عضو فرقة بيتر وماري..  توفي بيتر يارو، المغني الشهير وكاتب الأغاني، عن عمر يناهز 86 عامًا بعد صراع مع سرطان المثانة. 

وكان يارو أحد الأعضاء المؤسسين لفرقة "بيتر وبول وماري"، وهي فرقة شعبية شهيرة، وعُرف يارو بأغنيته الشهيرة "Puff the Magic Dragon"، التي أصبحت أيقونة في الموسيقى الشعبية.

وأعلنت ابنه عضو الفريق الشهير، بيثاني، عن وفاته، وكتبت على لسان والدها الراحل: "لقد أصاب المرض تنيننا الشجاع ودخل الفصل الأخير من حياته الرائعة"، وأشارت إلى أن بيتر يارو كان ليس فقط فنانًا مشهورًا، وشخصًا كريمًا وعاطفيًا وذكيًا، حيث كانت كلماته تمثل الحكمة والفكاهة.

تلقى خبر وفاته العديد من التعازي من محبيه، الذين وصفوه بـ "التنين الشجاع".

فرقة بيتر وبول وماري

تمثل قصة بيتر ويارو وحياة موسيقى بيتر وبول وماري تمثل واحدة من أروع الفصول في تاريخ الموسيقى الشعبية الأمريكية. خلال الستينيات، كان الثلاثي مبدعًا في إنتاج مجموعة من الأغاني التي كانت تعكس الحركات الاجتماعية والثقافية في ذلك الوقت. سواء كانت الأغاني ذات الطابع السياسي مثل "Blowin' in the Wind" لبوب ديلان، أو الأغاني التي تتميز بعاطفة وبراءة مثل "Puff the Magic Dragon"، فإن بيتر وبول وماري كانوا دائمًا في قلب القضايا التي تؤثر على المجتمع الأمريكي، مستخدمين أصواتهم وألحانهم للتعبير عن أعمق القيم الإنسانية.

يستند نجاحهم على قدرتهم الفائقة على المزج بين القوة العاطفية للموسيقى مع رسائل اجتماعية حيوية، ما جعلهم مبدعين لا غنى عنهم في فترة كان فيها الفن أحد أوجه الاحتجاج والتغيير. سواء كانت الموضوعات تتعلق بالسلام أو الحقوق المدنية أو التحديات الثقافية الأخرى، كانت موسيقاهم مرافقة لمشاعر الشباب المتحمس والساعين للتغيير.

على مدار مسيرتهم، تمكن الثلاثي من الحفاظ على علاقة قوية كأصدقاء وزملاء في الفن، حتى بعد مرور سنوات عديدة من التوقف عن العمل المشترك في أوائل السبعينيات. لقد قاموا أيضًا بالتأثير في الأجيال اللاحقة من خلال موسيقاهم التي استمرت في الانتشار عبر الأزمان.

بعد تسجيلهم آخر أغنيتهم التي حققت المركز الأول، وهي غلاف عام 1969 لأغنية "Leaving on a Jet Plane" لجون دنفر، قرر بيتر ويارو، و بول ستوكي، و ماري ترافرز الانفصال في عام 1970 لمتابعة مسيراتهم الفنية الفردية. كانت أغنية "Leaving on a Jet Plane" آخر نجاح جماعي لهم في قائمة أفضل الأغاني، حيث صعدت إلى المركز الأول في بيلبورد، وهي واحدة من أبرز أغانيهم التي عكست أسلوبهم المميز في أداء الأغاني الشعبية العاطفية.

أغلى غرفة فندقية في العالم بـ دبي.. لن تصدق سعر الإقامة في الليلة أنجلينا جولي تدخل في نوبة بكاء أثناء تصوير "ماريا".. ما السبب؟ بعد الانفصال، ركز أعضاء الـ فرقة كلاً على مشاريعه الخاصة:

بيتر ويارو استمر في مسيرته الفنية كمغني وكاتب أغاني، حيث أصدر ألبومات فردية وركز على قضايا حقوق الإنسان والمساواة.

