أدانت دول عربية، الجمعة، بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، وإجبار المرضى والكوادر الطبية على إخلائه، واعتبرت ذلك انتهاكا للقانون الدولي، و"جريمة حرب".

جاء ذلك في مواقف رسمية صادرة عن السعودية وقطر والإمارات والأردن إضافة إلى فلسطين وموقف مماثل من منظمة التعاون الإسلامي، بعد ساعات من إفادة طبية بأن الجيش الإسرائيلي أحرق عدة أقسام بمستشفى كمال عدوان، وهي "العمليات والمختبر والصيانة والإسعاف".

وكان الجيش الإسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان بغزة، قبل أن يقوم بإضرام النار فيه ويخرجه تماما عن الخدمة، ولم يكتف الجيش بذلك، بل احتجز أكثر من 350 شخصا كانوا داخل المستشفى، بينهم 180 من الكوادر الطبية و75 جريحا ومريضا ومرافقيهم، واقتادهم إلى جهة مجهولة، حسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

** انتهاك للقانون الدولي

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية، عن الرئاسة إدانتها "الجريمة الخطيرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بإحراق مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا والذي يقدم خدماته لأكثر من 400 ألف نسمة".

وأكدت أن "الجريمة تأتي في سياق حرب الإبادة والتهجير التي تشنها دولة الاحتلال ضد شعبنا".

وقالت: "هذه الجريمة بحق المستشفيات الفلسطينية هي تجاوز خطير وصارخ للقانون الدولي والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي توفر الحماية للقطاع الطبي والكوادر الطبية أثناء الحروب".

وأعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، عن "إدانة المملكة واستنكارها بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال الإسرائيلية مستشفى في قطاع غزة، وإجبار المرضى والكوادر الطبية على إخلائه".

وأكدت أن ذلك "انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولأبسط المعايير الإنسانية والأخلاقية".

وأدانت قطر في بيان للخارجية بأشد العبارات الحادثة، معتبرة إياها "جريمة حرب وانتهاكاً سافراً لأحكام القانون الإنساني الدولي، وتصعيداً خطيراً في مسار المواجهات ينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة"

وشددت على "ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته من خلال التصدي بحزم للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأعيان المدنية بما فيها المستشفيات".

وأدانت الإمارات بقوة، في بيان للخارجية، إقدام الجيش الإسرائيلي على إخلاء وحرق مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، معتبرة ذلك "انتهاكا" للقانون الإنساني الدولي.

وشددت على "رفضها القاطع لهذا العمل الشنيع الذي ينتهك القانون الإنساني الدولي، ويُعد تدميرا ممنهجا ومستنكرا للمنظومة الصحية المتبقية في القطاع".

وأكدت موقفها "الداعي إلى ضرورة الوقف الفوري للعنف، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية".

** "جريمة حرب"

كما أدان الأردن بأشد العبارات، في بيان للخارجية، إحراق القوات الإسرائيلية مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة واعتبر الاستهداف "جريمة حرب نكراء".

وحملت الخارجية الأردنية إسرائيل "مسؤولية سلامة المدنيين والطواقم الطبية العاملة في المستشفى"، وأكدت "رفض المملكة المطلق وإدانتها لهذا الاستهداف الممنهج للمرافق والكوادر الطبية".

ودعت المجتمع الدولي وخصوصاً مجلس الأمن إلى "تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، لإلزام إسرائيل وقف عدوانها على غزة واستهدافها للمدنيين، وإنهاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يسببها العدوان".

على مستوى المنظمات العربية والإسلامية، دعت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات في بيان، استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة التي كان آخرها جريمة إحراق مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة.

واعتبرت أن "هذه الجريمة إمعانا في جرائم الحرب والإبادة الجماعية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني".

** إحراق غير مسبوق

وفي وقت سابق الجمعة، أفاد مصدر طبي من مستشفى كمال عدوان للأناضول، بأن الجيش الإسرائيلي أحرق عدة أقسام بالمشفى وهي "العمليات والمختبر والصيانة والإسعاف".

