معهد واشنطن: سقوط الأسد أول صدمة ارتدادية كبرى بعد 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
أكد معهد واشنطن للدراسات أن سقوط نظام بشار الأسد في دمشق هذا الأسبوع، والذي جاء مع مقاومة محدودة من النظام وداعميه الأجانب، يُعتبر أول صدمة ارتدادية رئيسية للأحداث التي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأضاف التقرير أن هذه الصدمة قد تكون الأولى ضمن سلسلة من التغيرات والتحولات التي ستطال منطقة الشرق الأوسط في المستقبل.
وأشار التقرير إلى أن انهيار النظام السوري جاء كنتيجة غير مباشرة للتداعيات الأوسع لهجوم "حماس" على الاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر 2023، مشيرا إلى أن أن القائد الراحل لـ"حماس"، يحيى السنوار، الذي قاد الهجوم ضد "إسرائيل"، تسبب في موجة ردود فعل عنيفة أدت إلى تداعيات جذرية في المنطقة.
وفي هذا السياق، شدد التقرير على أن الرد الإسرائيلي القاسي على الهجوم أسفر عن نتائج واسعة النطاق شملت إضعاف "حزب الله" بعد تكبده خسائر فادحة في لبنان شملت القضاء على قياداته وتدمير 70-80 بالمئة من ترسانته الصاروخية، إضافة إلى شن إسرائيل غارات جوية على الأراضي الإيرانية لأول مرة، مما أدى إلى تعطيل أنظمة الدفاع الرئيسية وترك النظام الإيراني في وضع ضعيف.
كما أكد التقرير أن سقوط الأسد يمثل ضربة قاسية لما يعرف بـ"محور المقاومة" الإيراني، الذي كان يشكل قاعدة رئيسية للجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط لعقدين.
وأوضح التقرير أن سقوط النظام السوري يعود جزئيا إلى غياب التحرك الروسي، حيث انشغلت موسكو بصراعها في أوكرانيا ولم تُبدِ استعدادا للتدخل مجددا لإنقاذ الأسد. كما أن إيران و"حزب الله"، اللذين تضررا بشدة من المواجهات مع إسرائيل، لم يكونا في وضع يسمح لهما بتقديم الدعم اللازم للنظام السوري.
ولفت التقرير إلى أن المعارضين الذين سيطروا على دمشق يواجهون الآن تحديا كبيرا يتعلق بإمكانية بسط نفوذهم على باقي الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة للجماعات الإسلامية والجهادية في المنطقة تدل على صعوبة تعزيز السيطرة وبناء الاستقرار.
وأضاف أن خيار المعارضين قد يكون في تعزيز حكمهم في دمشق وانتظار التطورات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن السيناريوهات تشمل إمكانية تفاوض إدارة ترامب، في حال عودتها، على صفقة مع روسيا للحفاظ على مصالح الطرفين في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن سقوط الأسد سيؤثر على الحدود السورية-الأردنية، حيث أكملت إسرائيل مناورات عسكرية تحاكي تدهور الأوضاع الأمنية في الجولان، وعززت نقاطها الاستراتيجية على الحدود. وأكد أن استقرار الأردن يعتبر أمرًا حيويًا لأمن إسرائيل ومصالح الولايات المتحدة، محذرا من أن ظهور عناصر متطرفة في سوريا قد يهدد استقرار النظام الأردني، ولفت إلى استعداد إسرائيل والأردن للتدخل عسكريا إذا تطلب الأمر ذلك.
وفي لبنان، اعتبر التقرير أن ضعف "حزب الله" يمثل فرصة لإعادة تشكيل المشهد السياسي، مشددا على أهمية استغلال الوضع لتعيين رئيس جديد وتشكيل حكومة مستقلة عن نفوذ الحزب، بالإضافة إلى نشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل وفقًا لاتفاقية وقف إطلاق النار الجديدة.
وتناول التقرير مستقبل المناطق الكردية في سوريا والعراق، موضحا أن سقوط الأسد قد يتيح للأكراد فرصا لتعزيز وضعهم السياسي وربما تحقيق هدف إنشاء ممر بري إلى البحر المتوسط لتصدير النفط والتجارة. ومع ذلك، أشار إلى أن هذا السيناريو يعتمد على مواقف الأطراف الإقليمية والدولية، لا سيما تركيا، التي تعتبر "قوات سوريا الديمقراطية" امتدادا لـ”حزب العمال الكردستاني”.
وأكد أهمية الدعم الأمريكي والأوروبي في تحديد مستقبل الأكراد، مشيرا إلى زيارة الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا لقوات سوريا الديمقراطية مؤخرا والتأكيد على استمرار الدعم الأمريكي.
