أفرزت المواجهة بين إيران وإسرائيل معادلة ردع جديدة تمثلت بتفوق جوي إسرائيلي مقابل تفوق صاروخي إيراني، ففي حين سيطرت الدولة العبرية على أجواء إيران، نجحت الجمهورية الإسلامية في ضرب أهداف حساسة داخل إسرائيل. اعلان

في واحدة من أعنف المواجهات العسكرية في تاريخ الشرق الأوسط، كشفت الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل عن معادلة جديدة في ميزان القوى الإقليمي: سيطرة جوية إسرائيلية مقابل تفوق صاروخي إيراني.

هذه المعادلة رسمت ملامح صراع غير مسبوق بين قوتين عسكريتين تتنافسان منذ عقود في الخفاء، لكنها اليوم تواجهتا بشكل مباشر وواسع النطاق.

التفوق الجوي الإسرائيلي: سيطرة كاملة على سماء إيران

منذ الأيام الأولى للحرب، أثبت سلاح الجو الإسرائيلي تفوقه الكامل، إذ تمكن من فرض سيطرته على المجال الجوي الإيراني عبر سلسلة من الغارات المعقدة والدقيقة التي طالت منشآت نووية ومواقع عسكرية استراتيجية. ورغم أن الدفاعات الإيرانية أسقطت عددًا من الطائرات المسيّرة، فإن هذا لم يمنع الطائرات الإسرائيلية من الوصول إلى عمق الأراضي الإيرانية.

الصواريخ الإيرانية: موجات محدودة وفعالية عالية

في المقابل، اعتمدت إيران على سلاحها الأبرز في هذا النزاع: الصواريخ الباليستية. استهدفت هذه الصواريخ مواقع حساسة داخل إسرائيل، من بينها محطات توليد كهرباء ومنشآت أمنية وعلمية.

اخترقت بعض الصواريخ أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية المتطورة كـ"ثاد" و"أرو 3"، وتمكنت من إلحاق أضرار غير مسبوقة بالداخل الإسرائيلي، سواء على صعيد البنية التحتية أو الحرب النفسية.

Relatedهل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟ما بعد وقف إطلاق النار: أي دروس تستخلصها إيران من المواجهة مع إسرائيل؟إيران بين المكاسب والخسائر: قراءة في حصيلة المواجهة مع إسرائيل بعد وقف إطلاق النارالحرب النفسية وتكتيكات التحذير المبادلة

اللافت في هذا التصعيد العسكري استخدامُ إيران لأسلوب إسرائيلي معروف، يتمثل في توجيه تحذيرات قبل قصف مواقع معينة، بهدف إخلائها من المدنيين أو العاملين، وهو ما رُصد في هجمات استهدفت منشآت في النقب ومطار بن غوريون، حيث وردت إنذارات مسبقة. وقد مثّل هذا السلوك انتقالاً نوعياً في تكتيك إيران.

في المقابل، فرضت إيران تعتيماً إعلامياً محكماً على ما يجري داخل حدودها، إذ لم تُنشر سوى مقاطع محدودة جداً توثق آثار الغارات الإسرائيلية، في محاولة واضحة للحد من أثر الضربات على الرأي العام المحلي والدولي، والاستفادة من هذه الاستراتيجية في إدارة المعركة النفسية إلى جانب الميدانية.

أطلق نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي النار لاعتراض الصواريخ خلال هجوم إيراني على تل أبيب، إسرائيل، الخميس 19 يونيو/حزيران 2025. AP Photoالتناظر في الاستهداف

في تطور غير مسبوق في حروب الشرق الأوسط، ظهر نوع من "التناظر" في الاستهداف بين الطرفين. فعلى سبيل المثال، بعد أن ضربت الدولة العبرية منشآت طبية في إيران، ردّت طهران بقصف مستشفى في منطقة بئر السبع داخل إسرائيل. كما جاء استهداف القناة 14 الإسرائيلية كرسالة من طهران على قصف التلفزيون الرسمي الإيراني.

وفي تصعيد لافت، أطلقت إيران الاثنين العدد نفسه من الصواريخ على قاعدة العديد الأميركية في قطر، وهو العدد ذاته الذي استُخدم في ضرب موقع فوردو النووي، في رسالة مزدوجة مفادها أن واشنطن ليست بعيدة عن معادلة الردع الجديدة.

