صحيفة إيطالية: حكاية شقة صغيرة ببرلين وثقت جرائم نظام الأسد
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
ذكرت صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية في تقرير أن الناشط السوري هادي الخطيب (40 عاما) أنشأ قبل 10 سنوات من منفاه في برلين الأرشيف السوري لجمع الأدلة على جرائم نظام بشار الأسد، مبرزة أنه بعد نجاح الثورة وإسقاط النظام وخروج الآلاف من معتقلات وسجون سوريا، يدخل هذا المشروع الحقوقي مرحلة جديدة.
وقالت الكاتبة مارا جيرجولي في تقريرها إن الأرشيف السوري جمع خلال الأيام الماضية عشرات الآلاف من المقاطع المصورة التي كان يمكن أن تختفي من مواقع التواصل الاجتماعي، وأضافها إلى السجل التوثيقي الضخم الذي يعمل على جمعه الخطيب منذ 2014.
وأضافت أن الأرشيف السوري يعدّ أهم أرشيف لجرائم الأسد، ويتم تحديثه بشكل فوري تزامنا مع الأحداث المتسارعة في سوريا وخروج آلاف المعتقلين من السجون واللقاء مع عائلاتهم بعد أن كانوا مجرد صور على الهواتف منذ سنوات.
ماذا يحدث؟ونقلت الكاتبة عن هادي الخطيب قوله إن الشقة كانت طيلة السنوات الماضية بلا أي لافتة على الباب تدل على هويتها لأسباب أمنية، كما أن الجيران ليس لديهم أدنى فكرة عما يحدث في الطابق العلوي.
وتابعت أن الشقة تبدو كأنها مقر شركة ناشئة، ويتحدث فريق العمل باللغة الإنجليزية، والجميع هنا يتساءلون منذ 48 ساعة إن كان ما يحدث حقيقيا، تعبيرا عن دهشتهم من رحيل الأسد ونظامه بعد 50 عاما.
إعلانوبفضل الأدلة الرقمية التي قدمها الأرشيف، أصدرت فرنسا قبل عام مذكرة اعتقال بحق بشار الأسد بسبب الهجوم الكيميائي على الغوطة، إحدى ضواحي دمشق.
أما المنهجية التي يتبعها الأرشيف فتقوم -حسب الكاتبة- على جمع البيانات وأرشفتها ومعالجتها والتحقق منها، ولديه الآن أكثر من 3 ملايين و578 ألف مقطع فيديو، تمت معالجة 650 ألفا منها، والتحقق من 8249، والتحقيق في 2069 حادثة.
سيل من الأدلةومن بين الأدلة التي وثقها الأرشيف خلال الأيام الماضية مقاطع تُظهر أطفالا بعمر 3 سنوات، ولدوا في السجن ولم يخرجوا منه قط، وهم على الأرجح نتيجة اغتصاب السجينات، ومقاطع أخرى تُظهر آلاف الأحذية المكدسة على شكل أكوام صغيرة، كما كان يحدث في معسكرات الاعتقال النازية، وحوارات مع الناجين.
ويقول هادي إنه لم يسبق له جمع مثل هذا الكم من المواد على مواقع التواصل، موضحا أنه بعد 24 ساعة فقط تم إغلاق بعض القنوات ولكن الأرشيف نجح في توثيق الأدلة، وحصل على مقاطع توثق تفكك النظام، إضافة إلى كم كبير من الوثائق التي عُثر عليها في مباني المؤسسات الحكومية، وشهادات الضحايا.
ويعبّر هادي وجلنار عن مخاوفهما من الأوضاع الحالية في سوريا والخوف مما هو قادم، لكنهما يقولان إن الأمل أصبح للمرة الأولى أقوى من الخوف.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة : العنف الطائفي في سوريا يرقى إلى جرائم حرب
أكد تقرير لجنة الأمم المتحدة المعنية بسوريا أن العنف الطائفي في سوريا "يرقى على الأرجح إلى جرائم حرب" مع تورط قوات موالية للنظام السابق وأخرى للحكومة الجديدة.
كما حث التقرير الأممي الحكومة السورية على توسيع جهود المساءلة لأن حجم العنف كبير.
وقالت لجنة الأمم المتحدة المعنية بسورية: ما زلنا نتلقى معلومات عن انتهاكات مستمرة في المناطق المتضررة ونعبر عن قلقنا.
ولاحقا ، قررت وزارة الداخلية السورية في حادث وقع في مستشفى السويداء حيث أشعل مقطع فيديو متداول لعملية إعدام ميداني داخل مستشفى السويداء الوطني، جنوبي سوريا، موجة غضب واسع، ما دفع وزارة الداخلية السورية للتعهد بفتح تحقيق بملابسات الأمر ومحاسبة مرتكبيه الأحد.
وانتشر مقطع فيديو على نطاق واسع صورته كاميرات المراقبة في المستشفى الوطني، خلال اندلاع الاشتباكات في منتصف يوليو الماضي، قيام عناصر ترتدي زي الأمن العام والجيش السوري بجمع عدد من أعضاء الكادر الطبي الذين كانوا في المستشفى الوطني وجعلهم يجثون على ركبهم.
وأثناء جمع الطاقم يظهر أحد الشبان وهو يهم بالجلوس قبل أن يناديه أحد العناصر ويقوم بسحبه ثم يقوم آخر بتوجيه لكمة إلى وجهه، فيقوم الشاب بالاعتداء على أحد العناصر محاولا طرحه أرضا قبل أن يتمكن بقية العناصر من إبعاده ثم يقوم أحدهم بإطلاق النار عليه بشكل مباشر ليرديه قتيلا، قبل أن يقوم آخر بسحبه جثة هامدة أمام البقية.
ورغم أن الشاب كان يرتدي زي الكادر الطبي، إلا أن بعض وسائل الإعلام المحلية أشارت إلى أنه طالب في كلية الهندسة تطوع للمساعدة في المستشفى في ظل الاشتباكات التي كانت حاصلة.
من جانبها، أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانا قالت فيه :" تتابع وزارة الداخلية الفيديو المؤلم المنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي أُشير إلى أنه صُوّر داخل المشفى الوطني في السويداء في وقت سابق".
وأضافت الوزارة بالقول: "وفي هذا السياق، نُدين ونستنكر هذا الفعل بأشد العبارات، ونؤكد أنه سيتم محاسبة الفاعلين وتحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، بغض النظر عن انتماءاتهم".