"شاشة الأحلام": نظرة داخل منزل الرعب الرقمي
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
في كل خريف، يستضيف متحف ليوم للفنون في سيول معارض ضخمة، وأخيراً يقام عرضان رئيسيان، وهما، عرض فردي لأنيكا يي، ومعرض جماعي بعنوان "شاشة الأحلام - Dream Screen"، حتى نهاية العام.
وبشكّل معرض الفنانة "يي" عامل الجذب الرئيسي للجمهور، كونه أول وأكبر معرض متحفي للفنانة الكورية الأمريكية الشهيرة في آسيا.
ومع ذلك، أشار العديد من الزوار إلى أن "شاشة الأحلام"، التي نظمها الفنان ريركريت تيرافانيجا، قد استحوذت على الاهتمام، وفق موقع "أرت نيوز".
يتسم المعرض بموضوعات ترتبط بالرعب، ويضم مجموعة ديناميكية من الفنانين الذين ينتمون إلى جيل الألفية أو أصغر سناً. وتتناول أعمالهم التفاعلات الثقافية من خلال الشاشات، سواء عبر الإنترنت أو ألعاب الفيديو أو الأفلام، ضمن سياقات محلية وإقليمية.
ومنذ افتتاحه في سبتمبر (أيلول)، سرعان ما أصبح المعرض واحداً من أبرز الأحداث التي شغلت اهتمام الجمهور في موسم الخريف.
ويُعد المعرض جزءاً من برنامج Art Spectrum التابع للمتحف، وهي مبادرة نصف سنوية أُطلقت عام 2001. أُوعيد تصميم النسخة الحالية التي بدأت كمنصة لعرض أعمال الفنانين الكوريين الناشئين وسط مشهد الفن المعاصر المتنامي في البلاد، قبل أن يتوسع البرنامج ليشمل فنانين من مختلف أنحاء المنطقة.
منزل مسكونيُقدّم معرض "Dream Screen" أعمال 26 فناناً وجماعة من مختلف أنحاء آسيا، حيث يستكشف انتشار التقنيات الرقمية وما تولده من شعور بالغرابة نتيجة تحميل حياتنا بالمعلومات، المحفزات الحسية، والروايات التي يتم مشاركتها عبر الشاشات.
وقد جرى تقديم هذا المفهوم في شكل منزل مسكون، ما يعزز تجربة العرض.
يتخذ مدخل المعرض هيئة واجهة منزل مستوحاة من منزل وينشستر الغامض، المعروف بـ"القصر الأكثر رعباً" في الولايات المتحدة.
يعود تاريخ هذا القصر، المكون من 110 غرف، إلى القرن التاسع عشر، وقد بُني على يد سارة باردي وينشستر، التي ورثت ثروة ضخمة من زوجها الراحل ويليام وينشستر، قطب صناعة الأسلحة النارية. ويُقال إن سارة شيدت القصر لإيواء أرواح أولئك الذين قتلوا ببندقية وينشستر، سعياً منها للنجاة من أشباحهم.
لكن ما الذي يربط منزلاً مسكوناً أمريكياً برعب آسيوي؟ لا يقدّم المعرض تفسيراً صريحاً، إلا أن تصميمه يتحدث عن الكثير. فكل عمل مشارك يشغل غرفة أو فناءً أو رواقاً داخل هيكل متاهة مستوحى من منزل وينشستر، مما يخلق توازناً بين التعبير الفردي والسرد الموحد.
وبالنظر إلى إرث آسيا الغني بأفلام الرعب الشهيرة مثل Ring (1998)، وThe Eye (2002)، وA Tale of Two Sisters (2003)، فإن المعرض يمثل موقعاً مثالياً لاستكشاف تأثير هذا النوع الفني العالمي.
