مسقط- الرؤية
تستضيف سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، اجتماع الجمعية العمومية الثالث لمجلس العلوم الدولي  (ISC)، إلى جانب تنظيم منتدى حوار المعرفة العالمي مسقط، وذلك خلال الفترة من 26 إلى 30 يناير 2025 بمركز عمان الدولي للمؤتمرات والمعارض.
ويُعد هذا الحدث العلمي العالمي فرصة بارزة تجمع نخبة من العلماء وصنّاع السياسات والشركاء من مختلف دول العالم، ومجالات العلوم لمناقشة التحديات العالمية، واستشراف أولويات التعاون الدولي في المجال العلمي، وسيشارك فيه علماء بارزين من حملة نوبل ومفكرين من مختلف الجامعات العريقة ومراكز الأبحاث وصناع القرار ورجال الأعمال من مختلف دول العالم.


ويقام حوار المعرفة العالمي مسقط خلال الفترة من 27-28 يناير  في إطار اجتماعات الجمعية العامة الثالثة لمجلس العلوم الدولي، ويشتمل على جلسات حوارية متعددة التخصصات حول ثلاثة مواضيع رئيسية وهي: مستقبل العلوم: التطورات الحالية والمتوقعة في العلوم، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى، والعلوم المفتوحة، وتقييم البحث، والنشر العلمي، والعلوم متعددة التخصصات)، والعلوم وارتباطها بالتنمية المستدامة ودورها في دفع التغيير البيئي والاجتماعي، إضافة إلى العلوم والمجتمع مع التأكيد على الثقة في العلوم، وقضايا المساواة والتماسك الاجتماعي.
ومن المتوقع حضور نخبة من أبرز الشخصيات العلمية والسياسية والمهنية من جميع أنحاء العالم يزيد عن 500 مشارك يمثلون طيفًا واسعًا من التخصصات والمجالات العلمية، وتشمل قائمة الحضور المتوقع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس العلوم الدولي، وكبار العلماء والباحثين، وصناع القرار والسياسات، المجتمع الأكاديمي، وممثلو الشركات التقنية الكبرى، إضافة إلى المؤسسات التي تركز على الابتكار العلمي.
وتُعقد الجمعية العمومية للمجلس اجتماعها كل أربع سنوات، وهي المنصة العليا التي تجمع أعضاء المجلس وشركاؤه لمناقشة القضايا الاستراتيجية، وتحديد رؤى جديدة للتعاون العلمي على المستوى الدولي، ويتم خلال الاجتماعات بحث التحديات الكبرى التي تواجه العالم مثل تغيّر المناخ، والأمن الغذائي، والصحة العالمية، والابتكار التكنولوجي.
يشار إلى أن الاجتماع المزمع عقده في مسقط هو أول اجتماع حضوري للجمعية بعد تأسيس المجلس في يوليو 2018، حيث تم عقد الاجتماعيين الأول والثاني افتراضيا.
ويعد مجلس العلوم الدولي (ISC) منظمة عالمية رائدة في تعزيز العلوم من أجل خدمة المجتمع، ويضم المجلس في عضويته عددًا من الأكاديميات العلمية والمجالس البحثية والمنظمات الدولية من أكثر من 140 دولة من بينها سلطنة عمان ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وقد أُنشئ المجلس في يوليو 2018 بعد دمج المجلس الدولي للاتحادات العلمية (ICSU)، والمجلس الدولي للعلوم الاجتماعية (ISSC)، ويهدف إلى تحقيق التميز في العلوم واستخدامها لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات العالمية.
 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: العلوم الدولی

إقرأ أيضاً:

العلم يصنع السيادة: ثورة بيضاء في منظومة البحث العلمي في الأردن

#سواليف

#العلم يصنع #السيادة: #ثورة بيضاء في #منظومة_البحث_العلمي في #الأردن
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

في لحظة تاريخية تعكس وعي الدولة الأردنية بأهمية العلم في صناعة المستقبل، نظم المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا فعالية نوعية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، وحضور سمو الأميرة سمية بنت الحسن، حفظهما الله، بمشاركة نُخبة من الأكاديميين، والباحثين، وصنّاع القرار. لم تكن فعالية تقليدية تُضاف إلى سجل الأحداث، بل لحظة إعلان رسمي عن ولادة مرحلة جديدة تنبثق من إيمان راسخ بأن العلم ليس ترفاً، بل أساس للسيادة الوطنية.

في كلمته المؤثرة، أطلق سمو الأمير الحسن رسالة وطنية مدوية: “الدول التي تستثمر في البحث العلمي لا تكتفي باللحاق بالركب بل تقوده”، داعياً إلى إصدار قانون يدعم البحث العلمي ويصونه من التهميش، بوصفه الركيزة الأهم للأمن القومي والتنمية المستدامة. فالمعرفة، كما وصفها سموه جزء اساسي من الامن الوطني . وهي حتما ليست امتيازاً نخبوياً، بل حق لكل مواطن، ووسيلة لتمكين الإنسان وصناعة وطن مزدهر.

