حين اندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في أبريل من العام الماضي، انطلقت معها حملات دعاية حربية منسقة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وأغرَقتْها بمعلومات مضللة أضافت بُعدًا آخر للحرب، تحولت فيها منصات مثل «فيسبوك» و«إكس» إلى منابر لترويج المعلومات المضللة بشأن التقدم الميداني للأطراف المتنازعة أو تعزيز الجهود السياسية والدبلوماسية لهذا الطرف أو ذاك وتقويض جهود الآخر.

التغيير _ و كالات

ومع تصاعد زخم المعلومات المضللة التي أثرت سلبًا في المتلقي، تصدى «مرصد بيم» لكشف شبكات التضليل من الطرفين، وتعزيز الوعي بمخاطر الدعاية الحربية.

وأعد مرصد”بيم ريبورت”  تقريرًا مفصلًا بشأن الدعاية الحربية في السياق السوداني، أوضح فيه مفهوم المصطلح، وشرح كيف استُخدمت شبكات التضليل أو ما تُعرف بـ«شبكات السلوك الزائف المنسق» ضمن أساليب الدعاية الحربية.

كما أعد المرصد سلسلة من التقارير، سعى عبرها إلى الكشف عن شبكات تضليل متشعبة ومعقدة، تعمل على دعم الجيش السوداني ومهاجمة القوى المدنية، فيما تُبدي انحيازًا واضحًا إلى النظام السابق، عبر حسابات بعضها أنشئ حديثًا عقب اندلاع الحرب، وبعضها قديم ساهم من قبل في حملات استهدفت قوى الثورة والتحول الديمقراطي.

صفحات مضللة

وبدأ المرصد هذه السلسلة بتقرير عن شبكة على رأسها صفحتان باسمي «نادر محمد البدوي» و«ساتا بوست نيوز»، إلى جانب حسابات عديدة تعمل على تضخيم المحتوى المضلل عبر سلوك زائف منسق.

صفحة سما السودان

يكشف هذا التقرير عن إحدى شبكات التضليل المنسقة والمعقدة التي تهدف إلى دعم الجيش السوداني من خلال تقديم معلومات مضللة وتضخيمها وتوسيع انتشارها. قادت هذه الحملة صفحة باسم «سما السودان» أنشئت في يونيو 2023 – أي بعد اندلاع الحرب في السودان بشهرين، مما يرجح إنشاءها لأغراض تتعلق بالتضليل الحربي، وهو ما سيتضح، فيما بعد، من خلال نوع المحتوى الذي تقدمه هذه الصفحة والصفحات الأخرى التي تتشكل منها الشبكة.

تتكون هذه الشبكة من خمس صفحات رئيسة، يتابعها في المجمل أكثر من 787 ألف متابع، وتدار معظمها من تركيا وسوريا. فيما تعمل على تضخيم محتوى الشبكة مجموعة كبيرة من الحسابات، عبر الإعجاب ومشاركة المحتوى في «مجموعات» على «فيسبوك» في سلوك زائف منسق. وتدعم العديد من الحسابات شبكة «سما السودان» لضمان انتشار محتواها في الفضاء الرقمي السوداني، وبينما يدار بعض هذه الحسابات على نحوٍ طبيعي، يدار بعضها الآخر بطريقة تبدو أنها آلية.

السمات المشتركة بين الصفحات و الحسابات النشطة ضمن الشبكة:

جميع الصفحات نشرت معلومات مفبركة أو مضللة من قبل.

و جميع الصفحات والحسابات تنشر محتوى يهاجم قادة تنسيقية «تقدم» وقوات «الدعم السريع».

جميع الصفحات والحسابات تناصر الجيش السوداني.

تتفاعل الصفحات والحسابات بعضها مع بعض عن طريق الإعجاب ومشاركة المحتوى.

تعمل الحسابات على إعادة نشر المحتوى المضلل فيما بينها لتعزيز انتشاره.

