29 ديسمبر في 9 أعوام.. 9 شهداء وجرحى وتدمير للمنازل والبنى التحتية والممتلكات بغارات العدوان على اليمن
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
يمانيون../
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 29 ديسمبر خلال عامي، 2015م، و2017م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراته الوحشية المباشرة، على المدنيين الأبرياء في منازلهم، والأعيان المدنية والبنى التحتية، بمحافظتَي صعدة، ومأرب. أسفرت عن 4 شهداء، و5 جرحى بينهم أطفال ونساء، في جرائم موثقة، وتدمير كلي لعددٍ من المنازل، وجسر، وحفار مياه وترويع الآمنين، وملاحقة النازحين، وتعميق الحزن في قلوب عشرات من الأسر التي فقدت معيليها، ومآويها؛ ما أسفر عن تفاقم الأوضاع المعيشية لأسر الضحايا، وتزايد موجات النزوح، وإعاقة حركة الحياة، ونقل المنتجات الزراعية، والاحتياجات الأَسَاسية، وتشديد الحصار.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
29 ديسمبر 2015.. غارات العدوان تقصف جسر نجوان والطريق العام في باقم صعدة:
وفي مثل هذا اليوم من العام 2015م، أضاف العدوان السعوديّ الأمريكي، جريمة حرب إلى سجل جرائمه المستهدفة للبنى التحتية والأعيان المدنية، مستهدفًا بغاراته المباشرة جسر نجوان والطريق العام في مديرية باقم الحدودية بمحافظة صعدة، أسفرت عن إعاقة حركة التنقل ووصول الإمدَادات الغذائية والدوائية والاحتياجات الأَسَاسية وإسعاف المرضى والجرحى، وتسويق المنتجات الزراعية.
جسر نجوان الذي يربط بين عدد من المناطق والقرى ويصل المديرية بعاصمة المحافظة ويمثل شريان حياة، تحول إلى دمار وخراب وقطعته الغارات إلى أكوام من الصخور والصبيات المتفقة في كُـلّ اتّجاه، وباتت سيارات المواطنين تقف عاجزةً عن العبور من الجهتَينِ ذهابًا وإيابًا.
يقول أحد السائقين: “العدوان قطع كبارينا وجسورنا واستهدف طرقنا، وسياراتنا، ومزارعنا، بعد أن استهدف منازلنا، وقتل النساء والأطفال تحت أسقفها، وهذا كله؛ مِن أجلِ ماذا؟ يقولون في إعلامهم؛ مِن أجلِ إعادة الشرعية؟ ماذا عمل هذا الجسر بشرعيتهم المزيفة؟ ماذا عمل الأطفال والنساء والحيوانات والمزارع والمواشي وكلّ شيء على أرضنا بشرعيتهم؟ وهل استهدافها الجسور يعيد الشرعية!؟”.
استهداف البنى التحتية جريمة حرب مكتملة الأركان وعن سابق إصرار وترصد، يهدف العدوان من خلالها مضاعفة معاناة الأهالي الصامدين، ومحاولة خلق بيئة طاردة وغير مناسبة للعيش واستمرار الحياة وتدفق الاحتياجات الضرورية، في انتهاك صارخ لكل المواثيق والقوانين الدولية والإنسانية.
29 ديسمبر 2017.. عشرات الأسر بلا مأوى أثر غارات العدوان على المنازل والمناطق السكينة بصرواح مأرب:
وفي اليوم ذاته من العام 2017م، سجل العدوان السعوديّ الأمريكي جريمة حرب، باستهداف غاراته الوحشية منازل المواطنين والأحياء السكنية في مديرية صرواح بمحافظة مأرب، أسفرت عن نزوح عشرات الأسر، وفقدانها لمآويها، وتفاقم الأوضاع المعيشية، ومضاعفة المعاناة، وتزايد أعداد النازحين نحو المجهول، في ظل شحة المساعدات الإنسانية في اليمن.
مشاهد الدمار والخراب والأكوام هنا وهناك وشظايا الصواريخ والقنابل الأمريكية الصنع، تهز وجدان الأطفال والنساء الخائفين على حياتهم، والمشردين من مآويهم.
