قالت صحيفة أمريكية إن وضع إسرائيل معقد اثر تصعيد جماعة الحوثي هجماتها على تل أبيب بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في ظل تراجع الولايات المتحدة وبريطانيا عن ردع الحوثيين في اليمن.

 

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير ترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست" تستعد إسرائيل لفتح جبهة جديدة ضد الحوثيين في اليمن، وهو فصل آخر من الحرب التي تستمر في التوسع خارج حدود إسرائيل المادية، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إن القتال ضد الجماعة المسلحة المدعومة من إيران "بدأ للتو".

 

وأفادت أن الحوثيين صعدوا من هجماتهم في الآونة الأخيرة، مما دفع الملايين من الإسرائيليين إلى الركض إلى الملاجئ كل ليلة تقريبا. مشيرة إلى أن الهجمات هذا الأسبوع - والتي تم اعتراضها في الغالب – جاءت بعد أن ألحق صاروخ أطلق من اليمن أضرارًا بمدرسة في إحدى ضواحي تل أبيب في 19 ديسمبر الجاري.

 

وحسب التقرير فإن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنهم لا يستطيعون تحمل السماح للحوثيين بمواصلة مهاجمة إسرائيل بينما تواجه البلاد وكلاء مدعومين من إيران على عدة جبهات أخرى.

 

ونقلت الصحيفة عن داني أورباتش، المؤرخ العسكري في الجامعة العبرية في القدس قوله إنه على عكس الأعداء على حدود إسرائيل، فإن الحوثيين يبعدون أكثر من 1000 ميل، وهم منغمسون في بلد جبلي فقير للغاية بدون أي "مركز ثقل" للبنية التحتية - بدون أماكن أو أصول تشكل محورًا لعملياتهم بحيث يؤدي ضربهم إلى إعاقتهم،" كما قال.

 

وأضاف أورباتش إن وضع إسرائيل معقد بسبب حقيقة أن الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين قادتا الجهود لردع هجمات الحوثيين ضد إسرائيل وعلى طرق الشحن في البحر الأحمر، تتراجعان على ما يبدو وربما تنقذان صواريخهما وطائراتهما الاعتراضية بدون طيار.

 

وأشار إلى أن هناك ندرة في الصواريخ الاعتراضية بسبب الحروب الأخرى في العالم التي تخطط الولايات المتحدة لاستخدامها فيها، ولكن الأهم من ذلك أن الغرب متردد للغاية في إعادة إشعال هذه الحرب لأن ذلك يعني كارثة إنسانية على نطاق واسع.

 

لا ينبغي التقليل من شأن الحوثيين

 

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الحوثيين في اليمن أكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية مما يعتقده الكثيرون ولا ينبغي "التقليل من شأنهم". مشيرا إلى أن الحوثيين بدعم من إيران، تمكنوا من اتخاذ "خطوات عملية" في متابعة أيديولوجيتهم، التي تدعو إلى تدمير الولايات المتحدة وإسرائيل.

 

ويرى خبراء أن طائرات الحوثيين بدون طيار وصواريخهم وقذائفهم تمكنت من التحايل على أنظمة الدفاع الجوي التي كانت إسرائيل تتباهى بها ذات يوم، وتعيد إلى الواجهة المعضلة العسكرية الدائمة لإسرائيل: كيف تهزم عدوًا مسلحًا بمخزون من الأسلحة أرخص نسبيًا وواسع نسبيًا.

 

وقال يوئيل جوزانسكي، المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والذي يعمل الآن زميلاً بارزاً في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب إن الحوثيين يريدون حرب استنزاف على إسرائيل، لمواصلة إطلاق النار حتى يتمكنوا من القول "نحن المقاومة الحقيقية".

 

وأشار إلى أن حساب التكلفة معقد بالنسبة لإسرائيل. حيث تكلف الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية حوالي عدة آلاف من الدولارات لكل منها - بينما تكلف كل عملية اعتراض إسرائيل عشرات الآلاف من الدولارات على الأقل.

