سودانايل:
2025-06-21@23:13:53 GMT

إفادة صالح عبد القادر عن ثورة 1924

تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT

بقلم : تاج السر عثمان

١
أشرنا في دراسة سابقة بمناسبة الذكرى المئوية لثورة 1924 انها لعبت دورا كبيرا في تطور الحركة الوطنية السودانية حتى نيل الاستقلال الذي تم اعلانه رسميا في أول يناير ١٩٥٦.
ونتابع هنا بمناسبة الذكرى ال ٦٩ للاستقلال إفادة صالح عبد القادر عن ثورة 1924.
٢
روى صالح عبد القادر "من قيادات جمعية اللواء الأبيض" بعض تفاصيل مهمة عن ثورة 1924 لعبد الرحمن مختار ( رئيس تحرير جريدة الصحافة سابقا)، نعيد نشرها بمناسبة الذكرى المئوية لثورة 1924ما والذكرى ٦٩ للاستقلال في الآتي:
- كتب على عبد اللطيف أول عريضة سياسية منفردا و باجتهاده الشخصي سلمتها للأستاذ حسين شريف رئيس تحرير حضارة السودان لينشرها على مسؤوليته، لكن سلطات المخابرات علمت بها فداهمت دار الجريدة ووجدت العريضة فألقت القبض على على عبد اللطيف وطرده من الجيش، كما حُكم عليه بالسجن لمدة عام بسبب عريضة لم تُنشر ومطالب لم تُعرف للعامة.