أثناء الغارات خرج الأهالي في موجة رعب وخوف وبكاء، ومن لفت منهم على الخلف شاهد منزله يدمّـر أمام عينه بغارات لا ترحم، بل أجبرت المواطنين على ترك ممتلكاتهم ومزارعهم وما جمعوه طوال أعمارهم خلف ظهورهم طلبًا للنجاة.
كم طفل عانى من برد الشتاء ومخاوف الليل، كم أسرة عانت في خيام النازحين بعد أن كانت معززة مكرمة في منزلها، كم رجال ونساء وأطفال، تعرضوا للمذلة بعد أن كانوا أعزاء لا يحتاجون ليد أية جهة تقدم لهم المساعدات، إن ما تسبب به العدوان وغاراته الغادرة، لا يمكن اختصاره في مشاهد الدمار والحرمان فقط، بل يمتد إلى أعماق النفوس والأحاسيس، والقيم والعادات ومشاعر العزة والكرامة التي لم تهن قبل العدوان على اليمن.
يقول أحد الأهالي من فوق دمار منزله: “هذا القرآن الكريم من بين أهداف العدوان التي استهدفها داخل منزلي، كنا خارجه، وعند ما سمعنا تحليق الطيران، لم نكن ندرك أنه سيضرب منزلنا، عدنا إلى هنا لنشاهد كومة من الدمار والحقد، ماذا بقي لنا في هذه الدنيا غير كرامتنا، وحريتنا لندافع عليها، وبيننا وبين العدوّ الجبهات إذَا فيه شجاعة لا يستهدف النساء والأطفال، عليه لعنة الله سلمان، مواطنون كثر دمّـرت منازلهم دون ذنب”.
استهداف العدوان لمنازل المواطنين والأحياء السكنية بغارات مباشرة ومتعمدة، يؤكّـد مساعيه الإجرامية المتوحشة، ونواياه الخبيثة في إبادة الشعب اليمني، واحتلال أرضه ونهب مقدراته.
29 ديسمبر 2017.. 9 شهداء وجرحى وتدمير عدد من المنازل في جرائم حرب متفرقة لغارات العدوان على صعدة:
وفي اليوم والعام ذاته 29 ديسمبر من العام 2017م، أضاف العدوان السعوديّ الأمريكي، 3 جرائم حرب، متفرقة، إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفًا المدنيين والأعيان المدنية في مديريات غمر والصفراء ورازح بمحافظة صعدة، أسفرت عن شهداء وجرحى، وتدمير واسع للممتلكات والمنازل.
غمر: 4 شهداء و3 جرحى وتدمير للمنازل
ففي مديرية غمر استهدف طيران العدوان منزلين مدنيين في منطقة تشدان، بغارات وحشية مباشرة، أسفرت عن 4 شهداء و3 جرحى، بينهم نساء وأطفال، وتدمير المنازل بالكامل وأضرار في ممتلكات ومنازل الأهالي المجاورة، وترويعهم، وموجة من النزوح المتجدد نحو المجهول، ومضاعفة المعاناة.
هنا الدماء والدمار والخراب، والدخان والنار، والغبار، ورائحة الموت والبارود، وأصوات خافتة من تحت الأنقاض تستغيث، في مشهد يهز ضمير الإنسانية، بغارات سعوديّة أمريكية.
هرع الأهالي إلى مكان الجريمة يباشرون رفع الأنقاض ومواصلة الحفر للوصول إلى أجساد الشهداء والجرحى، وإنقاذ ما يمكن إنفاذه، فتوصل سواعدهم إلى جثة أم ورضيعتها، وأشلاء ممزقة لا تعرف لمن من أفراد الأسرة، فينتشلون هذا وذاك، لثلاث أسر بينها أسرة نازحة، هربت من منطقة الشومية، وفي يوم وصولهم المنزل لاحقهم العدوان بغارة جوية، استهدفت النازحين ومضيفيهم.
جثة طفلة رضيعة شهيدة، وعليها فستان جميل بات ممزقاً وبقية إكسسوارات في أذنها وعلى يدها، كانت في حضن أحد المسعفين، وهو يتأمل في وجهها البريء، المضرج بالدماء والأتربة، يغرق في وحشية مشهدية الجريمة وتفاصيلها الصادمة للعقل، والمحزنة للقلب والمذيبة للأكباد، تعكس مدة وحشية العدوان، وتعمده في وأد الطفولة، ومصادرة حقوق أطفال اليمن وشعبه وعلى رأسها الحق في الحياة.
