هيفاء أبو غزالة: التعليم حق أساسي للطلاب المتضررين من النزاعات والحروب
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
أكدت الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية، أن التعليم حق اساسي للطلاب المتضررين من النزاعات والحروب.
جاء ذلك خلال كلمتها في افتتاح فعاليات "مبادرة أمل المستقبل"، موضحة أهمية المبادرة في تعزيز حق التعليم للطلاب العرب المتضررين من النزاعات والحروب.
وأشارت إلى أن هذه المبادرة ليست مجرد مشروع تعليمي، بل هي رسالة أمل للشباب العربي، تعكس التزام جامعة الدول العربية بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز المشاركة الفعالة للشباب في بناء مستقبل أفضل لمجتمعاتهم.
حضر إطلاق المبادرة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم محمد أحمد اليماحي، رئيس البرلمان، الدكتور عمرو عزت سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، و الدكتور سعيد البطوطي، ممثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، و الدكتور محمود هاشم عبد القادر، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الجامعات الأوروبية، و المهندس صالح عمر صبري، رئيس مجلس إدارة جامعة ستاردوم، و الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار الحمادي، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.
وعبرت السفيرة هيفاء عن سعادتها لافتتاح هذه المبادرة التي تنظمها المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، مؤكدة أن "مبادرة أمل المستقبل" تتطلب تضافر جهود الشركاء من حكومات وجامعات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، سعياً لتوفير التعليم للطلاب النازحين والمحرومين من المناطق المتأثرة بالحروب، مما يسهم في تطوير مجتمعاتهم.
وأشادت أبو غزالة بجامعة ستاردوم لدورها الرائد في المبادرة، حيث قدمت أكثر من 90 منحة دراسية للطلاب المستحقين. كما أشار إلى جهود مؤسسة الجامعات الأوروبية والجامعة الأمريكية في الشارقة التي قدمت تسع منح كاملة لطلاب من غزة.
وأوضحت أن القمة العربية الأخيرة في البحرين اعتمدت مبادرات تستهدف خلق بيئة آمنة ومستقرة، بما في ذلك توفير الخدمات التعليمية للمتأثرين من النزاعات، بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.
وفي ختام كلمتها، حذرت من الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي في الأراضي العربية، داعياً المجتمع الدولي للتحرك العاجل لحماية الأمن الإقليمي وصيانة حقوق الشعوب في التعليم والحياة الكريمة، وشددت على أن التعليم هو حق أساسي لكل طفل، وأن المجتمع الدولي يجب أن يتضافر لحماية هذا الحق، خاصة في أوقات الأزمات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجامعة العربية الدكتورة هيفاء أبو غزالة قطاع الشؤون الاجتماعية النزاعات والحروب من النزاعات
إقرأ أيضاً:
تجسيد "روح باندونغ" في العلاقات الصينية العربية
ووي وي يانغ **
قبل سبعين عامًا، عقدت دول آسيا وإفريقيا مؤتمرًا تاريخيًا في باندونغ بإندونيسيا؛ حيث طُرحت "المبادئ العشرة لباندونغ" الشهيرة، التي أكدت على المساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتعايش السلمي، والتعاون المتبادل المنفعة. وقد شكلت هذه المبادئ راية روحية للدول النامية من أجل التضامن والتقوية الذاتية، والسعي من أجل الاستقلال الوطني والتنمية.
إن روح باندونغ، التي تتمحور حول " التضامن، التعاون، التنمية"، لم تقتصر على توحيد إرادة دول آسيا وإفريقيا خلال فترة الحرب الباردة، بل لا تزال تتجلى بأشكال جديدة في التفاعلات والتعاون بين الصين والدول العربية في هذا العصر الجديد الذي يشهد تغيرات متسارعة على الساحة الدولية.
عند انعقاد مؤتمر باندونغ، كانت غالبية الدول العربية في المرحلة المفصلية من كفاحها للتخلص من الاستعمار وتحقيق الاستقلال. وقد كانت الصين من أوائل الدول الكبرى التي دعمت نضال الشعوب العربية ضد الاستعمار، ووقفت بثبات في الجانب الصحيح من التاريخ، مما شكل نقطة انطلاق للصداقة الصينية العربية على أساس التجربة المشتركة في مقاومة الاستعمار والرغبة في التنمية.
حتى اليوم، ما زالت المبادئ التي نادت بها روح باندونغ، مثل الاستقلال الذاتي، والاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، والمساواة والمنفعة المتبادلة، متجذرة بعمق في العلاقات الصينية العربية. سواء كان ذلك في ظل الاضطرابات الإقليمية أو في ظل تباطؤ الانتعاش الاقتصادي العالمي، فإن الجانبين الصيني والعربي يلتزمان دائمًا بالحوار أولًا، والتعاون أساسًا، والتنمية أولوية، ويدافعان معًا عن الحقوق المشروعة للدول النامية، ويصونان التعددية والعدالة الدولية.
