الرقابة المالية: الاستدامة فرصة للأسواق الناشئة لاجتذاب الاستثمارات العالمية
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
ألقى الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، كلمة افتتاحية في الاجتماع والمؤتمر السنوي للجنة الأسواق النامية الناشئة التابعة للمنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق المال والذي تنظمه وتستضيفه هيئة أسواق المال التركية، في العاصمة أنقرة، والذي يستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري، ويضم ممثلي كافة الجهات الرقابية على أسواق المال في العالم، حيث يشارك الدكتور فريد بصفته رئيس لهيئة الرقابة المالية ونائباً لرئيس المنظمة الدولية للجهات الرقابية على أسواق المال بصفته رئيساً للجنة الأسواق النامية والناشئة بالأيسكو.
يشهد المؤتمر والاجتماع السنوي بحث كافة القضايا المؤثرة والتطورات التي من شأنها التأثير على أسواق رأس المال وتبادل الخبرات والتجارب حول كيفية إدارة هذه التغيرات والتطورات بالشكل الذي يسهم في تعزيز دور أسواق رأس المال في دعم الاقتصادات المختلفة، ومن أبرز الموضوعات محل النقاش جهود تحقيق الشمول المالي وزيادة الثقافة المالية والتطورات والاتجاهات المختلفة لتنظيم أسواق العملات المشفرة والأصول الرقمية وإعداد تقارير الاستدامة.
قال الدكتور محمد فريد في كلمته، إن المؤتمر سيشهد ندوات وورش عمل ولقاءات ثنائية تتناول وتسلط الضوء على أهم القضايا والمسائل اللازمة لتطوير وتنمية أسواق رأس المال وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية.
وأشار محمد فريد إلى الدور المحوري الذي تلعبه التكنولوجيا فيما يتعلق بالتكنولوجيا المالية والرقمنة، موضحاً أهمية كل هذه الجوانب في سبيل تحقيق الشمول المالي وقدرة قطاع أوسع من المستفيدين على استخدام والحصول والاستفادة من مُختلف الأدوات المالية التي تقدمها الأسواق المالية. وذكر أنه من دون التكنولوجيا، لا يمكن تحقيق الشمول المالي أو الإتاحة الملاءمة للخدمات المالية التي تتراوح بين تمويل القطاع الخاص، والأدوات المُتداولة في البورصات، وكافة الأدوات المعتمدة على التكنولوجيا. وأكد الدكتور فريد على أن استخدام التكنولوجيا المالية ورقمنة المعاملات المالية غير المصرفية يعزز من قدرات القطاع المالي غير المصرفي لتحقيق الشمول المالي والتحول الرقمي، مضيفًا أن التكنولوجيا المالية محرك ودافع رئيسي لتسهيل الوصول والحصول على الخدمات المالية غير المصرفية لكافة فئات المجتمع المختلفة.
واستعرض الدكتور فريد الجهود التي اضطلعت بها الهيئة في سبيل تطوير القوانين والقرارات التنظيمية للقطاع المالي غير المصرفي واشتمالها للإطار التشريعي لجهود التحول الرقمي، التي تشمل قوانين وقرارات لتنظيم استخدام التكنولوجيا المالية في الأنشطة المالية غير المصرفية وإقرار الشروط والإجراءات المتطلبة للتأسيس والترخيص والموافقة للشركات والجهات الراغبة في مزاولة الأنشطة المالية غير المصرفية من خلال تقنيات التكنولوجيا المالية، وتحديد التجهيزات والبنية التكنولوجية وأنظمة المعلومات ووسائل الحماية والتأمين اللازمة الاستخدام التكنولوجيا المالية لمزاولة الأنشطة المالية غير المصرفية، إضافة إلى إصدار قرار بشأن الهوية الرقمية والعقود الرقمية والسجل الرقمي ومجالات استخدام التكنولوجيا المالية لمزاولة الأنشطة المالية غير المصرفية ومتطلبات الامتثال وكان أول قرار تنظيمي صادر عن جهات الرقابة على القطاعات المالية، والذي حدد تفصيلاً متطلبات التعرف الإلكتروني الرقمي على العملاء.