صرخات الأطفال والأُمهات، قبل زهوق أرواحهم وإبادتهم الجماعية تحت أسقف وجدران منازلهم، والشظايا الفتاكة، لم تردع المجتمع الدولي لوقف العدوان على الشعب اليمني الأعزل، بل كانت مادة دسمة تسوقها الأطراف المتاجرة بمعاناة الأبرياء وذرف دموع التماسيح، لحلب المزيد من الأموال والمليارات التي لم تصل إلى من يحتاجونها.
يقول أحد المسعفين: “3 أسر كانت في هذا المنزل، ما ذنبهم ليستهدفوا بغارات وحشية، دمّـر المنزل على رؤوس الجميع، أطفال ونساء ورجال، بهذه الطريقة يسعى العدوان لإبادة شعبنا اليمن وأمام العالم أجمع، فأين هو حقوق الإنسان؟ أين حقوق الطفل؟ أين حقوق المرآة ها هو العدوان يقتل الجميع ولا حقوق لأحد في هذا الشعب الأعزل”.
الصفراء: جريحان وتعطيش للنسل والحرث
أما في مديرية الصفراء، بذات المحافظة، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، حفار مياه في منطقة آل عمار، بغارات مباشرة، أسفرت عن جريحين، وتدمير الحفار وعدد من السيارات، وأضرار في المزارع، وترويع أهالي الضحايا، وحرمان المنطقة من الحصول على شربة ماء نقية، أَو سقي مزارعهم، ومصدر عيش أسرهم، وتربية مواشيهم، في جريمة حرب تستهدف الأعيان المدنية، ومقومات الحياة الأَسَاسية.
نُقل الجريحان إلى المستشفى، سائق الحفار صالح أحمد مطلق، وأخوه مسفر أحمد مطلق بجواره، وكانت جراحاتهم غائرة، وأجسادهم وثيابهم مضرجة بالدماء، ونظراتهم بين اليأس والرجاء، هل سيعودون إلى أهاليهم وأطفالهم بصحة جيدة، ولو بعد شهور من الرعاية الصحية؟ أم أنها لحظاتهم الأخيرة التي يعيشونها!
يقول أحد الأهالي المسعفين: “طيران العدوان استهدف الحفار وهو حق مزارع يحفر بير بجوار البيت، وهذا عدوان نازي، استهدفهم الساعة الرابعة صباحًا، وكان الحفار واقفاً، وكانا يحاولان سقي المزرعة، ولكن شظايا الغارة لم ترحمهما بل دمّـرت الحفار وغاصت شظية صغيرة في رقبة أحدهما، والآخر توزعت الشظايا على جسده وظهره وقدمَيه”.
رازح: أسرة جابر تفقد منزلها وتنجو بأعجوبة!
وفي مديرية رازح، كان لأسرة المواطن أحمد جابر في منطقة بني معين، منزل متواضع يقيها برد الشتاء ومخاوف الليل، وحرارة الصيف وشمس النهار، ويخلد أطفالها ونساؤها ومعيلها إلى النوم، في سكينة وأمان، على مدى العوام السابقة للعدوان على اليمن.
وما إن بدأ العدوان في 26 مارس من العام 2015م، باتت المنازل مقابر جماعية يدمّـرها العدوان على رؤوس ساكنيها، وهو ما حصل بحق آلاف الأسر اليمنية في جرائم إبادة جماعية تستهدف المدنيين في مآويهم، وكانت أسرة جابر أحد الأسر التي أدركت مخاطر البقاء فيها أمام غارات لا تفرق بين مدني وعسكري بل تتعمد ضرب الأهداف المدينة، فكان منزلها متروكاً خلفها منذ أول غارة وصلت بجواره، قبل أن يستهدف مباشرة، وبعد أن خرجت منه، وصلت سلسلة الغارات المتتالية عليه ودمّـرته بالكامل، وحولته إلى كومة دمار كبرى لا أثر للحياة فيه إن بقيت الأسرة بداخله دقائق قليلة بعد الغارة الأولى.
مالك المنزل وهو فوق الدمار يشعر برعاية الله، بقدر ما يحمد الله على السلامة، بقدر ما يتألم ويتحسر على فقد مأوى أسرته الوحيد، ومتسائلًا كيف لعدونا أن يستهدف منزلي بعد منتصف الليل، وماذا لو لم نخرج منه مسرعين؟ كيف كانت تبدو أشلاء أطفالي وزوجتي وأمي ووالدي المسنين؟ كيف لو كنت تحت الدمار جريحًا؟ ماذا كان سأفعل؟ الحمد لله نجونا جميعًا بأعجوبة، إنها رعاية الله حقًا، متمتمًا في سرحة خاطر طويلة لدقائق معززة بخيال مرعب وكابوس بات يلاحقه إلى اليوم.
ماذا لو كان منزل جابر هو منزل المبعوث الأممي، أَو منزل رئيس الأمم المتحدة، أَو أحد رؤساء محكمة الجنايات الدولية والعدل الدولية؟ كيف كان للعدوان أن يستمر لو كان المعتدي غير الأمريكي السعوديّ؟ وكيف لو كانت الغارات في عمق الكيان الصهيوني، أَو إحدى دول الغطرسة والاستكبار العالمي!؟
يبقى جابر وأسرته الكبيرة نازحين ومشردين إلى اليوم، في خيام نصبوها على الأنقاض، قدمتها الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية، لكنها لم تقدم أي حَـلّ لوقف العدوان على اليمن ووقف هذه المأساة المتكرّرة بحق آلاف الأسر اليمنية خلال 9 أعوام من العدوان على اليمن.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان على الیمن العدوان السعودی فی مدیریة جریمة حرب أسفرت عن یقول أحد من العام بعد أن
إقرأ أيضاً:
اليمن صمام أمان المنطقة أمام أطماع الكيان الصهيوني
يشهد التاريخ أن هناك شعوبًا ومواقِعَ جغرافية تفرض نفسها كصمامات أمان في وجه الأطماع الكبرى، واليمن اليوم يجسد هذا الدور بامتيَاز في مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي في المنطقة.
لم يعد اليمن مُجَـرّد دولة على الخارطة، بل تحول بفعل صموده وتماسكه الداخلي إلى قوة إقليمية رادعة تُقَضُّ مضاجع الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الغربيين.. إن هذا التحول العميق والمنظم هو نتاج التفاف شعبي عظيم خلف قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، وتوحيد الجبهة الداخلية، مما ولّد قوةً لم تكن متوقعة في حسابات الأعداء.
الرؤية الصهيونية وخطر تحرّر القرار اليمني
لم يكن خوف الكيان الصهيوني من اليمن وليد اللحظة.. فبعد نجاح المشروع القرآني في ثورة 21 سبتمبر عام 2014م وتحرّر القرار اليمني من الوصاية الأمريكية، خرج مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بتصريحات تؤكّـد هذا القلق الوجودي.. لقد أشار نتنياهو بوضوح إلى أن تحرّر القرار اليمني يُشكل تهديدًا حقيقيًّا للكيان الإسرائيلي، مرجعًا ذلك إلى الموقع الاستراتيجي والسيادي لليمن على مضيق باب المندب والبحر الأحمر والعربي.. هذا الإدراك الصهيوني للمكانة الجيوستراتيجية لليمن وقدرته على التحكم بشريان التجارة والملاحة العالمية يؤكّـد أن المعركة لم تكن يومًا معركة حدود، بل معركة قرار وسيادة.
فشل العدوان وحصاد الخسران
ردًا على هذا التحرّر، شهد اليمن عدوانًا وحصارًا شاملين امتدّا لأكثر من ثماني سنوات، خططت له ومولته ودعمته الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وأدواتهما الإقليمية..
لقد قدم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية كافة أشكال الدعم العسكري واللوجستي لتحالف العدوان السعوديّ في محاولة لكسر إرادَة الشعب اليمني وإعادة فرض الوصاية.. ومع ذلك، لم يجنِ هذا التحالف على مدار سنين عدوانه سوى الخسران والفشل الذريع.. في المقابل، سطّر الشعب اليمني أروع ملاحم الصمود والجهاد العظيم في معركة الدفاع عن اليمن.. وقد تصدّى اليمنيون لهذا العدوان الشامل مدعومًا أمريكيًّا وإسرائيليًّا برًا وبحرًا وجوًا، تجاوزت المعركة حدود الدفاع، حَيثُ نجح اليمن في قصف عمق دول تحالف العدوان بالصواريخ والطائرات المسيرة، وفي محاولة لقطع “الضرع الحلوب” للأمريكي والغرب.