تعمل الحسابات على تضخيم وصول محتوى الشبكة لجمهور أكبر.

لدى معظم حسابات الشبكة صور شخصية موحدة (علم السودان أو صور منتجة رقميًا).

الصفحات التي تشكل الشبكة: سما السودان:

أنشئت صفحة «سما السودان» في يونيو 2023، وتضم نحو 187 ألف متابع، وتدار من تركيا وسوريا. وتنشر الصفحة محتوى يدعم الجيش السوداني؛ كما تنشط، على نحوٍ مكثف، في نشر تحركات الجيش وتقدماته الميدانية، بالإضافة إلى مهاجمة «الدعم السريع» وبعض القوى المدنية بدعوى أنها متحالفة مع «الدعم السريع» في حربها ضد الجيش.

وضمن جهود البحث في نشاط الشبكة، اكتشف «مرصد بيم» صفحةً أخرى باسم «سما السودان» ولكن باللغة الإنجليزية «Sama Sudan»؛ ولاحظ أنها أنشئت في العام 2020 باسم الفنانة «إنصاف فتحي»، ومن ثم غُيّر اسمها إلى «محبي الفنانة إنصاف فتحي»، قبل تحويله إلى «Sama Sudan» في نوفمبر 2023. وتضم الصفحة نحو 268 ألف متابع، وتدار أيضًا من سوريا وتركيا، وتمارس نشاطًا مشابهًا لنشاط الصفحة الأولى، ويستخدم كلاهما الشعار نفسه.

كما أنّ المحتوى المقدم يكون في أحيان كثيرة هو نفسه، ولكن تعاد صياغته ليبدو مختلفًا. ونجد –على سبيل المثال– أن صفحة «سما السودان» نشرت تقريرًا مصورًا عن تحركات الوزير الإماراتي الشيخ شخبوط بن نهيان في إفريقيا – والتي قال التقرير إنها بهدف توفير الدعم والإسناد لقوات الدعم السريع. فيما نشرت صفحة «Sama Sudan» محتوى التقرير نفسه، ولكن بتصميم مختلف.

وتدعم الصفحتان الجيش السوداني وتهاجمان «الدعم السريع» وبعض القوى المدنية، مع التشجيع على استمرار الحرب. وتُعدّ الصفحتان نواة الشبكة التي تدعمها حسابات أخرى في نشر المحتوى المضلل وتضخيمه.

ولاحظ فريق المرصد أن صفحة «سما السودان» تنشر محتوى يدعم علاقات السودان مع كلًّ من الصين وتركيا.

عرب ميديا:

لاحظ «مرصد بيم» نشاط صفحة أخرى باسم «عرب ميديا»، أنشئت في يوليو 2022 وتدار أيضًا من سوريا وتركيا – الموقع الجغرافي نفسه الذي تدار منه صفحة «سما السودان». وكانت صفحة «عرب ميديا» تنشر، قبل اندلاع الحرب في السودان، محتوى ناقدًا لأنظمة الإمارات والسعودية ومصر بالإضافة إلى النظام السوريّ، وداعمًا للتوجهات القطرية.

صفحة عرب ميديا

ومع أنّ الصفحة لم تكن تنشر في ذلك الوقت محتوى بشأن السودان، لكنها ركزت، منذ اندلاع الحرب، نشاطها على السودان ودعم الدعاية الحربية للجيش السوداني، بل صار نوع المحتوى الوحيد الذي تقدمه الصفحة، منذ مايو 2023، هو المحتوى المرتبط بمجريات الأحداث في السودان، والداعم لموقف الجيش وعلاقات السودان بدولة قطر، وهو ما يتوافق مع نهج صفحة «سما السودان» والمحتوى الذي تنشره.

دفاع السودان:

من الصفحات الفاعلة أيضًا في الشبكة، صفحة «دفاع السودان» التي أنشئت في يونيو 2023 وتدار أيضًا من تركيا وسوريا، ويتابعها نحو 51 ألف متابع.