بول ستوكي حقق أيضًا نجاحًا منفردًا كموسيقي وكاتب أغاني، وكان له حضور مميز في مجال الموسيقى الشعبية بعد الانفصال.

ماري ترافرز تابعت مسيرتها الفنية في مجال الغناء وأصدرت ألبومات منفردة أيضًا، وكانت نشطة في قضايا حقوق الإنسان والمساواة.

على الرغم من انفصالهم، لم يكن الفراق نهاية لقصة بيتر وبول وماري، حيث تجددت التعاونات بينهم في مناسبات عديدة على مر السنين، بما في ذلك لقاءاتهم في الحفلات الموسيقية المهمة مثل "Survival Sunday" في عام 1978. كما ظلوا مرتبطين ببعضهم البعض على مدار مسيرتهم، رغم انشغالهم بمشاريعهم الشخصية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فرقة العمل المشترك الحركات الاجتماعية

إقرأ أيضاً:

وقفة بين الثورات الشعبية والانقلابات العسكرية

عبد النبي الشعلة

نَشرتُ الأسبوع الماضي مقالًا بعنوان "انقلابات أشهُر يوليو.. جراح لم تندمل". تناولت فيه ذكرى أول انقلاب عسكري أطاح بالنظام الملكي في أفغانستان، وما خلّفه من تداعيات. وقارنت ذلك الحدث بمجموعة من الانقلابات العسكرية التي شهدتها بعض الدول العربية، والتي وقع جلها في أشهر يوليو من سنوات مختلفة.

وقد تلقيت إثر نشر المقال سيلًا من الاتصالات والتعليقات، غلبت عليها عبارات الإشادة والتأييد لمضمون المقال وتحليلاته، لكن عددًا محدودًا من القراء عبّر عن رأي مغاير، معتبرًا أن ما وقع في العراق عام 1958، وفي اليمن عام 1962، وفي ليبيا عام 1969، على سبيل المثال، لم يكن مجرد انقلابات عسكرية، بل ثورات شعبية مكتملة الأركان.

ومع احترامي لتلك الرؤى، فإنني أرى أن من المهم التمييز بين "الثورة" و"الانقلاب" ليس فقط على مستوى الاصطلاح، بل أيضًا في البنية الفكرية والاجتماعية التي تسبق كل منهما وتنتج عنه.

ففي تجارب العراق واليمن وليبيا، كما في غيرها من التجارب المشابهة، أُطلقت تسميات مثل "الضباط الأحرار" وجرى توصيف التحركات العسكرية بأنها "ثورات" في إطار محاولة لإضفاء طابع شعبي وشرعي على ما حدث، رغم أن هذه التحركات انطلقت من داخل المؤسسة العسكرية، وفرضت نفسها بالقوة، ثم سعت لاحقًا إلى تسويق نفسها كثورات شعبية.

 

في "معجم اللغة العربية المعاصرة" تُعرَّف الثورة بأنها: "اندفاع عنيف من جماهير الشعب نحو تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية تغييرًا أساسيًا" وتذهب التعريفات الحديثة إلى أن الثورة هي حركة جماهيرية تنطلق من قاعدة شعبية واعية، وتستند إلى تراكم فكري واجتماعي، وتطمح إلى بناء نظام جديد يستجيب لتطلعات الناس. وغالبًا ما تكون القوى العسكرية في الثورات إما مترددة، أو في صف النظام القائم، لا في طليعة التغيير.

وفي المقابل، فإن الانقلاب العسكري يُعرف بأنه تحرك مفاجئ تقوم به مجموعة من العسكريين للسيطرة على السلطة، غالبًا دون مشاركة شعبية واسعة، ودون تقديم مشروع فكري متكامل، وغالبًا ما تكون الدوافع المباشرة مرتبطة بطموحات سلطوية أكثر منها بتطلعات وطنية نابعة من الناس.