ومع ذلك، سلّط رئيس هيئة الرقابة المالية الضوء على أن هذا يشكّل خطراً وتحدياً أمام جهود الجهات التنظيمية، لافتاً إلى حاجة الجهات والهيئات المعنية بتنظيم الأسواق إلى جمع البيانات، وكذلك الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تحليل هذه البيانات وكذلك الاعتماد عليه في الجهود التنظيمية. وأوضح أن الاعتماد على الأساليب التقليدية في تنظيم الأسواق في ظل ازدياد المشاركين في الأسواق، وما ينطوي عليه من جمع تقليدي للبيانات وبصورة أقل تواتراً.
وفي سبيل تنظيم الأسواق والتكيّف مع التطورات والتغيرات التي تلمّ بالأسواق، أشار فريد إلى الحاجة لتغيير الطريقة التي تراقب بها الجهات التنظيمية والرقابية الأسواق، وضرورة تحليها بالمرونة والسرعة وتقبّل الأفكار والأسواق والمنتجات الجديدة، وتطوير الأطر التنظيمية، وإلا لن تتمكن من تحقيق الهدف الأسمى وهو الشمول المالي وتعبئة المدخرات بطرق منتجة، ما يتطلب منتجات جديدة تحتاج إلى الرقمنة والتكنولوجيا.
وتطرق رئيس هيئة الرقابة المالية إلى الأهمية الكبرى لإعداد التقارير المتعلقة بالاستدامة مع إدراك الأسواق لأهمية معالجة العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة، منوّهاً بأن الاستدامة تُعد فرصة للأسواق الناشئة لاجتذاب الاستثمارات وضرورتها في الجهود العالمية لمكافحة التغير المناخي. وفي هذا الصدد، شدد على مسألة تبسيط الاستدامة، مشيراً إلى أهمية مساعدة الشركات المتوسطة والصغيرة في أن تكون الاستدامة مترسّخة في أعمالهم لأنها ليست قاصرة على الشركات الكبيرة أو تلك العاملة في مجال الخدمات المالية. ولفت إلى أهمية تقيّد الشركات المُدرجة وغير المُدرجة بمعايير الاستدامة.
كما تعرّض الدكتور محمد فريد إلى أهمية تعاون المنظمة الدولية للهيئات الرقابية على أسواق المال "أيوسكو" ولجنة الأسواق النامية والناشئة مع جهات مثل أمناء السجلات في سبيل تحقيق تكافؤ الفرص ومساعدة الشركات العاملة في كافة المجالات على التقيّد بالاستدامة والالتزام بإصدار إفصاحات عن الانبعاثات الكربونية.
كما أشار الدكتور محمد فريد إلى أهمية المعايير الدولية للإفصاحات المتعلقة بالاستدامة والمناخ S1 وS2 والتي أطلقها مجلس معايير الاستدامة الدولية (ISSB) والآثار المترتبة عن دمج هذه الإفصاحات في المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية IFRS، بحيث تُطبق بموجبها معايير عالمية للشركات المُدرجة وغير المُدرجة، موضحاً أن كيفية تطبيق هذه المعايير على الشركات غير المُدرجة والتزامها بالإفصاحات يُعد واحداً من أبرز التحديات، في ظل تضاؤل عدد الإدراجات، ما ينبع من اختلاف الأطر التنظيمية التي تحكم الشركات المُدرجة وغير المُدرجة، بالرغم من تأثير ذلك على البيئة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التحول الرقمي التكنولوجيا الرقابة المالية الذكاء الاصطناعي الثقافة المالية المزيد الأنشطة المالیة غیر المصرفیة استخدام التکنولوجیا المالیة الرقابیة على أسواق المال تحقیق الشمول المالی الدکتور محمد فرید الرقابة المالیة إلى أهمیة فرید إلى فی سبیل
إقرأ أيضاً:
محافظ أسوان يشدد على تشديد الرقابة التموينية وضبط الأسعار خلال اجتماع المجلس التنفيذي
شدد الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، على ضرورة تكثيف الرقابة التموينية على المجمعات الاستهلاكية وسلاسل الهايبر ماركت، ومتابعة الأسواق بشكل دوري، وذلك عقب جولات مفاجئة أجراها بعدد من المنافذ الاستهلاكية، للتأكد من التزامها بالأسعار المقررة وجودة السلع المعروضة.