صفحة دفاع السودان

وتنشر الصفحة محتوى مضللًا لمصلحة الجيش السوداني. كما تدعم الصفحة العلاقات مع مصر، لا سيما عقب التصريحات الأخيرة لقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» التي صعد فيها لهجته ضد مصر، متهمًا سلاح الجو المصري بقصف قواته في منطقة «جبل مويا» غربي ولاية سنار.

وتتوافق أهداف صفحة «دفاع السودان» مع أهداف صفحة «سما السودان»؛ إذ تدعم كلتاهما الجيش على نحو منسق، كما نشرت صفحة «سما السودان» منشورًا شجعت فيه جمهورها على متابعة صفحة «دفاع السودان»، مما يُظهر الجهود المنسقة بين الصفحتين لتحقيق الأهداف المشتركة.

عاجل السودان:

اعتمدت الشبكة على صفحات أخرى، ليس فقط في النشر، وإنما أيضًا في إنتاج المحتوى الذي يحقق أهدافها، ومن ضمنها صفحة «عاجل السودان» التي أنشئت في يونيو 2023، وتُدار من تركيا والإمارات العربية المتحدة، وتنشر محتوى مشابهًا للمحتوى الذي تنشره صفحة «سما السودان»؛ إذ تنشر دعاية حربية لمصلحة الجيش السوداني، وتهاجم الإمارات بوصفها «داعمة لقوات الدعم السريع»، كما تدعم العلاقات السودانية القطرية.

كيف اكتشفنا شبكة التضليل:

لاحظ فريق المرصد أنّ محتوى شبكة «سما السودان» يُضخم من خلال عدة حسابات، تنشر على نحو منتظمٍ ومنسق، من ضمنها: «Tahama Zakaria» و«Amani Bourjeela» و«Hamed Saadab» و«Tibian Mahjor» و«رشيد حمد» و«صديق نافع».

وتعمل جميع هذه الحسابات على تضخيم محتوى الشبكة، من خلال نشره ومشاركته في «مجموعات» أوسع على «فيسبوك». وتنشر هذه الحسابات محتوى جميع صفحات الشبكة، سواء كانت «سما السودان» أو «عرب ميديا» أو «دفاع السودان» أو «عاجل السودان»، على نحو منسق ومنظم.

كما لاحظ فريق المرصد عاملًا مشتركًا آخر بين هذه الحسابات، وهو أن بعضها التي تحمل أسماء رجال، يضع أغلبها «علم السودان» صورةً تعريفية، في حين تظهر الحسابات التي تحمل أسماء نساء بصور رقمية بملامح سودانية. ويلاحظ كذلك أنّ حساب «Tibian Mahjor» صديق مشترك بين معظم هذه الحسابات.

وكانت تنشط حسابات، مثل «عبد الرحمن عثمان» و«جمعة الروبي»، في تضخيم محتوى صفحة «سما السودان»؛ وتعيد، بانتظام، نشر محتوى الصفحة على «مجموعات» على منصة «فيسبوك»، ولكن توقف نشاطها في نهاية العام الماضي، لتحل محلها حسابات أخرى تعمل على تضخيم محتوى الشبكة ونشره على «مجموعات فيسبوك» وتوسيع نطاق انتشاره.

فيما تنشط حسابات أخرى، على نحو منتظم، في تضخيم محتوى الشبكة وترويجه على «فيسبوك»، مثل حساب «Ahlam Badi» الذي يعمل، بانتظام، على نشر محتوى شبكة «سما السودان»، بما فيها نشر مقاطع فيديو من الصفحة على نحو متكرر. ولا يتضمن الحساب أيّ محتوى آخر غير مقاطع الفيديو التي يشاركها من حسابات أخرى، وأغلب هذه المقاطع داعمة للجيش.

