دعوات عربية من الدوحة لاستخدام العلم في مواجهة الكوارث الطبيعية
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
الدوحة– أكد مسؤولون عرب أهمية التركيز على الاستفادة من تعزيز مكانة العلماء العرب في كافة المجالات وإظهار أعمالهم البحثية المختلفة والاستفادة منها لتحقيق التطور في العديد من القطاعات، وكذلك لدرء المخاطر والتصدي للكوارث الطبيعية التي تهدد الأرواح والممتلكات.
ونظمت منظمة المجتمع العلمي العربي (أرسكو) فعالية علمية في الدوحة جمعت العديد من الخبراء والعلماء من 15 دولة عربية حيث تركز موضوع الورشة على استخدام العلم في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية والحد من مخاطرها، واستعراض العديد من الأبحاث في هذا الشأن.
وخلال حفل تقليدي سنوي، أعلنت المنظمة فوز خالد الصالحي، الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بالمملكة المغربية بجائزة أفضل بحث لعام 2024 في مجال مواجهة الأزمات والكوارث والحد من مخاطرها في المنطقة العربية والذي يركز على تحديد مناطق الخطر والتنبؤ بالكوارث الطبيعية مما يعزز الجاهزية لإنقاذ الأرواح والممتلكات.
وتقدم للجائزة، التي تركزت على استخدام العلم في إدارة الكوارث والتخفيف من مخاطرها، 46 مرشحا من 15 دولة عربية وتم تقييم المتقدمين من حيث استيفاء الشروط ليصل عدد المرشحين إلى 32 باحثا من 12 دولة عربية وتمت التصفية من قبل لجان معنية حتى الإعلان عن المرشح الفائز.
وقالت رئيسة منظمة المجتمع العلمي العربي (أرسكو) موزة الربان، إن مهمة المنظمة هي المساهمة في تطوير مجتمع علمي عربي رائد قادر على تعزيز الإنتاج العلمي وتوطين العلوم وامتلاكها وتعزيز تراكم المعرفة وتشبيك العلماء بعضهم مع بعض.
إعلانولفتت الربان، في حديث للجزيرة نت، إلى أن دور العلم في مواجهة الأزمات والكوارث في المنطقة العربية يحتاج إلى مزيد من العمل، مشددة على أن المنظمة تسعى لتكون وُصلة بين المجتمع العلمي وأصحاب القرار في العالم العربي لتحقيق الاستفادة من الكفاءات العربية العديدة التي لم يُستفد منها بالشكل المناسب.
وأضافت أن منظمة المجتمع العلمي العربي هي منظمة علمية مستقلة غير هادفة للربح، تُعنى بشؤون المجتمع العلمي الناطق باللغة العربية وتأسست عام 2010، ومقرها الرئيسي في دولة قطر وتهدف إلى تسخير قوة العلم لتحفيز النهضة الشاملة في جميع المجالات من خلال دعم التميز العلمي، وتشجيع استخدام اللغة العربية في البحث والنشر العلمي.
من جهته، قال رافع الزعبي، نائب رئيس منظمة المجتمع العلمي العربي للجزيرة نت، إن المنظمة تسعى لنشر الثقافة العلمية وترقية العلوم كأداة لتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي، موضحا أن العالم العربي يزخر بكفاءات كبيرة في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار ولم نتعرف بعد على هذه الكفاءات.
وشدد على أن دور أرسكو يركز على التواصل مع هذه الكفاءات للمساهمة في نشر إنتاجها العلمي وتقديم الدعم المناسب لها للتمكن من الاستفادة من أنشطتها العلمية والمجالات التي يمكن الاستفادة منها.
وأشار إلى مسابقة سنوية يتم تنظيمها في موضوع معين يهم العالم العربي لتحقيق التنمية والتطور وأن المشروعات التي تفوز يتم توثيقها من خلال قنوات أرسكو المختلفة والتعرف على الأنشطة المختلفة للباحث الذي نسعي لربطه مع أقرانه في الدول العربية المختلفة، كما نسعى أيضا لتقديم الدعم المادي للفائزين للاستمرار في مجال البحث.
وأكد أنه يتم رفع التوصيات لأصحاب القرار السياسي في الدول العربية المختلفة والأخذ ببعض التوصيات التي تؤكد أن تطبيقها سوف يؤدي إلى علاج خلل كبير في إدارة منظومات الأزمات والكوارث في الدول العربية.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو بمنطقة الخليج واليمن صلاح زكي خالد، إن الموضوع الذي تركز عليه منظمة المجتمع العلمي العربي هذا العام يتكامل مع الدور الذي تقوم به منظمة اليونسكو التي تهتم أيضا بهذا المجال ولديها برنامج كامل تحت قطاع العلوم يتعلق بتقليل مخاطر وآثار الكوارث.