كانت العريضة تطالب بتحسين حال السودانيين والاعتراف بحقوقهم.
- كانت مفاوضات 1922 بين سعد زغلول رئيس الحكومة المصرية والسير ماكدونالد رئيس الوزراء البريطاني عن الأوضاع في السودان، وبحث مستقبله السياسي (بدون أخذ رأي السودانيين).
برقية على عبد اللطيف بتوقيع صالح عبد القادر جاء فيها :
" نحن الموقعون على هذه البرقية باسم السودان قد أبت أنفسنا أن نكون بمنزلة البهائم يُقضى عليها، ولا يُؤخذ رأينا فيما يخص بلدنا ومستقبلنا".
٢
- عُقد الاجتماع التأسيسي لجمعية اللواء الأبيض في : 15 / 5 / 1924، وتم اختيار على عبد اللطيف رئيسا، صالح عبد القادر وكيلا، ومولانا زكى عبد السيد قاضى شرعي مدينة سنار سكرتيرا، وعضوية كل من الوكيل حسن صالح المطبعجى، وحسين محمد شريف ، وعبيد حاج الأمين، ووُضعت أول خطة لجذب الأعضاء فكان أن رشح كل من الحاضرين خمسة أصدقاء، وهكذا، وبعد أيام قليلة كان أعضاؤها يزيدون عن الخمسين شخصا من المدنيين والعسكريين. لكن ما أن مضى على تكوين الجمعية ستة أشهر بالتمام والكمال حتى تم تفجير الثورة.
- كان من أبرز المدنيين الذين سارعوا بالانضمام الى جمعية اللواء الأبيض: الأمين هساى، عبد الفتاح المغربي، حاج الشيخ عمر دفع الله، محمد المهدى الخليفة عبد الله التعايشى، والشيخ زكى عبد السيد قاضى شرعى سنار، ومحمد على سرالختم، الخ.
أما من العسكريين فكان أول من انضم للجمعية اليوزباشي عبد الله خليل، فأوكل إليه أمر الاتصال بالضباط في سرية تامة، فكان أول من جندهم عبد الفضيل الماظ.
- خلال الثورة كان على عبد اللطيف السجن.
٣
كما يقول صالح عبد القادر في حديثه لعبد الرحمن مختار:
- أن جمعية اللواء الأبيض عندما انضم إليها اليوزباشي عبد الله خليل اعتبرته مكسبا كبيرا، فاسندت اليه مهمة أمانة الصندوق وجمع التبرعات لرعاية أسر المعتقلين والمسجونين، وطلبوا اليه الا يحضر الاجتماعات مطلقا خوفا من الطرد والمحاكمة لأنه ضابط كبير، لذلك فقد اتفقت شهادات كل المعتقلين عند سؤالهم عن المشتركين من العسكريين على رأسهم اليوزباشي عبد الله خليل بأنه لا علاقة لهم به ، وقد بالغ بعض المقبوض عليهم، ومنهم صالح عبد القادر في أقوالهم وهم تحت الجلد المبرح بالسياط والتعذيب المتواصل فقالوا : إننا لا يمكن ولن نتشرف بانتماء عبد الله خليل لجمعيتنا الوطنية، لأنه جاسوسكم وعميلكم!!، كان هذا في محاكمة مفتوحة علنية مما جعل بعض الحاضرين يصبون لعناتهم على عبد الله خليل " الضحية" المسكين. المصيبة أن هذه التهمة التي كان يبررها خوف المعتقلين على عبد الله خليل لأنه كان يرعى أسرهم قد التصقت به حتى مات عام 1970 ( عبد الرحمن مختار خريف الفرح ، ص 43).
- خيبة صالح عبد القادر في عبد الرحمن عزام ( مندوب الوفد) وحافظ رمضان (حزب الأحرار).
٤
- مقتل السير لى ستاك في القاهرة يوم 25 / 11/ 1924 ، ومحاولة الصاق التهمة بعرفات محمد عبد الله وأحمد حسن مطر، وغيرهما الذين كانوا في القاهرة، ولكن فشلت المحاولة، كما ذكر صالح عبد القادر أن السير لى استاك قال وهو في حشرجة الموت " أنا لم يقتلني سوداني، وإنما قتلني مصريون".
- بعد 24 ساعة من إعلان موت الحاكم العام ستاك وهو يوم 26 / 11 / 1924 ، وجهت الحكومة البريطانية إنذارها لمصر ضمنته شروطا كثيرة على رأسها :
*خروج الجيش المصرى من السودان في اربع وعشرين ساعة.
*دفع فدية قدرها ¼ مليون جنية.
*زيادة مساحة الأرض المزروعة في مشروع الجزيرة.
* طرد المدرسين المصريين من السودان.
- رفض الإنذار البريطاني واندلاع المظاهرات والصدام المسلح الذي قاده: عبد الفضيل الماظ، ثابت عبد الرحيم، سيد فرح، سليمان محمد سليمان، وعلى البنا. الخ.
٥
- بعد هزيمة الثورة بدأت حملات التنكيل والتعذيب والتحقيق التي لم يُعرف لها مثيل الا في عهد هولاكو وجنكيز خان، وبدأ الأحرار يتساقطون واحدا تلو الآخر.
- موت على عبد اللطيف مختل العقل، موت عبيد حاج الأمين جريحا في منفاه بأحراش الجنوب، لدغه ثعبان وانقض عليه مراح من الأسود الضارية،
- مات القاضى زكى سرالختم وعلى فرغلى، وسرالختم..
رثاء صالح عبد القادر لهم بقوله :
غاب شيطانه فضاع بيانه
وعصاه القريض وهو بنائه
فرأى أن يحقق بالمع مصابا تنوعت الوانه
فبكى ما أراد ربك أن يبكى
فزادت لنوحه اشجانه
مصرع " للعبيد" مازال قريبا وما انطوت أحزانه.
"زكي" وقبله" فرغلى" ذاك أقدامه وهو اتزانه.
رحم الله بعد ذلك "سرالختم " من كان كلامه بنيانه
فرأيت العزاء في "عرفات" ورأى الله أن يكون مكانه.
٦
- هروب صالح للقاهرة وخيبة أمله في المصريين، وعاد للسودان وأودع السجن، ونظم قصيدته المشهورة التي عبرت عن سخطه على مصر ، ومنذ ذلك الوقت انضم صالح الي الجبهة الاستقلالية الانفصالية، وأصبح الكاتب والمتخصص في مهاجمة الوحدة وكل ما هو وحدوي.
وأخيرا ثورة 1924 شكلت النواة لتطور الحركة الوطنية التي استمرت بعد هزبمتها حتى انتزاع الاستقلال،وتحتاج ثورة 1924 لمزيد من التوثيق لها.

