الثورة نت:
2025-06-30@09:28:54 GMT

إرهابهم وإسلامنا

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

 

 

السياسة الغربية بعيدة كل البعد عن المبادئ والقيم والدين والأخلاق لاعتمادها على العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة، ولا يتم استخدام الدين المحرّف إلا لتبرير الإجرام واستعباد الآخرين، واكبر ضمان للسياسة هي القوه أولا وأخيرا، ولا يختلف الأمر بين اليهود أو النصارى أو إن كانوا مجتمعين في حلف صهيوني صليبي قائم على أساس ديني وتتماثل معهم في الأمر سياسة صهاينة العرب، إلا أنهم يتميزون بأنهم أشداء على المسلمين خاضعين وذليلين أمام الآخرين شرقا وغربا شمالا وجنوبا لأنهم يدينون بالولاء والوجود لهم .


صهاينة العرب يعتمد عليهم الاستعمار في الحفاظ على القطرية والتجزئة ومحاربة التكامل الاقتصادي والسياسي وكل التوجهات الاستقلالية سرا وعلانيه من أجل استمرار تدفق الثروات من البقرة الحلوب وتكريس الشتات والذلة والمهانة كأهم واجبات تلك الحكومات والأنظمة التي أوجدها ونصبها وسلمها السلطة .
لقد قطع الإجرام والطغيان والإرهاب والاستبداد مسافات بعيدة حتى صنع من المواطن العربي والمسلم أسطورة تحاربه المخابرات والجيوش العالمية والعربية على حد سواء، بل وجعل من الدين الإسلامي ومبادئه وتعاليمه الربانية مصدرا للإرهاب؛ دولة مستباحه القتل والإبادة والإجرام تمارسها كل دول العالم ضده ويكمل الحكام الطغاة والمستبدون برعاية الغرب والشرق مالم يستطع فعله الآخرون.
قسمت الأراضي وفقا لمصالح وإرادة الدول الاستعمارية ونصبت الحكومات وأبيدت الثورات الوطنية وتعاون الجميع على حصار المواطنين بين الحدود ووزعت الثروات لكل من يخدم توجهات الإجرام والاستعمار والطغيان ولم يكتف الاستعمار بذلك بل أنشأ جماعات إرهابية من أجل القضاء على كل فكر وتوجه وطني ووحدوي .
الإساءة للدين هدف تلك الجماعات من خلال تلك الممارسات التي تعمل على إلصاق كل نقيصة بالإسلام.
حينما سعى الرئيس ياسر عرفات للحصول على ما أسماه -سلام الشجعان -الحلف الصهيوني الصليبي بكل جرائمه لم يستح أن يفرض على منظمة التحرير إدانة الإرهاب ومقصدهم من ذلك إدانة الكفاح المسلح ضد الإجرام الصهيوني الصليبي وهو عمل مشروع تكفله الأديان السماوية والقوانين الدولية وكل الملل والنحل .
لم يكتف المتحالفون بذلك بل أوجبوا على المنظمة حذف كل ما يتعلق بالكفاح المسلح من الميثاق الوطني الفلسطيني وكل الأدبيات والمناهج وقدموا شكوى إلى منظمة اليونسكو تطالب بحذف ما تسميه الإرهاب من المناهج الفلسطينية والعربية ولم يشتك ضد إسرائيل وإرهابها وإجرامها أحد سواءً من الزعماء أو القادة أو الرؤساء، رغم أن أسفار التوراة المحرفة تدعو إلى إبادة غير اليهود وإبادة كل ما على أرض الخصم الذي لا يرضى بسيطرتهم.
بينما المعتدى عليهم مطالبون بحذف آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن اليهود، وهنا سارعت معظم الحكوما العربية والإسلامية لتلبيه مطالبهم على حساب دينهم وكرامتهم وعزتهم، وهكذا تحول الإجرام والمجرمون إلى حمائم سلام والمعتدى عليهم والضحايا إلى إرهابيين وقتلة.
الاستعمار والطغيان يعتمد دائما على توجيه الجماهير وتجييشها ضد عدو محدد ويتم حشدها ضده، فيما كان الغرب يعتمد على الاشتراكية ومواجهتها والشرق يعتمد على الإمبريالية وخطورتها لكنهم يلتقيان مع البوذية والهندوسية في العداء المشترك للإسلام كعدو أساسي في المقام الأول، ولذلك لما سقطت الاشتراكية قدم الإسلام كعدو يجب الخلاص منه وتدميره كما دمرت الاشتراكية، وكما تحرك الغرب في الحملات الصليبية لتخليص الصليب من المسلمين باعتبارهم كفارا توجهت السياسات الغربية تحت قيادة أمريكا لتحطيم الإسلام بدعوى أنه الإرهاب وأن المسلمين إرهابيون .
