ضربة قوية من هيئة حماية الخصوصية بإيطاليا.. لماذا تم تغريم شركة أوبن إيه آي؟
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
تطرّق الكاتب باولو أريجوتي -في هذا التقرير الذي نشره موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي- إلى غرامة فرضتها هيئة حماية البيانات الإيطالية على شركة "أوبن إيه آي" بقيمة 15 مليون يورو، بسبب انتهاكات متعلقة بإدارة خدمة "شات جي بي تي".
وقد بدأ التحقيق بعد تسريب بيانات المستخدمين بسبب خطأ تقني، وهو ما اعتبرته الهيئة عدم التزام من قبل الشركة بمبادئ الشفافية وحماية خصوصية القُصّر مما يُعرض الأطفال لمحتوى غير ملائم.
وفي البيان الصحفي الختامي بعد انتهاء التحقيق، أوضحت الهيئة أنه بناءً على تحقيقات في مارس/آذار من العام الماضي وبعد الحصول على رأي اللجنة الأوروبية لحماية البيانات، تبيّن أن الشركة المسؤولة عن أحد أكثر روبوتات الدردشة انتشارًا بالذكاء الاصطناعي التوليدي "لم تُبلّغ الهيئة بانتهاك البيانات الذي تعرضت له" ولم تلتزم بالمبادئ والالتزامات المتعلقة بالشفافية والإعلام، كما أنها لم تطبق الإجراءات المناسبة للتحقق من عمر المستخدم النهائي، مما يعرض الأطفال دون سن 13 عامًا لخطر "التعرض لإجابات غير مناسبة لمستوى تطورهم وإدراكهم الذاتي".
وكما ورد بالبيان الختامي أن التحقيقات بدأت بعد أن "كشفت وسائل الإعلام أن خطأ برمجيًا تسبب في ظهور عناوين محادثات مستخدمين آخرين على الصفحة الرئيسية لخدمة شات جي بي تي بدلاً من عرض محادثات المستخدم نفسه" وهي ادعاءات أكدت الشركة نفسها صحتها لاحقًا.
إعلانوعند اتخاذ القرار بفرض العقوبة في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أمرت الهيئة الشركة بموجب الصلاحيات الممنوحة بموجب المادة 166(فقرة 7) من قانون الخصوصية، بتنفيذ حملة تواصل مؤسسية لمدة 6 أشهر عبر الراديو والتلفزيون والصحف والإنترنت كعقوبة إضافية.
والهدف من هذه الحملة توعية المستخدم النهائي (الحالي أو المحتمل) بحقوقه وصلاحياته، بدءًا من حقه في الاعتراض على ما تسميه الهيئة "تدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي باستخدام بياناته الشخصية" بالإضافة إلى الحقوق المتمثلة في طلب الحصول على تصحيح أو حذف البيانات، وفق ما ينصّ عليه نفس القانون بشأن حماية البيانات الشخصية.
وقد تم تحديد قيمة العقوبة مع الأخذ في الاعتبار الموقف التعاوني للشركة الأميركية. ومن بين الأمور الأخرى، تم الاتفاق على محتوى الحملة الإعلامية المذكورة مع الهيئة لضمان الوعي الكامل والفهم الواضح من قبل مستخدمي روبوت الدردشة المعتمد على الذكاء الاصطناعي.
ولكن القضية لم تنتهِ عند هذا الحد. فقد أحالت الهيئة الإيطالية الوثائق ذات الصلة إلى نظيرتها الأيرلندية نظرًا لأن المقر الرئيسي الأوروبي للشركة الأميركية يقع بهذه الدولة، وذلك لمواصلة أنشطة المراقبة والتحقق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
إطلاق "مختبرات يوتيوب".. تجربة ذكاء اصطناعي جديدة تعيد تعريف طريقة استماعك للموسيقى
أعلن يوتيوب عن إطلاق خدمة جديدة تحمل اسم "مختبرات يوتيوب"، وهي منصة تجريبية تتيح للمستخدمين تجربة أحدث التقنيات المبنية على الذكاء الاصطناعي قبل طرحها رسميًا للعامة.
ويصف يوتيوب هذه الخطوة بأنها "طريقة جديدة لاستكشاف مستقبل المنصة"، إذ تمنح المستخدمين المميزين فرصة اختبار أفكار وأدوات جديدة تمزج بين الإبداع البشري والتقنية الذكية.
المبادرة الجديدة تُذكّر بمشروع "مختبرات جوجل" الذي كان سابقًا بوابة لاختبار تقنيات الشركة التجريبية، لكنها هذه المرة تركز على المحتوى السمعي والبصري، وعلى أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تغيّر تجربة المستخدم في يوتيوب ميوزيك.