وأوضح أن النيران تمتد بشكل متسارع إلى مبانٍ وأقسام أخرى وسط انعدام القدرة على إخمادها في ظل توقف عمل طواقم الدفاع المدني بالمحافظة ومحاصرة المستشفى بالآليات العسكرية.

وذكر أن الجيش هدد مدير المستشفى حسام أبو صفية، بالاعتقال في حال عدم إخلاء المستشفى بشكل كامل.

وأشار المصدر الطبي إلى أن بعض أفراد الكادر الطبي ومدير المستشفى رفضوا الانصياع لأوامر الإخلاء الإسرائيلية.

وأكد المصدر وفاة عدد من المرضى داخل قسم العناية المركزة بعد قطع الجيش الإسرائيلي الأكسجين عنهم.

واعتبر المكتب لمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان هذا الهجوم "جريمة حرب مكتملة الأركان"، محذرا من أن هدفها "القضاء التام على النظام الصحي في غزة كجزء من سياسة الإبادة الجماعية التي تمارس بحق شعبنا الفلسطيني".

فيما زعم الجيش الإسرائيلي أن "المستشفى يُعتبر بمثابة مركز لحركة حماس في غزة"، الأمر الذي نفته الحركة.

وقالت الحركة في بيان: "ننفي نفياً قاطعاً وجود أي مظهر عسكري أو تواجد لمقاومين في المستشفى، سواء من كتائب القسام أو أي فصيلٍ آخر، فالمستشفى كان مفتوحاً أمام الجميع والمؤسسات الدولية والأممية التي تعرف المستشفى جيداً".

وأضافت: "أكاذيب العدو حول المستشفى هي لتبرير الجريمة النكراء التي أقدم عليها جيش الاحتلال اليوم (الجمعة) بإخلاء وحرق كافة أقسام المستشفى، تطبيقاً لمخطط الإبادة والتهجير القسري".

وتابعت أن "الكذب والتضليل الصهيوني ليس بجديد، فقد سبقه ترويج نفس الادعاءات ضد المستشفيات التي دمرها الاحتلال في قطاع غزة، ومنها مستشفى الشفاء بمدينة غزة، والتي أثبتت التقارير والتحقيقات الدولية زيف ادعاء الاحتلال".

ومنذ 6 أيام تقدمت الآليات الإسرائيلية بشكل ملحوظ صوب المستشفى بينما كان التمركز في محيطه على بعد مئات الأمتار منه.

ولا يزال الجيش الإسرائيليين يحاصر حتى الآن المستشفيين الآخرين في شمال غزة وهما الإندونيسي والعودة؛ ما يعني خروج المنظومة الصحية في المنطقة عن الخدمة بشكل كامل.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.​​​​​​​

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی مستشفى کمال عدوان الجیش الإسرائیلی والکوادر الطبیة للقانون الدولی بأشد العبارات شمال قطاع غزة جریمة حرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توسّع تعاونها مع 6 دول عربية.. انفجار يهزّ مستوطنة بالشمال

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” نقلاً عن مصادرها الموثوقة أن إسرائيل وسعت تعاونها العسكري في اتصالات غير معلنة مع ست دول عربية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، رغم الانتقادات العلنية التي وجهتها بعض الدول العربية للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى وثائق سرية للقيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية (سينتكوم)، اطلعت عليها، تؤكد أن التهديد الإيراني كان العامل الرئيسي وراء تكثيف الاتصالات بين إسرائيل والدول العربية المعنية.

ووفقاً للمصادر، فقد عقد عسكريون رفيعو المستوى من إسرائيل والدول الست عدة اجتماعات خلال السنوات الثلاث الماضية، بوساطة الولايات المتحدة، جرت بعضها في مواقع عسكرية أمريكية سرية. ومن بين المواضيع التي نوقشت خلال تلك اللقاءات كان “التصدي للتهديدات المرتبطة بالأنفاق تحت الأرض”.

