تُعد آخر جمعة في العام فرصة ذهبية للتأمل الروحي والتقرب إلى الله، خاصة أن يوم الجمعة يحمل مكانة عظيمة في الإسلام باعتباره سيد الأيام، وفيه تُستجاب الدعوات وتتنزل الرحمات،ومع انتهاء عام 2024، يتوجه المسلمون إلى الله بقلوب مفعمة بالأمل، مستثمرين بركات هذا اليوم في الدعاء والمغفرة واستقبال عام جديد بالطاعات.

فضائل يوم الجمعة


يوم الجمعة ليس كغيره من الأيام، فقد خصه الله بفضائل عديدة، منها قراءة سورة الكهف، والصلاة على النبي ﷺ، والدعاء في ساعة الإجابة، ومع كون هذه الجمعة هي الأخيرة في العام، يجد المسلمون فيها فرصة لتكثيف أعمال الخير، شكرًا لله على ما مضى من النعم، وتضرعًا لما هو قادم.

قال النبي ﷺ: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة" (رواه مسلم). ومن هذا المنطلق، يجتهد المسلمون في هذا اليوم المبارك للاستفادة من فضائله وأوقاته المميزة.

التوبة وتجديد العهد مع الله


آخر جمعة في العام تمثل محطة للتوبة، والتفكر في ما فات من الذنوب والمعاصي، وعقد النية على التغيير والإصلاح، يقول الله تعالى: "وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" (النور: 31).

ويحمل هذا اليوم فرصة لتقييم الأعمال خلال العام المنصرم، واستغفار الله عن التقصير، مع الالتزام بفتح صفحة جديدة مليئة بالطاعات والقربات.

الدعاء والتوسل إلى الله


من الأعمال المستحبة في هذا اليوم المبارك الإكثار من الدعاء. فالمسلمون يدعون لأنفسهم ولأحبائهم بأن يبارك الله لهم في أعمارهم، ويجعل العام الجديد مليئًا بالخير والبركات. وفي هذه الجمعة الأخيرة، يتوجهون إلى الله بطلب العفو والرحمة والفرج من الكروب.

قال النبي ﷺ: "فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه" (رواه البخاري ومسلم).

الاستعداد لعام جديد


ختام العام بيوم الجمعة يمنح شعورًا خاصًا بالبركة والتفاؤل، فالخطوات الأولى في العام الجديد تبدأ بالدعاء والاستعانة بالله، مع العزم على المضي قدمًا في طريق الطاعة والعمل الصالح، طلبًا لرضا الله وتحقيقًا للنجاح في الدنيا والآخرة.


آخر جمعة في عام 2024 ليست مجرد نهاية لأيام العام، بل هي فرصة روحانية للتزود بالإيمان، واستثمار لحظات مباركة في التقرب إلى الله. فليكن هذا اليوم بداية عهد جديد مع الله، وأمل متجدد في أن يكون العام القادم عام خير وبركة على الجميع.

الإفتاء تكشف فضل التبكير لحضور صلاة الجمعة


قالت دار الإفتاء المصرية إن صلاة الجمعة فريضةٌ عظيمةٌ، أَمَرَ الله سبحانه عباده بتقديم السَّعيِ والحضورِ إليها على كلِّ عملٍ؛ فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9].

وأوضحت الإفتاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على التبكير لصلاة الجمعة وحذرنا من التأخير عليها


وأضافت الإفتاء أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم حثنا على التَّبكير إليها، لننال عظيمَ الأجر في الآخرة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفقٌ عليه.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه" من حديث أوسِ بن أوسٍ رضي الله عنه.

صلاة الجمعة
قال الحافظ العراقي في "طرح التثريب في شرح التقريب" (3/ 171، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه فضل التبكير إلى الجمعة لما دل عليه من اعتناء الملائكة بكتابة السابق وأن الأسبق أكثر ثوابًا لتشبيه المتقدم بمهدي البدنة والذي يليه بمهدي ما هو دونها وهي البقرة] اهـ.

كما أكدت الإفتاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  حذَّر مِن تأخيرِ الحضور إلى الجمعة وكذا مِن التَّخلُّفِ عنها بغير عذرٍ؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»، إلى أنْ قال: «فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللهُ عَنْهُ، وَاللهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ.. الحديث» أخرجه الإمامان: الدارقطني والبيهقي في "السنن".