إن أبرز الأمثلة على الثورات الشعبية الحقيقية هي الثورة الفرنسية (1789–1799)، التي سبقتها عقود من التمهيد الفكري، قادها مفكرون مثل فولتير وروسو ومونتسكيو، وأسّست لوعي شعبي جديد قائم على قيم الحرية والعدالة والمساواة. ولم يكن الجيش الفرنسي في طليعة هذا التغيير، بل على العكس، سعى في بداياته للدفاع عن النظام الملكي القائم.

وكذلك الثورة الأمريكية (1775–1783)، التي قادتها نخب مدنية وسياسية مثقفة، وارتكزت على أفكار الفيلسوف جون لوك حول الحقوق الطبيعية والعقد الاجتماعي.

 

أما الثورة البلشفية في روسيا عام 1917، فقد نشأت عن نضال طويل خاضه مفكرون ثوريون أمثال ماركس ولينين، وشهدت تعبئة جماهيرية واسعة للعمال والفلاحين، وتمثل بذلك نموذجًا ثوريًا فكريًا وتنظيميًا متكاملًا.

وعند مقارنة تلك الثورات الكبرى بالانقلابات التي شهدتها بعض الدول العربية، يتضح أن الأخيرة افتقرت إلى التمهيد الفكري والشعبي. ففي العراق (1958)، واليمن (1962)، وليبيا (1969)، انطلقت التغييرات من قلب المؤسسة العسكرية، دون سابق إنذار، ودون مشاركة جماهيرية منظمة أو مشروع فكري واضح. وغالبًا ما كانت تعبيرًا عن صراعات داخل النخبة أو طموحات سلطوية لمجموعات محددة، وليس تعبيرًا عن تطلعات مجتمعية ناضجة.

وهذا ما يفسّر لماذا لم تفضِ تلك الانقلابات إلى بناء دول ديمقراطية مستقرة، بل أدت في كثير من الأحيان إلى الاستبداد، أو إلى دورات جديدة من العنف والفوضى، نتيجة غياب الشرعية الشعبية، والفكر المؤسس، والبرنامج الوطني المتكامل.

لسنا هنا في معرض إصدار الأحكام القطعية أو النيل من نوايا من قادوا تلك التحركات، فلكل سياقه وظروفه، ولكننا نعيد التذكير بأهمية التمييز بين التغيير الذي ينبع من فكر وشعب، والتغيير الذي يُفرض من أعلى دون مشاركة المجتمع. فالكلمات ليست محايدة، والمصطلحات تصنع الذاكرة الجمعية، وتشكل طريقة فهمنا للماضي واستشرافنا للمستقبل.

 

ولذلك فإن إعادة توصيف ما جرى في بعض بلداننا، وقراءته بأدوات التحليل السياسي والاجتماعي الحديثة، ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة لفهم ما حدث، ولماذا أخفقت تلك التحولات في بناء أوطان مستقرة وعادلة، على الرغم من الوعود الكبرى التي صاحبتها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • استعراضات مبهجة بمهرجان صيف بلدنا برأس البر ودمياط الجديدة
  • وقفة بين الثورات الشعبية والانقلابات العسكرية
  • مطعم سعودي يقدم الأطباق الشعبية للزوار والسياح في باريس‬⁩..فيديو
  • أول تعليق من الثقافة حول دمج فرقة فرسان الشرق بدار الأوبرا
  • طعون بالجملة في ترشيحات الرئاسة بالكاميرون وبول بيا في قلب الجدل
  • بعد وفاة شاب وإصابة 6 بحفلة محمد رمضان يزعم: كانت محاولة اغتيال
  • هل كانت ضوابط النشر العلمي خطأً جسيما أم فضيحة مستورة؟
  • عبر صفحته الرسمية.. جاستن تيمبرليك يُعلن عن إصابته بمرض لايم
  • فعاليات ملتقى /أجواء الأشخرة 2025/ تتواصل بأنشطة تراثية وثقافية
  • نجوم الطرب الأردني يضيئون مسرح أرتميس في جرش اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025، تألق عدد من الفنانين الأردنيين مساء الأربعاء 30 تموز، في أمسية فنية على مسرح أرتميس، قدّموا خلالها باقة من الأغاني التي تنوعت بين الوطني