كما ينشط حساب باسم «Ali Hamto» في تضخيم محتوى شبكة «سما السودان» وينشر بطريقة أقرب إلى أن تكون «آلية»، بمعدل منشور كل دقيقة تقريبًا. وفي حين ينشر حساب «Ali Hamto» محتوى «سما السودان» في «مجموعات» أكبر على منصة «فيسبوك»، لا يشارك الحساب المحتوى على صفحته، ويقتصر محتوى الصفحة على مشاركة مقاطع دينية وأخرى عن التطورات في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما فلسطين.

ومن ضمن الحسابات الفاعلة في شبكة «سما السودان» أيضًا حساب باسم «منال نصر الدين»؛ وقد لاحظ فريق المرصد منشورًا نشره الحساب في أغسطس 2023، تفاعل معه معظم الحسابات النشطة في شبكة «سما السودان» بإعادة نشره والتعليق عليه، ومن بين تلك الحسابات: «شعبان البدري»، و«جمعة الروبي»، و«عنتر رحمة»، و«Tibian Mahjor»، و«Hamed Saadab».

تضخيم المحتوى على «تيك توك» و «إكس»:

في هذا السياق، رصد الفريق حسابًا على «تيك توك» باسم «دولة 56» ينشر محتوى صفحة «سما السودان». فيما ينشر حساب «سما السودان» على منصة «إكس»، على نحوٍ منتظم، محتوى يخدم أهداف الشبكة ويهاجم في أغلب منشوراته القوى السياسية ويُناصر الجيش السوداني.

الموقع الإلكتروني ومنسوبي النظام السابق:

ترتبط صفحة «سما السودان» بموقع إلكتروني يحمل الاسم نفسه، ويقول المسؤولون عنه إنه «مؤسسة إعلامية سودانية يديرها كوكبة من الإعلاميين الوطنيين والمتمرسين انطلقت مع بداية العدوان على السودان والتمرد على الجيش السوداني تلبية لنداء الواجب الوطني».

وبالبحث في محتوى الموقع، وجد الفريق أنه ينشر، بانتظام، مقالات لشخصيات محسوبة على نظام «الإنقاذ»، من ضمنهم عبد الله الأزرق الذي خدم وكيلًا لوزارة الخارجية في النظام البائد، وكان سفيرًا للسودان لدى كل من المملكة المتحدة وإيرلندا، بالإضافة إلى أنه اشتهر بمهاجمة «ثورة ديسمبر» منذ العام 2018، والدفاع عن النظام في لقاءات تلفزيونية متعددة. ومن ضمن الكتاب أيضًا محمد عبد الله كوكو الذي شغل سابقًا منصب رئيس شورى الحركة الإسلامية في ولاية الجزيرة.

محتوى مضلل عملت الشبكة على نشره:

عملت الشبكة على نشر معلومات مضللة تتماشى مع أهدافها. وكان «مرصد بيم» قد تحقق من جزء كبير منها؛ على سبيل المثال وجد المرصد أنّ عددًا من الحسابات تداولت خبرًا يتضمن تصريحًا منسوبًا إلى رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور «جاك ريد»، يقول فيه: «إن على قوات الدعم السريع أن ترضخ للأمر الواقع وتعلن عن وفاة قائدها رسميًا».

وهو ما تبين أنه تصريح مفبرك؛ ولكن صفحة «سما السودان» نشرته لأنه يتوافق مع أهدافها. فيما عمدت صفحة «دفاع السودان» على نشر معلومات مضللة، بما فيها مقطع فيديو يوثق قصفًا عنيفًا لبناية، مدعيةً أنها غارة جوية نفذها الجيش في أبريل 2024 على موقع القيادة والتحكم التابع لقوات الدعم السريع في الخرطوم، في حين أنّ المقطع قديم، إذ نُشر أول مرة في أبريل 2023، إبان اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم.