واكد الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، على مسئولي الوحدات المحلية ومديرية التموين بضرورة تكثيف المرور الميداني على المنافذ والمعارض الدائمة، للتأكد من الالتزام بعرض جميع السلع الغذائية والاستراتيجية للمواطنين بالأسعار المخفضة، مع ضمان توافرها بالكميات المناسبة. كما كلف المحافظ مدير عام التموين بسرعة إعداد وتجهيز خطة شاملة لمراجعة موقف إنتاج أسطوانات الغاز، وحصر أعدادها ونسب توزيعها بمختلف المراكز والمدن، لمنع حدوث أي أزمات طارئة، والاطمئنان على توافر الكميات الكافية لتلبية احتياجات المواطنين.
جاء ذلك خلال اجتماع المجلس التنفيذي للمحافظة، الذي ناقش خلاله المحافظ الجهود المبذولة من قبل مديرية التموين، بحضور المهندس عمرو لاشين نائب المحافظ، والدكتور لؤي سعد الدين القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان، واللواء ماهر هاشم السكرتير العام، إلى جانب القيادات الأمنية والعسكرية والدينية والتنفيذية.
وأسار محافظ أسوان على أهمية استمرار التنسيق والتعاون بين مديرية التموين وجهاز حماية المستهلك، والهيئة العامة لسلامة الغذاء، ومديريات الصحة والطب البيطري، وشرطة مباحث التموين، والوحدات المحلية، وغيرها من الجهات المعنية، لتشكيل لجان مشتركة وشن حملات مكثفة لضبط الأسواق والمخازن، ومراقبة حركة تداول السلع الغذائية، والتصدي لأي ممارسات احتكارية أو استغلالية، مع التشديد على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين دون تهاون.
ومن جانبه، أوضح المهندس محمد أبو الحسن، مدير عام مديرية التموين بأسوان، أن المديرية تواصل تنفيذ توجيهات محافظ أسوان الصادرة خلال جولاته التفقدية الأخيرة، من خلال المتابعة الميدانية المستمرة للمجمعات الاستهلاكية وسلاسل الهايبر ماركت، لضمان توافر السلع بشكل منتظم، مع التنسيق مع الجهات المختصة لزيادة المعروض وضخ كميات إضافية تلبي احتياجات المواطنين على الوجه الأمثل.
وأشار أبو الحسن إلى أن خطة عمل المديرية خلال الأشهر الثلاثة الماضية ارتكزت على خمسة محاور رئيسية، شملت تطوير منظومة العمل وتعظيم الاستفادة من الكفاءات، والرقابة على الأسواق والأنشطة التجارية والمخابز البلدية، إلى جانب الرقابة على المواد البترولية، وتطوير آليات ضبط الأسعار.
وأضاف أن الحملات التموينية المكثفة التي تم تنفيذها بالتنسيق مع الجهات المعنية أسفرت عن تحرير 521 محضرًا لمخالفات متنوعة، من بينها عدم الإعلان عن الأسعار، وعدم وجود تراخيص، وتداول سلع مجهولة المصدر، فضلًا عن إغلاق 55 مخبزًا بلديًا مدعمًا مخالفًا، وتحرير 894 محضرًا ضد المخابز البلدية لمخالفات تتعلق بنقص الوزن وعدم مطابقة المواصفات والتصرف في الدقيق وتجميعه.
وأوضح مدير عام التموين أن كمية المضبوطات الناتجة عن هذه الحملات بلغت نحو 38 طنًا من السلع المخالفة، شملت مواد غذائية منتهية الصلاحية، وكميات دقيق بلدي مدعم مجمعة، وسلع تموينية، إضافة إلى حالات غش تجاري. كما أشار إلى أنه، بالتنسيق مع شركة “بتروجاس”، تم إعادة تشغيل 10 مستودعات بوتاجاز كانت متوقفة، لضمان عدم حدوث أي اختناقات في توافر أسطوانات البوتاجاز على مستوى المحافظة.
وأكد في ختام تصريحاته أن المديرية تواصل تنفيذ خطط الرقابة والتطوير بالتوازي، لضمان توفير السلع الأساسية بجودة عالية وأسعار مناسبة، مع تطبيق القانون بكل حزم تجاه أي مخالفات يتم رصدها، بما يحقق صالح المواطن ويحافظ على استقرار الأسواق داخل محافظة أسوان.