التوسع الزراعي استراتيجية لتأمين احتياجات الغذاء.. وخبراء: هناك دور للتكنولوجيا في تحقيق التوسع وحماية الموارد البيئية.. والتوسع حل أساسي لتعزيز الأمن الغذائي ومواجهة تحديات التغير المناخي
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواجه الدول النامية تحديات متزايدة لتلبية احتياجات سكانها المتزايدين من الغذاء، وهو ما يجعل التوسع الزراعي وتنمية الموارد الطبيعية ضرورة حتمي.
في هذا السياق، تولي مصر اهتمامًا خاصًا لتطوير قطاع الزراعة باعتباره أحد الأعمدة الرئيسية لتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني ومن خلال مشروعات قومية طموحة، تسعى الدولة إلى استصلاح ملايين الأفدنة من الأراضي الصحراوية وزيادة الرقعة الزراعية، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو المستدام، ويوفر فرص عمل متعددة، ويدعم مكانة مصر كمصدر رئيسي للمنتجات الزراعية عالية الجودة في الأسواق العالمية.
حيث أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، أهمية التوسع الأفقي في الزراعة كركيزة أساسية لزيادة الرقعة الزراعية والمساحة المحصولية في مصر، مشيرًا إلى أن هذا التوسع يساهم بشكل مباشر في تحسين نسب الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، بالإضافة إلى دوره في إقامة مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة توفر فرص عمل متعددة وتفتح آفاقًا واسعة للاستثمار.
وأوضح فاروق أن الدولة المصرية تمكنت من تحقيق زيادة كبيرة في الرقعة الزراعية من خلال استصلاح واستزراع الصحراء، حيث تم استغلال أكثر من مليوني فدان ضمن المشروعات القومية للتوسع الأفقي التي يجري تنفيذها حاليًا وأضاف أن خطة الدولة تشمل استصلاح حوالي 4 ملايين فدان في المناطق الصحراوية بهدف زيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق التنمية المستدامة.
ومن بين المشروعات الكبرى التي تنفذها الدولة حاليًا، يأتي مشروع "الدلتا الجديدة" الذي يمتد على مساحة 2.2 مليون فدان، ومشروع "شمال ووسط سيناء" بمساحة 456 ألف فدان، بالإضافة إلى مشروع "سنابل سونو" في أسوان بمساحة 650 ألف فدان كما تشمل المشروعات القومية مشروع تنمية الريف المصري الجديد بمساحة 1.5 مليون فدان، ومشروع توشكى العملاق بمساحة 1.1 مليون فدان، إلى جانب مساهمات القطاع الخاص في مشروعات الوادي الجديد وشرق العوينات وتوشكى.
وأشار الوزير إلى أن التوسع الزراعي لا يهدف فقط إلى زيادة الإنتاج الزراعي لتلبية الاحتياجات المتزايدة من الغذاء بسبب النمو السكاني، بل يسهم أيضًا في تحسين نسب الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية علاوة على ذلك، يساعد هذا التوسع في تحقيق فائض من محاصيل الفاكهة والخضروات والنباتات الطبية والعطرية، مما يعزز الصادرات الزراعية ويزيد من القدرة التنافسية للإنتاج المصري في الأسواق العالمية.
أهمية التوسع الزراعي
وفي هذا السياق يقول الدكتور طارق محمود أستاذ بمركز البحوث الزراعية، يعد التوسع في الرقعة الزراعية أحد الحلول الأساسية لمواجهة التحديات التي تفرضها زيادة الطلب على الغذاء، نتيجة للنمو السكاني المتزايد والتغيرات المناخية ويعتبر هذا التوسع وسيلة حيوية لتعزيز الأمن الغذائي وضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، موضحًا يشكل القطاع الزراعي دعامة أساسية للاقتصاد الوطني في العديد من البلدان، حيث يسهم في توفير الغذاء، وخلق فرص العمل، وتحقيق التنمية الريفية ومع ارتفاع الطلب على المنتجات الغذائية بسبب تزايد السكان، أصبح من الضروري استغلال الأراضي الصالحة للزراعة وتطويرها لأن التوسع في الرقعة الزراعية يساهم في تحسين الإنتاج الزراعي وتوفير المحاصيل الغذائية الأساسية بكميات كافية، مما يقلل الاعتماد على الواردات ويعزز الاكتفاء الذاتي.
وأضاف محمود، أنه على الرغم من أهمية التوسع في الرقعة الزراعية، إلا أنه يواجه عدة تحديات، منها ندرة الموارد المائية، تدهور التربة، وتغير المناخ، مؤكدًا أن هذه العوامل تؤثر سلبًا على الإنتاجية الزراعية وتجعل من الضروري البحث عن حلول مبتكرة، مثل استخدام تقنيات الري الحديثة، تحسين جودة التربة، واستنباط أصناف نباتية مقاومة للظروف البيئية الصعبة.
التقنيات الحديثة ودورها في التوسع الزراعي
وفي نفس السياق يقول الدكتور جمال صيام الخبير الزراعي، تلعب التكنولوجيا دورًا مهمًا في دعم التوسع الزراعي من خلال استخدام تقنيات الزراعة الدقيقة التي تعتمد على تحليل البيانات لتحسين كفاءة استخدام الموارد، كما أن تطوير أنظمة الري بالتنقيط، وتحسين وسائل التخزين والنقل، يسهم في تقليل الفاقد من المحاصيل وزيادة الإنتاجية بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتقنيات البيولوجية أن تساعد في زيادة خصوبة التربة ومكافحة الآفات بطريقة مستدامة.