حُوصر العراق ودُمر واستبيحت أراضيه وسلبت خيراته وكانت أفغانستان المحطة التالية، المبرر جاهز والتمويل موجود وهكذا عرفت أمريكا العالم بمعنى الإرهاب – من لم يكن معنا فهو ضدنا – مع أنها دمرت فيتنام واليابان وتدخلت في كل دول العالم لحماية الديمقراطية وحقوق الإنسان كما يزعم .
كانت أفغانستان محطة ضرورية لإرهاب العالم وإثبات تفرُّد أمريكا بالهيمنة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وعدم وجود قوة مناضرة أو مكافئة لها وكما كانت أفغانستان لتأديب دول شرق آسيا ووسطها كانت العراق محطة لإرهاب العالم العربي والإسلامي تحت ذريعة ومبرر تصنيع أسلحة دمار شامل ليتضح كذب تلك الدعايات الإجرامية باعتراف سياسيي الغرب وقادتهم .
يسفك الإجرام دماء العرب والمسلمين الأبرياء دون حياء أو خجل وزعماؤهم يسعون جاهدين لإثبات حسن نواياهم بنفي تهمة الإرهاب والتطرف التي هم ضحيتها، الإجرام لا يخجل ولا يتوقف فضحاياه من المسلمين في العراق وأفغانستان ولبنان وسوريا والسودان على أيدي اليهود والنصارى سواء باغتيالات فردية أو جماعية، وها هي إسرائيل تعمل على ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وقبلها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا.
في بورما وكمبوديا والهند تمارس الحكومات جرائم الإبادة والتطهير العرقي ضد المسلمين وتشجع الجماعات الإرهابية المتطرفة على إكمال الجرائم التي لا تريد تحمل المسؤولية عنها وباعتراف العالم، فلا يعترض أحد وفي قلب أوروبا ارتكب الصرب جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، ومثل ذلك الكروات والإسلام هو الإرهاب والمسلمون إرهابيون في نظرهم .
احتل الاتحاد السوفييتي أفغانستان ومارس أبشع الجرائم وتأتي بعده أمريكا ومع ذلك فالشعب الأفغاني إرهابي في نظرهم ويستفيد الطغيان من موضة الإرهاب ليمارس أبشع الجرائم في حق الشعوب تحت ذريعة مكافحته.
إذا كان كل إجرامهم وفسادهم وهم حمائم السلام فكيف لو كانوا من الإرهابيين، لقد صدق الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي حينما قال “إن الإرهابي هو أنا وأنت كمسلمين لم نحمل السلاح ولم نقتل أحداً لكن المطلوب القضاء على الإسلام والمسلمين لأنهم إرهابيون” .
لقد استغلوا تفوقهم العلمي والتكنولوجي لاستعمار الآخرين والاستيلاء على ثرواتهم والتحكم بمصائرهم بواسطة الحكام والأنظمة المؤيدة لهم .وأشاعوا فوبيا الخوف من الإسلام كأسلوب ونظام حياة يعتمد على القيم والمبادئ الربانية لأنه يحارب الإجرام والإفساد والضلال ولذلك تكالبت عليه قوي الإجرام العالمية شرقا وغربا، هم شرعوا الربا واستولوا على ثروات العالم، والإسلام أوجب التعاون والتناصر والتكافل، هم أباحوا الخمر والموبقات والإسلام دعا وأوجب العفة والطهارة ؛هم مارسوا الإجرام وسفك دماء الآخرين والإسلام حمى النفس والعرض والمال والدين والعقل ؛هم يثيرون الحروب وينشرون الخراب والدمار والإسلام يدعو إلى السلام والأمن .
الإجرام اليوم صوته عال وقواته تمارس القتل والدمار، ومع ذلك فلا مسؤولية عليه والضحايا اليوم الإسلام والمسلمون وهم المتهمون والمقتولون، وصدق الله العظيم القائل: ((كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين))المائدة -64-.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مجلس حكماء المسلمين ينظِّم مائدة عن التراث الديني بكازاخستان

نظَّم مجلس حكماء المسلمين فرع آسيا الوسطى، بالتعاون مع المركز الدولي للحوار بين الأديان والحضارات والجامعة المصرية للثقافة الإسلامية "نور مبارك"، مائدة دولية مستديرة تحت عنوان "الدبلوماسيَّة الروحيَّة والحفاظ على التراث المقدس للأديان العالمية والتقليدية" وذلك على مدى يومي 25 و 26 يونيو الجاري، في مدينة ألماتي بكازاخستان.

مجلس حكماء المسلمين يهنِّئ الأمة العربية والإسلامية بمناسبة العام الهجري الجديدمجلس حكماء المسلمين يُدين التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة بدمشق

وشهد هذا التجمع الرفيع حضورًا متميزًا لنخبة من كبار العلماء والشخصيات الدينية والخبراء والمثقفين، بهدف استكشاف الدور الحيوي للمخطوطات القديمة والتراث الديني الثقافي في عصرنا الحديث؛ حيث ركزت النقاشات على تطوير إستراتيجيات فعالة لترميم هذه المخطوطات النادرة، وتعزيز الدبلوماسية الروحية كجسر للتفاهم بين الأديان؛ حيث كان من أبرز محاور هذا الحوار مبادرة طموحة لترميم مخطوطة نادرة من القرآن الكريم تعود للقرن الثاني عشر.

وضمت قائمة المشاركين في هذه المائدة الدولية المستديرة كلًّا من، الدكتور دارخان كديرالي، المنسق العام لمكتب مجلس حكماء المسلمين في منطقة آسيا الوسطى، باويرجان باكيروف، نائب رئيس المركز الدولي للحوار بين الأديان والحضارات، الدكتور أحمد حسين ، رئيس جامعة نور مبارك، الدكتور إليونور سيلارد، باحثة مشاركة في INALCO بفرنسا، الدكتور عشير بيك مؤمنوف، مستشار آسيا الوسطى لمركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)، الدكتور رستم جابوروف، المستشار العلمي للجمعية العالمية لدراسة وحفظ وتعزيز التراث الثقافي لأوزبكستان (WOSCU).

وركَّزت فعاليات اليوم الأول على عروض تقديمية تحت عنوان "الدبلوماسية الروحية ودور الأديان في بناء الثقة المتبادلة"، أدارها الدكتور يختيار بالطور، مدير قسم العلوم والابتكار في جامعة نور مبارك. بالتوازي، عقد خبراء الترميم ورش عمل وندوات متخصصة، فيما قدم أحد الباحثين من جامعة الأزهر جولة إرشادية قيمة لمجموعة المخطوطات الإسلامية، تضمنت عرضًا خاصًّا للمصحف النادر من القرن الثاني عشر.

وخصصت فعاليات اليوم الثاني لمناقشة آليات صيانة المخطوطات الإسلامية النادرة وأحدث الأساليب الأكاديمية في دراسة التراث الإسلامي؛ حيث تُوجت المائدة الدولية المستديرة باعتماد إعلان مشترك يؤكد التزام المؤسسات المشاركة الراسخ بحماية التراث المقدس وتعزيز الدبلوماسية الروحية كركيزة للتفاهم والتعايش بين الثقافات والأديان.

يأتي ذلك في إطار جهود مجلس حكماء المسلمين الهادفة إلى تعزيز الدبلوماسية الروحية في ترسيخ الحوار والتسامح والتعايش بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة بما يسهم في نشر قيم السلام والتفاهم والاستقرار.

طباعة شارك حكماء المسلمين مجلس حكماء المسلمين مائدة مستديرة كازاخستان التراث

مقالات مشابهة

  • أيها الإيرانيون عليكم بالإتصال الحضاري مع العرب المسلمين
  • شوبير: لو الزمالك لعب في كأس العالم هيجيب جمهور منين في أمريكا؟
  • الطقس شيكا بيكا.. هل يمكن تنظيم مونديال المنتخبات 2026 في أمريكا؟
  • اتحاد الكرة يعتمد برنامج إعداد منتخبي تحت 20 و17 عاما استعدادا لكأس العالم
  • كم المبالغ المالية التي حصل عليها العرب بعد المشاركة في كأس العالم للأندية؟
  • مادورو ليهود العالم: أوقفوا جنون الحرب التي يقودها نتنياهو
  • رامي ربيعة في أحدث ظهور من أمريكا.. شاهد
  • ثمن نهائي مونديال الأندية.. «فايق» يعلن المواجهات التي ستنقل عبر قناة MBC
  • عشرات الشهداء بسبب القصف الإسرائيلي بغزة .. وجوتيريش: عمليات الإغاثة التي تدعمها أمريكا غير آمنة
  • مجلس حكماء المسلمين ينظِّم مائدة عن التراث الديني بكازاخستان