قدم زعماء العالم والصحفيون والمعلقون السياسيون تعازيهم وتحدثوا عن إرث الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بعد وفاته اليوم الأحد عن عمر يناهز 100 عام، وفق ما ذكرت صحف أمريكية ودولية.

وأكد البيت الأبيض اليوم الاثنين أن الجنازة الرسمية للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ستقام في التاسع من يناير المقبل في واشنطن.

وأعلن الرئيس جو بايدن يوم 9 يناير يوم حداد وطني في إعلان أصدره يوم الأحد، بعد ساعات من وفاة كارتر عن عمر يناهز 100 عام.

وسيؤثر قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن بخفض الأعلام إلى نصف السارية عقب وفاة جيمي كارتر، على حفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير، حيث سيكون أول رئيس أمريكي يحلف اليمين الدستورية فى ظل أعلام ليست مرفوعة بالكامل.

وقالت مجلة نيوزويك الامريكية، إن قرار بايدن بخفض الأعلام لمدة 30 يوما اعتبارا من يوم الأحد تكريما للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر وهو أطول الرؤساء الأمريكيين عمرا وتوفي عن عمر يناهز 100 عام، سيلقي بظلاله على تنصيب ترامب حيث سيضطر الرئيس المنتخب لتأدية اليمين الدستورية لولايته الثانية غير المتتالية والأعلام منخفضة.

كان الرئيس الأمريكي الراحل وراء العديد من القرارات الكبرى في السياسة الخارجية التي أثرت على الشرق الأوسط والتي لا تزال قائمة حتى الآن.

واعتُبر مدافعاً عن حقوق الفلسطينيين في وقت لاحق من حياته المهنية وكان مساهماً مع الرئيس الراحل أنور السادات واتفاقيات كامب ديفيد التي أدت إلى اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر في عام 1979 وتعامله مع أزمة الرهائن في إيران عام 1979.

كما كان أحد الرؤساء الأمريكيين القلائل الذين حصلوا على جائزة نوبل للسلام، وفي بعض الأحيان تعرض لانتقادات بسبب بعض قراراته طوال فترة رئاسته، ومع ذلك بعد مغادرته البيت الأبيض أمضى الكثير من وقته منخرطاً في مبادرات السلام.

وقدمت سفارة الولايات المتحدة تعازيها إلى عائلة الرئيس الأمريكي السابق جيمس إيرل (جيمي) كارتر، الذي توفي في 29 ديسمبر عن عمر يناهز 100 عام و شغل الرئيس كارتر منصب الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة من عام 1977 إلى 1981.

وخلال فترة رئاسته، ركز على تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل، حيث دعا الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء مناحيم بيغن إلى كامب ديفيد لإجراء مفاوضات مباشرة في سبتمبر 1978.

و أسفرت المفاوضات عن توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، التي لا تزال حجر الزاوية لجهودنا المشتركة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

بعد انتهاء فترة رئاسته في عام 1981، ظل الرئيس كارتر قريبًا من الرئيس السادات، حيث قال: "لم يكن لي صديق شخصي أفضل وأقرب من أنور السادات، عائلته قريبة من عائلتي, ولقد تبادلنا الزيارات وكان بيننا أحداث وإنجازات عظيمة، كما تقاسمنا أيضًا المآسي." وأضاف كارتر أن السادات كان "أعظم قائد عالمي عرفته في حياتي"، و“لا أعرف كيف أُوفّي رجلاً مثله حقه، الكلمات ليست كافية."

وفي أثناء تقاعده، أسس الرئيس كارتر "مركز كارتر" لتنفيذ المشاريع الإنسانية حول العالم. 

وواصل نشاطه في منظمة "مأوى من أجل الإنسانية" لبناء المنازل في الولايات المتحدة وفي مختلف أنحاء العالم.

وفي عام 2002، حصل على جائزة نوبل للسلام “لجهوده المستمرة لعقود لإيجاد حلول سلمية للنزاعات الدولية، وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.”

وأشاد الرئيس «جو بايدن» والسيدة الأولى جيل بايدن بقيادة الرئيس كارتر، وقالا: “اليوم، فقدت أمريكا والعالم قائدًا استثنائيًا، ورجل دولة، وإنسان.

وبفضل تعاطفه ووضوحه الأخلاقي، عمل على القضاء على الأمراض، وصياغة السلام، وتعزيز الحقوق المدنية وحقوق الإنسان، وتعزيز الانتخابات الحرة والنزيهة، وإيواء المشردين، وكان دائمًا يدافع عن الضعفاء بيننا. لقد أنقذ ورفع وغير حياة الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم.”

وبالنسبة للأمريكيين والمصريين، تعتبر الروابط التي تم تشكيلها بين الرئيسين كارتر والسادات، خصوصًا أثناء مفاوضات كامب ديفيد التاريخية التي لعبت دورًا محوريًا في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، رمزًا للصداقة العميقة والرؤية المشتركة للسلام بين بلدينا العظيمين.”

