الجزيرة:
2025-07-05@03:34:40 GMT

إحباط شعبي وخمول سياسي تونسي في الذكرى الـ14 للثورة

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

إحباط شعبي وخمول سياسي تونسي في الذكرى الـ14 للثورة

تونس– في الذكرى السنوية الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية غابت مظاهر الاحتفال الرسمي والتظاهر السلمي للقوى السياسية والمدنية، لتحل محلها حالة من الصمت المشوب بالإحباط، فيما أرجع سياسيون ذلك إلى سطوة نظام الحكم الحالي للرئيس قيس سعيد.

وبدت العاصمة تونس التي انتشر في كل زاوية منها عناصر الأمن في حالة صمت مطبق غير مسبوق، حيث خلت الشوارع من مظاهر التجمهر السياسي أو المسيرات الاحتجاجية ضد الرئيس قيس سعيد، في لحظة مفصلية يفترض أن تكون فرصة لاسترجاع ذكريات الثورة ومطالبة السلطة بتكريس الحرية.

وجاءت الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية التي انطلقت في 17 ديسمبر/كانون الأول عام 2010 في محافظة سيدي بوزيد لتتوج بسقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011، وسط مشهد سياسي واجتماعي متأزم، بسبب استمرار اعتقال معارضين للرئيس سعيد وتدهور الأوضاع المعيشية.

ويرى مراقبون أن حالة الركود في الشارع التونسي تعكس إحباطا عاما لدى التونسيين الذين أصبحوا منشغلين بمحاولات التأقلم مع واقع سياسي واقتصادي واجتماعي صعب، في ظل عودة الملاحقات القضائية والأمنية ضد المعارضين والنشطاء وكذلك تدهور المعيشة وارتفاع الأسعار والبطالة والفقر.

الرئيس قيس سعيد أثناء تقديمه لملف ترشحه في الانتخابات التي فاز بها مؤخرا (الجزيرة) ركود وإحباط

ويثير هذا الوضع تساؤلات حول أسباب غياب نشاط المعارضة التي تبقى الأنظار متجهة نحوها باعتبارها كانت تمثل صمام الأمان للثورة في السنوات الأخيرة. وهذا الخمول يسلّط الضوء على تراجع قدرة الأحزاب على تعبئة الشارع أو التأثير في المزاج العام، في ظل ما تصفه المعارضة بتصاعد القمع السياسي.

إعلان

حول هذا يقول القيادي في حزب التيار الديمقراطي هشام العجبوني للجزيرة نت إن الخمول السياسي هو نتيجة مباشرة لحالة الإحباط التي تمر بها القوى السياسية والمدنية، مشيرا إلى حصول انتكاسة لدى التونسيين أسهمت في تغييب ذكرى الثورة لديهم جراء تكريس الرئيس سعيد نظاما فرديا.

وبعد عامين من صعوده للحكم، اتخذ سعيد يوم 25 يوليو/تموز 2021 تدابير استثنائية أبرزها حل البرلمان السابق وإقالة حكومة هشام المشيشي وحل المجلس الأعلى للقضاء وإلغاء دستور 2014، ليقوم بعدها بسن دستور جديد حيث استبدل بالنظام البرلماني آخر رئاسيا منح فيه لنفسه صلاحيات واسعة.

وقوبلت تلك الإجراءات برفض واسع من أوساط المعارضة، لكنها لم تتمكن من حشد الشارع بسبب القبضة الأمنية التي تمنع أي تحرك معارض واسع النطاق. هذا فضلا عن سلسلة الملاحقات الأمنية والقضائية التي انتهت باعتقال عشرات المعارضين من مختلف التيارات والتوجهات الفكرية والسياسية.

ويرجع العجبوني غياب أي شكل من أشكال التظاهر السلمي لأحزاب المعارضة في ذكرى الثورة التونسية إلى عدم التنسيق فيما بينها بسبب المناخ الحالي الذي يتسم بالتخويف والترهيب والزج بكل نفس معارض وكل رأي حر في السجون في ظل القبضة الأمنية والقضائية للنظام.