أولى هذه التجارب التي أتاحتها مختبرات يوتيوب هي "مضيفات الذكاء الاصطناعي" في تطبيق الموسيقى التابع للمنصة، وهي شخصيات افتراضية تفاعلية صُممت لتُضيف بعدًا جديدًا لتجربة الاستماع.
ووفقًا لبيان الشركة، يمكن لهذه المضيفات تقديم قصصٍ عن الفنانين، ومعلومات عن الأغاني والمشجعين، وتعليقات ترفيهية حول المقاطع الموسيقية التي يستمع إليها المستخدم.
ويأتي ذلك في وقتٍ تتسابق فيه شركات البث الموسيقي لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ كانت سبوتيفاي قد أطلقت في وقتٍ سابق "منسق موسيقى ذكي" يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل ذوق المستخدم واقتراح الأغاني المناسبة له في الوقت الفعلي.
حتى الآن، تظل مختبرات يوتيوب محدودة الوصول، إذ تتيح جوجل التسجيل فيها لعددٍ صغير من المستخدمين في الولايات المتحدة من فئة المشتركين المميزين فقط.
ولم تفصح الشركة عن عدد المختبرين الذين ستسمح لهم بتجربة الخدمة، لكنها أكدت أن الفكرة هي "البدء بمجموعة صغيرة من المستخدمين للحصول على تعليقات دقيقة تساعد في تحسين التجربة قبل تعميمها عالميًا".
ويأتي إطلاق هذه المختبرات في وقتٍ يشهد فيه يوتيوب جدلًا واسعًا حول تزايد المحتوى المُولَّد بالذكاء الاصطناعي على المنصة.
فخلال الأشهر الماضية، امتلأت واجهة الموقع بفيديوهات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، من أغنيات مزيفة إلى مقاطع إخبارية بصوتٍ اصطناعي وصورٍ غير حقيقية، ما أثار مخاوف المستخدمين من انتشار التضليل البصري والموسيقي.
ويرى بعض الخبراء أن تقديم مضيفات افتراضية في تطبيق الموسيقى قد يكون خطوة أخرى نحو دمج الذكاء الاصطناعي بعمق في التجربة اليومية للمستخدم، ما قد يثير الجدل مجددًا حول حدود الذكاء الاصطناعي في الإبداع الفني.
وفي إطار تطوير أدواته، أضاف يوتيوب مؤخرًا حزمة واسعة من خصائص الذكاء الاصطناعي لصناع المحتوى، أبرزها أداة تحول الصوت المنطوق إلى أغنية قابلة للمونتاج، وأداة لإنشاء الموسيقى آليًا بالاعتماد على الكلمات فقط.
كما بدأ المنصة في تجربة ميزة "التحقق من العمر" بالذكاء الاصطناعي، والتي تستخدم خوارزميات لتحليل ملامح الوجه وتقدير عمر المستخدم دون الحاجة إلى تحميل مستندات رسمية، في خطوة أثارت نقاشًا حول الخصوصية والأمان الرقمي.
إضافةً إلى ذلك، تختبر الشركة ميزة جديدة تُشبه مراجعات جوجل للذكاء الاصطناعي، والتي تسمح للمستخدمين بالحصول على ملخصات سريعة أو إجابات آلية حول المحتوى الذي يشاهدونه.
ويرى مراقبون أن إطلاق مختبرات يوتيوب ليس مجرد تجربة جانبية، بل مقدمة لمرحلة جديدة في تطور المنصة، حيث تحاول الشركة إيجاد التوازن بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على جودة المحتوى وموثوقيته.
كما يُتوقع أن يُسهم هذا المشروع في خلق بيئة اختبار آمنة تسمح بتجربة الأدوات الجديدة دون التأثير على تجربة المستخدمين العامة، وهو ما يتماشى مع توجه جوجل الأوسع نحو "التكامل المسؤول للذكاء الاصطناعي".
وبينما تواصل الشركات التكنولوجية الكبرى سباقها للسيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي في الترفيه والإبداع، يبقى السؤال المطروح: هل سيؤدي إدماج الذكاء الاصطناعي في يوتيوب إلى تحسين تجربة المستخدم... أم إلى طغيان التقنية على روح المحتوى الأصيلة؟
الإجابة ستتضح قريبًا، مع بدء المستخدمين الأوائل في اختبار "مختبرات يوتيوب" خلال الأسابيع المقبلة، في واحدة من أهم التجارب التي قد تُعيد تعريف علاقتنا بالموسيقى والمحتوى المرئي في عصر الذكاء الاصطناعي.