مصر

أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تعازيه ووصفه بأنه "رمز للجهود الإنسانية والدبلوماسية".

وجاء في بيان صادر عن الرئاسة أن "جهوده في الحفاظ على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل ستظل محفورة في التاريخ، وأعماله الإنسانية نموذج للمحبة والسلام والأخوة".

وأضاف البيان "إن إرثه يضمن أن يتذكره العالم باعتباره أحد أبرز القادة في خدمة الإنسانية. رحم الله الرئيس الأسبق جيمي كارتر".

إسرائيل
ووصف الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتزوج كارتر بأنه "شجاع" في بيان قدم فيه تعازيه لعائلته وللأمريكيين.

وذكر "في السنوات الأخيرة، كان من دواعي سروري الاتصال به وشكره على جهوده التاريخية في الجمع بين زعيمين عظيمين، بيجين والسادات، وإحلال السلام بين إسرائيل ومصر الذي يظل مرساة للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد عقود عديدة"، كما جاء في البيان.

بعد مغادرته البيت الأبيض، كتب كارتر على نطاق واسع عن القمع الذي يتعرض له الفلسطينيون على يد إسرائيل.

ومن بين الكتب التي ألفها كتاب بعنوان "فلسطين: السلام وليس الفصل العنصري" حيث عرض فيه رأيه حول كيفية تمكن الفلسطينيين من تحقيق السلام، وذكر أن هذا لن يكون ممكنا في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

ويؤكد صراحة أن إسرائيل فرضت نظام الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وعندما سأله راديو  ناشيونال بابليك راديو عن استخدامه لكلمة "الفصل العنصري"، قال كارتر: "هذا وصف دقيق للغاية للفصل القسري داخل الضفة الغربية وإسرائيل عن الفلسطينيين والهيمنة الكاملة والقمع الذي يتعرض له الفلسطينيون من قبل الجيش الإسرائيلي المهيمن".

الامارات العربية المتحدة

وفي تعازيه، وصف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كارتر بأنه "صديق لدولة الإمارات العربية المتحدة".

رد فعل واسع النطاق

وأثارت وفاة كارتر أيضًا ردود فعل واسعة النطاق من المعلقين عبر الإنترنت حيث قالت الهيئة المانحة لجائزة نوبل للسلام إنه يستحق الإشادة "بجهوده الدؤوبة على مدى عقود" من أجل إيجاد حلول سلمية للصراعات الدولية.

وقال الأمين العام "لقد أحزنني بشدة نبأ وفاة الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية جيمس إيرل "جيمي" كارتر الابن. وأتقدم بأحر التعازي لعائلة كارتر وحكومة وشعب الولايات المتحدة. لقد ساهمت قيادة الرئيس كارتر بشكل كبير في السلام والأمن الدوليين، بما في ذلك اتفاقيات كامب ديفيد التاريخية",

وذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "طوال حياته، كان جيمي كارتر مدافعًا ثابتًا عن حقوق الفئات الأكثر ضعفًا وناضل بلا كلل من أجل السلام. فرنسا ترسل تعازيها الصادقة إلى أسرته وإلى الشعب الأمريكي".

وذكر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: "لقد حزنت كثيرًا لسماع نبأ وفاة الرئيس كارتر، وأود أن أشيد بعقود من الخدمة العامة التي قدمها بإخلاص. وسوف نتذكر فترة رئاسته بسبب اتفاقيات كامب ديفيد التاريخية بين إسرائيل ومصر، وكان هذا التفاني مدى الحياة من أجل السلام هو الذي جعله يحصل على جائزة نوبل للسلام.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أمريكا جيمي كارتر يناير عماء العالم مصر والسادات المزيد عن عمر یناهز 100 عام الأسبق جیمی کارتر الرئیس الأمریکی الرئیس کارتر نوبل للسلام فترة رئاسته السلام بین کامب دیفید من أجل

إقرأ أيضاً:

غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها

اعتبر المفكر العربي وأستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور برهان غليون أن إعلان عدد من الدول الأوروبية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل، لا يعكس صحوة ضمير أو تحولاً جوهرياً في السياسة الغربية، بل هو "رد فعل متأخر يهدف لتفادي تهمة التواطؤ في حرب إبادة جماعية يتكشف فظاعتها تدريجياً"، مشيراً إلى أن "أوروبا كانت وما تزال شريكة أصيلة في الجريمة، تسليحاً وصمتاً وتغطية سياسية".

وقال غليون في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "ما غيّر موقف بعض العواصم الأوروبية ليس معاناة الفلسطينيين ولا احترام القانون الدولي، بل الخوف المتزايد من تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن صمتٍ طويل رافق مذبحة جماعية شُنّت بدم بارد على الشعب الفلسطيني في غزة".

وأضاف: "لا يوجد إنسان لا يتأثر مبدئياً باعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية، لكنه اعتراف متأخر ومشروط وفارغ من مضمونه، لأن دوافعه لا تنبع من شعور بالعدالة، بل من حسابات سياسية باردة تهدف لغسل اليدين من دماء أطفال غزة".

وأوضح المفكر السوري أن "الاعتراف يأتي بعد 21 شهراً من حرب همجية على غزة أوقعت مئات آلاف الضحايا ودماراً شاملاً في البنية التحتية والحياة المدنية، ولم يتحرك خلالها الأوروبيون إلا دفاعاً عن إسرائيل وحقها في القتل بلا ضوابط"، مضيفاً: "كان أغلب القادة الأوروبيين ينتظرون أن تنهي إسرائيل المهمة، أي تدمير غزة، وإلحاق الضفة الغربية، وتحويل فلسطين إلى ذكرى قديمة… ثم تُغلق القضية بهدوء".

وأكد غليون أن "نجاح إسرائيل الكلي في تنظيم المقتلة، وتحويل الحرب إلى محرقة ممنهجة، هو ما أسقط كل مبررات التغطية الأخلاقية والدبلوماسية، ودفع بعض الدول إلى محاولة الحد من تداعيات التورط الغربي".

وقال: "الغرب يعرف أن إسرائيل لم تخسر عسكرياً، لكنها خسرت سياسياً وأخلاقياً، لا بسبب عجزها عن تنفيذ الإبادة، بل بسبب تنفيذها الكامل لها أمام عدسات الكاميرات وضمير العالم، الذي بدأ يصحو متأخراً".

ووصف غليون الاعتراف الأوروبي المرتقب بـ"المناورة الوقائية"، مشدداً على أن "الغرب لن يجد صعوبة في التنصل من مسؤوليته، ورمي الجريمة على إسرائيل وحدها، رغم أنه كان مشاركاً في التخطيط والتنفيذ والتمويل".

وختم بالقول: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد سبعة عقود من قرار الأمم المتحدة وبعد واحدة من أبشع الحروب في العصر الحديث، لا يُعدّ خطوة تقدمية، بل محاولة مكشوفة لإعادة ترميم صورة انهارت تحت ركام غزة".




وأول أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.

إعلان كارني جاء عقب إطلاق 15 دولة غربية بينها فرنسا، نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرته الخارجية الفرنسية الأربعاء على موقعها الإلكتروني، وبعد إعلانات مشابهة في الأيام الماضية صدرت عن فرنسا وبريطانيا ومالطا.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/ تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.

والثلاثاء، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع" بقطاع غزة.

والأربعاء، أعلنت مالطا أنها ستعلن اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في سبتمبر المقبل.

وفي 28 مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفانيا في 5 يونيو/ حزيران من العام نفسه، ليرتفع الإجمالي إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأمس الخميس وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خطط بعض الحكومات الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها "غير مجدية"، وزعم أنه "لا دولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل".

وردا على سؤال خلال مقابلة مع إذاعة فوكس الأمريكية: "كيف تنظر الولايات المتحدة إلى خطوة قرارات دول غربية الاعتراف بفلسطين؟"، أجاب روبيو: "هذه خطوة محبطة للبعض، ولا تعني شيئًا".

وأكد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مضيفاً: "لا تملك أي من هذه الدول (التي تخطط للاعتراف بفلسطين) القدرة على إنشاء دولة فلسطينية. لن تكون هناك دولة فلسطينية حتى توافق إسرائيل".

وزعم أن الدول التي تعتزم الاعتراف بفلسطين لا تعرف أين ستكون الدولة الفلسطينية ومن سيحكمها، قائلاً: "هذا القرار سيأتي بنتائج عكسية"، بحسب تعبيره.

وزير الخارجية الأمريكي رأى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "مكافأة لحماس".

وأشار إلى أن هذه "الخطوات اتخذت بسبب ضغوط سياسية داخلية في البلدان المذكورة، وأن هذا لا يتوافق مع الواقع على الأرض"، بحسب زعمه.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


مقالات مشابهة

  • أبطال العالم يؤكدون مشاركتهم في «ماراثون عُمان الصحراوي».. يناير المقبل
  • الرئيس الأمريكي: علينا الحذر من التهديد النووي
  • كمبوديا ترشح الرئيس الأمريكي لجائزة نوبل للسلام
  • المبعوث الأمريكي يوضح عدد الساعات التي قضاها في غزة والهدف من زيارته
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • ما هي الدول التي تغيرت رسومها الجمركية منذ إعلان ترامب في يوم التحرير؟
  • الدولي لليد يعاين ملاعب بطولة العالم تحت 19 سنة بمصر
  • وزير الخارجية الأمريكي يبحث مع نظيره المصري تعزيز السلام والأمن في المنطقة
  • رئيس النواب : العالم يعيش لحظات فارقة تمس جوهر الاستقرار الإنساني العالمي
  • جيمي لي كورتيس تنتقد الجراحات التجميلية وتصفها بـإبادة جماعية