بوابة الوفد:
2025-05-28@01:10:50 GMT

جسر القطيعة

تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT

من منا لم يشعر بالغيرة على صديق لديه؟! فالغيرة أحد أساليب التعبير عن الحب والمشاعر، بل تعد شعوراً إنسانياً طبيعياً، ولكن الغيرة على الأصدقاء تعد أمراً حساساً، فلا يفضل أى شخص الاعتراف بأنه شعر بالغيرة ذات مرة على صديق مقرب له، ظنا منه أنه قد يبدو من محبى التملك، ولا يدرى أنه يمكن أن تكون مثل هذه الغيرة دافعا للإنسان، طالما أنه ليس هناك تطرف فى المشاعر.

 
فالمشاعر فى العلاقات الإنسانية قد تضطرب ما بين الخوف من فقدان عزيز نتيجة لتدخل طرف ثالث، أو الغضب والشعور بالاضطهاد وعدم تقدير التضحيات التى يقدمها لمن يكن له هذا الحب، وهى تصيب جميع العلاقات الانسانية مثل العلاقات العاطفية، والعلاقات التى تربط الأصدقاء، والعلاقات الأسرية كعلاقة الأخوة فيما بينهم وتنافسهم للحصول على اهتمام الوالدين. 
وفى بعض الأحيان ومع تطرف مشاعر الغيرة، قد يتطور الأمر ليعانى بعض الأشخاص من «متلازمة الشخصية الرئيسية»، إذ يميل قليلا إلى السير فى العالم كما لو كان يدور كل هذا العالم حوله، ويشعر بالاهتزاز عندما يدرك أنه ليس محور حياة الجميع، وهذا ما يحدث غالبا عندما يعلم بأن صديقه خرج مع شخص آخر، أو حتى عندما يتحدث الصديق عن قضاء الوقت مع أشخاص آخرين. وعند ذلك يشعر بالفعل بعدم الأمان فى روابطه الاجتماعية، وقد يتسرع فى افتراض أن صديقه ينسحب من صداقته، أو لا يضعه بقائمة الأولويات.
والخطير فى الأمر هنا أن مثل هذه الغيرة قد تتحول فيما بعد إلى مرض الحسد، وهنا يتحتم علينا معرفة كيفية التحكم بتطور الغيرة، من خلال تجنب المقارنة الاجتماعية بين الأفراد، فكل صديق له مكانته الخاصة المرتبطة بفيض من المواقف والذكريات التى لا يقلل منها وجود صديق آخر فى إطار أحداث ومواقف وذكريات أخرى، ومن خلال تجنب التدنى فى تقدير الذات والشعور بالضغط للتأقلم مع الواقع، فأنت مؤثر وفعال فى حياة كل من حولك ما لم تضع نفسك فى مقارنة دائمة بين قيمتك وقيمة الآخرين، وأيضا من خلال الابتعاد عن الإهمال الاجتماعى للأشخاص، مثل: عدم الحصول على دعوة فى المناسبات الاجتماعية، فكل هذا يؤدى إلى تأجج الغيرة، فمن الطبيعى أن يحب الفرد أن يكون متقبّلاً اجتماعياً. 
وقبل ذلك كله، اعلم أن الأصل أن يفتخر الصديق بنجاحات أصدقائه وعمق علاقاتهم ووسعها؛ لتشمل أعدادا كبيرة من الأشخاص، أما الغيرة من أصدقاء الأصدقاء فهى دليل على ضعف الشخصية وضيق الأفق وحب «التملك» حتى فى العلاقات، وقد يعبر الشخص عن هذه المشاعر بالضيق عند سماع أسماء الأصدقاء الآخرين، وقد يقوم بالتقليل من شأنهم وذمهم وانتقادهم واستعمال ألفاظ غير لائقة بحقهم.
وفى النهاية، عليك أن تدرك جيدا أن الصور التذكارية للأشخاص المبتسمين «لا تعنى بالضرورة أنَّهم سعداء»، حتَّى حالة «يشعر بالسعادة» ليست حقيقة مطلقة.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة.
‏[email protected]
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة المنصورة د أحمد عثمان

إقرأ أيضاً:

انتقادات واسعة في فرنسا لمقترح أتال بشأن الحجاب

أثار اقتراح رئيس الوزراء السابق غابرييل أتال بحظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة على من تقل أعمارهن عن 15 عاما، ردودا غاضبة داخل الطبقة السياسية، باستثناء اليمين المتطرف، حسب صحيفة لوموند.

وقالت الصحيفة إن أتال اقترح عشية اجتماع مجلس الدفاع المخصص للتقرير حول جماعة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي في فرنسا، حظر الحجاب على من هن دون 15 عاما، مع إنشاء "جريمة الإكراه على ارتداء الحجاب" للوالدين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2جيروزاليم بوست: فجر جديد بالشرق الأوسط لا مكان فيه لإسرائيل فهل تستيقظ؟list 2 of 2واشنطن بوست: أكثر من مليون طالب أجنبي يدرسون بالولايات المتحدة فما أهميتهم؟end of list

وقد أثار هذا الاقتراح موجة من لانتقادات من اليسار إلى اليمين، حتى إنه وحد بين شخصيتين سياسيتين قلما اتفقتا على رأي، وإن عبرا بأسلوبين مختلفين عن انتقادهما لمقترح أتال، حسب صحيفة ليبيراسيون.

