ذكرت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية في تقرير أن الناشط السوري هادي الخطيب (40 عاما) أنشأ قبل 10 سنوات من منفاه في برلين الأرشيف السوري لجمع الأدلة على جرائم نظام بشار الأسد، مبرزة أنه بعد نجاح الثورة وإسقاط النظام وخروج الآلاف من معتقلات وسجون سوريا، يدخل هذا المشروع الحقوقي مرحلة جديدة.

وقالت الكاتبة مارا جيرجولي في تقريرها إن الأرشيف السوري جمع خلال الأيام الماضية عشرات الآلاف من المقاطع المصورة التي كان يمكن أن تختفي من مواقع التواصل الاجتماعي، وأضافها إلى السجل التوثيقي الضخم الذي يعمل على جمعه الخطيب منذ 2014.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوبوان: أين يختبئ رفعت الأسد عم الرئيس السوري المخلوع؟list 2 of 2الصدمة والرعب في شمال غزة.. قصص يشيب لها الولدانend of list

وأضافت أن الأرشيف السوري يعدّ أهم أرشيف لجرائم الأسد، ويتم تحديثه بشكل فوري تزامنا مع الأحداث المتسارعة في سوريا وخروج آلاف المعتقلين من السجون واللقاء مع عائلاتهم بعد أن كانوا مجرد صور على الهواتف منذ سنوات.

ماذا يحدث؟

ونقلت الكاتبة عن هادي الخطيب قوله إن الشقة كانت طيلة السنوات الماضية بلا أي لافتة على الباب تدل على هويتها لأسباب أمنية، كما أن الجيران ليس لديهم أدنى فكرة عما يحدث في الطابق العلوي.

وتابعت أن الشقة تبدو كأنها مقر شركة ناشئة، ويتحدث فريق العمل باللغة الإنجليزية، والجميع هنا يتساءلون منذ 48 ساعة إن كان ما يحدث حقيقيا، تعبيرا عن دهشتهم من رحيل الأسد ونظامه بعد 50 عاما.

إعلان

وبفضل الأدلة الرقمية التي قدمها الأرشيف، أصدرت فرنسا قبل عام مذكرة اعتقال بحق بشار الأسد بسبب الهجوم الكيميائي على الغوطة، إحدى ضواحي دمشق.

أما المنهجية التي يتبعها الأرشيف فتقوم -حسب الكاتبة- على جمع البيانات وأرشفتها ومعالجتها والتحقق منها، ولديه الآن أكثر من 3 ملايين و578 ألف مقطع فيديو، تمت معالجة 650 ألفا منها، والتحقق من 8249، والتحقيق في 2069 حادثة.

سيل من الأدلة

ومن بين الأدلة التي وثقها الأرشيف خلال الأيام الماضية مقاطع تُظهر أطفالا بعمر 3 سنوات، ولدوا في السجن ولم يخرجوا منه قط، وهم على الأرجح نتيجة اغتصاب السجينات، ومقاطع أخرى تُظهر آلاف الأحذية المكدسة على شكل أكوام صغيرة، كما كان يحدث في معسكرات الاعتقال النازية، وحوارات مع الناجين.

ويقول هادي إنه لم يسبق له جمع مثل هذا الكم من المواد على مواقع التواصل، موضحا أنه بعد 24 ساعة فقط تم إغلاق بعض القنوات ولكن الأرشيف نجح في توثيق الأدلة، وحصل على مقاطع توثق تفكك النظام، إضافة إلى كم كبير من الوثائق التي عُثر عليها في مباني المؤسسات الحكومية، وشهادات الضحايا.

ويعبّر هادي وجلنار عن مخاوفهما من الأوضاع الحالية في سوريا والخوف مما هو قادم، لكنهما يقولان إن الأمل أصبح للمرة الأولى أقوى من الخوف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

ميديابارت: مكتب المدعي العام في مرسيليا فقد الأدلة بمقتل سهيل الخلفاوي

علمت عائلة الشاب سهيل الخلفاوي الذي قتل برصاص الشرطة في أغسطس/آب 2021 أن 9 وثائق مختومة من ملف القضية، من ضمنها الرصاصة القاتلة، قد اختفت، بعد أن أُزيلت من سجل المحكمة لأغراض التحقيق، وهي "غير قابلة للتتبع" داخل المحكمة.

