تخوفات إسرائيلية من دخول حرب استنزاف مع الحوثيين في اليمن..ما القصة؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
في الوقت الذي يهاجم فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي اليمن للمرة الرابعة بزعم ضرب أهداف الحوثيين، فمن الواضح أن أمامه حملة عسكرية طويلة، على رأسها ضرب طرق إمدادهم، وتدميرها، بجانب إمكانية فرض حصار حقيقي عليهم، من خلال "خلع القفازات"، والقضاء على قياداتهم السياسية والعسكرية، مع إمكانية توجيه ضربة لمرجعيتهم الأساسية المتمثلة في إيران.
تامير هايمان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، ذكر أن "سلاح الجو دأب مؤخرا على مهاجمة اليمن لاستهداف الحوثيين، الذين لم يعودوا منظمة مسلحة فقط، بل جيش يسيطر على جزء كبير من البلد، يمتلك عناصر أكثر استقلالية من جميع أذرع إيران، لأن مفتاح تشغيله أو إيقافه لا يكون دائمًا فيها، وتظهر التجارب السابقة أنهم يحبون دائمًا استخدام القوة، وعندما يبدأون لا ينتهي الأمر بهذه السرعة".
وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21"، أن "المطلوب من الاحتلال في هذه المرحلة مواصلة القيام بما فعله في الجبهات الأربع حتى الآن، مع التركيز على إلحاق الضرر بطرق إمداد الحوثيين، خاصة وأن هذا يعدّ أمرًا بسيطًا نسبيًا، فلا يوجد سوى طريقين للتهريب: الجوي والبحري، وهنا يجب تدميرها بالكامل، وما يقوم به الاحتلال اليوم جزء من هذا المكون".
وزعم أن "الحصار الاقتصادي للحوثيين سيساعد إلى حدّ كبير، من خلال مشاركة أكثر نشاطًا للبحرية في هذه الحرب، وهي مشاركة بالغة الأهمية لما يجب القيام به، ولم يتم حتى الآن، وهو القضاء على قيادات الحوثيين، ومن أجل تنفيذ تدابير مضادة مستهدفة، هناك حاجة لمعلومات استخباراتية في الوقت الحقيقي بشأن أهداف أصغر بكثير من أهداف البنية التحتية التي يتم ضربها اليوم، رغم أنه من الصعب جدًا القيام بذلك من مسافة ألفي كيلومتر بسلاح الجو، مما يستدعي تفعيل القوة البحرية".
وأشار إلى أن "الخطوة الثالثة المطلوبة هي مهاجمة إيران، في ظل الجدل الدائر في الأيام الماضية حول المفاضلة بين ضرب اليمن أو إيران، لكن الواضح أنه يجب القيام بالأمرين معاً، حيث نفذ الاحتلال في الماضي عمليات فعالة ومؤلمة على الأراضي الإيرانية، دون تبنّيها، صحيح أن ضربها لن يوقف الحوثيين، لكن هذا لا ينبغي أن يمنع الاحتلال من جباية الفاتورة لمن يزودهم بالذخيرة، ويقف خلفهم".
حياة الملايين معطله
أما أفرايم غانور الخبير الاستراتيجي في صحيفة معاريف، أكد أن "الفشل في شن الحرب ضد الحوثيين يثير أسئلة جوهرية داخل الاحتلال، حول الوسائل التي لا يستخدمها ضدهم، مما أوقعنا في حرب استنزاف ليس مستعداً لها، تسببت بإرهاقنا بـ"قطرات" مستمرة من الصواريخ بعيدة المدى التي تنجح بتعطيل حياة مئات الآلاف من الإسرائيليين، دون أن يكون الجيش وسلاح الجو والموساد مستعدين لحرب استنزاف كهذه ضد عدو يقيم على بعد ألفي كيلومتر من حدود الدولة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "العدوان الإسرائيلي ضد الحوثيين تركز حتى الآن على أربع ضربات نفذها سلاح الجو في اليمن منذ اندلاع الحرب، مما يتطلب إعادة حساب المسار في ظل استمرارهم بإطلاق الصواريخ الباليستية، وتهديدهم بتكثيفها، مما يثير عدة أسئلة أساسية ربما تتبادر لأذهان الإسرائيليين، أهمها أين هو "الأسطول السابع" من الغواصات البحرية المجهز بأكبر عدد منها".
