تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع تزايد الطلب على خيارات أكثر أناقة، تسعى النساء الإيرانيات المحافظات إلى دمج الحجاب مع الأزياء العصرية، في مشهد يعكس تحولات اجتماعية وثقافية متنامية داخل الجمهورية الإسلامية.

وفق تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، نورا، وهي امرأة إيرانية في الثلاثين من عمرها نشأت في أسرة متدينة، كانت ترتدي الشادور الأسود منذ صغرها.

لكنها الآن تتبنى أسلوبًا مختلفًا يمزج بين الإيمان والموضة. 

في إحدى فعاليات الأزياء التي أُقيمت في شمال طهران، ارتدت نورا قميصًا أبيض بأكمام طويلة تحت سترة بحرية طويلة ووشاحًا مزخرفًا يغطي شعرها بالكامل. تقول نورا: "نحن لا نزال نرتدي الحجاب، لكننا نفعل ذلك بروح الأناقة والموضة".

تحولات اجتماعية وأزياء مبتكرة

منذ الثورة الإسلامية عام 1979، كان الحجاب والمانتو الفضفاض جزءًا من القواعد الإلزامية للزي، لكن هذه المعايير شهدت تغيرات كبيرة خاصة بعد الاحتجاجات الجماهيرية في 2022. وفي الوقت الذي اختارت فيه بعض النساء التخلي عن الحجاب تمامًا، فإن المحافظات منهن لجأن إلى تبني خيارات ملونة وعصرية تتناسب مع قواعد الحجاب.

وفق التقرير، أدى الطلب المتزايد على أزياء أكثر تنوعًا إلى ازدهار صناعة الأزياء الإسلامية، مع مصممين وعرّافات موضة يلبون احتياجات النساء المحافظات الراغبات في أزياء أنيقة ومبتكرة. تقول مصممة الأزياء مهسا محموديان: "هناك طلب كبير على المعاطف القصيرة، التنانير الطويلة، والأقمشة المزخرفة بالألوان الزاهية".

استجابة السلطات وتحديات جديدة

رحبت السلطات الإيرانية بشكل محدود بهذا الاتجاه، حيث سُمح بإقامة عروض أزياء وأُطلقت مبادرات لتوسيع بعض الحريات الشخصية. لكن التشدد تجاه النساء اللواتي يتحدين الحجاب بشكل صريح لا يزال مستمرًا، مع تشديد العقوبات على مخالفات الحجاب وفرض قوانين جديدة، رغم معارضة الحكومة الإصلاحية بقيادة مسعود بزشكيان لتنفيذها خوفًا من تهديد الاستقرار الوطني.

تغيرات لا رجعة فيها؟

الحجاب كان دائمًا قضية رمزية في إيران، حيث تراوحت السياسات بين منعه تمامًا في عهد رضا شاه وتشجيع الموضة الغربية في عهد محمد رضا شاه، إلى فرضه إجباريًا بعد ثورة 1979.

لكن عالمة الاجتماع فاريبا نظري ترى أن التغيرات المجتمعية اليوم عميقة ولا يمكن التراجع عنها، قائلة: "إذا كان الافتراض أن المجتمع سيعود إلى ما قبل احتجاجات 2022، فأنا لا أعتقد أن هذا ممكن".

المرأة الإيرانية بين الحرية والالتزام

بالنسبة لنورا، احترام خيارات النساء في الملبس هو الأهم. تضيف: "نحن بحاجة إلى فهم المعايير الاجتماعية المتطورة. ارتداء الحجاب بأسلوب عصري يعكس توجهًا جديدًا نحو التنوع والاحترام داخل المجتمع الإيراني".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: النساء الإيرانيات الحجاب امرأة إيرانية الموضة طهران

إقرأ أيضاً:

نيويورك تضع قواعد جديدة للذكاء الاصطناعي في الإعلانات والفنون

في خطوة تعكس تنامي القلق العالمي من تداعيات الذكاء الاصطناعي على الصناعات الإبداعية وحقوق الأفراد، بدأت ولاية نيويورك في رسم إطار قانوني واضح ينظم استخدام هذه التقنيات داخل قطاع الترفيه والإعلان.

 فقد وقّعت حاكمة الولاية، كاثي هوتشول، حزمة قوانين جديدة تُلزم جهات الإنتاج بمزيد من الشفافية عند استخدام شخصيات مولّدة بالذكاء الاصطناعي، وتضع ضوابط صارمة على استغلال صورة واسم الأفراد بعد وفاتهم لأغراض تجارية.

القوانين الجديدة تأتي في توقيت حساس، مع التوسع السريع في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي القادرة على إنتاج شخصيات افتراضية شديدة الشبه بالبشر، بل وإعادة إحياء صور ممثلين وفنانين راحلين بشكل يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية معقدة. وتسعى نيويورك، من خلال هذه الخطوة، إلى تحقيق توازن بين تشجيع الابتكار التكنولوجي وحماية حقوق الفنانين والمستهلكين.