وعن أَبي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ» أخرجه الأئمة: أبو داود والدارمي في "السنن"، وابن خزيمة وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اخر جمعة عام 2024 الله فضائل يوم الجمعة صلى الله علیه وآله وسلم رسول الله صلى الله علیه یوم الجمعة هذا الیوم ال ج م ع ة م الجمعة فی العام إلى الله رضی الله ى الله ع جمعة فی ف ی الس

إقرأ أيضاً:

حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب

قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن حديث المرأة التي قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟"، وأجابها النبي ﷺ: "نعم"، يحمل في طياته دلالات عظيمة في البلاغة، والفقه، والأدب، وأصول الاستنباط.

هل صوت المرأة عورة؟.. يسري جبر يوضح الرأي الشرعييسري جبر: زيارة المريض مستحبة شرعًا.. لا يثقل عليه ولا يحرجه أو يزعجهيسري جبر: اتباع الجنازات مندوب شرعًا وواجب في هذه الحالةهل يصح لأي إنسان أن يستفتي قلبه؟.. يسري جبر يجيب

يسري جبر يشرح حديث الإنابة في الحج

وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن هذه المرأة ضربت مثالًا في الإيجاز والبلاغة، إذ جمعت المعنى بعبارات قصيرة واضحة، فقالت كلمات معدودة لكنها حملت معانٍ دقيقة: "فريضة"، "أبي شيخًا"، "لا يثبت على الراحلة"، "أفأحج عنه؟"، مما يعكس فصاحة العرب ووعيهم بمقام النبوة وعدم الإطالة في الخطاب.

وأضاف: “من الأدب مع النبي أنها لم تُطل في السؤال، بل أوجزت وأنجزت، وهذا يدل على فقه المرأة وأدبها مع رسول الله ﷺ، كما أن النبي أجابها بكلمة واحدة: (نعم)، وهذا غاية في البلاغة والوضوح”.

وأشار إلى أن هذا الحديث يُعد أصلًا في جواز الإنابة في الحج، وأن الأئمة الأربعة تناولوه بتفسيرات مختلفة، حيث قال المالكية إن الإنابة لا تجوز في الفريضة لمن لم تتحقق فيه الاستطاعة، لأن والدها في الحديث لم يكن قادرًا بدنيًا، وبالتالي لا تجب عليه الحجة أصلاً، فتكون النيابة عنه في حج نافلة.

أما الشافعية والأحناف والحنابلة، فقد فهموا من الحديث أن الإنابة جائزة في الحج الفرض والنافلة على السواء، بدليل أن النبي ﷺ لم ينكر على المرأة قولها "فريضة" بل أقرها، وقال لها: "نعم"، مما يدل على قبول الحج عنها كفريضة، لا كنافلة فقط.

وأوضح أن المالكية استندوا إلى قاعدة فقهية تقول إن "العبادات البدنية المحضة لا تقبل النيابة"، مثل الصلاة والصوم، في حين أن الزكاة - باعتبارها عبادة مالية - يجوز فيها التوكيل، أما الحج فعبادة مركبة: بدنية ومالية، ومن نظر إلى تغليب البدن قال بعدم جواز الإنابة، ومن نظر إلى اجتماع الجانبين أجازها بشروط.

طباعة شارك الدكتور يسري جبر يسري جبر الأزهر الحج حكم الإنابة في الحج فريضة الحج

مقالات مشابهة

  • فضل يوم عرفة في الإسلام.. 4 فضائل أنعم بها الله على عباده
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • أعظم فرصة للعتق من النار والمغفرة.. اغتنم خير أيام الدنيا
  • أورتاغوس قريباً في لبنان... وهذا ما ستُركّز عليه
  • هل فضل العشر من ذي الحجة في النهار فقط ؟
  • شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)
  • سمو ولي العهد يتوّج فريق الاتحاد بكأس الملك للموسم الرياضي 2024-2025 بعد تغلبه على القادسية “3/ 1”
  • 5 أفعال في عشر ذي الحجة عقوبتها مغلظة.. احذر غضب الله
  • حكم الإنابة في الحج لمن تعذر عليه أداء الفريضة.. يسري جبر يجيب
  • نسق الحِجاج القرآني