ونقل عن "موقع مشروع ويسكونسن، أن الصواريخ الأكثر تقدما في أيدي الاحتلال قادرة على وصول ما يزيد عن عشرة آلاف كم، وحمل متفجرات يزيد وزنها عن 1300 كغم لـ14 طائرة تحلق ست ساعات تقريبا ذهابًا وإيابًا، مما يتطلب التزود بالوقود جوًا، وتنسيقًا مع الجيوش الأخرى في المنطقة، ونشرًا صعبًا للقوات، في حين أن إطلاق صاروخ دقيق قد يوفر استجابة كافية للمهمة دون تعريض الطيارين أو الطائرات للخطر، لكن الواقع يقول إن عدم استخدام هذه الصواريخ جاء مخيباً للآمال".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي اليمن الحوثيين إسرائيل غزة اليمن الحوثيين صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
اليمن ...الجبهة النشطة لمساندة غزة
أصبحت الجبهة اليمنية هي المؤمل عليها في فك الحصار وقد نجحت في انطلاقتها بفرض حصار شامل واغلاق ميناء ايلات الصهيوني والاستراتيجي وكذا مطار اللد وتستعد لمرحلة جديدة اكثر ايلاما للعدو الصهيوني.
غزة تتعرض لتجويع ممنهج، واليمن يحشد ميدانه بشعب يقرأ المشهد بعيون الفعل، ويتقدم بوعي سياسي نحو نقطة التصعيد مع مشروع الإبادة، والقرار اليمني الذي وُضع قيد الدراسة يسير ضمن مناخ شعبي مهيأ، وبيئة داخلية جاهزة، وموقف إقليمي يتجه نحو إعادة رسم حدود الاشتباك بوسائل مباشرة.
وبعد هذا الاستنفار الجماهيري على مسار التصعيد الشعبي الذي شهدته الساحات امس ، أعقب اليمن الجزءَ الآخر من إسناده لغزة، ونفّذ عمليةً نوعيةً في عمق الاحتلال الصهيوني، رسمت مفارقاتٍ ليست عجيبة، لكنها جدّدت التأكيدَ على تكامل الموقف اليمني جماهيريًّا وناريًّا.
صاروخ يمني جديد دَكَّ عمقَ الاحتلال، حاملًا معه أصوات الهُتافات التي زأر بها ملايين اليمنيين، فأجبر ملايينُ الصهاينة – كالعادة – على التزام الملاجئ؛ كون الأمن لم يعد متاحًا لأحدٍ منهم.
العملياتُ اليمنية الجديدة تواصلُ تضييق الحصار الجوي على كيان العدوّ؛ ردًّا على حصاره الخانق بحق غزة، ليقفَ اليمنُ موقفَ الحَكَم العَدل، بل وأكثر من ذلك؛ باعتبَاره ينفّذُ الحُكمَ على المذنب، وبقاعدة "الجزاء من جنس العمل" الذي يقترفُه العدوّ، والقادم أعظم.
اليمانيون جدّدوا التأكيدَ أنهم رهن إشارة القائد المؤمن الواثق، وخرجوا إلى أكثر من 1300 ساحة حملت شعار "لن نتهاونَ أمام إبادة غزة واستباحة الأُمَّــة ومقدَّساتها"، وهو رقم غير مسبوق، فضلًا عن الكثافة الجماهيرية "التاريخية" التي استنفرت في العاصمة وساحات المحافظات المركزية.
الحشدُ التاريخي رسّخ الموقفَ اليمني، وفتح صفحةً جديدةً من الإسناد لغزة، والتصعيد ضد العدوّ الصهيوني، وأثبت مجدّدًا أن اليمنَ سيظلُّ الكَفَّةَ الراجحةَ، في ظل الحراك العالمي المندّد بالإجرام "الإسرائيلي"، وما يقابلُه من صمتٍ وخنوعٍ وجمودٍ لدى الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية، باستثناء رقم لا يُذكر.