موقع 24:
2025-06-03@11:34:46 GMT

3 أسباب وراء الانهيار السريع للجيوش

تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT

3 أسباب وراء الانهيار السريع للجيوش

لم يكن أكثر معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، تفاؤلاً ولا أكثر مؤيديه تشاؤماً يتوقع هذا الانهيار السريع والمفاجئ لنظام حكمه، واختفاء جيشه حتى تدخل الفصائل المسلحة دمشق دون قتال.

فهذه التطورات السريعة التي لم تستغرق أكثر من 10 أيام، جاءت بعد أن تصور الكثيرون أن حكم بشار الأسد قد استعاد عافيته تماماً، وقضى على الثورة التي تفجرت ضده في 2011.

فمنذ 2017 توقفت عمليات الفصائل المسلحة تقريباً، ونجح الرئيس السوري في استعادة السيطرة على حوالي ثلثي مساحة البلاد.

وبعد أن استعاد استقرار حكمه، بدأ الأسد يسافر إلى الخارج، وبدا أن الجميع قبلوا ولو على مضض، بأن حكم هذا الرجل القوي الوحشي سيبقى.

Why Armies Crumble https://t.co/icOisMHhyo

— RealClearDefense (@RCDefense) December 14, 2024

وأصبح "التطبيع" مع سوريا هو  شعار المرحلة، ليس فقط للدول الشرق أوسطية وإنما لبعض الدول الغربية. ففي سبتمبر (أيلول) الماضي، عينت إيطاليا أول سفير لها في دمشق، بعد حوالي 13 عاماً من تجميد العلاقات الدبلوماسية.

ولكن يوم السبت الماضي، وبعد 10 أيام فقط من بدء الهجوم المفاجئ من جانب الفصائل المسلحة التابعة لهيئة تحرير الشام، انهار هذا الاستقرار الذي نعم به نظام الأسد. وتبخر الجيش السوري وترك جنوده مواقعهم وخلعوا ستراتهم العسكرية. واستولت الفصائل على العاصمة دمشق دون قتال وفر الأسد وأسرته إلى موسكو. 

وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، تحت عنوان "لماذا تنهار الجيوش؟"، قال ستوارت رايد الباحث الزميل البارز في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ومؤلف كتاب "مؤامرة لمومبا": إن "هذا الاستسلام المفاجئ للجيش السوري جزء من تقليد راسخ لدى الجيوش القوية ظاهرياً، والهشة داخلياً التي تنهار بسرعة في مواجهة تقدم الفصائل".

ففي عام  2021، انهار الجيش الوطني الأفغاني - الذي دربته الولايات المتحدة وأنفقت عليه ما يصل إلى 83 مليار دولار في غضون أشهر مع صعود طالبان إلى السلطة. وقبل ذلك، في العراق تبخرت قوات الجيش في عام 2014 أمام مسلحي تنظيم داعش الإرهابي الذين سيطروا على جزء كبير من البلاد، بما في ذلك مدينتي الفلوجة والموصل.

وفي نفس العام، استولى المتمردون الحوثيون في اليمن على العاصمة صنعاء، في غضون أيام قليلة وأطاحوا بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وفي أماكن أخرى، حدثت الظاهرة نفسها. ففي عام 2013 انهار جيش وحكومة جمهورية أفريقيا الوسطى أمام المتمردين في غضون أشهر، وهرب رئيس البلاد المحاصر فرانسوا بوزيزي إلى الكاميرون.

وفي زائير، انهارت قوات الرئيس الراحل موبوتو سيسي سيكو في عام 1997 عندما اجتاح المتمردين البلاد. ومع اقتراب المتمردين من قصره في الغابة، فر موبوتو، الذي كان يحكم البلاد منذ ستينيات القرن الـ 20، إلى المغرب.

ويقول ستوارت رايد إنه "في حين من المستحيل التنبؤ بتوقيت انهيار أي جيش، يكشف تحليل نماذج انهيار الجيوش في العالم على مدى العقود الماضية عن 3 أسباب رئيسية تكررت في كل حالة وأدت إلى الانهيار السريع للجيوش في مواجهة المتمردين".