كما أوضح التقرير أن الانتكاسات التي تعرض لها وكلاء إيران في المنطقة قد تزيد من الضغوط على النظام الإيراني داخليا، حيث شهدت البلاد موجات متكررة من الاحتجاجات الشعبية. وحذر من أن هذه الضغوط قد تدفع النظام الإيراني إلى تسريع برنامجه النووي، ما يستدعي اليقظة من جانب الولايات المتحدة.
واختتم معهد واشنطن بأن المنطقة قد تشهد صدمات ارتدادية إضافية، ودعا المسؤولين في الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي إلى التحضير لمواجهة هذه التحديات. وشدد على ضرورة التنسيق بين الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان الاستقرار ومواجهة التهديدات المحتملة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الأسد الاحتلال سوريا سوريا الأسد غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التقریر أن فی المنطقة سقوط الأسد أن سقوط إلى أن
إقرأ أيضاً:
سوريا وفرنسا تطلبان من لبنان اعتقال مدير المخابرات الجوية السابق.. ماذا نعرف عن جميل حسن؟
أكد مسؤول قضائي لبناني رفيع أن سلطات بلاده لا تملك معلومات مؤكدة عن مكان وجود الحسن، مضيفا أن الأجهزة المعنية لم تتلق أي إشعار رسمي يؤكد دخوله أو إقامته داخل لبنان.
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن سوريا وفرنسا طلبتا من لبنان اعتقال مدير المخابرات السورية السابق جميل حسن، المتهم بارتكاب جرائم حرب، بعد الاشتباه بوجوده في بيروت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فرنسي تأكيده أن باريس ودمشق تقدمتا بطلب لبيروت باعتقال الحسن المدان غيابيا في فرنسا لدوره في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال فترة حكم نظام بشار الأسد.
وجميل حسن مطلوب أيضًا بموجب مذكرة توقيف في ألمانيا، كما أنه مطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي لدوره في اختطاف وتعذيب مواطنين أمريكيين.
في المقابل، أكد مسؤول قضائي لبناني رفيع أن سلطات بلاده لا تملك معلومات مؤكدة عن مكان وجود الحسن، مضيفا أن الأجهزة المعنية لم تتلق أي إشعار رسمي يؤكد دخوله أو إقامته داخل لبنان.
ومع فرار الحسن عقب انهيار نظام الأسد، تؤكد مصادر غربية وسورية أن المسؤول الأمني السوري السابق موجود حاليًا على الأراضي اللبنانية، بحسب الصحيفة التي قالت إن مسؤولي المخابرات السابقين في نظام بشار الأسد يحاولون إعادة بناء شبكة دعم.
مخابرات القوات الجويةوتحت إشراف حسن، أقام جهاز مخابرات القوات الجوية محكمة عسكرية ميدانية خاصة بها في المزة في دمشق، حيث كانت تُصدر أحكاما بالإعدام أو تُرسل المحكومين إلى سجن صيدنايا سيئ الذكر، وفق وسائل إعلام.
Related بسبب اتهامات باستخدام الكيميائي.. النيابة العامة الفرنسية تطلب تأييد مذكرة التوقيف بحق بشار الأسدبتهم جرائم حرب.. بشار الأسد تحت الملاحقة القضائية في فرنسا للمرة الثالثةالقبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة بعد سقوط النظامكما احتوى موقع القوات الجوية على مقبرة جماعية خاصة به، وفقا لمركز العدالة والمساءلة السوري في واشنطن، والذي استند في نتائجه إلى صور الأقمار الصناعية وزيارة للموقع بعد سقوط النظام.
وتتهم وزارة العدل الأمريكية حسن بتدبير حملة تعذيب شملت جلد المعتقلين بالخراطيم، وخلع أظافر أقدام الضحايا، وضرب أيديهم وأقدامهم حتى عجزوا عن الوقوف، وسحق أسنانهم، وحرقهم بالسجائر والأحماض، بمن فيهم مواطنون أميركيون وحاملو جنسية مزدوجة.
من هو جميل حسن؟ولد حسن عام 1953 بالقرب من بلدة القصير الحدودية مع لبنان، وانظم إلى الجيش وتمت ترقيته في المناصب خلال فترة حكم حافظ الأسد، الي استولى على السلطة عبر انقلاب عام 1970.
وفي عام 1982، شارك حسن في العملية العسكرية الواسعة التي نفذتها قوات عسكرية من الجيش السوري مع ما كان يعرف وقتها بـ "سرايا الدفاع" التابعة لرفعت الأسد، ضد مجموعات مسلّحة من الإخوان المسلمين.
ومع صعود بشار الأسد إلى السلطة عام 2000، واصل جميل حسن التدرج في المناصب إلى حين توليه قيادة المخابرات الجوية، التي أُنشأت بهدف حماية النظام من الانقلاب، وأصبحت لاحقًا إحدى أكثر المؤسسات الأمنية نفوذا، وتولت قضايا حساسة، بما في ذلك دور في برنامج الأسلحة الكيميائية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة