سوريا ما بين المبادرات الروسية والتحفظات الأمريكية والحيرة الإيرانية
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، إن قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، "يصف العلاقات مع روسيا بأنها طويلة الأمد واستراتيجية، ونحن نتفق معه في ذلك"، وأكد لافروف الذي سحبت بلاده القسم الأكبر من قواتها شرق الفرات ومن مدينة القامشلي في محافظة الحسكة؛ رفضه تقسيم سوريا وإضعافها.
تكتسب تصريحات لافروف قيمة كبرى كونها جاءت بعد يوم واحد من اندلاع احتجاجات وأعمال عنف في الساحل السوري ومدينة حمص، تقدمتها عناصر من النظام السابق، إذ جاء التصريحات لتؤكد دعم روسيا لاستقرار سوريا ووحدة أراضيها ورفضها لمحاولات ابتزاز الحكومة وإدارة العمليات في دمشق، خصوصا من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا التي وضعت شرطا أساسيا للانفتاح على الحكم الجديد بقطع الصلة مع روسيا الاتحادية.
لافروف بذلك يكون قد اتخذ خطوات متقدمة بعد أسبوع واحد من تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد فيها وجود اتصالات بين موسكو ودمشق، مبديا استعداد روسيا للتعاون مع الحكم الجديد، وتوظيف إمكاناتها لتزيد سوريا بالمساعدات عبر ميناء طرطوس وقاعدة حميميم بالقرب من اللاذقية.
انسحاب القوات الروسية من شرق الفرات من زاوية اخرى مثّل قدم خطوة عملية نحو الاستقرار، إذ فتح الباب واسعا لحملة عسكرية ناجحة لإنهاء المشروع الانفصالي المدعوم أمريكيا شرق الفرات بعملية عسكرية وسياسية تعد لها الحكومة السورية الجديدة وبدعم تركي مباشر، خصوصا أن لافروف أبدى تفهمه لمخاوف تركية من نشاط حزب العمال؛ معتبرا إياها مصالح أمنية مشروعة "يجب ضمانها، ولكن بطريقة تُحافظ فيها سوريا على سيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها"، وقال "إن القيادة التركية تدعم ذلك علناً ونحن ندعم ذلك". وهذا تطابق واضح في المواقف لم يتحقق مطلقا مع الولايات المتحدة التي تطابق موقفها مع الكيان الإسرائيلي الراغب بتمزيق سوريا وتحويلها إلى كنتونات تدار ذاتيا على نمط مشروع "قسد" الأمريكي في شرق الفرات.
فالمبادرات الروسية الإيجابية، قابلتها تحفظات وشروط أمريكية معقدة وطويلة للحكومة الجديدة تعيق رفع العقوبات وإعادة إعمار سوريا، رغم أن العقوبات ارتبطت بممارسات النظام السابق بقيادة بشار الأسد.
والأهم من ذلك أن أمريكا وفرت الغطاء للتحرك العسكري الإسرائيلي في الجنوب السوري والذي انتهك اتفاق فصل القوات للعام 1974 بشكل أمكنه من احتلال أراض داخل حوض اليرموك (غرب درعا) وفي ريف دمشق، إلى جانب سيطرة شبه كاملة على القنيطرة وقراها؛ في محاولة من الاحتلال لاستنساخ نموذج الإدارة الذاتية لمشروع "قسد" على كامل التراب السوري، وهي المحاولة التي قابلها رفض شعبي قوي من سكان المنطقة ووجهائها، مشعلا مواجهات مع قوات الاحتلال في العديد من القرى السورية.
المبادرات الروسية الإيجابية لدعم الحكومة السورية وتقديم رسائل إيجابية لدعم وحدة التراب السوري، وإبداء الرغبة بتقديم الدعم للحكم الجديد وتمهيد الطريق لعملياته العسكرية ضد انفصاليي قسد وحزب العمال الكردستاني، قابلها دوما جهد أمريكي لتعزيز قوات واشنطن في شرق الفرات بأكثر من ستين شاحنة وعشر طائرات محملة بالذخائر والأسلحة للقوات الانفصالية (قسد) بحجة تعزيز الحضور الأمريكي لمواجهة الإرهاب، ليبلغ تعداد القوات الأمريكية وعلى نحو مفاجئ أكثر من 2000 جندي أمريكي، في محاولة لإعاقة جهود الحكومة لتوحيد البلاد واستعادة ثرواتها المنهوبة من النفط والغاز.