ورغم هذا التعاون المكثف، أكدت الصحيفة أن هذه المشاورات الأمنية لم تكن تهدف إلى إقامة تحالف جديد في المنطقة، بل تركزت على القضايا الأمنية المشتركة.

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية ومخاوف من توسع النفوذ الإيراني في المنطقة، ما دفع الدول المعنية لتعزيز تعاونها العسكري مع إسرائيل كجزء من استراتيجية أمنية أوسع.

ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين المعلن إلى 2000 بعد وفاة جندي متأثراً بجروح أصيب بها في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي وفاة الرقيب الأول احتياط شموئيل جاد رحاميم، البالغ من العمر 31 عاماً، متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها إثر انفجار قنبلة إسرائيلية في موقع عسكري بخان يونس جنوب قطاع غزة. وبهذا الإعلان، يرتفع عدد القتلى الإسرائيليين في جميع الجبهات منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى 2000 شخص، من بينهم 915 جندياً.

وفي نفس الحادث الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي، أصيب جنديان احتياطيان آخران بجروح تتراوح بين الخطيرة والمتوسطة، وأعلن الجيش تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل الرقيب في الاحتياط ميخائيل مردخاي نحماني (26 عاماً) إثر إطلاق نار من قناص تابع لحركة حماس في شمال قطاع غزة.

ومن جهة أخرى، نشرت وزارة الدفاع الإسرائيلية بيانات بمناسبة مرور عامين على الحرب، أظهرت سقوط 1152 قتيلاً في المعارك خلال تلك الفترة، 42% منهم دون سن 21 عاماً، كما انضمت أكثر من 6500 عائلة إلى قائمة “العائلات الثكلى”.

انفجار يهز مستوطنة كريات شمونة شمالي إسرائيل ويثير ذعر السكان

هز انفجار قوي مستوطنة كريات شمونة الواقعة في شمال إسرائيل، اليوم السبت، مما أثار حالة من الذعر والخوف بين سكان المدينة.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الانفجار كان نتيجة تفجير مسيطر عليه لذخيرة غير منفجرة في منطقة زراعية قريبة، لكنه اعترف بعدم إبلاغ البلدية والسكان مسبقاً، ما أدى إلى ردود فعل غاضبة داخل المستوطنة.

وأجرى الجيش التفجير بعد العثور على ذخيرة غير منفجرة في تل حاي، وأكد أن العملية كانت مخططة ومبادرة من وحدات الهندسة، وليست نتيجة لأي هجوم من “حزب الله” كما اشتبه بعض السكان في البداية، لكن بلدية كريات شمونة عبرت عن استيائها الشديد بسبب عدم تلقيها إشعاراً مسبقاً، ما حرمها من إبلاغ السكان خاصة وأن العديد منهم يلتزمون بقاعدة “يوم السبت” التي تمنعهم من استخدام الأجهزة الإلكترونية.

وقال دورون شنفر، المتحدث باسم البلدية، إنه توجه إلى موقع الانفجار لتصوير فيديو يطمئن السكان، بعد أن انتشرت حالة من الهستيريا والشكوك بين الناس الذين ظنوا أن الانفجار ناجم عن صاروخ كاتيوشا، وشاركوا مقاطع فيديو تظهر سحابة الدخان الكبيرة التي ارتفعت فوق المدينة.

من جانبه، أعرب رئيس بلدية كريات شمونة، أفيحاي شتيرن، عن احتجاجه الشديد على إجراء التفجير دون إعلام مسبق، مشيراً إلى أن العملية قُدمت في وقت كان فيه الأطفال يلعبون في الملاعب وسكان آخرون متواجدين في الكُنس. وطالب بتلقي إشعارات مسبقة في المستقبل لمنع تكرار مثل هذه الحوادث وضمان أمان السكان.