عند دخول الزوار المنزل، يُستقبلون بموسيقى من جلسة ارتجال حيّة. وفي الداخل، تتضمن إحدى الغرف معرض الفيديو المؤثر Asian Ghost Story (2023) للفنان بو وانغ، المقيم في أمستردام والمولود في تشونغتشينغ. يعكس هذا العمل القوي تجارة الشعر في أواخر القرن العشرين، في ظل التحولات الاقتصادية في آسيا، والتصنيع، وتوترات الحرب الباردة، والهجرة.
ويواصل الزائر اكتشاف مفاجآت جديدة داخل هذا الهيكل المتشابك، متنقلاً من غرفة إلى أخرى، دون أن يدرك تماماً ما ينتظره في المحطة التالية.
وتتميز إحدى الغرف بمعرض Inspiration from Shan State and Chiang Rai (2023) للفنان المقيم في يانغون، سو يو نوي، بتركيب من المنحوتات الزجاجية والسيراميك الدقيقة التي تشبه النباتات الغامضة التي تنبت من أشكال جسدية.
ويعرض أحد الممرات أشكال الحب المثالي (2024) للفنانة إيونساي لي المقيمة في سيول وأمستردام، وهي جدارية غريبة تصور أشكالاً مختلفة من الاتصال البشري.
ويعرض عمل الشبح في الآلة (2024) للفنانة كولون، المقيمة في سيبو، تركيباً يشبه مزرعة لمتصيدي الإنترنت، مكونة من 40 هاتفاً ذكياً. يقدم هذا العمل رؤية نقدية حول كيف يمكن أن تكون سهولة الاتصال بالأجهزة الرقمية سلاحاً ذا حدين.
أما بالنسبة لأولئك الذين تتجسد كوابيسهم في الإحراج العام، فقد يكون عمل كايرو (2024) للفنانة جيهيون جونج، المقيمة في سيول، الأكثر إزعاجاً في المعرض. يدعو هذا العمل الضخم الزوار إلى محاولة تسلق الجدران الداخلية أمام الجمهور، مما يجبرهم على مواجهة مخاوف الفشل والشعور بالإحراج.
يستمر معرض "شاشة الأحلام" حتى 29 ديسمبر في متحف ليوم للفنون، في سيؤول، كوريا الجنوبية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ثقافة وفنون
إقرأ أيضاً:
كلية الهندسة بجامعة الريادة تطلق أول معرض لدعم الابتكار التطبيقي
تحت رعاية الدكتور يحي مبروك رئيس مجل الأمنا الدكتور رضا حجازي، رئيس جامعة الريادة ووزير التربية والتعليم السابق، نظمت كلية الهندسة بالجامعة المعرض العلمي الأول، بمشاركة فعالة من الطلاب وبحضور لفيف من قيادات الجامعة، وقياداة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على رأسهم الدكتور محمد الشربيني نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور إيهاب سعيد نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، الدكتور سعيد الحلفاوي عميد كلية الهندسة، إلى جانب عدد كبير من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وطلاب الكلية.
الدكتور رضا حجازيوفي كلمته الافتتاحية، أعرب الدكتور رضا حجازي عن سعادته البالغة بالمشاركة في هذا الحدث العلمي المميز، مؤكدًا أن إقامة هذا المعرض تمثل خطوة نوعية تعكس حرص الجامعة على دعم التعليم التطبيقي ومواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، مشيرًا إلى أن المعرض يجسد رؤية الجامعة في تمكين طلابها من امتلاك المهارات التي تؤهلهم لخوض غمار سوق العمل بجدارة.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن توفير سيارة كهربائية تعليمية متطورة من طراز "نيسان"، جاءت بعد جهود حثيثة واستثمار واعٍ من مجلس الأمناء، بهدف إتاحة بيئة تعليمية تفاعلية تُمكّن الطلاب من التدريب العملي على تشخيص الأعطال وإصلاحها، قائلًا: "الطالب الذي يتعامل بشكل مباشر مع هذه السيارة ويتدرب على تقنياتها يكتسب خبرة عملية لا تُقدّر بثمن".