كما نشرت صفحة «دفاع السودان» مقطع فيديو آخر، ادعت أنه يوثق لمنصات صواريخ بعيدة المدى الإستراتيجية «شواظ»، نصبها الجيش السوداني على تخوم ولاية الجزيرة، وسط تقدم قواته على جميع المحاور؛ ولكن توصل فريق «مرصد بيم»، عبر البحث العكسي عن الفيديو، إلى أنّ المقطع قديم، نُشر في العام 2013 على صفحة غير رسمية تحمل اسم «القوات الجوية السودانية»، وذكرت أنّها راجمة صواريخ من طراز «WS-2» تابعة للقوات المسلحة السودانية، مما يبين كيف تستخدم الشبكة المعلومات المضللة لتحقيق أهدافها.

أهداف الشبكة:

يمكن تلخيص أهداف شبكة «سما السودان» في الآتي:

دعم الجيش السوداني عبر الدعاية الحربية المضللة.

مهاجة بعض القوى السياسية المدنية.

تعزيز العلاقات السودانية القطرية.

دعم العلاقات السودانية التركية.

مهاجمة قوات الدعم السريع.

مهاجمة الإمارات العربية المتحدة.

جدول صفحة الشبكات جدول يوضح أهم الحسابات النشطة في شبكة سما السودان

 

نقلاً عن مرصد”بيم ريبورت” 

الوسومتركيا دفاع السودان سما السودان سوريا شبكات تضليل مناصرة الجيش

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: تركيا دفاع السودان سما السودان سوريا مناصرة الجيش

إقرأ أيضاً:

لماذا تهاجم إيران إسرائيل ليلاً فقط؟.. تقرير عبري يكشف السبب

مع تكرار صفارات الإنذار ليلاً في عدد من المدن الإسرائيلية، واعتراض الدفاعات الجوية للتهديدات قادمة من الشرق، رصدت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية ، نمطا لافتا في السلوك العسكري الإيراني وهو إطلاق الصواريخ خلال الليل فقط.

قد يبدو هذا التوقيت للوهلة الأولى خيارا تكتيكيا بسيطا، إلا أنه بحسب الصحيفة يعكس عقيدة عسكرية متكاملة تقوم على مزيج من الحسابات التقنية والعملياتية، بالإضافة إلى أهداف مرتبطة بالحرب النفسية.

باكستان تغلق الحدود البرية مع إيران في ظل الصراع مع كيان الاحتلالجدل في إيران حول الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي

الليل حليف مثالي للصواريخ

ترى “جيروزاليم بوست”، أن الليل يوفر بطبيعته غطاءً مظلمًا يعوق وسائل الرصد مثل الأقمار الصناعية والطائرات دون طيار وأنظمة المراقبة الجوية.

 وبالنسبة لإيران، يُعد استغلال هذا الغطاء الليلي أمرًا حيويًا لتقليل فرص اكتشاف أو استهداف منصات الإطلاق.

ولا تقتصر أهمية الليل على التمويه، بل تمتد إلى تأمين عمليات التزود بالوقود التي تُعد طويلة ومعقدة وخطرة، خاصة في الصواريخ التي تستخدم الوقود السائل.

الاعتبارات التقنية

بحسب الصحيفة، تنقسم الترسانة الصاروخية الإيرانية إلى نوعين رئيسيين:

صواريخ الوقود السائل (مثل صواريخ "شهاب")، التي تتميز بمدى بعيد وقوة تدميرية كبيرة، لكنها تعتمد على مرحلة تزود بالوقود تُعد نقطة ضعف واضحة، وهذه المرحلة تتطلب وقتًا وبنية تحتية ثابتة، ما يجعلها هدفًا سهلاً للضربات الاستباقية. وهنا، يُشكّل التوقيت الليلي وسيلة لتقليل خطر الرصد أثناء هذه المرحلة الحرجة.