ختاما.. المبادرات الروسية الإيجابية تضغط على أعصاب الولايات المتحدة وتهدد نفوذها من خلال توفير بدائل للحكومة السورية الجديدة، والتعاون معها لمحاصرة بؤر الفوضى لتحقيق الاستقرار، خصوصا أنها تملك قدرة كبيرة على المساهمة في كبج جماح الفوضى في الساحل السوري ومناطق سيطرة النظام وإيران سابقا، وذلك خلافا لأمريكا والكيان الإسرائيلي اللذين يسعيان لإثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار ووحدة سوريا. فروسيا باتت ورقة رابحة في المعادلة الجديدة، والأفضل أن تقتدي بها إيران مستقبلا وأن تتجاوز غضبها الذي لم يعد مبررا وأن توقف تصريحاتها الحائرة التي لا تعد مفيدة في تطوير علاقات صحية مع دمشق وسوريا الجديدة.
x.com/hma36
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا العلاقات روسيا إيران إيران سوريا امريكا روسيا علاقات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك اقتصاد من هنا وهناك سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شرق الفرات
إقرأ أيضاً:
الذهب يسجل أعلى مستوى بفضل إغلاق الحكومة الأمريكية والطلب على الملاذ الآمن
سجل الذهب مستوى قياسيا مرتفعا اليوم الثلاثاء الموافق 7 أكتوبر، مع عدم وجود أي مؤشرات على تهدئة التوتر بين أعضاء مجلس الكونجرس الأمريكي والذي أدى إلى إغلاق الحكومة بينما قدمت توقعات شبه مؤكدة على خفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا الشهر الدعم أيضا.. وفقا لرويترز.
ارتفاع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4%وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3,974.09 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 04:46 بتوقيت جرينتش، ليقترب من أعلى مستوى تاريخي له عند 3,977.19 دولار، الذي سجله في وقت سابق من الجلسة.
وارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة 0.5% لتصل إلى 3,996.40 دولار.
وقال كيلفن وونج، كبير محللي السوق في أواندا: "لا تزال (فرص) خفض أسعار الفائدة في أكتوبر وديسمبر تتجه فوق مستوى 80%، لذا فإن هذا يدعم أسعار الذهب وكذلك إغلاق الحكومة، نظرا لعدم وجود حل حتى الآن بين جانبي الكونجرس الأمريكي".
وكان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي “جيفري شميد”، أشار إلى أنه غير راغب في خفض أسعار الفائدة أكثر، قائلاً إن البنك الفيدرالي يجب أن يظل مركزًا على خطر التضخم المرتفع للغاية بدلاً من ضعف سوق العمل الواضح.
ومع ذلك، لا تزال الأسواق تتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إضافية في كل من أكتوبر وديسمبر، مع احتمالات تبلغ 93% و82% على التوالي، وفقا لأداة CME FedWatch.
ويزدهر الذهب غير المدر للدخل في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وخلال حالة عدم اليقين الاقتصادي.
وارتفع الذهب 51% حتى الآن هذا العام بفضل عمليات شراء قوية من جانب البنوك المركزية، وزيادة الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، وضعف الدولار، والاهتمام المتزايد من جانب المستثمرين الأفراد الذين يسعون إلى التحوط وسط تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية.
ورفع بنك جولدمان ساكس يوم أمس الاثنين توقعاته لسعر الذهب في ديسمبر كانون الأول 2026 إلى 4900 دولار للأوقية من 4300 دولار، مشيرا إلى تدفقات قوية من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة الغربية وعمليات شراء من البنوك المركزية.
وأظهرت بيانات من بنك الشعب الصيني أن البنك المركزي الصيني أضاف الذهب إلى احتياطياته في سبتمبر للشهر الحادي عشر على التوالي.
وفي المعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة في المعاملات الفورية عند 48.52 دولار للأوقية، وارتفع البلاتين 0.1 % إلى 1626.55 دولار، وصعد البلاديوم 0.9 % إلى 1330.91 دولار.