 

"نظرًا لأنه من الرخيص جدًا بالنسبة لهم محاولة إدخال طائرة بدون طيار أو صاروخ كل بضعة أيام أو أسابيع إلى إسرائيل، يمكنهم الفوز بهذا"، كما يقول جوزانسكي. "السؤال الآن هو، كيف تتجنب إسرائيل الوقوع في فخهم؟"

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن إسرائيل أمريكا الحوثي بريطانيا الولایات المتحدة بدون طیار إلى أن

إقرأ أيضاً:

أطباء بلا حدود: سوء التغذية يفتك بأطفال اليمن وسط تراجع المساعدات

حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من تصاعد معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في اليمن، مؤكدة أن الأزمة تتفاقم وسط تحديات الحرب وتراجع حجم المساعدات الإنسانية، ما يهدد مستقبل جيل بأكمله في بلد تمزقه الصراعات.

وقالت المنظمة، في بيان صادر عنها، السبت، إن فرقها الطبية عالجت خلال الفترة من يناير حتى مايو 2025 نحو 3,767 طفلاً يعانون من سوء تغذية حاد ووخيم، بعضهم مصحوب بمضاعفات صحية خطيرة، في عدد من المحافظات الأكثر تضرراً.

وسجّلت محافظة الحديدة أعلى عدد من الحالات بواقع 2,117 طفلاً، تلتها حجة بـ1,169 حالة، ثم تعز بـ454 حالة، ما اعتبرته انعكاساً لتدهور الوضع الصحي والغذائي في مناطق غرب ووسط البلاد.

وأشارت "أطباء بلا حدود" إلى أن القيود المفروضة بفعل الحرب، وتدهور النظام الصحي، وصعوبة الوصول إلى المرافق الطبية، كلها عوامل تسهم في تصعيد الأزمة وتعريض حياة آلاف الأطفال للخطر.

وكشفت المنظمة، في بياناتها، أن إجمالي الحالات التي عالجتها خلال عام 2024 بلغ 11,894 حالة من سوء التغذية الحاد، بينها 4,666 حالة في الحديدة، و3,511 في حجة، و2,535 في عمران، ما يبرز حجم الكارثة الصحية الممتدة منذ سنوات دون أفق للحل.

وأكدت المنظمة أن الانخفاض الحاد في حجم التمويل الإنساني يُعدّ من أبرز التحديات التي تواجه عمليات الاستجابة، داعية المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى ضمان استمرار تدفق الدعم الإغاثي والطبي لإنقاذ الأطفال اليمنيين من مصير كارثي.

وأعربت المنظمة عن خشيتها من أن تؤدي هذه الظروف إلى انهيار شبكة الحماية الصحية للأطفال، مطالبة بتكثيف الجهود الدولية لتفادي اتساع رقعة المجاعة والأمراض المرتبطة بسوء التغذية.

مقالات مشابهة

  • صحيفة روسية: اليمن يهزم القوى الكبرى ويفرض إرادته على البحر الأحمر
  • رواية مدين نجل "صالح" عن مقتل والده برصاص الحوثيين تثير الجدل في اليمن
  • اليمن.. الحكومة تطالب بموقف داخلي وخارجي لمواجهة مهزلة استمرار ضح الحوثيين عملات مزوّرة
  • لماذا تراجع سفر الكنديين إلى الولايات المتحدة هذا العام؟
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • أستراليا وبريطانيا توقّعان معاهدة شراكة نووية تمتد لـ50 عاماً ضمن إطار أوكوس
  • أطباء بلا حدود: سوء التغذية يفتك بأطفال اليمن وسط تراجع المساعدات
  • أستراليا وبريطانيا توقعان اتفاقية لبناء غواصات نووية
  • تحليل أمريكي: العقوبات والعمل العسكري يفشلان في وقف هجمات الحوثيين (ترجمة خاصة)
  • تحقيق إسرائيلي: ما هي شركات الطيران التي لا تزال تحلق فوق اليمن وإيران؟ (ترجمة خاصة)