ولفت صيام، إلي أنه يجب أن يكون التوسع في الرقعة الزراعية مستدامًا للحفاظ على البيئة ولتحقيق ذلك يتطلب تنفيذ ممارسات زراعية تراعي الاستخدام الأمثل للموارد، مثل الزراعة العضوية وتدوير المحاصيل، كما ينبغي حماية الغابات والمناطق الطبيعية الأخرى من التعدي الزراعي لضمان التوازن البيئي، ومع ذلك، ينبغي أن يكون هذا التوسع مدروسًا ومستدامًا، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا وتطوير البنية التحتية الزراعية بالعمل المشترك بين الحكومات والقطاع الخاص والمزارعين، يمكن تحقيق زراعة مستدامة تلبي احتياجات الحاضر دون الإضرار بموارد المستقبل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التوسع الزراعي الغذاء الرقعة الزراعية التغير المناخي الزراعية الإنتاج الزراعي التوسع فی الرقعة الزراعیة التوسع الزراعی هذا التوسع التوسع ا
إقرأ أيضاً:
لتعزيز التعاون: جامعتي بنها الحكومية والأهلية تستقبلان وفدًا من جامعة ووهان للتكنولوجيا الصينية
استقبل الدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، والدكتور تامر سمير، رئيس جامعة بنها الأهلية، وفدًا رفيع المستوى من جامعة ووهان للتكنولوجيا الصينية، برئاسة الدكتور شين سى جين رئيس الجامعة وذلك في إطار التعزيز الأكاديمي والبحثي بين الجامعتين.
جاء ذلك بحضور الدكتورة جيهان عبد الهادي، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور كريم الدش، نائب رئيس جامعة بنها الأهلية للعلاقات الدولية، وعمداء كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي، والهندسة بشبرا، ووكيل كلية الهندسة ببنها لشئون التعليم والطلاب، المدير التنفيذي لمكتب العلاقات الدولية، ومدير مقر الجامعة بالعبور، والمدير التنفيذي للمعلومات بالجامعة.
وفى كلمته أشاد الدكتور ناصر الجيزاوي بالعلاقات القوية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية، والتي تمثل مظلة استراتيجية داعمة لتعاوننا الأكاديمي، مشيرا إلى أن التقارب بين البلدين يمثل نموذجًا للتفاهم والعمل المشترك في شتى المجالات، لا سيما في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي وتعكس شراكتنا مع جامعة ووهان للتكنولوجيا تجسيدًا ملموسًا لهذا التعاون البنّاء.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن الزيارة تأتي تتويجا لشراكتنا العلمية والبحثية على مدى 10 أعوام شملت العديد من تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتنفيذ مشروعات بحثية مشتركة فى مجال الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة الى المشاركة فى العديد من المؤتمرات والندوات بين الجامعتين والتى ساهمت بشكل كبير فى تعزيز شركتنا الدولية.
وأضاف الجيزاوي انه تم مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجامعتين في عدة مجالات، منها توطيد العلاقات ضمن إطار "تحالف جامعات الهندسة بطريق الحرير" بما يعزز التعاون العلمي والتقني وتشجيع التعاون الطلابي من خلال تنفيذ مشروعات وبرامج تبادل طلابي، بالإضافة الى دعم تبادل أعضاء هيئة التدريس وتكثيف الزيارات العلمية بما يسهم في تنمية الحراك الأكاديمي، وبحث إمكانية إنشاء معهد بحثي مشترك بجامعة بنها يعزز من الابتكار والتكامل العلمي بين الجانبين، مشيرا انه تم بحث إنشاء برامج علمية ومشروعات بحثية تخدم أهداف التنمية المستدامة.
من جانبه قال الدكتور تامر سمير انه تم خلال اللقاء توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة ووهان للتكنولوجيا وجامعة بنها الأهلية، تمهيدًا لتوسيع آفاق الشراكة المستقبلية في مجالات التعليم والبحث العلمي والتبادل الثقافي بين الجامعتين، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تأتى فى إطار رؤية جامعة بنها الأهلية نحو الانفتاح على العالم الخارجي والتعاون مع الجامعات الدولية المرموقة.
وأكد الدكتور تامر سمير على ان الشراكة مع الجامعات الصينية تمثل خطوة مهمة نحو تطوير البرامج التعليمية والبحثية لتواكب المستجدات العلمية والتكنولوجية ومتطلبات سوق العمل ووظائف المستقبل، وتأكيدا على التعاون بين البلدين فى كافة القطاعات ومن بينها التعليم العالى والبحث العلمى.
فيما أكد الدكتور شين سى جين أن جامعة بنها، وجامعة وهان للتكنولوجيا لديهم تعاون علمي وتبادل طلابي منذ سنوات، مضيفا أن جامعة بنها جامعة شاملة متكاملة ذات تأثير كبير في مصر، مشير ا الى انه تم خلال الزيارة مناقشة مزيدا من التعاون الطلابي وبالأخص التدريب الطلابي لطلاب جامعة بنها داخل جامعة ووهان في ظل ما يتمتع به الجانبين من إمكانيات بحثية وعلمية مختلفة.
وأعرب رئيس جامعة ووهان عن سعادته بالتعاون مع جامعة بنها الاهلية والذي سوف يسهم هذا التعاون فى تعزيز التعاون المشترك فى العديد من البرامج الدراسية وبرامج تمويل مشتركة فى مجالات التكنولوجيا المختلفة و التبادل الطلابي.
وفي ختام الزيارة تم عرض فيلم توضيحي لجامعتى بنها الحكومية والأهلية، ووهان للتكنولوجيا للتعرف على امكانياتهم سواء العلمية أو البحثية او التكنولوجية.