ويقول "سعيد لم يكن يوما معارضا لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي أو مناضلا من أجل الديمقراطية، وكل ما قام به بعد الثورة هو فرض سياسة الأمر الواقع لإرساء حكم فردي زاد من عودة التونسيين لمربع الخوف"، معتقدا في المقابل أن الشعب التونسي سيرفض هذه الحالة ليسترجع حريته.

ويتابع "لقد علّمنا التاريخ أن الاستبداد مهما طال لا يمكن أن يدوم. وقد شاهدنا كيف انتهى النظام السوري بعد عقود من القمع والاستبداد، وهو درس يجب أن يستوعبه كل من يعتقد أن السلطة الفردية ستبقى دائمة".

العياشي الهمامي: الأحزاب السياسية عاجزة عن استيعاب ما حدث من انحراف للثورة (الجزيرة) انسداد سياسي

بدوره، يقول القيادي بحركة النهضة، بلقاسم حسن، للجزيرة نت، ردا على سؤال حول سبب هذا الفتور السياسي التونسي، إن تقهقر الحراك السياسي مرتبط بتعطل الانتقال الديمقراطي، معتبرا أن الوضع السياسي التونسي يشهد انسدادا في ظل غياب أي حوار وطني أو انفتاح على مطالب المعارضة.

إعلان

وأشار حسن إلى قيام أحزاب المعارضة، وخاصة حزبه، بتحركات عديدة آخرها يوم 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، المتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ76 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، للمطالبة بإطلاق سراح المساجين السياسيين وأغلبهم من حركة النهضة ومنهم زعيم الحزب راشد الغنوشي.

ولفت حسن إلى انكباب مكونات جبهة الخلاص الوطني المعارضة، التي تشكل حركة النهضة أحد أبرز أطرافها، على إعادة ترتيب أولوياتها الداخلية للخروج من حالة الركود، خاصة بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها الرئيس سعيد بولاية ثانية من 5 سنوات.

من جهة أخرى، تحدث المحامي والناشط الحقوقي، العياشي الهمامي، عن حالة الإحباط واليأس التي تعيشها القوى السياسية والمدنية جراء القمع السياسي والملاحقات المستمرة في حق المعارضين والنشطاء والصحفيين، والتي لعبت دورا كبيرا في إضعاف الحراك السياسي وتجذير حالة من الخوف لدى التونسيين.

كما يضيف للجزيرة نت أن الأحزاب السياسية بقيت عاجزة عن استيعاب ما حدث من انحراف عن أهداف الثورة وضرب للحرية والديمقراطية في فترة حكم قيس سعيد، مشيرا إلى أنها تعيش حالة إحباط وارتباك ولم تنجح في تقديم تصورات بديلة لمقاومة نظام الحكم الفردي الذي جثم على البلاد.

ويرى أن سعيد قام بإلغاء الاحتفال بذكرى سقوط النظام الدكتاتوري للرئيس بن علي في 14 يناير/كانون الثاني مقابل اعتماد تاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2010 كتاريخ لاندلاع شرارة الثورة التونسية، لكنه لم يحرص حتى على الاحتفال الرسمي به، ما يعكس محاولة منه لكسر صورة الثورة في أذهان التونسيين، وفق رأي الهمامي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الثورة التونسیة قیس سعید

إقرأ أيضاً:

الرئيس الشرع: الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم الواحدة الموحدة

دمشق-سانا

أكد السيد الرئيس أحمد الشرع أن الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية التي أُطلقت اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة.

وقال الرئيس الشرع في كلمة خلال حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة في قصر الشعب بدمشق: إنه “في يوم من الأيام وفي غابر الزمان، ولدت حكاية مدينة اجتمع فيها معشر من الناس، يُقال إن سيرة أوائل الخلق بدأت فيها، وتكاثر الناس، ولكثرتهم بدأت البشرية تحتاج إلى بناء السلوك المنضبط، زرعوا وصنعوا وبنوها، وهكذا حتى بنوا أول عاصمة عرفتها البشرية، إنها دمشق”.

وأضاف: إنه “من يستعرض التاريخ يجد أن الشام بداية حكاية الدنيا ومنتهاها، ويتبين له أن ما عشناه في زمن النظام البائد أذلّ حقبة في تاريخ الشام”.