alsirbabo@yahoo.co.uk  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: على عبد اللطیف اللواء الأبیض عبد الله خلیل عبد الرحمن ثورة 1924

إقرأ أيضاً:

فيديو.. خليل يغادر السجن والبيت الأبيض يستنكر

أمر قاض أميركي، الجمعة، بالإفراج عن خريج جامعة كولومبيا محمود خليل من مقر احتجاز تابع لسلطات الهجرة، وهو ما يمثل انتصارا كبيرا لجماعات حقوق الإنسان التي تحدت ما وصفته باستهداف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من دون سند قانوني ناشطا مؤيدا للفلسطينيين.

وكان خليل من الشخصيات البارزة في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمناهضة لحرب إسرائيل على غزة، وألقى مسؤولو الهجرة القبض عليه في سكنه الجامعي في مانهاتن في الثامن من مارس الماضي.

ووصف ترامب الاحتجاجات بأنها معادية للسامية وتوعد بترحيل الطلاب الأجانب المشاركين فيها، وأصبح خليل أول هدف لهذه السياسة.

وبعد الاستماع إلى المرافعات الشفوية من محامي خليل ووزارة الأمن الداخلي، أمر قاضي المحكمة الجزئية الأميركية مايكل فاربيارز في نيوارك بولاية نيوجيرسي وزارة الأمن الداخلي بإطلاق سراحه من الحجز، في مركز احتجاز للمهاجرين في ريف لويزيانا، بموعد أقصاه الساعة 6:30 مساء (7:30 بتوقيت شرق الولايات المتحدة) يوم الجمعة.

وأظهرت لقطات بثتها شبكات إخبارية إطلاق سراح خليل من السجن، بعدما احتجز لأكثر من 3 أشهر.

وشوهد الطالب مغادرا مركز احتجاز المهاجرين في لويزيانا مرتديا كوفية فلسطينية، بعد ساعات من صدور أمر من قاض فدرالي بالإفراج عنه.

وقال فاربيارز إن الحكومة لم تبذل أي محاولة لدحض الأدلة التي قدمها محامو خليل على أنه لا يشكل خطرا على المجتمع، أو أنه لن يهرب.

وأضاف القاضي في معرض إصدار حكمه: "هناك على الأقل جانب يشوب الادعاء الأساسي وهو وجود محاولة لاستغلال تهمة الهجرة هنا لمعاقبة مقدم الالتماس (خليل)"، وأضاف أن معاقبة شخص في قضية هجرة مدنية أمر غير دستوري.

ويقول خليل، الحاصل على إقامة قانونية دائمة في الولايات المتحدة، إنه يعاقب على خطابه السياسي، في مخالفة للتعديل الأول للدستور الأميركي، واستنكر تهم معاداة السامية والعنصرية في مقابلات مع شبكة "سي إن إن" وغيرها من وسائل الإعلام العام الماضي.

وقال محامو خليل إن موكلهم، الذي ولد في سوريا، يعتزم العودة إلى نيويورك ليكون إلى جانب زوجته الدكتورة نور عبد الله وابنهما الرضيع، الذي ولد خلال فترة احتجازه التي استمرت 104 أيام.

وقالت نور في بيان: "نحتفل اليوم بعودة محمود إلى نيويورك ليلتئم شمل عائلتنا الصغيرة والمجتمع الذي دعمنا منذ يوم اعتقاله ظلما بسبب مناصرته لحرية فلسطين".