إعلانوأوضح خالد، في حديث للجزيرة نت، أن منظمة اليونسكو قامت بتنفيذ مشروع كبير في اليمن يركز على إنشاء منظومة متكاملة للتعامل مع مخاطر الفيضانات وإقامة مراكز للإنذار المبكر وتم الانتهاء منه بالفعل في مدينتي صنعاء وحضرموت وتم تدريب جميع الكوادر في الدفاع المدني.
وشدد على أن الوطن العربي يزخر بالعديد من العلماء في مجالات متنوعة يمكن الاستفادة منهم والتنسيق معهم من خلال منصة منظمة المجتمع العلمي العربي، لافتا إلى أن المشروع الذي قامت المنظمة بتنفيذه في اليمن تم من خلال أياد عربية.
وخلال كلمة له في الاحتفال باليوم السنوي لمنظمة المجتمع العلمي العربي، أشار زكي إلى أن الفترة الماضية شهدت عددا من الكوارث الطبيعية مثل زلزال المغرب والأمطار الغزيرة في ليبيا والتي تسببت في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات كما أنها أظهرت ضعف المنطقة العربية في التصدي لمثل هذه الكوارث.
ولفت إلى أنه بالنسبة للمنطقة العربية فإن تأثيرات التغيرات المناخية تضاعف من حجم التحديات وعلى سبيل المثال تشير التقارير إلى أن أكثر من 60 مليون شخص بالمنطقة قد يتعرضون للفقر المائي بحلول 2030.
وقال الخبير الدولي عادل الصالحي من جامعة عبد المالك السعدي بالمملكة المغربية، الذي فاز بجائزة منظمة المجتمع العلمي العربي السنوية لأفضل مشروع بحثي في مجال دور العلم في إدارة الكوارث والتخفيف من آثارها بالوطن العربي، إن المشروع استغرق فترة عمل امتدت لأكثر من 10 سنوات.
وأوضح أن طموح الأمة العربية للنهضة تقف أمامه تحديات من أبرزها الكوارث الطبيعية التي تعيق جهود التنمية ومن هذا المنطلق وجهنا جهودنا لتوفير أرضية علمية تساعد في التصدي من خلال دراسة هي الأولى عالميا لجميع الأحواض النهرية في البلدان العربية مجتمعة والتي استندت لأحدث التقنيات العلمية اعتمادا على بيانات ضخمة ضمت أكثر من 35 ألفا من صور الأقمار الصناعية مما أتاح إنتاج قواعد بيانات مفتوحة وخرائط نقية تظهر التغيرات السنوية وأماكن تركز الأخطار المحدقة مما يعزز الجهود الاستباقية الوقائية لحماية الأرواح والممتلكات.
إعلانولفت إلى أنه من خلال قاعدة البيانات التي توصلنا إليها، تم تحديد الأماكن المعرّضة لفيضانات خطيرة، ولاحظنا أن عدد السكان المعرضين لخطر داهم في عام 2002 كان 20 ألف شخص وحاليا وصل العدد إلى 29 ألفا، وهو مؤشر على ارتفاع الخطر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مواجهة الأزمات والکوارث الأرواح والممتلکات الکوارث الطبیعیة العالم العربی الاستفادة من فی مجال من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
منظمة حقوقية تتقدم بشكوى للجنائية الدولية ضد مؤسسة غزة الإنسانية
تقدمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بشكوى إلى مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، دعت فيها إلى فتح تحقيق عاجل في جرائم خطيرة منسوبة لمسؤولين في ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" وشركات أمنية متعاقدة معها.
وأوضحت المنظمة في بيان، اليوم الاثنين، أن الجرائم المرتكبة تندرج في صلب اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وتشمل أخطر الجرائم المنصوص عليها في نظام روما الأساسي، وهي: جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والمشاركة في جريمة الإبادة الجماعية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جريمة التجويع المركبة في غزةlist 2 of 2حصار الفاشر.. حين يتحول علف الحيوانات إلى طعام للبشرend of listوأضافت أن الشكوى أُرفقت بأدلة وخرائط وصور التقطتها الأقمار الاصطناعية، تظهر أن مراكز توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة أُنشئت بهدف القتل والتجويع والتهجير، وليس بغرض الإغاثة الإنسانية.