بالنسبة إلى الدول العربية، فإن الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض الهيمنة يشكل ضمانة مهمة لاستقلالية القرار الدبلوماسي. أما بالنسبة إلى الصين، فإن تعزيز التضامن والتعاون مع العالم العربي في هذه المرحلة الحرجة من إعادة تشكيل النظام الدولي، يشكل مسارًا واقعيًا للمساهمة في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
في السنوات الأخيرة، تعمقت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية. في مواجهة القضايا الساخنة في المنطقة والاهتمامات المتعلقة بالسيادة والأمن، تلتزم الصين دائمًا بالموقف العادل، وتدافع عن الدول العربية في المحافل المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وتعارض التدخلات الخارجية، وتدعو إلى حل النزاعات من خلال الحوار والمفاوضات. وفي ظل تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتطور أزمة السودان، وتدهور الأوضاع في اليمن وليبيا، لعبت الصين دور الوسيط النشط، وطرحت "الحلول الصينية"، التي حظيت بالإشادة الواسعة من العالم العربي.
إن قوة التضامن لا تظهر فقط في المجال الدبلوماسي، بل تتجلى أيضًا في بناء الآليات المتعددة الأطراف. فمنذ انعقاد القمة الصينية العربية الأولى في الرياض عام 2022، تم إدراج مفهوم "مجتمع المصير المشترك الصيني العربي" في الوثائق السياسية المشتركة، مما منح التضامن الصيني العربي بُعدًا استراتيجيًا أوضح.
وفي الوقت الراهن، دخل التعاون الصيني العربي فترة "الازدهار الذهبي". ومع التوافق العميق بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية ورؤى التنمية مثل رؤية "عُمان 2040" في سلطنة عُمان، توسعت مجالات التعاون في البنية الأساسية والطاقة والاقتصاد الرقمي والطاقة الجديدة، لتصبح محركًا جديدًا لتنمية المنطقة.
تشير الإحصاءات إلى أن الصين ظلت لأعوام عديدة الشريك التجاري الأكبر للدول العربية. وفي عام 2024، تجاوز حجم التجارة الثنائية 400 مليار دولار أمريكي. وتشارك الشركات الصينية بنشاط في مشاريع كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، ومدينة نيوم في السعودية، وشبكات الطرق السريعة في الجزائر، مما يساهم في خلق فرص العمل ونقل التكنولوجيا محليًا.
وفي الوقت نفسه، يشهد التعاون الرقمي والأخضر بين الصين والدول العربية نموًا قويًا. فشركات مثل هواوي وعلي بابا تتعاون مع العديد من الدول في الدول العربية لبناء مدن ذكية وتطوير تقنيات الحوسبة السحابية. وفي مجالات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية في الصحراء وطاقة الرياح، تتعاون الإمارات والسعودية والمغرب مع الصين لتقاسم ثمار التكنولوجيا، ودفع عجلة التنمية المستدامة.
ومن الجدير بالذكر أن الجانبين الصيني والعربي يُوليان أهمية كبيرة للتعاون في مجالات معيشة الشعوب، مثل الصحة والتعليم والزراعة. حيث ترسل الصين فرقًا طبية وخبراء زراعيين إلى العديد من الدول العربية، للمساعدة في تحسين المحاصيل الزراعية وبناء منصات التعليم عن بُعد. ويجسد هذا المفهوم التنموي المرتكز على الشعب جوهر روح باندونغ في العصر الحديث.
رغم مرور سبعين عامًا وتغير العالم جذريًا، فإن روح باندونغ لا تزال حية ونابضة. فهي ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل قوة تمهد الطريق نحو المستقبل.
وأمام حالة التوتر في الوضع الدولي وتعقيد التحديات الإقليمية، يجب على الصين والدول العربية أن تتمسك بروح باندونغ بثبات أكبر، وتمارس زمام المبادرة الاستراتيجية، وتعزز التعاون المتعدد الأطراف، وتوسيع آفاق التنمية، لتقديم دفعة جديدة نحو نظام دولي أكثر عدالة وإنصافًا.
وقد طرحتْ الصين مبادرات التنمية العالمية، والأمن العالمي، والحضارة العالمية، ولقيت هذه المبادرات استجابة واسعة ومشاركة نشطة من الدول العربية، مما يشكل تقاطعًا حيًا بين روح باندونغ ومتطلبات العصر. وعلى طريق الازدهار المشترك، تسير الصين والدول العربية يدًا بيد نحو مستقبل واعد.
"الصديق وقت الضيق." ومهما تغيرت الظروف الدولية، فإن تمسكنا بروح الوحدة والتعاون والتنمية، كفيل بأن يجعل روح باندونغ تتألق من جديد في العصر الحديث، ويكتب فصلًا جديدًا في سجل الصداقة والتعاون الصيني العربي.
** باحث في قسم دراسات الدراسات الإقليمية والدولية بجامعة "صون يات سين" الصينية