السبب الأول هو الإقصاء العرقي، حيث تكدس الحكومات جيوشها بأبناء عرقها وبخاصة في المناصب القيادية بهدف ضمان تماسك وولاء الجيش، في حين أنها تثير سخط واستياء المجموعات العرقية الأخرى في الدولة، ويحول الجيش إلى كيان طائفي وليس وطنياً فيصبح انهياره ممكناً إذا ما انهار حكم الطائفة.

وفي سوريا شكلت الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد حوالي 70% من الجنود و80% من الضباط في الجيش السوري، في حين أن هذه الطائفة لا تشكل  أكثر من 13% من سكان سوريا. وكان العلويون يسيطرون بالكامل تقريباً على الحرس الجمهوري وهي قوة النخبة التي كان يقودها أحد أشقاء بشار الأسد. لذلك لم يكن لدى أفراد وضباط الجيش من غير العلويين استعداداً للموت من أجل نظام حكم لا يمثلهم.

السبب الثاني هو الفساد، الذي يعتبر أقوى عامل تآكل للجيوش. وغالباً ما تعجز الحكومات الضعيفة عن تحمل تكلفة شراء ولاء قواتها، لذلك تتساهل مع فساد هذه القوات، وبخاصة كبار الضباط الذين يتوسعون في التربح من كل شيء متاح، بدءاً من تسجيل آلاف الأسماء الوهمية في قوائم الجنود حتى يمكن للقادة اختلاس رواتبهم. كما أن الترقي في صفوف هذه الجيوش يكون لمن يستطيع دفع الرشاوى أو من له اتصالات قوية وليس للأكفأ ولا الأكثر تأهيلاً. وفي أفغانستان كان ضباط في القوات الجوية يعملون في تهريب المخدرات والأسلحة .

وفي الوقت نفسه، يثير فساد الجيوش سخط السكان الذين يدعمون  المتمردين وينضمون إليهم. كما أنه يجعل هذه الجيوش أقل كفاءة  بسبب اختلاس الأموال وعدم توجيه الموارد نحو شراء الأسلحة والمعدات ودفع الأجور للجنود.

وفي تقرير حكومي أمريكي، عن انهيار جيش أفغانستان، قال مسؤول أفغاني "لا أحد يريد  الموت من أجل الأشخاص الذين جاءوا إلى هنا من أجل سرقة البلد".
أما السبب الثالث والأكثر أهمية وراء انهيار الجيوش فهو فقدان الدعم الخارجي. فالحكومات الضعيفة تحتاج عادة للمساعدة من أجل استمرار سيطرتها على البلاد. وعندما ينسحب الدعم الخارجي تكون نهاية هذه الحكومة وجيشها.

فبعد انتهاء الحرب الباردة، لم تعد الولايات المتحدة تحتاج إلى نظام موبوتو في زائير وتركته يسقط. وفي جمهورية أفريقيا الوسطى  عندما سحبت فرنسا دعمها لحكومتها عام 2013  انهارت الحكومة خلال شهور.

السيناريو نفسه تكرر في سوريا، حيث لم يستطع نظام بشار الأسد القتال لأكثر من 10 أيام بعد فقد دعم روسيا وإيران، فانهار الحكم وتبخر الجيش ودخلت الفصائل المسلحة العاصمة دون قتال.