أحد أبرز هذه القوانين هو مشروع قانون الجمعية A8887B، الذي أصبح يُعرف رسميًا باسم S.8420-A، ويركز بشكل مباشر على الإعلانات التجارية. وينص القانون على إلزام منتجي ومبدعي الإعلانات بالإفصاح الواضح عمّا إذا كانت أعمالهم تتضمن شخصيات أو وجوهًا مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي. الهدف من ذلك هو منع تضليل الجمهور، خاصة في الإعلانات التي قد توحي بأن شخصية حقيقية تشارك في الترويج لمنتج أو خدمة، بينما هي في الواقع نسخة رقمية مصنوعة بالكامل.

أما القانون الثاني، S.8391، فيتناول قضية أكثر حساسية تتعلق باستخدام صورة واسم الشخص بعد وفاته. ووفقًا لهذا التشريع، لا يجوز لأي جهة استخدام اسم أو صورة أو أي تمثيل مشابه لشخص متوفى لأغراض تجارية دون الحصول على موافقة صريحة من الورثة أو من منفذي الوصية. ويُعد هذا القانون تطورًا مهمًا في حماية ما يُعرف بـ"الحقوق الرقمية بعد الوفاة"، خاصة في عصر بات فيه من السهل تقنيًا إعادة إنتاج ملامح وصوت أي شخص بدقة لافتة.

وفي تعليقها على توقيع القوانين، أكدت الحاكمة كاثي هوتشول أن هذه الخطوة تهدف إلى ترسيخ مبدأ الشفافية ومنع الاستغلال غير المشروع. وقالت إن نيويورك تسعى إلى وضع معيار قانوني يواكب التطور السريع للتكنولوجيا، مع ضمان حماية الفنانين والمستهلكين حتى بعد رحيلهم، في إشارة واضحة إلى أن الإبداع لا يجب أن يكون على حساب الكرامة الإنسانية أو الحقوق القانونية.

وتأتي هذه القوانين في سياق أوسع من النقاشات التي شهدتها الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الإضراب التاريخي الذي قادته نقابة ممثلي الشاشة SAG-AFTRA في عام 2023. وكان ملف استخدام الذكاء الاصطناعي، ولا سيما تقنيات التزييف العميق والنسخ الرقمية للممثلين، أحد أبرز أسباب ذلك الإضراب. وفي نهاية المطاف، وافقت النقابة على السماح باستخدام هذه التقنيات بشروط صارمة، من بينها الحصول على موافقة صريحة من الممثل قبل إنشاء نسخة رقمية منه، والحصول على موافقة منفصلة في كل مرة يتم فيها استخدام هذه النسخة، إلى جانب الاتفاق المسبق على المقابل المادي.

القوانين الجديدة في نيويورك تضيف طبقة إضافية من الحماية، وتُعد مكملة لما تم الاتفاق عليه بين النقابات وشركات الإنتاج. كما أنها تضع الولاية في مقدمة الولايات الأمريكية التي تحاول تنظيم الذكاء الاصطناعي على المستوى المحلي، في وقت تتزايد فيه القوانين المقترحة أو المعتمدة في ولايات أخرى.

في المقابل، لا تخلو هذه التحركات من جدل سياسي، خاصة مع وجود توجهات على المستوى الفيدرالي تسعى إلى الحد من قدرة الولايات على سن تشريعات مستقلة في هذا المجال. فقد شهدت الفترة الماضية محاولات لإقرار حظر مؤقت يمتد لعشر سنوات على تنظيم الذكاء الاصطناعي على مستوى الولايات، ضمن مسودات تشريعية اتحادية. كما ترددت أنباء عن ضغوط من شخصيات بارزة في وادي السيليكون لإقناع الإدارة الأمريكية باتخاذ خطوات تنفيذية تعيق مثل هذه القوانين المحلية.

ورغم ذلك، تبدو نيويورك ماضية في طريقها، معتبرة أن حماية الحقوق الفنية والإنسانية لا تقل أهمية عن دعم الابتكار. ومع تسارع تطور الذكاء الاصطناعي، قد تتحول هذه القوانين إلى نموذج يُحتذى به في ولايات أخرى، وربما تمهّد لنقاش أوسع حول الحاجة إلى إطار وطني شامل ينظم استخدام هذه التقنيات دون أن يخنق الإبداع أو يفتح الباب أمام الفوضى الرقمية.
 

مقالات مشابهة

  • منطقة الكتب المخفضة توسّع خيارات الوصول للكتاب في معرض جدة للكتاب 2025
  • نيويورك تضع قواعد جديدة للذكاء الاصطناعي في الإعلانات والفنون
  • محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء
  • محافظ أسيوط يفتتح مؤتمر مستشفى الإيمان حول مقاومة المضادات الحيوية
  • آبل تكشف عن تحديث iOS 26.2 .. ميزات غير متوقعة تغير قواعد اللعبة
  • من الإطار إلى طاولة الشراكة: العراق نحو صياغة معادلة السلطة
  • نماذج الذكاء الاصطناعي وإعادة صياغة الظهور الرقمي
  • تركيا.. تدني شعبية الحركة القومية يضع تحالف أردوغان أمام خيارات صعبة
  • ما حدود خيارات ترامب في فنزويلا؟
  • بعد تطويره ورفع كفاءته.. محافظ سوهاج يفتتح نادي الإيمان لذوي الإعاقة