قبل أقلّ من شهر من الموعد المفترض لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، المقرّرة في التاسع من كانون الثاني المقبل، لا تزال "الضبابية" تسيطر على المشهد، رغم موجات التفاؤل غير المسبوقة، التي لم تترجم حتى الآن تغييرًا للمعادلات، ولا لبورصة المرشحين، مع بقاء رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، أقلّه في العلن، "عماد المرشحين"، بانتظار موقف يتوقّع أن يصدر عنه هذا الأسبوع، وربما في الساعات القليلة المقبلة.


 
ومع أنّ فرنجية لم يعلن حتى الآن خروجه من السباق الرئاسي، فإنّ كلّ التسريبات والمعطيات المتوافرة تؤكّد أنّ الأمر قد حُسِم، بنتيجة "تقاطع" بينه وبين داعميه خلُص إلى أنّ حظوظه تراجعت إلى أدنى مستوياتها، وبالتالي فإنّ إعلان الانسحاب النهائيّ لن يتأخّر، لما يفتح المجال أمام تفاهم وطنيّ على مرشح "توافقي" يشكّل نقطة وصل بين حلفائه وخصومه، ولا سيما بعدما اشترط هؤلاء التخلّي عن فرنجية، قبل أيّ نقاش حقيقيّ.
 
وعلى الرغم من وجود وجهة نظر بين مؤيّدي فرنجية لا تشجّع سحب اسمه من البازار الرئاسي قبل نضوج معطيات جلسة التاسع من كانون الثاني، ولا سيما بعدما بدأ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع التلويح بترشيح نفسه للرئاسة، فإنّ العارفين يؤكدون أنّ النقاش انتقل إلى مرحلة متقدّمة، مع بدء غربلة الأسماء "البديلة" المحتملة، فهل يمكن القول بالتالي إنّ فرنجية أصبح رسميًا خارج السباق، ومن يكون المرشح "البديل"؟!
 
حظوظ فرنجية تراجعت
 
إذا كان السؤال المطروح بكثافة في الأوساط السياسية هذه الأيام يتمحور حول ما إذا كان رئيس تيار "المردة" بصدد إعلان انسحابه من السباق الرئاسي فعلاً في الساعات القليلة المقبلة، كما يروَّج، فإنّ ثمّة من يرى أنّ السؤال الأكثر جدّية الذي يُطرَح في الكواليس، هو لماذا لم يعلن فرنجية انسحابه حتى اليوم، ولا سيما أنّ كلّ المعطيات تؤكد أنّ حظوظه تراجعت إلى أدنى مستوى، وبالتالي أنّ وصوله إلى قصر بعبدا، بالتوافق أو الانتخاب، أصبح "متعذّرًا".
 
يستند هذا السؤال إلى أنّ الأجواء "التفاؤلية والإيجابية" التي يبثّها الفريق الداعم لفرنجية تحديدًا، لا تبدو منسجمة مع إصرار الرجل على مواصلة المعركة، خصوصًا مع اعتبار الفريق الآخر "التخلّي عنه" شرطًا إلزاميًا للبحث في إمكانية التوافق، بل إنّ هذا الإصرار يوحي بـ"تعقيد" الأمور، خصوصًا مع رفع المعارضة لسقفها في الأيام الأخيرة، وصولاً لحدّ التلويح بمعادلة "فرنجية VS جعجع"، في إشارة إلى احتمال إعلان ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية".
 
انطلاقًا من ذلك، يرى العارفون أنّ انسحاب فرنجية أضحى أمرًا واقعًا، فالرجل الذي كان يدرك صعوبة وصوله إلى قصر بعبدا في المرحلة السابقة، راهن مع بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، ومن ثمّ على لبنان، على "انقلاب" المشهد لصالحه، لتتراجع حظوظه مع نهاية الحرب، وهو ما عزّزه سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، والذي كان فرنجية يرتبط به ارتباطًا وثيقًا منذ سنوات طويلة.
 
من يكون "البديل"؟
 
وفقًا للعارفين، فإنّ انسحاب فرنجية من السباق بنتيجة المعطيات المستجدّة، لا يفترض أن يشكّل مفاجأة، فمثل هذا الأمر كان متوقّعًا، بنتيجة موقف الطرف الآخر المُطلَق له، بما في ذلك "التيار الوطني الحر"، علمًا أنّ رئيس تيار "المردة" نفسه قال أكثر من مرّة إنّه لن يتأخّر في الانسحاب، متى وجد "مصلحة وطنية" في ذلك، شرط أن يكون انسحابه لصالح مرشح توافقي "مستحقّ"، ولو أنّ كثيرين فهموا حينها ذلك إشارة ضمنية إلى استحالة توافر مثل هذا الشخص.
 
من هنا، فإنّ تساؤلات طُرِحت سريعًا عمّا إذا كان انسحاب فرنجية، إن حصل، سيكون خطوة أحاديّة، إن صحّ التعبير، أم سيشمل تحديد "البديل" الذي يمكن أن يتبنّاه الفريق الداعم له، كمبادرة "حسن نيّة" يقنع بها الطرف الآخر، علمًا أنّ بعض المعلومات تحدّثت عن "تباين" بين فرنجية و"الثنائي" بهذا الصدد، وعن "عتب متبادل" حصل خلال لقاء عقد الأسبوع الماضي، خلص فيه رئيس تيار "المردة" إلى أنه لن ينسحب إلا لقائد الجيش العماد جوزيف عون.
 
وفي وقت ثمّة من ينفي هذه الروايات، ويؤكد أنّ "البديل" سيكون النائب فريد هيكل الخازن، وهو عضو التكتل الوطني المستقلّ المحسوب على "المردة"، والذي بدأ تحرّكًا مستقلاً عنه، حتى إنّه التقى رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، قائلًا بعد اللقاء إنّ "لا فيتو قواتيًا" عليه، ولو أنّه أضاف أنه "ليس مرشحًا"، فإنّ هناك من يشير إلى أنّ الأمور لم تنضج بعد، وأن تحديد "البديل" قد يحتاج إلى المزيد من الوقت، وإلى التشاور مع الطرف الآخر أيضًا.
 
في النتيجة، توحي كلّ المؤشرات أنّ انسحاب فرنجية من السباق الرئاسي، أضحى "أمرًا واقعًا"، سواء أعلنه الرجل هذا الأسبوع، كما هو متوقّع، أم تريّث في ذلك، ريثما تنضج بعض المعطيات. ثمّة من يقول إنّ فرنجية "خسر الرئاسة"، في اللحظة التي اغتالت فيها إسرائيل الأمين العام السابق لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، لكنّ "المعركة" لم تنتهِ بالنسبة إليه، ولو أضحت على "بديل" يسعى ليكون "ناخبًا أول" على خطّه، وهنا بيت القصيد!  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

سباق دلما التاريخي يستقطب 120 محملاً شراعياً

 
أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة منتخب الجودو يبدأ النزال في «أستانا جراند سلام» الإمارات تعزز إنتاج الوقود الحيوي بمشاريع تدوير زيوت الطهي


أعلنت اللجنة المنظمة لسباق دلما التاريخي الثامن للمحامل الشراعية فئة 60 قدماً، عن فتح باب التسجيل للمشاركة في السباق الذي يُعد الأضخم والأطول والأعلى جوائز على مستوى الدولة والمنطقة، وينطلق ضمن فعاليات النسخة الثامنة لمهرجان سباق دلما التاريخي، ويُنتظر أن يستقطب السباق أكثر من 120 محملاً شراعياً من مختلف إمارات الدولة، في ظل الزخم المتواصل الذي يصاحب السباق في كل دورة، والدعم الكبير الذي يحظى به من القيادة الرشيدة.
وينظم المهرجان هيئة أبوظبي للتراث، ونادي أبوظبي للرياضات البحرية، ومجلس أبوظبي الرياضي، ومن المقرر أن تنطلق فعاليات المهرجان في جزيرة دلما 16 مايو الجاري، وتستمر إلى الأول من يونيو.
وينطلق السباق من جزيرة دلما التاريخية مروراً بثماني جزر، هي صير بني ياس، غشة، أم الكركم، الفطاير، البزم، الفيي، مروح، جنانة، وصولاً إلى نقطة النهاية على شاطئ مدينة المغيرة في منطقة الظفرة.
وشرعت اللجنة المنظمة في تنفيذ خطة تنظيم السباق وفق الترتيبات المعتمدة، واستقبال طلبات التسجيل للمشاركة عبر موقع نادي أبوظبي للرياضات البحرية، حيث حددت البرنامج الخاص بالإجراءات الفنية واللوجستية للمحامل المشاركة، وفق اللوائح والقوانين والضوابط التي سيتم إرسالها للملاك والنواخذة.
وستكون الانطلاقة من جزيرة دلما التاريخية، وصولاً إلى شاطئ المغيرة، في رحلة بحرية تراثية تمتد لأكثر من 68 ميلاً بحرياً، بما يعادل 125 كيلومتراً، تحاكي مسارات الإبحار القديمة التي ارتبطت بالتاريخ البحري لأهل الإمارات.
ويحمل اللقب المحمل «حشيم 199» لمالكه سموّ الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، وبقيادة النوخذة حسن عبد الله محمد المرزوقي، حيث فاز بسباق الدورة السابعة العام الماضي، الذي شهد مشاركة 122 محملاً على متنها أكثر من 3 آلاف بحار.
ويكتسب السباق احتفالية بتراث الأجداد والآباء، ويبرز القيم التي ارتبطت بحياة البحر، من خلال مشاركة نخبة النواخذة والبحارة من مختلف الأجيال، وسط تجهيزات تنظيمية متكاملة تضمن أعلى معايير السلامة والتوثيق والاحترافية.

مقالات مشابهة

  • وسط جدل سياسي.. تظاهرات حاشدة في ألمانيا للمطالبة بحظر حزب "البديل من أجل ألمانيا"
  • مظاهرات في ألمانيا للمطالبة بحظر حزب البديل
  • تقارير: تباين في مواقف ترامب ونتنياهو بشأن الملفين الإيراني والفلسطيني
  • فرنجية: الإنتخابات البلدية خلفيتها سياسية وغداً يوم جديد
  • تحليل.. لماذا تباين ترحيب الهند وباكستان بدور أمريكا في وقف إطلاق النار؟
  • مراسل سانا: وصول رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع إلى دولة البحرين على رأس وفد رسمي وكان في استقباله الشيخ حمد بن ناصر آل خليفة نجل ملك البحرين
  • بيدرسن بطل «الجولة الافتتاحية» في «جيرو دي إيطاليا»
  • «رئيس حزب التجمع»: يكشف عن تباين مواقف اليسار تجاه «الإخوان الإرهابية».. فيديو
  • بشأن الانتخابات... فرنجية يدعو للالتزام بهذا الأمر
  • سباق دلما التاريخي يستقطب 120 محملاً شراعياً