وأخيراً، فإن جيوش الدول المستبدة تكون نماذجاً مصغرة لحكوماتها. ومثل الجيش السوري، كانت الدولة السورية قد تعرضت للتجريف عبر سنوات من الفساد والإقصاء العرقي وعاشت على الدعم الخارجي. لذلك فإن المثير للدهشة لا يكون السرعة التي انهار بها النظام، وإنما الفترة الطويلة التي ظل فيها قابضاً على الحكم في البلاد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بشار الأسد السوري سقوط الأسد الحرب في سوريا الفصائل المسلحة بشار الأسد فی عام من أجل

إقرأ أيضاً:

الجيش السوري الجديد بين قواعد الإدارة الانتقالية والانفلات الأمني على الأرض

أصدرت وزارة الدفاع السورية قواعد سلوك جديدة للجيش الجديد تهدف إلى تعزيز الانضباط وصون الحقوق، لكن التساؤلات تبقى حول مدى إمكانية تطبيقها في ظل استمرار الفوضى الأمنية وعدم انضواء الفصائل تحت مظلة واحدة. اعلان

في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها منذ بدء إعادة هيكلة الجيش السوري بعد سنوات من الحرب والانقسامات، أصدرت وزارة الدفاع السورية، مساء الجمعة، مجموعةً من القواعد السلوكية والانضباطية الملزِمة لكل من يرتدي الزي العسكري ضمن ما يُعرف بـ"الجيش السوري الجديد" .

وتهدف هذه الخطوة، وفق بيان رسمي، إلى "صونالحقوق والحريات، وبناء جيش وطني محترف ملتزم بالقانون، وقادر على حماية الوطن والمواطن".

ميثاق أخلاقي جديد لتنظيم السلوك العسكري

وأكدت وزارة الدفاع أن المجموعة الجديدة من القواعد تشكّل ميثاقًا أخلاقيًّا وسلوكيًّا ينظم تصرفات العسكريين من مختلف الرتب والمواقع، سواء في الميدان أو خارجه، وأثناء السلم كما الحرب.

وجاء في نص البيان أن هذا الميثاق يستند إلى قيم أصيلة تتمثل في الانضباط، والالتزام، واحترام القانون، وترسيخ الوحدة الوطنية ، مشددة على أن الجيش هو "عماد البلاد، ودرعها الحصين، وموضع ثقة الشعب وأمله في الدفاع عن وحدته وسلامته".

وتضمّن الملف تعريفًا دقيقًا للواجبات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل عسكري، مثل الدفاع عن الوطن، والتضحية في سبيله، وحماية المدنيين، واحترام المواطنين دون تمييز، والتمسك بالأوامر المشروعة والنظام العام، مع التأكيد على ضرورة مراعاة حقوق الإنسان حتى في التعامل مع عناصر العدو.

كما رسمت القواعد حدودًا واضحة لما لا يجوز فعله تحت أي ظرف، بما في ذلك عصيان الأوامر، والتعدي على المدنيين، وإلحاق الضرر بالممتلكات، وممارسة التمييز الطائفي أو العرقي، وإساءة استخدام السلطة، والإخلال بالنظام العام، وخرق السرية العسكرية، والتصريح إعلاميًّا دون إذن.

Relatedالشرع: سوريا طوت صفحة الماضي ولن تكون ساحة لتقاسم النفوذوزارة الداخلية السورية تطلق عملية إعادة هيكلة شاملة للمنظومة الأمنية والإداريةهيكلية جديدة للجيش السوري تضم 130 فصيلاً ولشرق الفرات ترتيبات أخرىالواقع يتحدّى البيانات

رغم الطموحات الكبيرة التي تحملها هذه القواعد، إلا أن التساؤلات تبقى مطروحة حول مدى إمكانية تطبيقها فعليًّا ، في ظل استمرار حالة الفوضى الأمنية في العديد من المناطق، وعدم انضواء فصائل كثيرة تحت مظلة الجيش النظامي.

فعلى الأرض، لا تزال حالات الانفلات الأمني والانتهاكات الإنسانية تبرز بوضوح ، مثل المجازر التي وقعت مؤخرًا في مناطق متفرقة من سوريا، بما فيها الساحل، وجرمانا، وصحنايا، وأطراف السويداء، وفي بلدة قطنا بريف دمشق، حيث اندلعت أعمال عنف واسعة بعد كمين نصبته قوى الأمن لمجموعة مهربين، أدت إلى مقتل ضابط، تلاها حرق متعمّد لمحال تجارية تعود لأشخاص من الطائفة الدرزية ، نفذتها عناصر أمنية وعسكرية.

ردود فعل المجتمع: تفاؤل مشوب بالشكوك

أحمد، مواطن دمشقي، يقول ليورنيوز: "أنا متفائل بهذه الخطوة، لكن المشكلة أن عدد الفصائل كبير جدًّا، ومن الصعب السيطرة عليها فقط عبر بيانات وقواعد. هناك حاجة إلى حزم حقيقي، وإلى تفعيل آليات رقابية وعقابية. لقد انتهت مهلة العشر أيام التي أعطيت لبعض الفصائل لتقويم نفسها والانضمام للجيش، ولم يُعلن شيء حتى الآن".

من جهتها، سميرة، مقيمة في دمشق قرب هيئة الأركان ، ترى أن الأمور لا تزال بعيدة عن التحسن الحقيقي: "لا أؤمن بهذه القواعد طالما أن الهيكل التنظيمي والعقيدة العسكرية غير واضحة، وأن الهندام العسكري غير موحد، وأن التجييش الطائفي ما زال سائدًا. كيف نتحدث عن انضباط ونحن نرى عساكر بشعر طويل ولحى طويلة، يفتقدون إلى الشكل المنظم؟"

من جهته، يحذر مواطن، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، من محاولات استنساخ تجارب سابقة في الشمال السوري داخل الجيش الجديد، ويقول: "نريد جيشًا للجميع، وليس جيشًا للسنة فقط. لم نشهد أي مبادرات حقيقية لدمج مسيحيين أو علويين أو دروز أو أكراد من خارج قسد في صفوف الجيش. إذا لم يتم تعزيز الوطنية ونبذ المحاصصة، فإن هذه الخطوة ستظل مجرد بيانات".

هيكلية الجيش الجديدة

وقبل أيام أكد وزير الدفاع مرهف أبو قصرة خلال لقاء تلفزيوني أن وزارة الدفاع عقدت اجتماعات مع 130 وحدة عسكرية وفصيلاً خلال الأشهر الماضية، شرحت خلالها الرؤية والهيكلية الجديدة التي ستنظم تحتها هذه الوحدات ضمن البنية التنظيمية للوزارة، مشيراً إلى تحقيق تقدم كبير في هذا المجال.

اعلان

وأوضح أنه تم منح مهلة مدتها 10 أيام للفصائل الصغيرة في المحافظات لمراجعة وزارة الدفاع وإتمام عملية الإدماج، وأن هذه المهلة لا تشمل شمال شرق سوريا حيث يجري التعامل مع هذا الملف ضمن اتفاق مختلف.

وشدد الوزير على ضرورةضبط جميع الجهات العسكرية تحت سلطة الوزارة، وعدم السماح بوجود أي جهة خارج إطارها التنظيمي، مؤكداً التعاون مع وزارة الداخلية لمنع أي تعديات أو تجاوزات على حقوق الشعب، ومنع فلول النظام السابق من زعزعة الأمن والاستقرار.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • واشنطن توافق على دمج مقاتلين أجانب في الجيش السوري
  • الجينات تكشف أسباب الانهيار المفاجئ لحضارة المايا قبل 1000 سنة
  • كيف ستنعكس علاقات الرياض ودمشق على المواطن السوري؟
  • كندا تحترق.. آلاف السكان يفرّون من جحيم حرائق الغابات التي تلتهم البلاد
  • مسؤول حزب: الانتخابات المقبلة مجرد تدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد
  • الجيش السوري الجديد بين قواعد الإدارة الانتقالية والانفلات الأمني على الأرض
  • 9 أسباب وراء ظهور بقع حمراء في الجسم- هذه طرق علاجها
  • الجيش يتصدى لمُسيرات في أجواء بورتسودان
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • العدالة تعود بعد طول انتظار: سوريا تعيد حقوق الموظفين المفصولين في عهد الأسد