط، خاصًة عند اقترانها بتناول الكحول.

 

يشدد الباحثون على أن الهدف ليس الامتناع عن القهوة أو الإفراط في شرب الشاي، بل اتخاذ قرارات صحية واعية تستند إلى التوازن. ويذكرون أن عناصر مثل التغذية المتوازنة، والكالسيوم، وفيتامين "د" تبقى العمود الفقري لدعم صحة العظام، بينما يمكن للمشروبات اليومية أن تلعب دورًا تكميليًا وفوائد إضافية في هذا السياق الحياتي المعقد.

مقالات مشابهة

  • مختص يوضح سر نكهة القهوة والعوامل المؤثرة فيها
  • "إيني" الإيطالية تخطط لضخ استثمارات بـ 8 مليارات دولار في مصر
  • نشرة المرأة والمنوعات | فواكه غنية بالألياف تساعد على تخفيف الإمساك.. لماذا يشعر بعض الأشخاص بالنعاس بعد شرب القهوة؟
  • الرئيس الفلسطيني يلتقي عدد من القيادات ورؤساء الأحزاب الإيطالية
  • أيام مهرجان دهوك مستمرة بحضور جماهيري لمحبي السينما (صور)
  • رغم شهرتها كمشروب منشّط.. لماذا يشعر بعض الأشخاص بالنعاس بعد شرب القهوة؟
  • الأيقونة الإيطالية تواصل التألق.. الكشف عن فيات 500 بنسخة هجينة| صور
  • علماء يكشفون المشروب الأفضل لصحة عظام المرأة مع التقدم في السن
  • طريقة تحضير ستيك اللحم المشوي بالتوابل والزبدة
  • طريقة تحضير بوريك اللحم بالبهارات الشهية