وأوضح أن هذه السيارة تمثل منصة لتكامل تخصصات كلية الهندسة المختلفة، من الميكاترونكس إلى الروبوتات والطاقة المتجددة، مشددًا على أهمية إعداد خريجين قادرين على مواكبة الاتجاهات الحديثة في عالم السيارات، خاصة في ظل التحول المتسارع نحو القيادة الذاتية.
وأضاف الدكتور حجازي أن كلية الهندسة تقع في قلب تجمع صناعي مهم في منطقة السادات، مما يفتح المجال أمام الطلاب لعقد شراكات والتدرب في المصانع والشركات المحيطة، وهو ما يعزز من كفاءتهم العملية، قائلًا: "سوق العمل اليوم لا يبحث عن الحفظ النظري فقط، بل عن العقلية المتقدة، والقدرة على التعلم المستمر، والإصرار على النجاح".
وأوضح أن إقامة مثل هذه المعارض لا تساهم فقط في تطوير المهارات التقنية، بل تسهم أيضًا في صقل مهارات العرض، والقيادة، والريادة، والابتكار، وهي مكونات أساسية في شخصية الخريج الذي تطمح إليه جامعة الريادة.
وفي سياق متصل، تطرق الدكتور حجازي إلى مبادرة غير مسبوقة قامت بها الكلية بتكليف منه، تتعلق بتصميم جهاز مبتكر للكشف محاولات الغش الإلكترونية، قائلًا: "كلفت كلية الهندسة بتصميم جهاز يلتقط الذبذبات ويكشف الواي فاي والسماعات الدقيقة التي يصعب كشفها بالوسائل التقليدية، وهو ما تم بالفعل".
وأكد أن هذه الخطوة تأتي انطلاقًا من قناعة راسخة بخطورة الغش على المجتمع، داعيًا أولياء الأمور إلى التعاون في محاربة هذه الظاهرة بدلًا من المشاركة فيها، مشيرًا إلى أن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالاجتهاد والعمل الجاد.
وضرب الدكتور حجازي مثالًا واقعيًا من داخل الكلية، حيث ابتكر أحد طلاب الفرقة الأولى مستشعرًا (سنسور) لتنبيه السائق بنقص ماء تبريد السيارة قبل أن ترتفع حرارتها، وهو ابتكار بسيط لكن يعكس وعيًا تكنولوجيًا وقيمة اجتماعية مضافة. كما أشار إلى مشروع آخر يتعلق بالتحكم الذكي في سرعة السيارة على المنحدرات لتفادي المخالفات، مؤكدًا أن هذه المشاريع تُظهر نضجًا في التفكير وتوظيفًا عمليًا للمعرفة النظرية.
الدكتور يحي مبروكمن جانبه، ألقى الدكتور يحيى مبروك، رئيس مجلس الأمناء، كلمة أعرب فيها عن فخره بما تم تحقيقه من تطور داخل كلية الهندسة، مشيرًا إلى أن الهندسة ليست تخصصًا أكاديميًا فقط، بل هي ركيزة أساسية في كل مناحي الحياة.
وقال: "حتى التمريض يعتمد على أجهزة من تصميم المهندس، والملابس التي نرتديها تمر بمراحل إنتاج هندسية دقيقة. لذلك، فإن المهندس هو صانع الحياة الحديثة"، مشجعًا الطلاب على الاعتزاز بتخصصهم والسعي لترك بصمة إيجابية في المجتمع.
وأكد أن تقدم الدول يقاس بعدد ونوعية مهندسيها، داعيًا الطلاب إلى أن يكونوا فاعلين ومبدعين يسهمون في تطوير أوطانهم، وليس مجرد حملة.
وفي كلمته، عبّر الدكتور محمد الشربيني، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، عن سعادته الغامرة بمستوى المشاريع الطلابية المعروضة، قائلًا: "رأيت طلابًا في مراحل دراسية مبكرة ينفذون مشاريع ذات جدوى مجتمعية حقيقية، وهو أمر يدعو للفخر".