اليمن ينهض شامخًا بقوة الردع الاستراتيجي.
المذهل في المشهد اليمني اليوم هو خروجه من بين ركام عدوان 8 سنوات شامخًا، منتصرًا، وقويًّا.. لم يخرج اليمن منهكًا، بل خرج يمتلك جيشًا عظيمًا وسلاح ردع استراتيجي طويل المدى ودقيق الإصابة.. وهذه القدرات النوعية التي طوّرها اليمن محليًّا، من تقنيات متطورة في صناعة أسلحة الردع الاستراتيجية، أرعبت الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وأدواتهما في المنطقة، ووضعتهم في حالة من الخوف والقلق الدائم. وقد أثبت اليمن أنه لا يمكن قهره وأنه أصبح لاعبًا إقليميًّا بوزن حقيقي.
لقد تجسّد الدور اليمني كصمام أمان للمنطقة بشكل لا لبس فيه في معركة ” (طوفان الأقصى) “، حَيثُ انخرط اليمن بشكل مباشر رسميًّا وشعبيًّا وعسكريًّا لإسناد المقاومة الفلسطينية. ولم يكتفِ اليمن بالدعم السياسي، بل فرض حصارًا بحريًّا فعالًا على كيان العدوّ، مانعًا الملاحة المتّجهة إليه في البحرين الأحمر والعربي وحتى المحيط الهندي. والأهم هو عملية قصف الأهداف الحيوية والمطارات والموانئ في العمق الإسرائيلي باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الفرط صوتية، التي حقّقت إصابات مباشرة.. وكان رد فعل المستوطنين في كُـلّ عملية استهداف هو هروع الملايين منهم إلى الملاجئ، مما كشف هشاشة الجبهة الداخلية للكيان وعمق تأثير الضربات اليمنية.
وفي محاولة لحماية الكيان الصهيوني، شكلت الولايات المتحدة الأمريكية تحالف “حارس الازدهار”. لكن هذا التحالف مُني بفشل وهزيمة مدويين أمام الضربات اليمنية والحصار البحري. وقد أصبح الجميع هدفًا مشروعًا وسهلًا أمام ضربات القوات المسلحة اليمنية، حَيثُ تلقت البحرية الأمريكية هزيمة نكراء لم تتعرّض لها في تاريخها الحديث، ولم تستطع الصمود أمام الضربات اليمنية سوى لفترة وجيزة. هذا الفشل أَدَّى إلى إعلان الولايات المتحدة وتحالف الازدهار الهزيمة والانسحاب من المنطقة، وترك الكيان الصهيوني يواجه مصيره أمام بأس الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية.
يمتد الموقف اليمني كصمام أمان ليشمل المنطقة بأسرها..، حَيثُ كان موقف اليمن صريحًا ومعلنًا تجاه العدوان الإسرائيلي والأمريكي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حَيثُ أكّـد انخراطه المباشر في العمل العسكري المساند للجمهورية الإسلامية إيران في مواجهة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.. وكذلك كان موقفه ثابتًا وقويًّا ومساندًا خلال العدوان الصهيوني على لبنان وسوريا. إن هذا التبني الواضح لمحور المقاومة يؤكّـد أن اليمن يضع ثقله لحماية أمن المنطقة من أي عدوان خارجي ويقف سدًا منيعًا أمام أطماع الكيان الصهيوني واستباحته للأُمَّـة العربية والإسلامية.
إن هذه المواقف المشرفة والصادقة التي جسدها الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية في كُـلّ جولة من الصراع مع العدوّ الصهيوني، سواء رسميًّا أَو شعبيًّا، وانخراطه العسكري إسنادًا لأي طرف عربي وإسلامي، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن اليمن هو بالفعل صمام أمان المنطقة أمام أطماع الوحش الصهيوني الهائج الذي تقف خلفه الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الكافر.. وبالتوكل على الله، يثبت اليمن أنه قادر على سحق هذا العدوّ وهزيمته واقتلاعه من المنطقة.