واستنكر البيت الأبيض قرار الإفراج عن خليل، مؤكدا أنه يجب ترحيله بتهمة ممارسة "سلوك يضر بمصالح السياسة الخارجية الأميركية"، و"الحصول على تأشيرة دراسية عن طريق الاحتيال".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون في بيان: "لا أساس لأمر قاض اتحادي محلي في نيوجيرسي، الذي يفتقر إلى الاختصاص القضائي، بالإفراج عن خليل من مركز احتجاز في لويزيانا".

وأضافت: "نتوقع تأكيد صحة موقفنا في الاستئناف، ونتطلع إلى ترحيل خليل من الولايات المتحدة".

ورغم صدور أمر قضائي بالإفراج عن خليل، فإن إجراءات سلطات الهجرة بحقه لا تزال مستمرة.

ورفض قاضي الهجرة في لويزيانا الذي نظر في قضيته الجمعة، طلب اللجوء الذي تقدم به، وقضى بإمكانية ترحيله بناء على ادعاءات الحكومة بالاحتيال في مسألة الهجرة، ورفض جلسة لنظر الإفراج عنه مقابل كفالة.

وجعل قرار فربيارز طلب الكفالة غير ذي جدوى.

وسبق أن أصدر فاربيارز حكما هذا الشهر قضى فيه أن الحكومة انتهكت حق خليل في حرية التعبير من خلال احتجازه بموجب قانون نادر الاستخدام، يمنح وزير الخارجية صلاحية طلب ترحيل غير المواطنين إذا اعتُبرت إقامتهم في البلاد تتعارض مع مصالح السياسة الخارجية الأميركية.

لكن القاضي رفض في 13 يونيو الأمر بالإفراج عن خليل من مركز احتجاز في لويزيانا، بعد أن أعلنت إدارة ترامب أن خليل محتجز على خلفية تهمة أخرى تتعلق بإخفائه معلومات في طلبه للحصول على الإقامة الدائمة بشكل قانوني.

وينفي محامو خليل هذا الادعاء، ويقولون إن الناس نادرا ما يحتجزون بمثل هذه التهم، وحثوا فاربيارز في 16 يونيو على الموافقة على طلب منفصل من موكلهم بالإفراج عنه بكفالة أو نقله إلى مركز احتجاز المهاجرين في نيوجيرسي، ليكون أقرب إلى عائلته في نيويورك.

وفي جلسة الجمعة، قال فاربيارز إنه "من غير المعتاد للغاية" أن تسجن الحكومة مهاجرا متهما بإهمال في طلبه للحصول على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة.

وأصبح خليل، البالغ من العمر 30 عاما، مقيما دائما في الولايات المتحدة العام الماضي، وزوجته وابنه حديث الولادة مواطنان أميركيان.

وكتب محامو إدارة ترامب في ملف قدموه في 17 يونيو، أن طلب خليل للإفراج عنه يجب أن يُوجه إلى القاضي المشرف على قضيته المتعلقة بالهجرة، وهي عملية إدارية تتعلق بإمكانية ترحيله، وليس إلى فاربيارز، الذي ينظر فيما إذا كان اعتقال خليل في الثامن من مارس واحتجازه اللاحق دستوريا.

مقالات مشابهة

  • بعد الإفراج عنه.. محمود خليل: إدارة ترامب تحاول تجريد الجميع من إنسانيتهم
  • السديس: نوصي بإعداد موسوعة فقهية بعدة لغات لربط الناشئة بالمنهج الوسطي
  • الأهلي يوضح موقف أحمد عبد القادر من الانتقال إلى الزمالك ويعلق على مستقبله
  • قاض أمريكي يقرر الإفراج عن الناشط الفلسطيني محمود خليل
  • السلطات الأمريكية تطلق سراح الناشط الفلسطيني محمود خليل
  • قاض أمريكي يأمر بالافراج عن الطالب محمود خليل.. البيت الأبيض غاضب
  • فيديو.. خليل يغادر السجن والبيت الأبيض يستنكر
  • قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خليل
  • قاض أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط الفلسطيني محمود خليل
  • "أم القنابل".. السلاح الأميركي الوحيد القادر على تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية