العمل التطوعي .. يعزز التضامن الاجتماعي بين الأفراد
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
يعد العمل التطوعي أحد أهم مرتكزات التنمية الاجتماعية، وهو لمسة طيبة تنبع من القلب، ففي هذا العمل الإنساني إدخال للسرور في الذات البشرية قبل أن تصل إلى المجتمع بأكمله، فالعمل التطوعي يسهم في التخفيف من وطأة صعوبات وأوجاع التي يعاني منها بعض الناس؛ إذ يسهم في الحد من التوتر، ويحفّز المرء نفسيا وعقليا، ويجعله يشعر بقيمة الحياة والنعم التي أنعم الله بها عليه دون غيره.
أما اصطلاحا فيعرف بأنه عمل أو نشاط يقوم به الإنسان بدافع الخير ويهدف إلى مساعدة الآخرين سواء في المجتمع الذي يعيش فيه أو المنظمات والجمعيات الأهلية والخيرية دون مقابل، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز التضامن والتضافر بين كافة أفراد المجتمع؛ فالذي يقوم بالعمل التطوعي يكون من تلقاء نفسه الطيبة، ويخصص وقته للمساعدة بعيدًا عن أي أسس دنيوية أخرى، فيتناسى المرء حينها همومه ويتفرغ للمساعدة بدون مقابل مادي، ومن المؤسف حقا أن نقول بأن هناك الكثير من الناس يظنون بأنهم مستثنون من القيام بالواجب الإنساني الذي يندرج تحت قائمة الأعمال التطوعية وذلك بسبب المعتقدات الخاطئة والمفهوم المظلل لمعنى التطوع وأثره في المجتمع، والسؤال: هل حب العيش برفاهية يمنع الفرد من القيام بدوره في مجتمعه؟
في جميع الأديان هناك نقاط تحض على العمل التطوعي، ليس في الدين الإسلامي فحسب، بل ربما في أديان أخرى تحث على ضرورة العمل التطوعي وخدمة المجتمع، لما له من آثار إيجابية سواء على القائمين على العمل أو المستفيدين منه.
لو تعرضنا إلى الدين الإسلامي لوجدنا أن العمل التطوعي خدمة يؤجر فاعلها لكونها سمة بارزة من أخلاق المسلمين؛ فلا يقوم بها الشخص على وجه الأنانية أو التفاخر أو الرياء، إنما هي جزء من التلاحم الوطني والإنساني حيث يقف جميع المشاركين مع بعضهم البعض كالبنيان المرصوص، وذلك من منطلق أن التضامن المجتمعي يقصد به المنفعة العامة دون النظر إلى العائد المادي الشخصي، وأيضا كونه موجهًا لوجه الله تعالى، فقال سبحانه في سورة النساء: «لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا».
لذا فإن العمل التطوعي يسهم إيجابا في غرس القيم والأخلاق في المجتمع، ويشيع مبادئ التعاون والتكافل ومساعدة الغير وحب الناس والصبر على تحمل المسؤولية والقيام بالواجبات المهمة.
لطالما نشأت بعض الأعمال في الحياة من الجوانب النمطية التي اعتاد عليها الناس في حياتهم، ولعل العمل التطوعي يأتي ضمن هذه القائمة، فالمبادرات الفردية أو الجماعية ما هي إلا أعمال لها أثرها في المجتمع، فمثلًا هناك من يسعى إلى مساعدة الفئة الأقل اهتماما والأكثر احتياجا، سواء كانوا من فئة المحتاجين أو الباحثين عن العمل وصولا إلى الأيتام والضعفاء، أيضا هناك أعمال أخرى تندرج في بوتقة العمل التطوعي ومنها المحافظة على البيئة والارتقاء بالمجتمع.
لا يظهر كل هذا الولاء وحب الخير إلا في المواقف التي يتطلبها تدخل الأفراد في المجتمع، ففي الأزمات والشدائد والضوائق يثبت المواطن اعتزازه وحبه لوطنه وأبناء مجتمعه، وأقرب مثال على ذلك كان في جائحة كورونا «كوفيد-19» التي غزت العالم وأعطته ضربة موجعة في شتى المجالات، لكنها لم تسلب من أبناء المجتمعات القيم الإنسانية التي تدعو إلى مد يد العون والمساعدة للجميع.
