بين الإيمان والموضة.. كيف أعدن النساء الإيرانيات المحافظات صياغة قواعد الحجاب؟
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع تزايد الطلب على خيارات أكثر أناقة، تسعى النساء الإيرانيات المحافظات إلى دمج الحجاب مع الأزياء العصرية، في مشهد يعكس تحولات اجتماعية وثقافية متنامية داخل الجمهورية الإسلامية.
وفق تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، نورا، وهي امرأة إيرانية في الثلاثين من عمرها نشأت في أسرة متدينة، كانت ترتدي الشادور الأسود منذ صغرها.
في إحدى فعاليات الأزياء التي أُقيمت في شمال طهران، ارتدت نورا قميصًا أبيض بأكمام طويلة تحت سترة بحرية طويلة ووشاحًا مزخرفًا يغطي شعرها بالكامل. تقول نورا: "نحن لا نزال نرتدي الحجاب، لكننا نفعل ذلك بروح الأناقة والموضة".
تحولات اجتماعية وأزياء مبتكرةمنذ الثورة الإسلامية عام 1979، كان الحجاب والمانتو الفضفاض جزءًا من القواعد الإلزامية للزي، لكن هذه المعايير شهدت تغيرات كبيرة خاصة بعد الاحتجاجات الجماهيرية في 2022. وفي الوقت الذي اختارت فيه بعض النساء التخلي عن الحجاب تمامًا، فإن المحافظات منهن لجأن إلى تبني خيارات ملونة وعصرية تتناسب مع قواعد الحجاب.
وفق التقرير، أدى الطلب المتزايد على أزياء أكثر تنوعًا إلى ازدهار صناعة الأزياء الإسلامية، مع مصممين وعرّافات موضة يلبون احتياجات النساء المحافظات الراغبات في أزياء أنيقة ومبتكرة. تقول مصممة الأزياء مهسا محموديان: "هناك طلب كبير على المعاطف القصيرة، التنانير الطويلة، والأقمشة المزخرفة بالألوان الزاهية".
استجابة السلطات وتحديات جديدةرحبت السلطات الإيرانية بشكل محدود بهذا الاتجاه، حيث سُمح بإقامة عروض أزياء وأُطلقت مبادرات لتوسيع بعض الحريات الشخصية. لكن التشدد تجاه النساء اللواتي يتحدين الحجاب بشكل صريح لا يزال مستمرًا، مع تشديد العقوبات على مخالفات الحجاب وفرض قوانين جديدة، رغم معارضة الحكومة الإصلاحية بقيادة مسعود بزشكيان لتنفيذها خوفًا من تهديد الاستقرار الوطني.
تغيرات لا رجعة فيها؟الحجاب كان دائمًا قضية رمزية في إيران، حيث تراوحت السياسات بين منعه تمامًا في عهد رضا شاه وتشجيع الموضة الغربية في عهد محمد رضا شاه، إلى فرضه إجباريًا بعد ثورة 1979.
لكن عالمة الاجتماع فاريبا نظري ترى أن التغيرات المجتمعية اليوم عميقة ولا يمكن التراجع عنها، قائلة: "إذا كان الافتراض أن المجتمع سيعود إلى ما قبل احتجاجات 2022، فأنا لا أعتقد أن هذا ممكن".
المرأة الإيرانية بين الحرية والالتزامبالنسبة لنورا، احترام خيارات النساء في الملبس هو الأهم. تضيف: "نحن بحاجة إلى فهم المعايير الاجتماعية المتطورة. ارتداء الحجاب بأسلوب عصري يعكس توجهًا جديدًا نحو التنوع والاحترام داخل المجتمع الإيراني".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: النساء الإيرانيات الحجاب امرأة إيرانية الموضة طهران
إقرأ أيضاً:
وكيل “مكافحة المخدرات”: نواجه مدرسة جديدة لا تخضع لأي قواعد.. دخلت مواد تؤدى للموت السريع
أكد اللواء وليد السيسي، وكيل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات سابقًا، أنه خرج من الخدمة في عام 2023 وبعد التقاعد بدأ تقديم فيديوهات توعوية عبر الإنترنت، يشرح فيها أخطر التحديات المتعلقة بانتشار المخدرات الجديدة في المجتمع، قائلًا: "إننا الآن نواجه مدرسة جديدة في عالم المخدرات لا تخضع لأي قواعد، موضحًا أن الأجيال السابقة كانت تتعامل مع أنواع معروفة مثل الحشيش أو الهيروين، وكل نوع كان له سمات وسلوكيات معينة.
وأضاف وليد السيسي، خلال لقاءه مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج "يحدث في مصر"، المُذاع عبر شاشة "إم بي سي مصر"،: "تاجر الحشيش في القرية أو المدينة كان مؤدبًا، والحشيش قد يسبب الهلوسة فقط، بينما تاجر الهيروين كان عدوانيًا في كثير من الأحيان، أما اليوم، فنحن أمام مواد مثل الاستروكس لا نعرف حتى من يتعامل بها أو كيف تؤثر على المتعاطين، وهي قد تؤدي إلى الموت السريع"، مشددًا على أن جهاز الشرطة ووزارة الداخلية ما زالا يحافظان على الكيان المؤسسي للإدارة العامة لمكافحة المخدرات، لافتًا إلى أن الضباط العاملين في هذا المجال يتعاملون مع شخصيات شديدة الخطورة، ويتوجب خروجهم على المعاش ضمن نظام محدد لحمايتهم وضمان الاستقرار الإداري.
وأوضح أن المتعاطي هو ضحية بلا جدال، وأن الخلل في التربية أو عدم الاعتدال داخل الأسرة قد يؤدي إلى خلق بيئة خصبة للإدمان، قائلًا: "الاعتدال مطلوب في كل شيء، حتى لا نجد أنفسنا أمام أبناء ينجرفون إلى عالم المخدرات بحثًا عن الهروب أو الإثارة"، مشددًا على أن الكمية المضبوطة مع الشخص هي ما يحدد توصيفه القانوني "متعاطٍ أم تاجر"، مضيفًا :"إذا كان الشخص يحمل 5 جرامات فقط، قد يُعتبر متعاطيًا، أما إذا كان يحمل 50 جرامًا، فيُعد تاجرًا طبقًا للقانون".
وتابع: "قلة الوعي قد تقود للإدمان حتى بين فئات لا تعاني من ضغوط مادية أو اجتماعية، قابلت تجار مخدرات من عائلات كبيرة وأغنياء، بعضهم قالوا لي عملت كده عشان الإثارة"، مؤكدًا على أن المعركة ضد المخدرات لا تقتصر على الأمن، بل تبدأ من الأسرة والتربية والوعي المجتمعي.