أكد ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن، أن الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة الصندوق، وجّه بأن يركز الصندوق خلال عام 2025 على تعزيز مفهوم الهويّة الوطنية لدى الجميع، من خلال كل أنشطته وبرامجه، وفق شعار «هوية وطنية قوية ومستدامة، التمكين، الإنتاجية، المسؤولية».
وأشار إلى أن الصندوق شكل لجنة عليا لتطوير جميع برامجه وفعالياته، وإضافة العديد من المبادرات الجديدة التي تلبي هذا التوجه، وتم اعتمادها مؤخراً من الشيخ نهيان بن مبارك وأعضاء مجلس الإدارة، لافتاً إلى أن الخطة الجديدة تتضمن 19 مبادرة رئيسية تستهدف نحو 14 فئة من فئات المجتمع الإماراتي وانطلق العمل بها مع بداية يناير الجاري، ومنها مبادرة «رواد الهوية الوطنية» التي ستنطلق خلال الأسبوع الثاني من الشهر الجاري.


وأكد أن كل المبادرات تهدف إلى تعميق الاعتزاز بالهوية الوطنية باعتباره المحور والأساس في رسالة وأهداف وعمل صندوق الوطن.
وأضاف القرقاوي أن جميع برامج الصندوق ستعمل على مستويين رئيسين هما، كل ما تعلق ببرامج الاعتزاز بخصائص ومبادئ الهوية الوطنية في الإمارات، وبرامج تنمية القدرة على العمل المنتج والابتكار وريادة الأعمال.
وعن أهم الفئات المجتمعية التي يستهدفها الصندوق، أشار إلى أن صندوق الوطن يعمل مع الجميع لتعزيز الهوية الوطنية في الدولة، ويشمل ذلك كل قطاعات المُجتمع وعلى رأسها المدارس والكليات والجامعات، والأسرة «بما في ذلك المرأة والأطفال»، والشباب وأصحاب الهمم، وكبار المواطنين، وأفراد النخبة، والفنانون، وقادة الثقافة، والفكر، إضافة إلى مراكز البحوث والدراسات، ومؤسسات الإعلام، والوزارات والهيئات الحكومية، وكذلك مؤسسات العمل المدني، ورجال الدين، وقطاع الأعمال، والجاليات الأجنبية.
وأوضح القرقاوي أن الصندوق سيعمل في مجالات تعزيز الهوية الوطنية بالتعاون مع جميع الجهات في المُجتمع، ويتم ذلك من خلال نموذج خلاق للشراكة المجتمعية، يتألف من ثلاثة عناصر، تضم برنامج رواد الهوية الوطنية، والذي يتم تنظيمه لأعضاء الجهة المُستهدفة والعاملين فيها، بهدف التعليم والتوعية والتمكين، والثاني الذي يركز على الاعتماد على الموارد المشتركة للصندوق والجهة التي يعمل معها في تنفيذ أنشطة ومبادرات لدعم الهوية الوطنية، أما العنصر الثالث فهو إتاحة الفرصة أمام من يرغب من أعضاء الجهات التي يعمل معها الصندوق للاشتراك في مشروع مكثف للخدمة العامة، وذلك بإشراف ومتابعة الصندوق.
وحول أهم المبادرات التي تركز على الاعتزاز بالهوية الوطنية، أوضح القرقاوي أنها تضم مجموعة كبيرة من البرامج التي تتمحور جميعها حول الاحتفاء والاعتزاز بخصائص ومبادئ الهوية الوطنية التي يعرفها العالم كله عن أبناء وبنات الإمارات.
وأضاف أن «مبادرة رواد الهوية الوطنية» التي تنطلق في الأسبوع الثاني من شهر يناير الجاري وتجوب كل إمارات ومؤسسات وجامعات الدولة، ستمثل الانطلاقة الأولى لتعزيز الهوية الوطنية لدى جميع فئات المجتمع الإماراتي.
وأشار القرقاوي إلى أن الشيخ نهيان بن مبارك، وجه بأن يتم تنفيذ هذا البرنامج خلال عام 2025 مع أكثر من 14 جهة ومؤسسة وهيئة إماراتية، وفتح الباب أمام الجميع للمشاركة فيه، لافتاً إلى أن صندوق الوطن انتهي من إعداد المحتوى المعرفي للبرنامج وتدريب المدربين الذين سينفذونه مع مختلف الفئات.
وأوضح أن البرنامج سيتم تنظيمه على مدار العام في المدارس والكليات والجامعات، ومن ثم البدء في تنفيذه في الجهات الأخرى في المُجتمع، مشيراً إلى أن البرنامج سيجري تطويره بشكل مستمر ليناسب احتياجات الجهات والمجموعات المُختلفة. وذكر أنه سيتم تطوير برنامج «رواد الهوية الوطنية» وفق ثلاثة نماذج رئيسية بحيث يستغرق النموذج الأول أسبوعاً واحداً، والثاني أسبوعين، والثالث ثلاثة أسابيع، وسيتم تنفيذ ذلك بمرونة كاملة تسمح بتنفيذ النموذجين الثاني والثالث إما خلال فترة واحدة مُتصلة أوعلى فترات متباعدة. (وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات صندوق الوطن صندوق الوطن فی الم إلى أن