وتابع الرئيس الشرع: “أيها الشعب السوري إن حكاية الشام تستمر بكم فيحكي التاريخ أن عصر أفولكم قد ولى وأن زمان نهضتكم قد حان، ودماءكم لم تذهب سدى، عذاباتكم لاقت آذاناً مصغية، وأن هجرتكم قد انقطعت وسجونكم قد حُلت وأن الصبر أورثكم النصر”.

وأشار إلى أن “احتفال اليوم عنوان لهوية سوريا وأبنائها بمرحلتها التاريخية الجديدة، هوية تستمد سماتها من هذا الطائر الجارح، تستمد منه القوة والعزم والسرعة والاتقان والابتكار في الأداء”.

وأوضح الرئيس الشرع أن “الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع”، مؤكداً أن “الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج”.

2025-07-03Ali Ghaddarسابق الرئيس الشرع: لقد أثبتم جميعاً أن سوريا لا تنقصها المواهب بل تحتاج فقط إلى ثقة واحتضان وها نحن نبدأ معكم ومنكم صفحة جديدة تكتب بنور لا ينطفىء انظر ايضاًالرئيس الشرع: لقد أثبتم جميعاً أن سوريا لا تنقصها المواهب بل تحتاج فقط إلى ثقة واحتضان وها نحن نبدأ معكم ومنكم صفحة جديدة تكتب بنور لا ينطفىء

آخر الأخبار 2025-07-03الرئيس الشرع: الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم الواحدة الموحدة 2025-07-03الرئيس الشرع: الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج 2025-07-03وزير الخارجية: سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري 2025-07-03الرئيس الشرع: أيها الشعب السوري إن حكاية الشام تستمر بكم فيحكي التاريخ أن عصر أفولكم قد ولى وأن زمان نهضتكم قد حان، ودماءكم لم تذهب سدى، عذاباتكم لاقت آذاناً مصغية، وأن هجرتكم قد انقطعت وسجونكم قد حُلت وأن الصبر أورثكم النصر 2025-07-03وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين وتعبر عنهم 2025-07-03مدير فريق تطوير الهوية البصرية وسيم قدورة: عملنا امتدّ لأشهر طويلة وانتهى بهوية بصرية وطنية متكاملة تعبر عن جوهر الدولة السورية وهيبتها السيادية وثقافتها العميقة 2025-07-03بحضور السيد الرئيس أحمد الشرع.. بدء فعاليات حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية في قصر الشعب بدمشق 2025-07-03أهالي مدينة طرطوس يحتفلون بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا في ساحة المحافظة 2025-07-03من ساحة السبع بحرات بدير الزور… الأهالي يحتفلون بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسورية 2025-07-03أهالي حماة في ساحة العاصي يحتفلون بإطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا

صور من سورية منوعات فريق بحثي ياباني ينجح بإنشاء عضيات عظم الفك من الخلايا الجذعية 2025-07-03 دراسة حديثة: القيلولة الطويلة قد تزيد خطر الوفاة 2025-07-02
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الرئيس الجزائري يصدر عفوًا رئاسيًا بمناسبة الذكرى 63 لعيد الاستقلال والشباب
  • ياسين سعيد نعمان: الحوثي كـ "الضبع" بقوته الغاشمة التي تعكس البطش المحمول على سيقان مرتعشة
  • سعيد أطلع الرئيس عون على نتائج لقاءاته الدولية الاقتصادية
  • "سياسي المصريين الأحرار": نرصد المشهد السياسي.. واستراتيجية الحزب لانتخابات الشيوخ
  • الرئيس الشرع: الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم الواحدة الموحدة
  • هذه الرتب التي قلدها الرئيس تبون
  • عرض شعبي لخريجي الدورات المفتوحة في كحلان الشرف بحجة
  • المحكمة العليا في كوستاريكا تدعو إلى محاكمة الرئيس بتهم فساد
  • كاتب سياسي: زيارة الرئيس الإندونيسي إلى المملكة إعلان لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية
  • محلل سياسي: زيارة الرئيس الإندونيسي تأتي لتعزيز الشراكات واكتشاف الفرص الواعدة بالمملكة