وأوضح موقع ميديابارت -في تحقيق بقلم كاميل بولوني- أن سهيل الخلفاوي (19 عاما) أعاد تشغيل سيارته أثناء تفتيش للشرطة في أغسطس/آب 2021، وعاد إلى الخلف فأصاب ضابط شرطة في ساقه في ظروف متنازع عليها، فأطلق ضابط آخر النار عليه في القلب مما أدى إلى وفاته.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟list 2 of 2غارديان: لماذا يُعد البرنامج النووي جزءا أساسيا من هوية إيران؟end of list

وظل أقارب المتوفى يعملون بجد على مدى نحو 4 سنوات، لدفع التحقيق، لكنهم عانوا من انتكاسات مريرة، كان آخرها -حسب الموقع- علمهم أخيرا، من خلال رسالة من قاضي التحقيق، أن المحاكم أضاعت 9 وثائق مختومة من الملف.

وتشمل هذه الوثائق التي "لا يمكن تعقبها" الآن داخل أسوار محكمة مرسيليا القضائية -حسب تحقيق الموقع- تسجيلات كاميرات مراقبة، وتسجيلات مكالمات إلى إدارة الإطفاء والشرطة، بالإضافة إلى المقابلة المصورة مع ضابط إطلاق النار والرصاصة التي قتلت سهيل الخلفاوي.

عصام الخلفاوي والد سهيل الذي قتلته الشرطة الفرنسية في مرسيليا (الصحافة الفرنسية)

 

إهانة للحقيقة ولحزننا

ومع أن هذه الوثائق والأشياء الأصلية لم تعد ضرورية لمواصلة التحقيق، لأنها استخدمت بالفعل في تقارير المحكمة ونسخ بعضها، مما يجعل إعادته إلى الإجراءات ممكنة، فإن فقدانها يعد، على أقل تقدير إهمالا جسيما كما يرى الموقع.

وترى عائلة سهيل الخلفاوي ذلك دليلا على "انعدام نزاهة" نظام العدالة عندما يكون المتهمون من ضباط الشرطة، وتتساءل سامية الخلفاوي عمة القتيل "ما الذي قد يكون أقوى من حيث الرمزية، من إخفاء الرصاصة التي قتلت سهيل؟" وتقول "يبدو كما لو أن المؤسسات أرادت محو أثر وفاته. إنها مجرد إهانة أخيرة للحقيقة ولحزننا".

وردا على اختفاء الوثائق، قدم عصام الخلفاوي والد الضحية، شكوى بتهمة الاختلاس، وقال محاميه أرييه عليمي إن "المعالجة القضائية للقضية شابتها منذ البداية سلسلة من عمليات التزوير وإتلاف الأدلة، لمنع كشف الحقيقة من قبل بعض الجهات المشاركة في عملية التحقيق".

المعالجة القضائية للقضية شابتها منذ البداية سلسلة من عمليات التزوير وإتلاف الأدلة، لمنع كشف الحقيقة من قبل بعض الجهات المشاركة في عملية التحقيق

بواسطة أرييه عليمي

وكانت قاضية التحقيق كاساندرا فيال اضطرت -في رسالتها الموجهة إلى الأطراف المدنية في أوائل يونيو/حزيران- إلى الاعتراف بعجزها، إذ لم تتمكن من تزويدهم إلا ببعض العناصر السياقية، بعد أن نقلت الوثائق المختومة مؤقتا إلى مكتب المدعي العام لأغراض التحقيق قبل أكثر من 3 سنوات، و"لم تعد قط" و"باءت جميع الجهود المبذولة للعثور عليها بالفشل".

إعلان

ويشير تقرير صادر عن سجل المحكمة إلى أن الوثائق فتش عنها "في مكاتب المدعي العام ونوابه وفي الخزائن، وفي أقسام السجل المختلفة، كما تم الاتصال بالقاضيين أندريه ريبس ودومينيك لورانس، اللذين غادرا محكمة مرسيليا، لأنهما كانا في أفضل وضع لمعرفة مكانها.

وكان أندريه ريبس نائب المدعي العام، قد طلب بعد إغلاق التحقيق في جريمة القتل العمد التي فتحت بعد مقتل سهيل الخلفاوي، من سجل المحكمة تزويده بوثائق مختومة تحسبا لاجتماع مقرر مع محامي العائلة، أرييه عليمي.

مكتب المدعي العام في مرسيليا يعتقد أن إطلاق النار من قِبل الشرطة على الخلفاوي يتوافق مع قانون الأمن الداخلي، في حين يتهم أقارب سهيل الخلفاوي المكتب بالتحقيق بشكل عكسي

التحقيق بشكل عكسي

وأشار الموقع إلى أن الجو كان متوترا آنذاك، لأن مكتب المدعي العام في مرسيليا يعتقد أن إطلاق النار من قِبل الشرطة يتوافق مع قانون الأمن الداخلي، في حين يتهم أقارب سهيل الخلفاوي المكتب بالتحقيق بشكل عكسي.

وكان من المقرر أن يشاهد الطرفان معا تسجيلات كاميرات المراقبة التي قدمها صندوق التوفير، وهي تظهر مقتطفات من المشهد، ولكن مفتشية الشرطة الوطنية لم تختم سوى ملفي فيديو من أصل 6 قدمها البنك، وتبين أنهما غير مقروءين، مما عزز عدم ثقة العائلة في التحقيق، فتقدموا بشكوى ضد مفتشية الشرطة لعرقلة كشف الحقيقة.

سهيل الخلفاوي الذي قتلته الشرطة حسب موقع ميديابارت الفرنسي (الصحافة الفرنسية)

تولت المدعية العامة في مرسيليا دومينيك لورانس زمام الأمور بنفسها، وأعادت فتح التحقيق وطلبت من مفتشية الشرطة معلومات إضافية، وانتهت الإجراءات في مكتبها، لكن الوثائق لم يعثر عليها، ثم واصل قاضي التحقيق باتريك دي فيرماس التحقيق، دون أن يدرك فقدان الوثائق.

وقد مثل مطلق الرصاصة أخيرا أمام القاضي في 21 أغسطس/آب 2024، بعد أكثر من 3 سنوات من الحادث، وزعم رومان د. أنه "غير متأكد" من بعض الذكريات، مشيرا إلى أن بعض التفاصيل أصبحت "غامضة للغاية"، أو أنه "لم يعد يتذكر ما قاله" في لحظة معينة، ولكنه يصر على أنه تصرف دفاعا عن النفس، ويقول "فكرت فقط في منع السائق من إصابة زميلي براندون بجروح خطيرة".

وبناءً على طلب مكتب المدعي العام، لم يوجه باتريك دي فيرماس أي اتهامات للضابط، بل منحه وضعا أفضل كشاهد مساعد، ثم أدرك أن بعض الوثائق المختومة لم تكن في مكانها، فبدأ عملية تفتيش.

مقالات مشابهة

  • صحيفة إسرائيلية: ما الرؤوس الحربية التي ما زالت تملكها إيران وقدراتها التدميرية؟
  • الدكتوراه للباحثة ميمونة أبو هادي في الإرشاد النفسي التربوي من جامعة صنعاء
  • سوريا.. انفجارات قوية ومتتالية بين جبلة وبانياس على الساحل السوري (صور)
  • تضامنًا مع غزة.. سلسلة متاجر إيطالية شهيرة تُوقِف بيع المنتجات الإسرائيلية
  • ميديابارت: مكتب المدعي العام في مرسيليا فقد الأدلة بمقتل سهيل الخلفاوي
  • الأمن السوري يعتقل ضابطا سابقا متهما بجرائم حرب
  • سوريا.. القبض على لواء سابق في النظام المخلوع باللاذقية
  • الاتحاد الأوروبي يجمد أصول 5 أشخاص مرتبطين بالأسد ويحظر سفرهم
  • الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 5 أشخاص مرتبطين ببشار الأسد
  • صحيفة إيطالية: هدوء إيران ليس سلاما وعلى إسرائيل الاستعداد لما هو أخطر