مثير للشفقة

فقد اعتبر المنسق الوطني لحزب فرنسا الأبية مانويل بومبار الاقتراح "مثيرا للشفقة"، وقال إن صاحبه يريد بطريقة ما أن يشارك في بطولة العالم للشعبوية والرجعية، وأضاف "هذا سخيف. سترسلون رجال شرطة إلى الشارع للتحقق من سن امرأة ترتدي النقاب هل هي 14 سنة و11 شهرا أم 15 عاما. بصراحة هذا غير معقول".

أما رئيسة الوزراء السابقة إليزابيث بورن التي تحدثت بنبرة أكثر تحفظا، فقد أعربت كذلك عن معارضتها لمقترح غابرييل أتال، وقالت "عندما نواجه تهديدا خطيرا يجب ألا نستبعد أي طريق، ومن ثم يتعين علينا العمل على اقتراح تدابير صارمة وسليمة دستوريا وقابلة للتطبيق"، ثم تساءلت "هل نتخيل أن ضباط الشرطة سوف يعتقلون الفتيات الصغيرات ويغرمونهن؟"

إعلان

وقالت لوموند إن مارك فيسنو، الرجل الثاني في حزب الحركة الديمقراطية الفرنسية، أعرب هو الآخر عن قلقه من "التصعيد المتزايد" بشأن القضايا السيادية داخل المعسكر الرئاسي، كما ندد عضو البرلمان الأوروبي رافائيل غلاكسمان بما سماه "السباق إلى درك الحجاب" الذي "يغذي وصم" المسلمين.

عندما نواجه تهديدا خطيرا يجب ألا نستبعد أي طريق، ومن ثم يتعين علينا العمل على اقتراح تدابير صارمة وسليمة دستوريا وقابلة للتطبيق

بواسطة إليزابيت بورن

ومن ناحيته صرح زعيم نواب حزب الحركة الديمقراطية المقرب من رئيس الوزراء فرانسوا بايرو، قائلا "هذه ليست المغامرة التي أردنا خوضها مع إيمانويل ماكرون عام 2017″، وذكر بأن "الوعد الأولي كان آنذاك مدح الاعتدال والوحدة والمصالحة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الإجراء الذي اقترحه الناشط الاشتراكي السابق لم يحظ حتى بالقبول في نظر اليمين الذي يطالب بحظر الحجاب في الأماكن العامة، ولم يسلم من النقد إلا من قبل اليمين المتطرف.

مزايدة سياسية

وقالت زعيمة التجمع الوطني مارين لوبان "عندما اقترحت حظر النقاب في الأماكن العامة، انهال علي غابرييل أتال بالشتائم. اليوم، هو يتبنى اقتراحي"، وتجاهلت أن ما كانت تدعو إليه هو حظر عام للنقاب في الأماكن العامة.

عندما نواجه تهديدا خطيرا يجب ألا نستبعد أي طريق، ومن ثم يتعين علينا العمل على اقتراح تدابير صارمة وسليمة دستوريا وقابلة للتطبيق

بواسطة مارين لوبان

وحتى النائب كارل أوليف، وهو من الجناح اليميني في مجموعة "التجمع من أجل الجمهورية" التي يرأسها غابرييل أتال، دعا رئيسه "للتركيز على أعداء الجمهورية" بدلا من التركيز على الفتيات الصغيرات اللاتي يرتدين الحجاب، معتبرا أنه "من الخطير وصم فئة غالبيتها العظمى لا تطرح أي مشكلة".

وجاءت فكرة حظر النقاب على من هن دون سن 15 عاما من عمل مجموعات العمل التابعة "لاتفاقية" حول القضايا السيادية أطلقها أتال، تقول النائبة السابقة نادية هاي "هدفنا هو حماية الطفل من انحراف الدين. ارتداء الفتيات الصغيرات للحجاب إما دليل على ممارسة ثقافية لا تمت بصلة لنا، أو على ممارسة أصولية يفرضها الإسلاميون"، وتؤكد أن الفكرة التي صاغها رئيس الوزراء السابق ثمرة "تفكير عميق".

إعلان

وحاول غابرييل أتال الرد على الانتقادات التي وجهت لمقترحه، واعتبر أنها ليست أكثر من "مزايدة سياسية"، مؤكدا أن "الحجج كانت هي نفسها في عام 2004 بشأن حظر الحجاب في المدارس، وفي عام 2009 بشأن البرقع، ومرة ​​أخرى في عام 2023 بشأن العباءة".

ونف أتال، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية لعام 2027، تورطه في "سباق نحو القاع" مع وزير الداخلية برونو ريتايو الذي أدلى بالعديد من التصريحات المثيرة للانقسام حول الإسلام.

مقالات مشابهة

  • مقتل 42 في وسط نيجيريا بعد هجوم من الرعاة المتجولين
  • أغيري صديق رونالدو: الهلال هو النادي الأفضل والأكبر تاريخيًا في المملكة.. فيديو
  • عندما نتعامل بأخلاقنا
  • الموروثات الاجتماعية والسلوك السياسي
  • رسميا.. ايطاليا تصنف متحف صديق الثورة الجزائرية انريكو ماتي إلى متحف وطني
  • عندما يفتح الإعلاميون المندل.. ماذا ينتظر مصر؟!
  • انتقادات واسعة في فرنسا لمقترح أتال بشأن الحجاب
  • الغرافة يفوز على الريان ويحقق كأس أمير قطر
  • أحمد حسن يكشف موقف الزمالك من التعاقد مع صديق أوجولا
  • سان جيرمان.. «الثلاثية المحلية»