هند عصام تكتب: باوكيس وفيليمون
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
لا زلنا على تواصل مع سرد قصص وحكاوى الأساطير اليونانية القديمة وبالتحديد قصص جوبيتر مقسم مملكة الأرض حيث يعتبر جوبيتر محور كل حكاية يونانية قديمة وبطل كل قصة فتدور الأحداث دائما حول هذا الاسم بالرغم من وجود أبطال أخرين ذو أدوار ثانوية ولكن يظل جوبيتر هو البطل الحقيقي لكل حكاية وبالرغم من أن جوبيتر كان، أولًا وقبل كل شيء، إلهَ السماء الواسعة، ويفكر فيه البشر على أنه يعيش دائمًا في قصره العجيب فوق جبل أوليمبوس، إلا أنه كان ينزل أحيانًا إلى الأرض، ويختلط بسكانها في صورةٍ بشرية.
كان غرضه من أمثال هذه الزيارات أن يكتشف ما إذا كان الناس يراعون واجب إكرام الضيف وحق ابن السبيل؛ لأن جوبيتر لم يكن فقط ملك الآلهة والبشر، وإنما كان أيضًا وبنوعٍ خاصٍّ إلهَ إكرام الضيف، الذي يُنزل العقابَ بكل من يعامل الأغراب بقسوة أو بغير رقة.
وحدث ذات مرة أن جوبيتر تنكَّر في زيِّ مسافر فقير، ولم يصاحبه في هذه الجولة سوى ميركوري.
فبدَءَا بزيارة أرض فروجيا، وطلَبَا المأوى لمدة الليل في بيتٍ بعد آخر، ولكن أهل تلك المنطقة طردوهما، وسلطوا عليهما كلابهم تنبحهما، وأطفالهم تقذفهما بالحجارة، علاوة على الشتائم وعبارات الاحتقار.
طال الظلام، وكاد جوبيتر وميركوري يتركان تلك المنطقة يأسًا. وأخيرًا شاهدا كوخًا منعزلًا فوق مرتفع من الأرض بتلك القرية.
و كان ذلك الكوخ لزوجين عجوزين هما باوكيس وزوجها فيليمون.
و كان كوخًا وضيعًا سَقفُه من البوص والقش المأخوذَيْن من مستنقعٍ قريب، عاش فيه هذان الزوجان منذ أن تزوجا، وحَظِيا فيه بالسعادة والقناعة والرضا.
و لما سمعت باوكيس الطَّرْق على باب الكوخ أسرعت هي كما أسرع زوجها، ففتحا الباب ورحَّبا بالضيفين أعظم ترحيب، ولبَّيَا طلبهما بصدرٍ رحبٍ أن يقضيا تلك الليلة في كُوخهما. وخرجا يدوران حول الكوخ يجمعان الحطب لإيقاد نار يصطليها الضيفان، وقدما لهما كل ما كان لديهما من طعام.
عندما مد الغريبان يديهما لتناول الطعام، حدث شيء غريب؛ فقد كثُر الطعام فجأة، وانبعثت منه رائحة عجيبة زكية، وفجأة أظهر الإلهان حقيقتهما في كامل عظَمتها، فخرَّ العجوزان راكعَيْن أمامهما، وطلبا صفحهما عن قلة الطعام الحقير الذي قدماه لهما.
فأمر جوبيتر باوكيس وفيليمون بأن ينهضا، وقادهما إلى قمة جبل مجاور. فلما نظرا إلى الوادي الذي كانا يقيمان فيه، اعترتهما الدهشة؛ إذ وجداه بحيرة واسعة، فبكيا على مصير جيرانهما، وحدثت المعجزة، ارتفع معبد عظيم الحجم إلى جانبهما، وعهد إليهما بالعناية بذلك المعبد. ولما مات هذان الزوجان بعد ذلك بعدة سنوات، ماتا معًا في وقتٍ واحد، وفي سن متقدمة جدًّا.
وحوَّلهما جوبيتر إلى شجرتَيْن باسقتين أمام المعبد، شجرة بلوط وشجرة زيزفون، عبدَهما الفلاحون إشارة إلى واجب إكرام الضيف.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
5 مكاسب لمن ينفذ وصية النبي بإطعام الطعام.. البحوث الإسلامية يوضحها
إطعام الطعام من أفضل القربات وأعلاها عند الله – عز وجل- التي ترفع البلاء وتزيل الهم، ومن مكاسب إطعام الطعام ما يلي:
1- سبب لدخول الجنة لقوله ﷺ: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشق تمرة”.
2- أن تكون من خيرة الناس، لقوله: “خَيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلام”.
3- من خير الأعمال؛ لقوله عندما سُئل عن أي الإسلام خير: “تطعم الطَّعَامَ، وَتَقْرَأ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفُ”.
4- له أجر إطعامه ويضاعفه له الله، لقوله ﷺ: “حَتَّى إِنَّ التَّمْرَةَ أَو اللُّقْمَةَ لَتَكُونَ أَعْظَمَ مِنْ أَحد”.
5- النجاة من أهوال يوم القيامة ودخول النار، لقوله ﷺ: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ”.
في سياق متصل، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الإسلام حثنا على إطعام الطعام سواء أكان من الأغنياء إلى الفقراء أم من كرم الضيافة أم كان من قبيل حقوق الإنسانية، مستشهداً بقوله - تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا)، وقال رسول الله ﷺ: « أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِيسَلاَمٍ».
واستدل أيضاً بما روى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به"، رواه الطبراني والبزار (بإسنادٍ حسن)، مشيراً: أنه - صلى الله عليه وسلم- كان كلما ذكر ابن جُدعان، يتهلل وجهه فرحًا لما كان يفعله ذلك الجاهلي من ضيافة الحجيج، فإن مكارم الأخلاق محمودة حتى ولو خرجت من المشرك فما بالك لو كانت من المؤمن، ولذلك نراه أوصى بإكرام الضيف وعده من علامات الإيمان فقال: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ"، رواه البخاري.
وأوضح جمعة: “سواء أكان الإطعام صدقة للفقير أو إكرامًا للضيف أو إطعامًا للأسير، فهو في كل الحالات لوجه الله سبحانه وتعالى، ومن الحقوق الأساسية التي لا يجوز التلاعب بها أو الضغط بموجبها على عباد الله حتى ولو كانوا أسرى في حرب مشروعة، والتجويع لم يكن أبدًا في شريعة من الشرائع الإلهية نوعًا من أنواع العقوبة، وكذلك لم يكن أبدًا مباحًا في أي نظام قانوني في العالم إلى يومنا هذا”.
أمر يحدث لك بعد تنفيذ وصية النبي بإطعام الطعامفيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه وصانا بإطعام الطعام وحُسن الكلام.
عندما كان النبي -صلى الله عليه وسلم -يُسأل: «أي الإسلام خير، فقال: حُسن الكلام وبذل الطعام »، أن إطعام الطعام من الأمور التي تؤدي إلى انعاش الحالة الإنسانية، وتخلق نوعًا من الود والرحمة والوئام بين الناس وبعضها منوهة بأنه أيضًا من موجبات الجنة.