موقع 24:
2025-05-19@04:05:02 GMT

كيف حوَّل الحوثيون نقاط ضعفهم إلى قوة تخريبية؟

تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT

كيف حوَّل الحوثيون نقاط ضعفهم إلى قوة تخريبية؟

قال آري هايستاين الذي شغل منصب رئيس الأركان الإسرائيلي وزميل باحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، ومختص في الشأن اليمني، إن الحوثيين في اليمن هم آخر بقايا "محور المقاومة" المدعوم من إيران والذي يرغب في شن هجمات كبيرة على قلب إسرائيل وهم قادرون على ذلك.

ركز الحوثيون على بناء شبكة شديدة الولاء من الأقارب والأيديولوجيين المتطرفين

وتساءل الباحث كيف تمكنت هذه الجماعة المتناثرة من المتمردين اليمنيين من حكم 20 مليون شخص، وإطلاق النار باستمرار على إسرائيل، وتعطيل الشحن الدولي في البحر الأحمر؟ ويكمن الجواب في استغلالها بعض نقاط الضعف الظاهرية لتعزيز أركان نظامها.

نقاط ضعف الحوثيين

وأوضح الكاتب في مقاله بموقع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن أولى نقاط الضعف الحوثي تمثلت في عدم قدرة هذه الحركة الدينية السياسية المتطرفة على حشد الكثير من الدعم الشعبي، إذ فقد حصل "حزب الحق"، الذي شكّل محاولة حسين الحوثي لخوض غمار السياسة الوطنية في تسعينيات القرن العشرين، على أقل من 1% من الأصوات الوطنية في كل الانتخابات التي شارك فيها.
وبدلاً من التخلي عن رؤيتهم المتطرفة، ركز الحوثيون على بناء شبكة شديدة الولاء من الأقارب والأيديولوجيين المتطرفين.

وأبدت نواة نظام الحوثيين هذه تماسكها خلال "حروب صَعْدة" (2006-2010)، عندما خاض الحوثيون حرب عصابات ضد حكومة اليمن، وليس من قبيل المصادفة أن معظم قادة النظام، الذين تتراوح أعمارهم الآن بين أواخر الثلاثينيات والأربعينيات من العمر، كانوا في سنوات القتال المثالية خلال هذا التمرد، مما شكل قيادة متشددة. 

Watch how the Houthis deal with their opponents...
He took off the coat to put it on the one he was fighting because he was feeling cold, and he would carry it on his back and walk long distances to save his life
This is what God commanded us to dopic.twitter.com/r3TcwsbS7X

— Ahmed Hassan ???????? أحمد حسن زيد (@Ahmed_hassan_za) December 10, 2024

ورغم عدم شعبية النظام الحوثي، دعم النظام نفسه بجماعة صغيرة نسبياً من الموالين الذين تربطهم علاقات عائلية والتزام أيديولوجي بالجماعة، وقد صمد هذا "الاستبداد الذي تمارسه الأقلية" في وجه ضغوط عسكرية واقتصادية وسياسية هائلة دون انقسامات أو انشقاقات داخلية كبيرة.
وبرغم الإبلاغ عن نزاعات بين القادة، فقد تم حلها في نهاية المطاف بطرق تعزز تماسك النظام واستمراريته.
أما نقطة الضعف الثانية، يضيف الكاتب، كانت اليمن أفقر دولة في العالم العربي منذ فترة طويلة قبل اندلاع الحرب الأهلية هناك قبل عقد من الزمان. ومن المفترض أن يشكل هذا تحدياً كبيراً لنظام متمرد يحتاج إلى تمويل حملة عسكرية موسعة ومنع التمرد أو المجاعة في مواجهة 20 مليون شخص يعيشون تحت حكمه. ومع ذلك، تمكن الحوثيون من استغلال البؤس الاقتصادي في اليمن لصالحهم. 

How the Houthis turned their weaknesses into strengths
https://t.co/rFV5VCp2LQ

— Charbel Antoun (@Charbelantoun) December 30, 2024

وباستغلال الحالة الاقتصادية البائسة في اليمن، ساعد الحوثيون في إدخال عشرات المليارات من الدولارات في شكل مساعدات إلى أراضيهم. ثم قاموا بشكل منهجي بسحب هذه المساعدات من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل، بدءاً من إنشاء شركات واجهة إلى أعمال سرقة وقحة.

