رأس الخيمة: عدنان عكاشة
أكدت فعاليات وشخصيات قانونية أهمية التعديلات القانونية الجديدة في تعزيز العدالة، وترسيخ استقرار وسعادة الأسرة والمجتمع، داعيةً إلى وعي مجتمعي يواكب وعي المُشرع الإماراتي، ومتابعة قانونية في عمليات وآليات التطبيق العملي والميداني.
وقال المستشار أحمد محمد الخاطري، رئيس دائرة المحاكم في رأس الخيمة، إن وعي المشرع الإماراتي بأثر التطبيقات القضائية لنصوص قانون الأحوال الشخصية والمرونة التامة، التي تراعي الظروف الاجتماعية والأسرية، وتستهدف الحفاظ على الترابط الأسري والاستقرار المجتمعي، هي السمة البارزة في التعديلات، وهو ما ينم عن التزام الدولة تجاه الأسرة والتعويل على قدرتها في زيادة الإنجاب وتربية الأبناء تربيةً تحقق المستهدفات في الخطط الحكومية، التي شملت كافة مناحي الحياة.


وأضاف: نحن في العمل القضائي نعبر عن ارتياحنا لاستجابة المشرع الإماراتي للملاحظات والمقترحات، التي واكبتها التعديلات القانونية من حين لآخر.
فيما قال المحامي محمد العوامي المنصوري، عضو اتحاد المحامين العرب، إن هذا القانون يعد نقلة نوعية في تعزيز العدالة الاجتماعية وحماية الأسرة، حيث ركز على مصلحة الطفل كمعيار أساسي في الحضانة، مع تسهيل الإجراءات القضائية وتقليل النزاعات عبر التوفيق الإجباري، كما وضع إطاراً مرناً لمعالجة الطلاق والنفقات، بما يراعي احتياجات الأسرة ويوفر حماية خاصة للمرأة والطفل.
ولفت إلى تميز القانون بإدخال تحسينات على مدة التقادم والإجراءات، مع التركيز على السرعة والفعالية، لكنه، رغم إيجابياته، يتطلب متابعة دقيقة للتطبيق، خاصةً في القضايا المتعلقة بالحضانة والنفقات، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
وبين العوامي أن هذا القانون يمثل خطوة كبيرة نحو تطوير المنظومة القانونية، مع التوصية بزيادة وعي المجتمع بمستجداته، لضمان نجاحه في خلق مجتمع مستقر وأسري.
من جانبه، أكد المحامي والمستشار القانوني يوسف الكاز النعيمي، أن التعديل التشريعي في قانون الأحوال الشخصية يأتي مواكباً لما يحدث في المجتمع، متماشياً مع المستحدثات، مُتداركاً ما فات القانون السابق في شأن مد سن الحضانة إلى سن 18 عاماً ميلادياً، للذكر والأنثى، دون تفرقة بين الجنسين، بما يحافظ على مصالح المحضونين.
وأضاف أن التعديلات تكفلت بتحقيق الردعين العام والخاص فيما أضافته من عقوبات الحبس والغرامة لإهمال الوالدين والتعدي على أموال القصر، بما يحافظ على الأسرة والطفل ويرعي مصالحهما، فضلاً عن أن إجازة القانون طلب التطليق للضرر حال إدمان الزوج المواد المخدرة هو أمر مهم على الصعيدين الأسري والمجتمعي، وهو يضيف تحذيراً جديداً للمتعاطي من أنه سيفقد أسرته في حال سلك هذا الطريق، ويخلق دافعاً لديه للتعافي والإقلاع عن تعاطي وإدمان المخدرات.
فيما أكدت المحامية حنان سالم الشميلي، من إمارة رأس الخيمة، أن التغييرات الجديدة تدعم استقرار الأسرة، لما شهدناه من قضايا وملابسات سابقة جراء الثغرات، التي كانت حاصلة في القانون القديم، موضحةً أن رفع القانون لسن الحضانة إلى 18 عاماً يساعد على استقرار نفسية الأبناء، وحتى لا يكونوا أداة شد وجذب بين الوالدين، وليصبح لديهم القدرة على اتخاذ القرار الواضح بعد سن 18 عاماً.
ولفتت إلى أن إقرار عقوبات الحبس والغرامة لإهمال الوالدين تشريع منتظر منذ سنوات، لما نراه من بعض حالات إهمال الوالدين في الواقع وفي القضايا المُتداولة في أروقة المحاكم، كما أن إلزام الزوج بتوثيق الطلاق خلال مدة أقصاها 15 يوماً من وقوعه يغلق باب مماطلة الزوج بعدم توثيق الطلاق واستخراج الأوراق الرسمية، ما يقود إلى تعطيل المطلقة في إنجاز بعض المعاملات الخاصة بها وبأبنائها، في الجهات الحكومية وغير الحكومية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات رأس الخيمة الأسرة

إقرأ أيضاً:

من هو أونوريه دي بلزاك الروائي صاحب موسوعة المجتمع الفرنسي؟

حين يذكر اسم “أونوريه دي بلزاك”، لا يُمكن تجاهل مشروعه الأدبي الفريد الكوميديا الإنسانية، الذي لم يكن مجرد سلسلة روايات، بل محاولة شجاعة لرسم صورة شاملة للمجتمع الفرنسي في القرن التاسع عشر، بحياته، طبقاته، صراعاته، وشخصياته التي بلغت الآلاف.