صواريخ الوقود الصلب (مثل "فاتح-110" و"ذو الفقار")، تكون جاهزة للإطلاق الفوري دون الحاجة لتزويد ميداني بالوقود، نظرًا لتخزين الوقود والمؤكسد مسبقًا داخل جسم الصاروخ. هذا النوع يُتيح تنفيذ ضربات سريعة ومباغتة من منصات متحركة أو مخفية، رغم محدودية التحكم به بعد الإشعال.

وزير الدفاع الباكستاني: على العالم الحذر من "ترسانة إسرائيل" النووية.. والاستعداد لعواقب رعایتهاطهران بلا أجنحة.. لماذا غاب سلاح الجو الإيراني عن ضرب إسرائيل؟

لماذا تحمل الصواريخ الأكسجين؟


توضح الصحيفة أن الصواريخ، بخلاف الطائرات النفاثة، لا يمكنها الاعتماد على الهواء الجوي في تشغيل محركاتها، لا سيما في الطبقات العليا من الغلاف الجوي حيث ينعدم الأوكسجين. لهذا السبب، تحمل الصواريخ مكونات الاحتراق كاملة – الوقود والمؤكسد منذ لحظة الإطلاق.

هذا المطلب الفيزيائي يُضفي مزيدًا من التعقيد على عمليات التخزين والإطلاق، ويُؤثر مباشرة على تصميم الصواريخ، خاصة بعيدة المدى منها.

الحرب النفسية

من منظور “جيروزاليم بوست”، تمتد أهمية الضربات الليلية إلى البُعد النفسي، فحين تُطلق الصواريخ في ساعات نوم المدنيين، يكون تأثيرها أعمق وأكثر إرباكًا، سواء على السكان في إسرائيل أو على الرأي العام الدولي.

الانفجارات وسط الظلام، والمفاجأة، والخوف من المجهول، كلها أدوات فعّالة لزعزعة الثقة في كفاءة الدفاعات الجوية، وإضعاف المعنويات في بيئة مشحونة بالقلق الأمني.

التوقيت كسلاح استراتيجي

تختم الصحيفة تقريرها ، بالتأكيد على أن التوقيت لا يقل أهمية عن نوع السلاح. فإيران، من خلال نمط الضربات الليلية المتكرر، لا تستخدم ترسانتها الصاروخية فحسب، بل تعتمد على عنصر الوقت كسلاح استراتيجي بحد ذاته.

وبحسب التقرير فإن هذا الاستخدام الذكي للزمن يعقد مهمة الدفاع الإسرائيلي، الذي يعتمد بدرجة كبيرة على الاستجابة السريعة والرصد الفوري.. وبالتالي، يصبح الليل عاملًا مضاعفًا لتأثير الضربة، من الناحية العسكرية والنفسية معًا.

طباعة شارك إطلاق الصواريخ خلال الليل إيران الترسانة الصاروخية الإيرانية إسرائيل وإيران الحرب الإسرائيلية الإيرانية

مقالات مشابهة

  • تقرير يكشف كيف اغتالت إسرائيل كبار القادة والمسؤولين الإيرانيين
  • الصمغ العربي السوداني: تأثير الحرب وتحديات القيمة المضافة
  • تقرير يكشف: أمريكا أخطرت تركيا مسبقًا بالهجوم الإسرائيلي على إيران
  • لماذا تهاجم إيران إسرائيل ليلاً فقط؟.. تقرير عبري يكشف السبب
  • وزير دفاع الاحتلال: هجوم إيران على مواقع مدنية إسرائيلية يهدف إلى ردع الجيش
  • تحت عباءة طهران .. الشاباك يكشف شبكة تجسس إسرائيلية لصالح إيران
  • الجيش السوداني وحلفاؤه يتصدون لهجوم عنيف في الفاشر
  • تقرير يكشف كيف نجا الرئيس السوري من محاولتي اغتيال في قلب دمشق؟
  • بنك الأردن يعزز شبكة فروعه بإطلاق وافتتاح أول فرع متنقل له
  • تقرير إسرائيلي: رفح مُحيت وهي ليست المدينة الوحيدة التي أبادها الجيش