كيف غيرت 11 يوما تاريخ سوريا وأنهت حكم عائلة الأسد؟
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
واستعرض برنامج "للقصة بقية" الذي يبث على منصة "الجزيرة 360" في حلقة 6-1-2025 التفاصيل العسكرية والميدانية للأيام الأخيرة من حكم نظام الأسد، موثقا كيف أدت العمليات العسكرية المنسقة للثوار إلى انهيار سريع للنظام السوري خلال 11 يوما فقط، منهية بذلك أكثر من نصف قرن من حكم عائلة الأسد.
وقدمت مقدمة البرنامج فيروز زياني استعراضا لمسار الثورة السورية على مدى 14 عاما، مستذكرة كيف ردد السوريون قول الشاعر أحمد شوقي "وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق"، في إشارة إلى التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب السوري في سبيل الحرية، وأوضحت كيف واجه السوريون القمع والتهجير والقصف والتعذيب، لكنهم واصلوا نضالهم حتى تحرير المدن السورية واحدة تلو الأخرى.
وعرض البرنامج تصويرا حصريا لمسار العمليات العسكرية وتطورها من مدينة إلى أخرى، بدءا من حلب وإدلب وحماة وحمص، وصولا إلى تطويق دمشق وتحريرها في أقل من أسبوعين.
كما تضمن البرنامج شهادة حصرية لأحد عناصر جيش النظام كشف خلالها تفاصيل انهيار القوات النظامية وانسحابها المتتالي أمام تقدم الثوار.
وفي مقابلات مع قادة ميدانيين من غرفة عمليات "ردع العدوان"، تم الكشف عن تفاصيل الاستعداد والتخطيط للعملية العسكرية الأخيرة، وأوضح القادة أن الأهداف الرئيسية تمثلت في توسيع المناطق الآمنة، وإعادة المهجرين إلى ديارهم، ومنع قوات النظام وحلفائه من إعادة الانتشار في مناطق الشمال السوري.
إعلان
تحديات مقبلة
وأظهر البرنامج كيف أدى التنسيق العالي بين مختلف فصائل الثوار، إلى جانب الدعم الشعبي الواسع، إلى تسارع انهيار النظام وهروب بشار الأسد من دمشق، وقد مثل هذا النجاح نقطة تحول تاريخية في مسار الثورة السورية، منهيا عقودا من الحكم الاستبدادي وفاتحا الباب أمام مرحلة جديدة في تاريخ سوريا.
وبعد الانتصار تحولت دمشق، التي كانت معقل النظام الرئيسي، إلى وجهة للوفود الدولية التي تتوافد للقاء القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، للاطلاع على رؤية الإدارة للمرحلة الانتقالية، وقد تعهدت الإدارة بحل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في جيش وطني موحد، إلى جانب حل الأجهزة الأمنية القديمة وضمان التعايش بين مختلف مكونات المجتمع السوري وحماية الأقليات.
واستضاف البرنامج قائد شرطة حلب، العميد أحمد لطوف، والدكتور الكاتب والباحث السياسي، مؤيد غزان قبلاوي، لمناقشة أولويات الإدارة السورية الجديدة، وتناول النقاش خطط تحقيق الاستقرار في عموم البلاد، والتحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني المرتقب الذي سيمثل كافة الأطياف السورية، مع التركيز على آليات وضمانات تنفيذ مقرراته.
وتطرق النقاش إلى التحدي الأبرز الذي يواجه الإدارة الجديدة، وهو تحقيق التوازن بين محاسبة قادة النظام السابق وشبيحته على جرائمهم، وبين تحقيق المصالحة الوطنية وضمان التعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع السوري.
كما أعلنت الإدارة الجديدة عن خطط لتنظيم انتخابات عامة في غضون 4 سنوات، كخطوة نحو إرساء نظام ديمقراطي.
وختم البرنامج بالتأكيد على التحديات الكبيرة التي تنتظر سوريا في المرحلة المقبلة، خاصة في مجالات إعادة الإعمار، وعودة اللاجئين، وتحقيق المصالحة الوطنية، وبناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية، غير أن النجاح في إسقاط النظام والوحدة الوطنية التي تجلت في المرحلة الأخيرة تمثل مؤشرا إيجابيا على قدرة السوريين على تجاوز هذه التحديات.
إعلان 6/1/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
إحباط محاولة هروب نساء وأطفال من مخيم الهول شمال شرق سوريا
أعلنت مسؤولة في "الإدارة الذاتية لشرق وشمال سوريا" اليوم الخميس إحباط محاولة فرار لنساء وأطفال من مختلف الجنسيات من مخيم الهول الذي تُحتجز فيه عائلات أفراد يُشتبه بارتباطهم بتنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت مسؤولة المخيم جيهان حنان في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "تم إحباط محاولة فرار نساء وأطفال من المخيم من جنسيات مختلفة بينهم روس الليلة الماضية".
ومن دون الغوص في تفاصيل محاولة الهرب وإحباطها، أكدت المسؤولة أنه "عادة ما تكثر محاولات الفرار في الظروف الجوية السيئة لاسيما بوجود الضباب الكثيف الذي تشهده المنطقة منذ ثلاثة أيام"، مشيرة إلى أن المخيم يؤوي حاليا أكثر من 24 ألف شخص، بينهم 15 ألف سوري و3500 عراقي و6200 أجنبي.
وكانت قوات الأمن التابعة للإدارة الذاتية الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) أعلنت إحباط محاولة هروب لنحو 60 شخصا من المخيم في سبتمبر/أيلول الماضي.
ويُحتجز في مخيمات تشرف عليها الإدارة الذاتية الكردية عشرات آلاف الأشخاص، يُشتبه في ارتباط العديد منهم بتنظيم الدولة، وذلك رغم مرور أكثر من 6 سنوات على هزيمته ميدانيا في البلاد.
ويُعد مخيم الهول الخاضع لحراسة مشدّدة، أكبر مخيم في شمال شرق سوريا ويعيش المحتجزون فيه ظروفا قاسية، ويضم قسما خاصا تقيم فيه عائلات المقاتلين الأجانب لدى تنظيم الدولة.
منذ إعلان القضاء على التنظيم في 2019، تطالب الإدارة الذاتية الكردية الدول المعنية باستعادة رعاياها.
وفيما تتلكّأ دول غربية عدة في استعادة رعاياها من المخيم خوفا من تهديدات أمنية أو ردود فعل محلية، أخذت بغداد زمام المبادرة عبر تسريع عمليات الإعادة وحضت الدول الأخرى على القيام بالمثل.
وكانت الإدارة الذاتية الكردية أعلنت في فبراير/شباط الماضي بعيد إسقاط نظام بشار الأسد، أنها تعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات المعنية على إفراغ المخيمات الواقعة في مناطق سيطرتها من العائلات السورية والعراقية خلال العام الحالي.
إعلانفي الشهر التالي، وقعت قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مساحات واسعة من شمال شرق سوريا، اتفاقا مع السلطات السورية لدمج مؤسساتها المدنية والعسكرية، لكن بنود الاتفاق لم تُنفّذ إلى الآن.
في عام 2014 سيطر تنظيم الدولة على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، إلى أن دُحر من آخر معاقله بالعراق عام 2017 وفي سوريا عام 2019. لكنّ عناصره الذين انكفؤوا إلى البادية، يواصلون تنفيذ هجمات بين الحين والآخر تستهدف جهات عدة.