بعد هروبه.. الأسد يحول مدينة الياسمين إلى مدينة صور المفقودين
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
لم تعد العاصمة السورية دمشق أو كما يطلق عليها السوريون مدينة الياسمين كما كانت، فمن زار المدينة قبل اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011 ، كان يشاهد زهرة الياسمين متدلية من على جدران بيوتها القديمة في مشهد مليء بالحياة تفوح منها رائحة عطرة كانت تأسر نفوس من يزور عاصمة الأمويين.
لكن وخلال جولة فريق الجزيرة نت في العاصمة السورية اليوم الأحد لفت انتباهنا كثرة الملصقات والمنشورات لأسماء المفقودين، إذ احتلت كل جدار أو عمود في شوارع دمشق وأرجائها بدلا من زهرة الياسمين.
فبعد هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي وسقوط نظامه، ودخول الثوار إلى العاصمة السورية هرع الناس إلى السجون والمعتقلات والأفرع الأمنية للبحث عن أبنائهم وأقاربهم الذين اعتقلهم نظام الأسد.
وبالفعل هناك من خرج وذهب إلى أهله، وهناك من خرج فاقدا للذاكرة وتاه في وسط زحمة الأحداث، وهناك من لم يجد أهله له أي أثر لا في السجون ولا بالمعتقلات ولا حتى في بعض الكشوفات القليلة التي وجدت في هذه الأماكن.
ليبدأ الأهالي بعدها مهمة جديدة في البحث عن أبنائهم وأقاربهم وأصدقائهم، فلجؤوا إلى جدران ومعالم مدينة الياسمين وحولوها إلى جداريات لملصقات وضع عليها أسماء المعتقلين المفقودين في عهد النظام الأسد.
كان من أبرز الأماكن والمعالم التي لجأ إليها الأهالي ساحة المرجة وخاصة النصب الموجود في وسطها والمعروف بعمود المرجة، هذا النصب حوله ذوو المعتقلين إلى ملتقى للبحث عن المفقودين.
إعلانوعلقوا على جدرانه صورا ومعلومات لمئات المعتقلين المفقودين، والتي تحتوي على اسمه الثلاثي ومكان وتاريخ ولادته واسمه والدته وتاريخ اعتقاله أو اختفائه مع رقم للتواصل، فلا يوجد زاوية ولا رقعة في هذا العمود إلا ووضع عليها ملصق لصورة مفقود.
كما أن بعض الملصقات كانت لمعتقلين خرجوا من السجون وهم فاقدون للذاكرة، لم يستطع ذووهم من الوصول إليهم بسرعة لعدة أسباب منها أن بعض المعتقلين من محافظات أخرى بعيدة عن دمشق ولم يستطع أهله الوصول إليه بسرعة، وهناك سبب آخر -بحسب كلام بعض الأهالي- أنهم كانوا فاقدي الأمل بوجود أبنائهم على قيد الحياة لأن أخبارهم انقطعت عنهم منذ اللحظات الأولى لاعتقالهم.
مدخل سوق الحميدية العريق هو الآخر يحتوي على مئات الملصقات لمفقودين لم يتعرف عليهم أحد.
وهناك معالم أخرى استخدمها الأهالي لوضع الملصقات عليها مثل أعمدة جسر الساروت أو الحرية، الذي كان يعرف سابقا بجسر الرئيس، هذا الجسر أكثر الأماكن ازدحاما في دمشق، فهو يربط بين منطقتي البرامكة وأبو رمانة، وأيضا يقطع الجسر الشارع المتجه من ساحة الأمويين إلى جسر فكتوريا.
هذه الملصقات تجدها أين ما تجولت في دمشق لصورة مفقود أو معتقل خرج فاقد الذاكرة، ولم يستطع أهله الوصول إليه.
وكان رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني أفاد بأن عدد المعتقلين والمخفيين قسرا في سوريا بعد إفراغ سجون ومعتقلات نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد يبلغ 112 ألفا و414.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
البيضاء.. قتلى وجرحى بتجدد المواجهات في رداع بين الأهالي والحوثيين
قتل ثلاثة أشخاص، بينهم أحد عناصر جماعة الحوثي، وأصيب آخرون، السبت، في مواجهات بين جماعة الحوثي وأهالي حي الحفرة بمدينة رداع في محافظة البيضاء، وسط اليمن.
وقالت مصادر محلية، إن اشتباكات مسلحة تجددت بين جماعة الحوثي وأهالي حي الحفرة وسط مدينة رداع بمحافظة البيضاء، بعد أيام من توقفها عقب وساطة محلية قادها وجهاء ومشائخ من أبناء رداع.
وأضافت المصادر أن المواجهات تجددت في حي "فاقش" المجاور لحي "الحفرة"، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وبحسب المصادر، فإن جماعة الحوثي شددت الحصار على حي "فاقش" بالإضافة لحي "الحفرة" ومنعت نقل المصابين إلى المستشفى، الأمر الذي سيزيد من أعداد الضحايا.
والأحد الماضي، اندلعت مواجهات مسلحة بين أهالي حي "الحفرة" برداع، وبين جماعة الحوثي، عقب محاولة عناصر حوثية اختطاف شابا من أبناء الحي يدعى (محمد الصباحي) من جوار مطعم حرض في الشارع العام.
وأوضحت المصادر أن الصباحي دافع عن نفسه، لتتطور الحادثة بعد ذلك إلى اشتباكات مسلحة توسعت في الحي الذي سارعت جماعة الحوثي إلى تطويقه بتعزيزات عسكرية.
وأسفرت المواجهات عن مصرع اثنين من عناصر الحوثيين وإصابة آخرين، ومقتل الصباحي وأحد أبناء الحي على الأقل، فيما أحد المصابين من الأهالي بحالة حرجة.
وشهد حي الحفرة العام المنصرم، انتهاكات حوثية واسعة أبرزها تفجير منزل مواطن على ساكنيه في نهار رمضان، عقب مواجهات بين الأهالي والحوثيين، في جريمة هزت الرأي العام آنذاك.