أمريكا تؤكد على تعزيز التعاون الاستراتيجي مع العراق في كافة المجالات
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
آخر تحديث: 12 دجنبر 2024 - 10:41 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال رئيس البرلمان محمود المشهداني في بيان ، الخميس، إنه “استقبل وكيل وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية والإدارة، جون باس، ومساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف، وذلك في إطار زيارة رسمية إلى العراق كما ضم الوفد الأمريكي القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد، إليزابيث ترودو، وعدداً من المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية”.
وأضاف، أنه “تم خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية وركز الاجتماع على أهمية تعزيز التعاون النيابي بين الجانبين إلى جانب مناقشة مشاريع التعاون المشتركة التي يمكن أن تساهم في تحقيق التنمية المستدامة في العراق ودعم الاستقرار في المنطقة”.وأشار، إلى “استعراض آخر التطورات في الأوضاع الإقليمية في سوريا والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وتم التأكيد على ضرورة التنسيق والتعاون المستمر بين العراق والولايات المتحدة لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تهدد استقرار المنطقة”.وأعرب المشهداني خلال اللقاء، عن “تطلع العراق للتعاون الاستراتيجي ودعم المشاريع الاقتصادية التي تساهم في بناء البنية التحتية العراقية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والتنمية”.وأشار البيان، أنه “تم التطرق إلى دور العراق المحوري في تحقيق الأمن والسلام الإقليميين وأهمية أن يكون العراق محورا أساسياً في حل النزاعات الإقليمية خاصة في سوريا ودول الجوار وتم التأكيد على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية”.من جانبه، أكد جون باس، على “التزام الولايات المتحدة بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع العراق، ودعمه في مجالات مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والتنمية المستدامة”، مشيدا بـ”التقدم الذي أحرزته الحكومة العراقية في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية “.وأكد الجانبان، على “أهمية تعزيز الحوار المستمر بين البلدين بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والأمريكي، ويسهم في تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
واشنطن تقود الإرهاب في الشرق
محمد بن سالم التوبي
الرئيس الأمريكي أو الرئيس رقم واحد في العالم وهي الحقيقة التي لا مناص من الاعتراف، بها لأنه الواقع المُرّ الذي يعيشه العالم وتعيشه البشرية سواءً، كان ترامب أو سابقوه ممّن جعلوا سيوفهم في رقاب الملايين من البشر الذين سفكت دمائهم منذ الحرب العالمية الأولى إلى يومنا هذا. وما زالت الآلة الأمريكية تفتك بالبشرية شرقًا وغربًا، ولنا في اليابان عبرةً وعظه؛ فقد قُتِل من جرّاء القنابل الذريّة ما يزيد عن (٣٠٠) ألف شخص إمّا بالموت المُباشر أو من خلال الأمراض الفتّاكة التي سبّبتها الإشعاعات
إن المُتتبّع للحروب الأمريكية منذ حرب الاستقلال إلى يومنا هذا يجد أنّها حروب عبثية مُقيته لم يكن الإنسان فيها ذا قيمة؛ سواء كان الإنسان جُندي أمريكي أم شعوب يُمَارَسْ ضِدَّها الاستعمار أو القتل من أجل القتل والتصفية. لقد خاضت الولايات المتحدة الأمريكية حروبها في الشرق والغرب من غير أسباب مُقنعة، وحتى حربهم على السُّكّان الأصليين من الهنود الحُمر الذين ما زالوا يعانون من التمييز في القرن الواحد والعشرين هي حرب تطهير عرقي .
لقد قتل الجيش الأمريكي من جنوده ما يزيد عن المليون جندي في حروب عبثية لا يمكن وصفها بالحروب التي تنادي بها أمريكا من أجل حُرّية الشعوب، أو من أجل الديموقراطية أو مكافحة الإرهاب؛ بل جُلّها حروب تتمحور حول الإمبريالية والسلطة والتوسع والنفوذ؛ فالعقيدة الأمريكية من أجل النفوذ يجب أن تشعل حروبا هنا وهناك حتى يتأتّى لها أن تمسك بقيادة العالم ليأتوا إليها صاغرين تتسابق إليهم الرقاب حتى إذا ما وجدت الفرصة للتخلص منها أقاموا عليها الحدّ وأتوا بقيادة جديدة تكون خاضعة منقادة مسلوبة الحرية والكرامة .
لقد عانى العالم من الحروب الأمريكية سواء في أمريكا اللاتينية أم في الشرق القريب أو البعيد كما هي الحرب في كوريا (١٩٥٠–١٩٥٧) التي أودت بحياة ما يزيد عن ٣٦ ألفًا من الجنود الأمريكان، وما يزيد عن مليوني إنسان من الكوريتين ومن الصينيين الذين دخلوا الحرب عندما وجدوا الأمريكان على حدودهم وهذه الحرب جرّت لاحقًا إلى الحرب في فيتنام (١٩٥٠-١٩٧٥) التي راح ضحيتها ما يقارب ٦٠ ألفًا من الجنود الأمريكان وأكثر من مليونين من الأبرياء الفيتناميين إلى أن تحررت وخسرت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب وعادت منكسة الرأس، وما هو الداعي لهذه الحرب التي شنّتها واشنطن من أجل دحر الشيوعية وكانت النتيجة أن توحّد المعسكر الشمالي والجنوبي تحت حكم شيوعي .
الحرب في العراق كلّفت العراق أمنه واستقراره وتفكيكه؛ فبعد أن كان بلدًا ينعم بالاستقرار والوحدة تحوّل إلى وطن تحكمه الطائفية والقبلية والمذهبية التي مزّقته شر ممزق وكلّفت اقتصاده رقمًا فلكيًا لا يمكن أن يحصره مركز بحثي ولا حجم الدمار الذي تعاني منه العراق في الوقت الحالي أو مستقبلاً. لقد شردت الحرب ملايين من أبناء العراق وقتلت الجيوش ما يزيد عن مائتي ألف مدني وتسببت الحرب في فشل منظومة الخدمات وزيادة مستوى الفساد وانهيار البنى التحتية لكل العراق. كما أن ما زاد وعمّق المشاكل الاقتصادية هو ظهور ميليشيات مسلّحة وتفشّي الطائفية وانقسام المجتمع إلى سنّي وشيعي.
حصيلة الحرب في أفغانستان ونتائجها على مدى عشرون عامًا كانت وخيمة على الشعب الأفغاني؛ حيث قتل ما يزيد عن ٤٧ ألف مدني و٦٦ ألف قتيل من الجيش الأفغاني وما يقارب من ٦٥ ألف من حركة طالبان، والملايين من البشر الذين نزحوا داخل أفغانستان وخارجها، وفي نهاية المطاف حكم طالبان افغانستان وخرج الأمريكان من الحرب بخسائر تقدر بما يزيد من ٢ ترليون دولار ضاعفت من حجم الديون في الخزانة الأمريكية التي تعاني من أثر هذه الديون، وقد صُنّفت تلك الحرب كأطول الحروب على البشرية وقد استنزفت الكثير من الموارد المالية؛ مما أدّى إلى فقدان الثقة في قيادة الولايات المتحدة الأمريكية للتحالفات في الحروب
إن التدخلات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا وسوريا والسودان واليمن ومؤخرًا ضرباتها الأخيرة لإيران على إثر رد إيران المستحق على ما قامت به إسرائيل من هجوم مباغت عليها، وكذلك قيام واشنطن بوقوفها مع إسرائيل في حرب الإبادة في غزة ومدّها بالسّلاح والجنود والتكنولوجيا المتقدمة؛ كل ذلك يثبت جليًا إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على جعل الشرق الأوسط منطقة غير مستقرة من أجل هيمنتها وحماية إسرائيل الدولة اللقيطة التي صنعها الغرب على حساب الفلسطينيين.