مشروع روائي بطموح المؤرخ

بدأ بلزاك هذا المشروع في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، واضعًا هدفًا لا مثيل له أن يكتب سلسلة من الروايات تصور كل جوانب الحياة في فرنسا، من الطبقة الأرستقراطية إلى الفقراء، من الحياة في المدن إلى الريف، ومن السياسة إلى الاقتصاد، بل حتى الدين والأخلاق والحب.

أطلق على هذا المشروع اسم أو الكوميديا الإنسانية، مستلهِمًا الاسم من الكوميديا الإلهية لدانتي، لكنه استبدل “الإلهي” بـ”الإنساني”، ليركز على البشر، لا الآخرة.

موسوعة أدبية للمجتمع الفرنسي

ضمت الكوميديا الإنسانية أكثر من 90 رواية وقصة قصيرة، وكان من المفترض أن تصل إلى 137 عملًا، لكن بلزاك توفي قبل أن يكمل المشروع.

تميزت هذه الأعمال بترابطها فشخصيات تظهر في رواية، وتعود في أخرى مثلًا، شخصية “رستيغناك” تبدأ شابًا فقيرًا في الأب غوريو، ثم نراه يصعد السلم الاجتماعي في روايات لاحقة. هذا التكرار خلق عالمًا أدبيًا مترابطًا، يشبه ما نشهده اليوم في سلاسل الأفلام أو الروايات الحديثة.

رؤية بلزاك للمجتمع: واقعية بلا رتوش

لم يكن بلزاك يكتب من أجل التسلية، بل من أجل فضح الواقع. 

كتب عن الجشع، النفاق، الطموح، الصراع الطبقي، والسلطة الطاحنة للمال. لم يُقدّم أبطالًا مثاليين، بل شخصيات واقعية جدًا، فيها الخير والشر، الصعود والسقوط.

رأى في الرواية وسيلة لفهم العالم، ولم يكن يخشى أن يُظهر قبحه. وفي هذا، كان سابقًا لعصره، ومهّد الطريق لأدباء الواقعية مثل فلوبير وتولستوي.

بين الروائي والعالِم

بلزاك لم يكتفِ بالملاحظة، بل كان يحلل، يقارن ، ويربط، كان يصف نفسه بـ”كاتب مثل عالِم الأحياء، يشرح المجتمع كما يشرح الأطباء الجسد”. 

وكان يرى في كل سلوك بشري نتيجة لبيئته ومكانه في الهرم الاجتماعي.

لهذا، تعد الكوميديا الإنسانية وثيقة أدبية واجتماعية، يمكن لأي دارس للتاريخ أو الاقتصاد أو علم النفس أن يستفيد منها، كما يستفيد منها القارئ العادي


 

طباعة شارك أونوريه دي بلزاك الكوميديا الإنسانية الطبقة الأرستقراطية روايات الروايات الحديثة

مقالات مشابهة

  • الدبيبة يبحث مع وزيرة العدل تعزيز سيادة القانون وحقوق الإنسان
  • الدبيبة: بحثت مع “حليمة” تعزيز سيادة القانون
  • الدبيبة: بحثت مع وزيرة العدل تعزيز سيادة القانون   
  • نائبة: التعديلات الانتخابية تدعم الاستقرار السياسي وتحمي الأمن القومي
  • المخلافي يوبخ المجلس الانتقالي وينتقد إنقلابه على القانون ويصف تصرفاته حول إجازة عيد الوحدة بالمهزلة التي تعكس عقليات تفتقد العقل واحترام المسؤولية
  • رئيس مجلس النواب يهيب بالجميع تعزيز وحدة الصف الوطني للحفاظ على أمن واستقرار الوطن ووحدته
  • من هو أونوريه دي بلزاك الروائي صاحب موسوعة المجتمع الفرنسي؟
  • بحضور محافظ الغربية.. انطلاق فعاليات ندوة «تعزيز التواصل الأسري وتنظيم الأسرة برؤية إسلامية وسطية» بـ «أصول الدين»
  • شروط حددها القانون لاستمرار تلقى الأسر للدعم النقدى.. تفاصيل
  • لكي لا ننسى.. ملف الأطفال مجهولي الوالدين في حُكم المتأسلمين هو الأكثر فظاعة..!!.