الدكتور محمد الشربينيوأضاف أن هذا المعرض يعكس تحولًا نوعيًا في فلسفة التعليم الجامعي، حيث لم يعد الطالب متلقيًا سلبيًا للمعرفة، بل أصبح مشاركًا فاعلًا في إنتاج المعرفة وتطبيقها. كما أثنى على الإمكانيات التدريبية المتوفرة حاليًا داخل معامل الكلية، قائلًا: "ما كان يومًا حكرًا على مراكز الخدمة والورش الكبرى، أصبح اليوم متاحًا داخل أروقة الكلية".
واختتم كلمته بالتأكيد على أن امتلاك سيارة تعليمية كهربائية تتيح للطلاب محاكاة الأعطال وتشخيصها وإصلاحها، يمثل استثمارًا في المستقبل، وميزة تنافسية لخريجي الكلية في سوق العمل.
واضاف الدكتور إيهاب السعيد نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا أن سعادته بهذه اللحظة تنبع من سببين رئيسيين: أولهما أن الكلية التي كانت تمثل تحديًا خاصًا هذا العام، أصبحت اليوم واقعًا حقيقيًا على أرض الجامعة بفضل الله وتوفيقه. أما السبب الثاني، فيكمن في طبيعة الكلية نفسها، حيث لا تُعد مجرد إضافة عددية لمنظومة الكليات، بل تميزت منذ انطلاقها ببرامج أكاديمية نوعية أُعدّت بعناية، انطلاقًا من دراسة متعمقة لاحتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي، بما يضمن تخريج كوادر هندسية قادرة على المنافسة والابتكار.
وأضاف نائب رئيس الجامعة: "كما يُقال إن كلية الحاسبات تمثل قاطرة التكنولوجيا في أي جامعة، فإنني أرى أن كلية الهندسة هي قاطرة الابتكار"، مؤكدًا أن هذا المفهوم سيتجلى بوضوح من خلال المعرض العلمي الذي يعكس إبداعات طلاب الكلية وقدرتهم على تحويل الأفكار إلى نماذج عملية.
واختتم الدكتور السعيد كلمته بتوجيه الشكر والعرفان لكل من ساهم في تنظيم وإنجاح المعرض، وفي مقدمتهم عميد الكلية الأستاذ الدكتور سمير الحلفاوي، وأعضاء هيئة التدريس، والهيئة المعاونة، مؤكدًا أن جهودهم محل تقدير واعتزاز من إدارة الجامعة بأكملها.
من جهته، أكد الدكتور سعيد الحلفاوي، عميد كلية الهندسة، أن هذا المعرض يأتي ضمن رؤية الكلية لتقديم تعليم هندسي مبتكر وتطبيقي، يسهم في تخريج مهندسين ذوي كفاءة عالية.
الدكتور سعيد الحلفاويوأوضح أن الكلية تبنت منذ إنشائها منهجًا يركز على التدريب العملي والتكامل بين التخصصات، مشيرًا إلى أن هذا المعرض يجسد ما تم العمل عليه خلال الفترة الماضية من دعم للمشروعات الطلابية، وفتح آفاق التعاون مع مؤسسات صناعية.
وفي ختام الفعالية، قام الحضور بجولة داخل أروقة المعرض، اطلعوا خلالها على ابتكارات الطلاب في مجالات متعددة مثل الطاقة المتجددة، والأنظمة الذكية، والمستشعرات، والروبوتات. كما تم عرض مشروع السيارة الكهربائية وكيفية التفاعل مع أنظمتها وتشخيص الأعطال فعليًا، وسط إشادة من قيادات الجامعة والأساتذة والطلاب.
يعكس هذا المعرض العلمي الأول لكلية الهندسة بجامعة الريادة حرص الجامعة على تأصيل ثقافة الابتكار والريادة في عقول طلابها، ويؤكد التزامها الراسخ بتقديم نموذج تعليمي متكامل يربط بين النظرية والتطبيق، ويرفع من جاهزية الخريجين لمواكبة تطورات سوق العمل محليًا وعالميًا.