إقرأ أيضاً:

الدورات الصيفية وتعزيز الهوية الإيمانية والوطنية: دور المجتمع والقبيلة اليمنية في تحصين وعي الأمة

يمانيون | تقرير خاص

في ظل التحولات الكبرى التي شهدها اليمن منذ ثورة 21 سبتمبر 2014م، برزت الدورات الصيفية والأنشطة التربوية والثقافية كرافعة استراتيجية لإعادة بناء الإنسان اليمني على أسس قرآنية، وتعزيز وعيه بقضاياه الوطنية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

هذه الدورات، التي باتت تقام سنويًا في مختلف المحافظات والمديريات، تمثل مساحة تربوية فاعلة تسهم في بناء وعي الجيل الجديد، وتحميه من استهداف الحرب الناعمة التي تسعى إلى تفكيك القيم وتدمير الهوية. ومن أبرز سمات هذه الأنشطة أنها تحظى بتفاعل شعبي واسع، لا سيما من أبناء القبائل اليمنية الذين باتوا يشكلون ركيزة أساسية في إنجاحها، تنظيماً وحضوراً ودعماً.

ثمرة من ثمار ثورة 21 سبتمبر
تُعد هذه الدورات والأنشطة نتاجاً مباشراً للمشروع التنويري الذي جاءت به ثورة 21 سبتمبر، الثورة التي أعادت الاعتبار للهوية الإيمانية، وصحّحت مسار العلاقة بين الدولة والمجتمع، وسعت إلى تمكين الشعب من أدوات الوعي والبناء.
فمنذ ما بعد 2014م، أصبح تفعيل الدورات الصيفية جزءًا من استراتيجية وطنية لبناء جيل مؤمن، واعٍ، متفاعل مع قضايا الأمة، وقادر على التصدي للمؤامرات الفكرية والثقافية التي تستهدف الشعوب من الداخل.

المجتمع والقبيلة في صدارة التفاعل
تميزت هذه الأنشطة الصيفية بتفاعل مجتمعي واسع، حيث بات من المعتاد أن نرى الآباء والمشايخ ووجهاء القبائل وهم يشرفون بأنفسهم على تنظيم الفعاليات، ويوجهون أبناءهم للالتحاق بالمراكز الصيفية.
لقد أدركت القبيلة اليمنية، بما تملكه من رصيد تاريخي وثقافي، أن حماية الجيل الجديد لا تكون فقط بالجهاد، وإنما بالعلم، والتربية، وتعزيز الوعي.
وهذا التفاعل المجتمعي الواسع لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج وعي جمعي تشكل خلال السنوات الماضية، بأن بقاء اليمن عزيزاً وحراً وذا سيادة يبدأ من الإنسان، ومن تحصين فكره وهويته أمام الحملات التغريبية التي تستهدفه باسم العولمة والانفتاح.