وفي رد رسمي، أكد الجيش الإسرائيلي أن خللاً فنياً تسبب في عدم إرسال الإشعار في الوقت المناسب، وأن التحقيق جارٍ لمعالجة هذا الخلل. كما أبدى الجيش أسفه لما تسبب به الحادث من إزعاج للسكان، مشدداً على أهمية التواصل المستمر معهم.

رئيس الوزراء الإسرائيلي يسرائيل كاتس: تدمير أنفاق حماس في غزة هو التحدي الأكبر بعد إعادة المحتجزين

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الأحد إن “التحدي الأكبر أمام إسرائيل” بعد استكمال عملية إعادة المحتجزين يكمن في تدمير جميع أنفاق حركة حماس في قطاع غزة.

وأعلن كاتس عبر منصة “إكس” أن تنفيذ هذه العملية سيتم “سواء من خلال الجيش الإسرائيلي أو من خلال آلية دولية ستقام تحت إشراف أمريكا”.

وأضاف أن هذه الخطوة تشكّل “جوهر تنفيذ المبدأ المتفق عليه بشأن نزع سلاح غزة وتحييد حركة حماس”.

وأشار إلى أنه أعطى توجيهاته للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتنفيذ مهمة تدمير شبكة الأنفاق التابعة للحركة، دون تحديد جدول زمني أو تفاصيل عملية.

معلق سياسي إسرائيلي: نتنياهو يستعد لمعركة سياسية جديدة وقد يتخذ خطوة غير مسبوقة

رأى المعلق السياسي الإسرائيلي ماتي توخفيلد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد لخوض معركة حاسمة للدفاع عن ولايته، وسط تحديات داخلية تواجه ائتلافه الحاكم.

وأشار توخفيلد إلى أن الائتلاف سيعود إلى جلسات الكنيست بتشكيلة منقوصة بعد الأعياد، مع احتمالية خروج جزء من الحريديم، فيما يسعى نتنياهو لتمرير قانون تجنيد يضمن مشاركة أكبر للحريديم دون دفعهم للانسحاب.

وأضاف أن نتنياهو يخطط لتمرير ميزانية إضافية مهمة قبل نهاية مارس 2026، لمنع سقوط الحكومة وتسليم الحكم للمعارضة بسهولة، معتبرًا أن نجاحه يُقاس بنتائج ملموسة مثل الانتصار على حماس، اتفاقيات سلام، إصلاحات اقتصادية وقضائية.

وفي مجال الإصلاح القضائي، يعتزم الائتلاف تعديل طريقة تشكيل قضاة المحكمة العليا عبر نظام عشوائي إلكتروني بدلاً من اختيار رئيس المحكمة، في محاولة للحد من نفوذ الأخير.

آخر تحديث: 12 أكتوبر 2025 - 11:56

مقالات مشابهة

  • مصر.. ما الهدية التي قدمها وفد النادي الأهلي إلى حسن شحاتة في المستشفى؟
  • إسرائيل توسّع تعاونها مع 6 دول عربية.. انفجار يهزّ مستوطنة بالشمال
  • إسرائيل تشن (أكبر عدوان جوي) على منطقة اقتصادية بلبنان منذ وقف النار
  • في ختام زيارته للقليوبية.. رئيس الوزراء يتفقد مشروع مستشفى «طوخ» المركزي
  • رئيس الوزراء يتفقد مشروع مستشفى طوخ المركزي
  • اعتداء صادم داخل سوهاج العام.. نقيب الأطباء يتدخل ويطالب بتأمين المستشفى
  • لأول مرة.. مستشفى ابشواى بالفيوم تجرى 10 عمليات ليزر شرجى
  • مستشفى المقاصد يعالج 432 مريضا في يوم طبي مجاني بالحصن
  • جامعة القاهرة تكرّم المتعافيات من سرطان الثدي في احتفالية أكتوبر الوردي بالتجمع الأول
  • إيداع منفذ جريمة ذبـ.ـح صبي داخل سوبر ماركت بالمهندسين مستشفى العباسية