توازن جديد لكن غير مستقر

أظهرت هذه المواجهة أن التفوق الجوي الإسرائيلي لم يعد كافياً لردع إيران، وأن الأخيرة باتت قادرة على فرض كلفة باهظة على أي هجوم إسرائيلي. في المقابل، لا تزال تل أبيب تملك اليد العليا تقنياً وتكتيكياً في الجو، وتحتفظ بقدرتها على الوصول إلى العمق الإيراني في أي لحظة.

تشكّل هذه المعادلة الجديدة تحدياً صريحاً للمجتمع الدولي، وتطرح أسئلة خطيرة حول حدود الحرب المقبلة، وما إذا كانت هذه الجولة بداية لتوازن ردع مستقر، أم مجرد فصل في صراع مفتوح لم يُكتب له نهاية بعد.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي حروب النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي حروب إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي البرنامج الايراني النووي النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي حروب فلسطين طهران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا الشرق الأوسط روسيا الجوی الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

قصف صاروخي إيراني يحلق اضرار جسيمة بالمعهد البيولوجي الإسرائيلي

الجديد برس| قالت وسائل إعلام عبرية، إن قصفاً صاروخياً إيرانياً، الأحد، ألحق أضراراً جسيمة بالمعهد البيولوجي الإسرائيلي (معهد السموم)، في نيس تسيونا جنوب تل أبيب، الذي تطور “إسرائيل” فيه أسلحة كيميائية وبيولوجية. وأظهر مقطع فيديو متداول، دماراً واسعاً في نيس تسيونا، في أعقاب إعلان إيران، إطلاقها موجة صاروخية في دفعتين على الأراضي المحتلة، استهدفت مطار بن غوريون والمعهد البيولوجي، واستخدمت فيها طهران لأول مرة صاروخ “خيبر” الباليستي. وأطلقت إيران، صباح اليوم الأحد، نحو 30 صاروخًا باتجاه مناطق إسرائيلية مختلفة في الأراضي المحتلة، سُجل سقوط عدد منها في مواقع متعددة، أبرزها في حيفا ونس تسيونا والسهل الداخلي، وسط أنباء عن أكثر من 10 نقاط سقوط تعمل طواقم الإنقاذ على الوصول إليها. ولم يُعرف بعد حجم الأضرار أو عدد الإصابات. ويأتي هذا الهجوم، الذي تسبب بدمار واسع في مختلف المناطق الإسرائيلية، غداة ضربات أميركية استهدفت منشآت نووية في فوردو ونطنز وأصفهان داخل إيران فجر الأحد. وأفادت وسائل إعلام عبرية عدد المصابين في الهجوم الصاروخي الإيراني إلى 27 بينهم مصابان في حالة خطرة. وفرضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتيماً شديداً على مواقع سقوط الصواريخ، لكن وسائل الاعلام العبرية كشفت عن أن دماراً هائلاً لحق بتل أبيب عقب الهجوم الصاروخي الايراني. https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2025/06/المعهد-البيولوجي-الإسرائيلي.mp4

مقالات مشابهة

  • ‏إسرائيل تعيد فتح مجالها الجوي أمام الرحلات القادمة بعد إغلاقه بسبب موجات الصواريخ الإيرانية
  • إيران تطلق "موجة رابعة" من الصواريخ باتجاه إسرائيل
  • عاجل - إسرائيل تعلن رصد هجوم صاروخي جديد من إيران وتطالب المدنيين بالبقاء في الملاجئ
  • أول دولة خليجيه تعلن إغلاق مجالها الجوي ننيجة التهديدات بين إيران وإسرائيل
  • قطر تعلن إغلاق مجالها الجوي نتيجة تطور التهديدات بين إيران وإسرائيل
  • تكتيك إيراني جديد يصيب العمق الإسرائيلي.. منشآت حيوية إسرائيلية تحت النار
  • إيران: لم ننفذ الليلة الموجة 21 من الصواريخ على إسرائيل
  • إيران تعلن بدء هجوم صاروخي جديد على إسرائيل
  • قصف صاروخي إيراني يحلق اضرار جسيمة بالمعهد البيولوجي الإسرائيلي