دائما ما تنحدر فوائد العمل التطوعي على ضفاف المجتمع، لكن ما يجهله بعض الناس هو أن المتطوعين هم أكثر الفئات ارتياحًا ورغبة في الحياة والعطاء، فهم يتمتعون بسعادة نفسية عارمة، فالعمل التطوعي يمنحهم جرعة محفزة للقيام بكافة الأعمال التي تجلب الخير للأفراد والمجتمع الذي يعيشون فيه، ومن خلال ذلك يبث المتطوع في نفسه السعادة والانشراح، فيشعر بالرضا من الأعمال التي يقوم بها بلا مقابل.
ومن خلال عمله الاجتماعي يكشف خبايا الحياة المقبلة فيشعر بقيمته كإنسان إيجابي يحب وطنه وكل من يعيش على أرضه، فيزيد لديه الولاء وثقته بنفسه، كما يشعر بالمسؤولية الموجهة ناحيته.
يبقى أن نشير إلى أن العمل التطوعي، يكسب الإنسان مهارات وقدرات في شتى المجالات، فتضفي إنجازا رائعا في سيرته الذاتية، ويزيد من محيط علاقاته الاجتماعية مما يسهم في التواصل المجتمعي، وتبادل الأفكار والآراء مع الآخرين، وبالتالي يسهم العمل التطوعي في الحد من التوتر ويقلل الاكتئاب، ويخفف آثار الإجهاد والتعب ويمنح شعورا بالهدف ويضفي ذلك الحماس على حياتهم، والأهم من ذلك هو استغلال الوقت في المنفعة العامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العمل التطوعی فی المجتمع
إقرأ أيضاً:
هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر تكرم وزيرة التضامن الاجتماعي خلال فعالية " أجندة بكين +30.. تكريم القيادات النسائية المصرية الملهمة"
كرمت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي باعتبارها إحدي القيادات النسائية المصرية الملهمة، وذلك خلال فعالية " أجندة بكين +30.. تكريم القيادات النسائية المصرية الملهمة"، والتي تأتي بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ30 للمؤتمر العالمي الرابع للمرأة
وشهدت الفعالية حضور الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزير البيئة، والدكتورة هاله السعيد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية، والدكتورة غادة والي وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة السابق، والمستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة، والدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، والسيدة مروة علم الدين مسؤولة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، والسيدة إيلينا بانوفا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، ولفيف من القيادات النسائية المصرية الملهمة.
وشاركت الدكتورة مايا مرسي، والسفيرة ميرفت تلاوي، وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة، ورئيسة اللجنة الفرعية للصحة خلال المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في جلسة تحت عنوان "قوة بكين"، حيث أكدت أنها تفخر بالتعاون والاستفادة من خبرات سيدات مصريات ملهمات كالسفيرة ميرفت تلاوي، والسيدة فرخندة حسن، والوزيرة عائشة عبد الهادي، والوزيرة فايزة أبو النجا وغيرهن من القيادات الملهمات.
وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أنه لا يمكن لأحد أن ينجح بمفرده، فالمشاركة أساس النجاح، مشيرة إلى تعاونها مع كل من الدكتورة غادة والي والدكتورة هاله السعيد في العديد من المجالات ومنها احتفالية المرأة المصرية، وهذا التعاون كان دافعا إلى النجاح، مؤكدة أنها مثلما نشأت على يد قيادات نسائية، تعمل حاليا مع جيل جديد من الفتيات سيكون لهن دور كبير الفترة المقبلة.
ومن جانبها أعربت السفيرة ميرفت تلاوي، وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة، ورئيسة اللجنة الفرعية للصحة خلال المؤتمر العالمي الرابع للمرأة أن هذا المؤتمر نجح في تحقيق مكاسب عديدة للمرأة، واهتمام منظمات المجتمع المدني بالعديد من الحقوق والمكتسبات للمرأة ويجب الحفاظ عليها.
وأكدت تلاوي أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية يذكر المرأة باستمرار في كل مناسبة، وهذه الاستمرارية تمنح قوة وإرادة سياسية متجددة للمرأة.
1000659640 1000659639 1000659638 1000659635 1000659636 1000659637 1000659634 1000659633 1000659632 1000659631 1000659630 1000659629 1000659628