نشطاء: حديث ترامب عن كندا وغرينلاند وبنما دليل على الطمع الأميركي
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
فبمجرد أن أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته رسميا من منصبه الذي يتولاه منذ 10 أعوام تقريبا، سارع ترامب للحديث عن رغبته في ضم ثاني أكبر بلد في العالم إلى الولايات المتحدة.
ووفقا لحلقة الأربعاء (2025/1/8) من برنامج "شبكات"، فقد كتب ترامب على موقع تروث سوشيال المملوك له إن "عديدا من الناس في كندا يحبون أن يصبحوا الولاية الأميركية الـ51″.
ووعد الرئيس الأميركي أيضا بإلغاء التعريفات الجمركية وتخفيض الضرائب. ونشر مجموعة خرائط واحدة تلو الأخرى، وكتب عليها ساخرا: "أوووووه كندا!".
وحينما سأله أحد الصحفيين إن كان يفكر في ضم كندا بالقوة العسكرية، فكان جوابه: "لا، سنضربهم بالقوة الاقتصادية، ونعاقبهم بزيادة الجمارك على السلع الكندية".
ولا يقف طموح ترامب عند كندا فحسب، بل ذهب أيضا للحديث عن قناة بنما التي قال إنها شُقّت من أجل الجيش الأميركي، لكنها اليوم في يد الصينيين لأن "أميركا سلمت القناة لدولة بنما التي أساءت استخدامها".
كما أعرب ترامب عن حاجة الولايات المتحدة إلى جزيرة غرينلاند، وذلك "لأغراض أمنية، ولحماية العالم الحر"، حيث تمخر السفن الصينية عباب المحيط هناك، وفق حديث الرئيس الأميركي الذي قال إنه "لن نسمح باستمرار هذا الأمر".
إعلان
لماذا قناة بنما وغرينلاند؟
وتعتبر قناة بنما ثاني أهم ممر مائي شقَّه الإنسان على وجه الأرض وهي تربط بين المحيط الهادي وبحر الكاريبي والمحيط الأطلسي، وتمثل شريانا مهما لاقتصاد الولايات المتحدة، حيث تشكل السفن الأميركية 73% من حركة القناة.
أما غرينلاند فهي أكبر جزيرة بالعالم، وتعج بالثروات الطبيعية، وتتبع للدانمارك، لكنها تتمتع بالحكم الذاتي، وبها قاعدة جوية أميركية مهمة للغاية، تؤمِّن البلاد من الهجمات الصاروخية العابرة للقارات. وقد عرض ترامب شراءها عام 2019.
ولم تمر تصريحات ترامب من دون تفاعل على مواقع التواصل، حيث اعتبرها المعلقون دليلا على طمع الرئيس الأميركي في ثروات هذه الأماكن التي يتحدث عنها.
فقد كتب ناشط يدعى زكي "كندا ثاني أكبر دولة في العالم، عدد سكانها 40 مليونا، بلد مليء بمناجم المعادن ولديه غابات وموارد مائية وثروة حيوانية وسمكية والنفط والغاز والفحم؛ أكيد يطمع فيها ترامب".
أما نجلاء فكتبت إن ترامب كان يقول "إنه لن يُدخل الولايات المتحدة الأميركية في حروب وإنه سيوقف الحروب، الآن غيّر موقفه؟!".
في المقابل، اعتبر عبد العزيز تصريحات ترامب مجرد "حكي بحكي"، قائلا "أنا في كندا، والشعب هنا لا أحد عاطي أهمية ماذا يقول ترامب، ويقولون: خلي يحكي ويكثر، مفكر حالو (حاله) رئيس والشعوب تحت أمرو (أمره)".
كما قال بوحمدان: "في الواقع هذا هو الحل الوحيد لديون أميركا. زيادة ثرواتها لضمان نمو 20 إلى 30 سنة على الأقل"، في حين كتبت ريم: "هذا مثال واضح على العنجهية الأميركية والاستعمار الحديث والبجاحة لدى القوي". وأضافت "على فكرة ترامب لا يفرق عن سابقيه.. فقط هو صريح ويتحدث بوضوح".
بدوره، رد رئيس الوزراء الكندي المستقيل على تصريحات ترامب بقوله أن "كندا لن تكون أبدا جزءا من الولايات المتحدة الأميركية". في حين قال وزير الخارجية البنمي خافيير مارتينيز، إن سيادة بلاده على قناة بنما "ليست قابلة للتفاوض".
إعلانوعلَّقت رئيسة وزراء الدانمارك ميتي فريدريكسن على تصريحات ترامب بالقول إن "غرينلاند ليست للبيع، ولن تكون كذلك في المستقبل أيضا".
8/1/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة تصریحات ترامب قناة بنما
إقرأ أيضاً:
عبدالمنعم سعيد: تقرير الأمن القومي الأمريكي يعكس «روح ترامب» ويُعيد الولايات إلى القرن الـ19
قال الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، إن وثيقة الأمن القومي الأمريكي تمثّل استمرارًا لنمط سنوي اعتادت الولايات المتحدة من خلاله إصدار تقرير يشرح إمكاناتها وقدرتها على التأثير الخارجي، وكيف ترى موقعها في النظام الدولي.
وأوضح سعيد خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج المشهد المذاع على فضائية Ten، مساء الأربعاء، أن التقرير الحالي يحمل بوضوح بصمة إدارة الرئيس دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن المعتاد من هذا التقرير منذ 2017 حتى 2021، وهي المرحلة الأولى من عهد ترامب، أن الشخصيات نفسها ظلت تتولى قيادة مجلس الأمن القومي.
وأضاف أن المجلس الآن يبدو صامتًا، لكن التقرير يكشف الكثير؛ فافتتاحيته تؤكد أن "ترامب جاء لينقذ أمريكا"، في تناقض مع روح التقارير السابقة التي كانت أكثر تحفظًا ومؤسسية.
ووصف سعيد "لغة التقرير ونفَسه السياسي" بأنهما يحملان قدرًا كبيرًا من التحيّز لترامب، إلى جانب نبرة مدح واضحة، وهو ما يكشف عن تغيّر جوهري في ترتيب الأولويات الاستراتيجية الأمريكية.
رؤية ترامب
وأضاف أن أكثر ما يلفت الانتباه هو وضع "أمريكا الجنوبية" كأولوية أولى في الإستراتيجية، وهو توجّه "قد يدهش الكثيرين"، لكنه يعكس رؤية ترامب الذي اعتبر أن التهديد الأكبر للولايات المتحدة يأتي من "الهجرة غير الشرعية" عبر الحدود الجنوبية، وتدفّق المخدرات الذي تعاني منه عدة ولايات في الشمال الشرقي.
وأوضح أن هذا التوجّه يعيد الولايات المتحدة إلى منطق السياسة الأمريكية في القرن التاسع عشر، عندما وضع الرئيس الخامس عقيدة المجال الغربي التي تمنع أي قوة من الاقتراب من محيط النفوذ الأمريكي في نصف الكرة الغربي.
واختتم المفكر السياسي بأن التقرير يكشف عن تحول كبير في الرؤية الأمريكية للعالم، يعكس إرث ترامب ومحاولته إعادة صياغة دور الولايات المتحدة وفق منظور قومي ضيّق وأولويات تختلف جذريًا عن إدارات سابقة.