مقالات ذات صلة التربية تفتح باب التقديم للعمل على حساب التعليم الإضافي اعتبارا من الغد / رابط 2025/07/02

من بين أبرز ثمار هذه الفعالية الإعلان عن دمج صندوق دعم البحث العلمي والابتكار بالمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، في خطوة استراتيجية جريئة تمثل تحولاً نوعياً في إدارة وتمويل البحث العلمي. هذه الخطوة ليست تغييراً شكلياً، بل تمهيد لانطلاقة ثورة بيضاء يقودها المجلس الأعلى بإشراف أمينه العام ، الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي، أحد رموز التعليم العالي في الأردن، وصاحب سجل ناصع في العمل الأكاديمي والإداري، والرجل الذي نذر نفسه للعلم والمعرفة ،واثبت في كل موقع شغله ان الادارة الرشيدة والقيادة المؤسسية قادرة على تحويل الرؤى الى منجزات .

الدكتور الرفاعي، منذ بداياته الأكاديمية كرئيس لقسم الرياضيات، مروراً بتجربته في عمادات ونيابة رئاسة جامعات مرموقة، وصولاً إلى رئاسته الناجحة لجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا لدورتين، أثبت أنه قائد مؤسسي من طراز رفيع، يجمع بين الرؤية الثاقبة والتنفيذ الحصيف. واليوم، وهو يقود المجلس الأعلى، يرسم ملامح مرحلة جديدة يكون فيها البحث العلمي محركاً رئيساً لاقتصاد المعرفة، وجسراً لربط الجامعات بقطاعات الإنتاج والصناعة، والزراعة، والطاقة، والمياه، وغيرها من الأولويات الوطنية.

وقد جاءت كلمته في الفعالية لتؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة حقيقية في توجيه الموارد البحثية وتكامل الجهود المؤسسية، بما يضمن تحفيز البيئة الجامعية على الابتكار، ورفع مستوى الإنتاج العلمي الأردني.

ولا يخفى أن البحث العلمي في العالم العربي يعاني من اختلالات عميقة. فوفق تقارير دولية، لا تتجاوز نسبة الإنتاج البحثي العربي 1.1% من إجمالي الناتج العلمي العالمي، بينما لا يخصص للبحث العلمي سوى ما بين 0.2% إلى 0.8% من الناتج القومي، مقارنة بـ4–6% في الدول المتقدمة. وتُعد هذه الأرقام مؤشراً خطيراً على اتساع الفجوة بين العالم العربي والعالم الصناعي، في وقت بات فيه البحث العلمي أداة لحل الأزمات، وضمان الاستقلال الاقتصادي والسياسي.

ومن هذا المنطلق، فإن فعالية المجلس لم تكن احتفالاً بروتوكولياً، بل إعلان نية لتغيير جذري. لقد قرر الأردن أن يستثمر في الإنسان الباحث، ويضع العقل في قلب مشروعه الوطني، ويدعو شركاء التنمية – من جامعات، وقطاع خاص، ومؤسسات تمويل – إلى الاصطفاف خلف رؤية واضحة تصنع مستقبلاً يقوده العلم لا الصدفة.

أما المشروع الوطني الكبير الذي ينفذه المجلس حالياً، والمتعلق بـ”أولويات البحث العلمي للعقد القادم”، فهو عنوان لمرحلة تخطيط علمي منهجي تُبنى فيه السياسة البحثية على قراءة دقيقة لاحتياجات المجتمع، ويُعاد فيها توجيه التمويل نحو القطاعات ذات الأولوية، بما يضمن استدامة المعرفة وتحويلها إلى منجزات ملموسة.

إن هذه التحولات، بقيادة سمو الأمير الحسن، وبتنفيذ دؤوب من الدكتور مشهور الرفاعي وفريقه ، تعيد تشكيل المشهد العلمي في الاردن ، وتعيد الاعتبار للعقل الأردني ، وتُجسد إيماناً بأن المعرفة هي طريق السيادة، والعلم هو استثمار الأمة في ذاتها.

وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نقول: ما شهدناه في هذه الفعالية لم يكن مجرد إطلاق لمشروع، بل انطلاقة حقيقية لنهضة علمية أردنية تسعى إلى تمكين الإنسان الأردني، وتحويل التحديات إلى فرص، والعلم إلى طاقة ناهضة تدفع الأردن إلى موقعه الذي يستحقه بين الأمم.

للبحث العلمي أن ينتصر، وللأردن أن يعلو بعقول أبنائه.

مقالات مشابهة

  • إطلاق نسخة «منتدى هيلي» الأولى في البرازيل
  • «الإمارات للدراسات» و«أكاديمية أنور قرقاش» يطلقان «منتدى هيلي» في البرازيل
  • «الشارقة الشرطية» يناقش مخرجات «البحث العلمي»
  • إجابات امتحان العلوم الحياتية 2025 في الأردن - العلمي
  • العلم يصنع السيادة: ثورة بيضاء في منظومة البحث العلمي في الأردن
  • هذه مخرجات الملتقى الدولي “جرائم الاستعمار في التاريخ الإنساني”
  • ندوة العلمية بعدن : تناقش دور الصكوك الإسلامية في تعزيز السياسات المالية والنقدية وتحقيق التنمية المجتمعية” باليمن
  • هذه مخرجات الملتقى الدولي جرائم الاستعمار في التاريخ الإنساني
  • فتح باب التقدم لبرامج التعاون العلمي المصري الياباني في مجالات البحث والابتكار
  • فتح باب التقدم لبرامج التعاون العلمي بين مصر واليابان في مجالات البحث والابتكار