في قلب المحيط الهادئ، تنتشر جزر بولينيزيا كجواهر طبيعية تحمل بين طياتها ثقافة غنية متوارثة عبر الأجيال من أبرز ملامح هذه الثقافة الحرف اليدوية، التي تعكس التفاعل العميق بين سكان الجزر وبيئتهم الطبيعية، حيث تلعب النسيج والخياطة دورًا بارزًا في التعبير عن هويتهم الثقافية.

فن النسيج: خيوط تربط الماضي بالحاضر

يعد النسيج في بولينيزيا أكثر من مجرد حرفة، بل هو شكل من أشكال التعبير الثقافي الذي يمزج بين الجمال الوظيفي والرمزية.

تعتمد الحرفيات المحليات على مواد طبيعية، مثل لحاء شجر التوت (tapa)، الذي يُحول إلى قماش تقليدي بعد عمليات طويلة من التجهيز. يتميز هذا القماش بألوانه الطبيعية وأنماطه الهندسية، التي تحمل رموزًا تعبر عن قيم المجتمع، مثل الشجاعة والتضامن.

تُستخدم هذه الأقمشة في صنع الملابس التقليدية والديكورات الاحتفالية، وغالبًا ما تكون الهدايا أو المهرجانات فرصة لعرض المهارات الفنية المذهلة، مما يجعل النسيج وسيلة للتواصل بين الأجيال.

الخياطة: حكايات تُروى بالإبر والخيوط

تتجلى الخياطة في بولينيزيا كجزء أساسي من الحياة اليومية والاحتفالية. القطع المطرزة بألوان زاهية وأنماط مستوحاة من الطبيعة، مثل الزهور، والنخيل، والحيوانات البحرية، تُبرز العلاقة الوثيقة بين السكان وبيئتهم.

الخياطة ليست مجرد نشاط فردي؛ بل هي أيضًا نشاط اجتماعي، حيث تجتمع النساء للعمل والتعلم، مما يخلق بيئة تشاركية تحافظ على استمرارية هذا الفن. يتم دمج التقنيات التقليدية مع لمسات حديثة لإنتاج قطع ملابس ومفروشات توازن بين التراث والمعاصرة.

البيئة مصدر للإلهام

تعكس الأنماط المعقدة المستخدمة في الحرف اليدوية العلاقة الوثيقة بين سكان بولينيزيا وبيئتهم. الأشكال الهندسية والزخارف النباتية تحكي قصصًا عن المحيط، والغابات، والكائنات الحية. هذه الأنماط ليست عشوائية؛ بل هي تعبير عن فهم عميق للعناصر الطبيعية، مما يعزز ارتباط السكان بثقافتهم وبيئتهم.

الحفاظ على التراث في عالم متغير

مع تزايد التأثيرات الخارجية، يواجه فنانو بولينيزيا تحديات كبيرة في الحفاظ على تقنياتهم التقليدية. ومع ذلك، هناك جهود متزايدة لدعم هذه الحرف، من خلال ورش العمل والمعارض التي تروج لها عالميًا.

تعيد هذه المبادرات التأكيد على أن الحرف اليدوية ليست مجرد أدوات إنتاج، بل هي جسر بين الماضي والحاضر، يعكس هويتهم الثقافية ويُبرز روح الإبداع المتجذرة في صميم حياتهم.

ختامًا

تمثل الحرف اليدوية في بولينيزيا لغة غير منطوقة تسرد قصصًا عن التناغم بين الإنسان والطبيعة. النسيج والخياطة ليسا مجرد حِرَف، بل هما تعبير عن الذاكرة الجمعية التي تعبر البحار والأجيال، لتؤكد أن الفن هو الروح الحية لأي ثقافة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفجر الفني

إقرأ أيضاً:

تحتفل "وحده مكافحة العدوى " اليوم العالمي لغسيل الأيدي بمستشفيات جامعة سوهاج

شهد الدكتور حسان النعماني، رئيس جامعة سوهاج، فعاليات احتفال وحدة مكافحة العدوى بمستشفيات سوهاج الجامعية، بمناسبة اليوم العالمي لغسيل الأيدي، والذي يُحتفل به سنويًا، بهدف التوعية بأهمية غسيل الأيدي كأحد المحاور الأساسية في مكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية.

وفي كلمته أكد النعماني أن الجامعة تولي اهتمامًا كبيرًا بتطبيق معايير مكافحة العدوى داخل مستشفياتها الجامعية، مشددًا على أن اليوم العالمي لغسيل الأيدي يمثل فرصة سنوية لتجديد الوعي بأهمية هذه العادة الصحية البسيطة، التي تمثل خط الدفاع الأول في حماية المرضى والعاملين بالمجال الصحي من انتقال العدوى، معربا عن فخره واعتزازه بالإنجاز الذي حققته وحدة مكافحة العدوى بالمستشفيات الجامعية، بحصولها على المركز الثاني في ترصد الأمراض الوبائية على مستوى المستشفيات الجامعية المصرية، وتكريمها من قِبل المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، حيث يأتي هذا التكريم  تتويجًا للجهود المتميزة التي تبذلها الوحدة في تطبيق أعلى معايير مكافحة العدوى. ويبرهن على أن مستشفياتها الجامعية تمتلك كوادر طبية وإدارية على أعلى مستوى، تُشكل نماذج مشرفة في تقديم الخدمة الصحية.

وأضاف الدكتور مجدي القاضي، عميد كلية الطب البشري ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، أن مستشفيات جامعة سوهاج شهدت تطورًا كبيرًا في سياسات مكافحة العدوى، بفضل العمل الجماعي والتدريب المستمر لجميع الفرق الطبية، موضحًا أن تكريم الفرق المتميزة يأتي في إطار دعم الكفاءات وتحفيز الجميع على الالتزام بالمعايير العالمية في النظافة والسلامة.

و أكد الدكتور أحمد كمال، المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، أن وحدة مكافحة العدوى قامت خلال الفترة الماضية بعدد من الأنشطة الفعالة، والتي أثمرت عن حصول الفريق على هذا التكريم تقديرًا لجهوده المتميزة والتزامهم الدائم بتعزيز بيئة صحية آمنة داخل المستشفيات الجامعية

وأشارت الدكتورة أسماء جودة، مدير إدارة الجودة ومكافحة العدوى، إلى أن الاحتفالية تضمنت عرضًا لأهم إنجازات الوحدة، وتكريم الفرق المشاركة، ومنها فريق التمريض المتميز في مسابقة غسيل الأيدي بين أقسام العنايات المختلفة، بالإضافة إلى فريق الترصد الوبائي الحاصل على المركز الثاني على مستوى المستشفيات الجامعية، شملت محاضرات توعوية حول أهمية غسيل الأيدي وشعار منظمة الصحة العالمية لهذا العام: “نظافة الأيدي دومًا، القفازات عند الحاجة”، إلى جانب عرض لأبرز محاور مكافحة العدوى، والتحديات التي تواجه تطبيقها في المنشآت الصحية.

حضر الفاعليه الدكتور محمد نصر الدين حمدون والدكتور حاتم عمار والدكتور خالد عبد العال وكلاء كلية الطب ونخبه من رؤساء الاقسام والوحدات الطبيه ومديري المستشفيات الجامعيه واعضاء هيئة التدريس وهيئة التمريض بالمستشفيات الجامعيه

مقالات مشابهة

  • النسيج..المغرب يحتفظ بموقعه ضمن كبار موردي الملابس لأوروبا
  • زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب جزر تونغا جنوب المحيط الهادئ
  • «نحن المحيط»
  • مسؤول حزب: الانتخابات المقبلة مجرد تدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد
  • تحتفل "وحده مكافحة العدوى " اليوم العالمي لغسيل الأيدي بمستشفيات جامعة سوهاج
  • مستشفيات جامعة سوهاج تحتفل باليوم العالمي لغسيل الأيدي
  • لا هدوء في المحيط الهاديء
  • اليافعي يكرم الحرفيات المبرزات في التطريز التراثي والنسيج والخياطة
  • الصناعات الحرفية العُمانية.. تحديات التمويل وندرة الأدوات المتخصصة تواجه المُبدعين
  • «التضامن الاجتماعي» تنظم معرض «ديارنا للحرف اليدوية والتراثية» ببنك الإمارات دبي