ووفقا للمنظمة، فإن الصور الجوية تبين أن هذه المراكز صُممت على نمط قواعد عسكرية، بمداخل ضيقة تمتد في اتجاه واحد لمسافات طويلة تصل إلى عدة كيلومترات، تؤدي إلى مناطق اختناق تدريجي، وكلما تقدم المدنيون في هذه الممرات، يبدأ إطلاق النار عليهم، وفي بعض الحالات تُطلق قذائف دبابات مباشرة نحو الجموع.
"مصائد قتل"
وأشارت المنظمة إلى أن عمليات القتل لا تزال تتصاعد داخل وحول مراكز توزيع المساعدات، وهي موثقة بشهادات ميدانية وتقارير أممية وإعلامية مستقلة، "ما يؤكد أن تلك المراكز تحولت إلى مصائد قتل تُدار ضمن أجندات عسكرية، وتستخدم كغطاء لعملية التجويع الممنهجة التي تُمارس بحق سكان قطاع غزة"، وفقا للبيان.
وفي الآونة الأخيرة، وصل تجويع الفلسطينيين في غزة جراء الحصار الإسرائيلي وحرب الإبادة المدعومة أميركيا إلى مستويات غير مسبوقة، وفقا لتقارير محلية ودولية، حيث تزايدت الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف، وبلغ العدد الإجمالي 147 شهيدا بينهم 88 طفلا، وفقا للمصادر الطبية في القطاع.
إعلانومنذ أواخر مايو/أيار الماضي، تقود "مؤسسة غزة الإنسانية" مشروعا أميركيا إسرائيليا للسيطرة على توزيع الغذاء بالقطاع المحاصر بدلا من المنظمات الدولية التي رفضت هذا المشروع، ووصفته بأنه مصيدة لقتل المدنيين وأداة لتهجير السكان وإذلالهم.
ووثقت وزارة الصحة في قطاع غزة منذ بدء هذا المشروع استشهاد 1157 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 7758 آخرين بنيران جيش الاحتلال في نقاط توزيع الغذاء وطوابير انتظار المساعدات.
وقالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن تلك المؤسسة "لعبت دورا محوريا في تعزيز موقف الاحتلال بمنع دخول المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة والمنظمات المتعاقدة معها، مما أدى إلى وفاة العديد من المدنيين، بينهم أطفال، نتيجة نقص الغذاء والدواء، وبات الجوع يهدد حياة عشرات الآلاف".
تبرير الجرائموأضاف البيان أنه "رغم فداحة هذه الجرائم، لم يصدر عن المشتبه بهم في المؤسسة أي بيان جدي يوضح موقفهم أو يتناول مسؤوليتهم القانونية. وكل ما صدر عن المؤسسة كان مجرد بيانات باهتة تتسم بالجبن وانعدام الضمير، وصل بعضها إلى حد تبرير الجرائم أو التقليل من خطورتها".
وجددت المنظمة دعوتها إلى المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات فورية على مسؤولي المؤسسة، بموجب قانون العقوبات العالمي لحقوق الإنسان "ماغنيتسكي"، كما ناشدت المجتمع الدولي، بمن فيهم الحقوقيون والبرلمانيون، إلى تكثيف الجهود من أجل ملاحقة ومحاسبة هؤلاء المسؤولين في جميع الولايات القضائية المتاحة.
وأشارت المنظمة إلى أن العالم بأسره، بمن فيهم بعض الحلفاء التقليديين للاحتلال، بدأ ينتفض في وجه الجرائم المرتكبة، ويُدين سياسات التجويع الجماعي، بينما "يغرق النظامان العربي والإسلامي في وحل الصمت والتخاذل، فلم يظهر من بعض هذه الحكومات سوى قمع للمظاهرات الشعبية المؤيدة لغزة، واعتقالات تعسفية، ومحاكمات ميدانية للنشطاء".
ودعت المنظمة شعوب العالم العربي والإسلامي إلى الخروج في مظاهرات عارمة ترفض التواطؤ والتجويع، وتطالب بتحرك فاعل لإدخال المساعدات الإنسانية فورا.
كما شددت على ضرورة تحويل مدينة رفح إلى "نقطة انطلاق دولية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وإدخال المساعدات تحت راية الأمم المتحدة، رغما عن إرادة الاحتلال، وبمشاركة المجتمع الدولي والمنظمات المستقلة".