الحوثيون واستغلال بؤس اليمنيين بالإضافة إلى ذلك، يستغل الحوثيون بؤس اليمنيين العاديين لإجبارهم على الخضوع. فنظراً للضعف الاقتصادي الشديد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يعيش أغلبية الناس على رواتب الحكومة أو المساعدات، ويستغل النظام هذا الاعتماد لتعزيز الولاء.
على سبيل المثال، إذا لم يرغب أحد معلمي المدرسة الابتدائية في تلقين طلابه المنهج الحوثي المتطرف أو إذا لم يرغب الآباء اليمنيون في إرسال أطفالهم الصغار إلى معسكرات الحوثيين العسكرية، فمن المرجح أن يتم إزالتهم من قوائم المستفيدين من المساعدات الإنسانية بغض النظر عن حاجتهمـ ويُمَكِنُ الفقر المدقع في اليمن الحوثيين من دفع خصومهم إلى معضلة: الطاعة أو الجوع.
ثالث نقطة الضعف، بحسب الكاتب، موقع الحوثيين في الطرف البعيد من شبه الجزيرة العربية، على بعد أكثر من ألف كيلومتر من المحاور الرئيسة في الشرق الأوسط، وهو ما كان سبباً في إبعادهم إلى هامش الشؤون العالمية. لاعب في القضية الفلسطينية وبما أنهم لا يشتركون في حدود مع إسرائيل، فإن جهودهم الرامية إلى أن يصبحوا لاعباً في القضية الفلسطينية، لم يكن لها تأثير يذكر ولم يلاحظها أحد إلى حد كبير، حسب الكاتب.
لكنهم اكتشفوا أن لموقعهم البعيد على هذا النحو مزايا أيضاً، حيث مكّنهم من بناء قدرات نارية بعيدة المدى كبيرة (زودتهم بها إيران) دون أن ينتبه إليهم المجتمع العالمي أو يهتم بهم كثيراً.
ووفَّرَ لهم قربهم من مضيق باب المندب خط رؤية واضحاً لإطلاق النار على حركة المرور البحرية التي تمر عبر نقطة اختناق رئيسة للاقتصاد العالمي. وهاجموا الشحن العالمي وأجبر هذا الكثير من سفن الشحن الدولي على إعادة توجيهه بعيداً عن البحر الأحمر إلى القرن الأفريقي.
وكانت الاستجابة الدولية لهذه الهجمات غير فعالة حتى الآن. وعزا الكاتب هذا الأمر جزئياً إلى موقع الجماعة على بعد أكثر من 1000 كيلومتر من القواعد الأمريكية أو الإسرائيلية الرئيسة، مما يعقد الجهود الرامية إلى شن غارات جوية فعالة على الأصول الاستراتيجية للحوثيين.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "يواجه معارضو الحوثيين نظاماً قادراً على التكيف، لكن قدرته على الصمود ليست بلا حدود. فالضغوط المستمرة على جبهات متعددة ــ اقتصادية وعسكرية وسياسية ــ قد تجبر الحوثيين على ارتكاب خطأ فادح على الساحتين المحلية والدولية. وإذا ارتكبوا هذا الخطأ في حين يواجه النظام بالفعل ضغوطاً هائلة على جبهات أخرى، فقد يؤدي في نهاية المطاف إلى زوال هذا النظام الماكر".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل الحوثيون اليمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الدويري: إذا استمر العدوان على غزة فلن يتوقف الحوثيون عن قصف إسرائيل

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إنه إذا استمرت المجازر والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، فإن جماعة أنصار الله (الحوثيون) ستواصل القصف في العمق الإسرائيلي، مؤكدا أن استهداف مطار بن غوريون بالتحديد يؤدي إلى توقف حركة الطيران وتعليق الرحلات من قبل بعض شركات الطيران العالمية، بالإضافة إلى حالة الإرباك التي تدفع الملايين للاختباء في الملاجئ.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض في وقت مبكر من صباح اليوم صاروخا أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، في حين توعدت جماعة الحوثي بفرض حظر جوي على مطارات فلسطين المحتلة على خلفية التصعيد في قطاع غزة.

ومن جهته، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين أنهم استهدفوا أمس بصاروخين باليستيين مطار بن غوريون نصرة لغزة.

وربط الحوثيون منذ الأول مهاجمة السفن في البحر الأحمر ومهاجمة العمق الإسرائيلي بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وكان نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين قال في مقابلة مع الجزيرة نت إن الصواريخ التي تطلقها الجماعة تهدف إلى إغلاق مطار بن غوريون وحظر الملاحة فيه، حتى يُرفع الحصار ويتوقف العدوان على قطاع غزة.

وأشار اللواء الدويري -في تحليله للمشهد اليمني- إلى أن القصف الذي يشنه الحوثيون من حين إلى آخر دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى تغيير إستراتيجيته الدفاعية، فمنذ الأسبوع الماضي لم يعد الحديث عن منظومة "ثاد" الأميركية، بل عن منظومة "حيتس" الإسرائيلية، لأن "ثاد" فشلت في السابق في اعتراض صاروخين أطلقهما الحوثيون.

إعلان

وتوقع أن يواصل الاحتلال الإسرائيلي بدوره شن هجومه على اليمن، ورجح أن تكون هناك ضربة جوية خلال الأيام القادمة، لكنه أوضح أن الأهداف غير معروفة، وغالبا ستكون ذات طابع مدني.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان الجمعة الماضي أنه نفذ هجمات على ميناءين بمحافظة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، بواسطة طائرات مقاتلة، استهدفت ودمرت بنى تحتية زعم أنها تابعة للحوثيين في الميناءين.

وتوعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحوثيين، وقال "نعلم أن الحوثيين مجرد ذراع وأن من يقف وراءهم ويمنحهم الدعم والتعليمات والإذن هي إيران"، محذرا من أن الحوثيين سيدفعون ثمنا باهظا، و"أننا سندافع عن أنفسنا بكل الوسائل للحفاظ على أمن إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية تفند من المنتصر في حرب اليمن.. الحوثيون أم أمريكا؟ (ترجمة خاصة)
  • الدويري: إذا استمر العدوان على غزة فلن يتوقف الحوثيون عن قصف إسرائيل
  • عاجل|الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخًا أُطلق من اليمن ويواصل ضرباته ضد الحوثيين
  • مسؤول إسرائيلي: الحوثيون عدو صعب ويشكلون تحدياً كبيراً في اليمن
  • الجيش الإسرائيلي يتوعد بـقتل عبدالملك الحوثي.. ويقصف ميناءين في اليمن
  • تضييق ممنهج.. الحوثيون يستهدفون الناشطين والمحامين في شمالي اليمن
  • أنصار الله الحوثيون يعلنون عن عدوان "إسرائيليي" على الحديدة في اليمن
  • جيش الاحتلال يقصف 3 موانئ يسيطر عليها الحوثيون في اليمن
  • إعلام الحوثيين يعلن عن ضربات إسرائيلية على الحديدة في اليمن
  • البيت الأبيض: وقف إطلاق النار مع الحوثيين في اليمن صفقة جيدة لأميركا ولأمنها