دور مركزي في نصرة فلسطين
كان للفعاليات المقامة في المراكز الصيفية حضور قوي في سياق التفاعل الشعبي اليمني مع العدوان الصهيوني المتواصل على غزة، وفي دعم القضية الفلسطينية، قضية العرب والمسلمين المركزية.
ففي المعارض الطلابية والأنشطة التعبيرية والخطابية، برز التفاعل الوجداني والفكري مع مظلومية الشعب الفلسطيني، والتأكيد على مركزية الأقصى في وعي طلاب اليمن وأبنائه.
رفرفت أعلام فلسطين في ساحات المدارس والمراكز الصيفية، وتزينت المعارض بمجسمات للمسجد الأقصى، وصور الشهداء الفلسطينيين، ورسومات تعبّر عن وقوف اليمنيين، وخاصة الشباب، إلى جانب فلسطين كقضية عقائدية قبل أن تكون سياسية.

الوعي كأداة مقاومة
واحدة من أبرز إنجازات هذه الدورات أنها أصبحت اليوم أداة فعالة لمواجهة الحرب الناعمة والغزو الفكري. فبخلاف التعليم الرسمي الذي يعاني من ضعف المناهج وضعف الموارد، تقدم الدورات الصيفية محتوى معرفيًا وتربويًا عميقًا يربط الطالب بالقرآن، ويربي فيه الوعي السياسي والقيمي، ويعزز لديه الانتماء لله والوطن والقضية.
وتقوم المراكز الصيفية على أسس تربوية متكاملة، تبدأ من تحفيظ القرآن الكريم، وتمر عبر دروس توعوية حول الأخلاق، والمسؤولية، والقضايا الكبرى، وتنتهي بأنشطة فنية وإبداعية تُنمّي القدرات وتُفجّر الطاقات.

نحو بناء جيل قرآني مقاوم
المستهدف في هذه الدورات ليس فقط التعليم، بل صناعة جيل مؤمن، شجاع، وواعٍ بموقعه من معركة الأمة، جيلٍ يقرأ القرآن لا ككتاب ديني فقط، بل كمنهج حياة، وسلاح مقاومة، وأداة تحرر.
هذا الجيل الذي تنشئه الدورات الصيفية سيحمل مشروع الأمة، وسيكون درعها الواقي وسيفها في مواجهة الأعداء، بدءًا من العدو الصهيوني، مرورًا بالهيمنة الأمريكية، وانتهاءً بكل أدوات الغزو الثقافي.

ختامًا
الدورات الصيفية ليست نشاطًا موسميًا عابرًا، بل هي مشروع تحصين شامل بدأ يؤتي ثماره، وقد برهنت الأحداث أن الشعب اليمني، وعلى رأسه القبيلة اليمنية، هو شعب يقظ، وواعٍ، ومتماسك، إذا ما تم توجيهه بالقرآن، فإنه ينتصر في كل معاركه.
من هنا، فإن الاستمرار في دعم هذه الأنشطة، وتوسيعها، وتطوير مضامينها، يُعد مسؤولية وطنية ودينية، في إطار معركة الوعي التي يخوضها اليمن الحر في مواجهة الطغيان العالمي.

مقالات مشابهة

  • 3 % من الأجور.. موارد صندوق دعم العمالة غير المنتظمة
  • صندوق المعونة يوضح بشأن رسالة متداولة: رسمية وصحيحة
  • لدعم الشركات الناشئة كيان حكومي يستثمر 4 ملايين دولار في صندوق ديسربتيك
  • صندوق “ديسربتيك” يخطط لاستثمار 12 مليون دولار في السوق المصري خلال عامين
  • نهيان بن مبارك لـ«الاتحاد»: تعلمنا من زايد أن «الهوية» و«التسامح» ليسا شعارات.. بل أفعال مترابطة
  • جلسة حوارية تتناول «الهوية والقيم في مجتمع الإمارات»
  • انطلاق فعاليات مؤتمر رواد الأعمال لحزب الجبهة الوطنية ببورسعيد
  • انطلاق بلا حدود من بورسعيد.. حبشي يشهد فعاليات مؤتمر رواد الأعمال لحزب الجبهة الوطنية
  • الدورات الصيفية وتعزيز الهوية الإيمانية والوطنية: دور المجتمع والقبيلة اليمنية في تحصين وعي الأمة
  • صندوق النقد الدولي: مصر تحرز تقدما ملموسا نحو استقرار الاقتصاد الكلي