إعلام الاحتلال: “إسرائيل” تبحث مقترح إقامة لجنة دولية تقسّم سوريا إلى “كانتونات”
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
الجديد برس|
أكدت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية أنّ “إسرائيل” تبحث مقترح إقامة لجنة دولية تقسّم سوريا إلى “كانتونات”، لافتةً إلى أنّ هذه المناقشات سرية، وسط خشية أساسية من أن “فكرة مرتبطة بــ “إسرائيل” لن تكتسب بالضرورة زخماً في سوريا”.
وذكرت الصحيفة أنّ هذا الموضوع قد طُرح في جلسة مقلّصة برئاسة وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وخلالها جرى بحث جملة أمور، مُدّعيةً أنّ هذه المداولات “تأثّرت بالخشية على سلامة الأقليات في المنطقة ومن تزايد التدخّل التركي”.
ونقلت “إسرائيل هيوم” عن مصادر أمنية قولها إنه “لا نيّة لإسرائيل بالبقاء في سوريا، لكن لا نيّة أيضاً للخروج من المناطق التي تمّت السيطرة عليها لغاية استقرار الوضع”، على حدّ تعبيرها.
وعلِمت الصحيفة أنّ المناقشات تتوسّع لدى “إسرائيل” بشأن الجبهة الشمالية، إذ عقد كاتس مناقشةً في “كابينت” مقلّص استعداداً للجلسة التي ستُعقد في الأيام المقبلة بحضور رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مع التركيز على التدخّل التركي في سوريا.
وأعلنت الصحيفة أنّ مناقشة “الكابينت” تطرّقت إلى التغييرات في سوريا، مع التركيز على الشكّ في رئيس إدارة العمليات فيها، أحمد الشرع (الجولاني)، وما زعمت بأنّ “إسرائيل” “قلقة على سلامة الأقليتين الدرزية والكردية في المنطقة”.
وقد اقترح وزير وعضو “الكابينت”، إيلي كوهين، العمل على الدفع إلى “مؤتمر دولي” بشأن سوريا، حيث يتمّ بحث مشروع تقسيم سوريا إلى “كنتونات”، وفق اقتراحه الذي نقلته “إسرائيل هيوم”.
ورجّحت مصادر أمنية للصحيفة أنّ المؤتمر قد يكون إحدى الطرق لبقاء “الجيش” الإسرائيلي في المناطق التي توغّل بها، إضافةً إلى اعتبار أنّ المؤتمر من شأنه “إعادة تشكيل سوريا وحدودها”، بحسب المصادر.
وشدّدت المصادر الأمنية نفسها لـ”إسرائيل هيوم” على أنّه “في الوقت الحالي، يقال على جميع المستويات، إنّ مثل هذه التوقّعات لا تلوح في الأفق”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: إسرائیل هیوم فی سوریا
إقرأ أيضاً:
إيران تجري مباحثات نووية بالقاهرة.. تصعيد دبلوماسي وسط تحذيرات دولية من “تجاوزات نووية”
البلاد – القاهرة
ضمن مسار الملف النووي الإيراني، بدأت إيران تحركات دبلوماسية مكثفة في القاهرة، في ظل توتر متزايد مع الغرب بشأن أنشطتها النووية. وتأتي هذه التحركات غداة صدور تقرير خطير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كشف عن تسارع في تخصيب اليورانيوم بدرجات قريبة من الاستخدام العسكري.
وقبيل انطلاق المحادثات، وجّهت طهران انتقادات شديدة اللهجة إلى الولايات المتحدة بسبب ما وصفته بـ”جمود الموقف الأمريكي” في ملف العقوبات. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن بلاده “لم تلحظ أي تغييرات جوهرية في موقف واشنطن حتى الآن”، مؤكدًا أن إيران تنتظر توضيحات أمريكية حول آلية رفع العقوبات بما يمنع تكرار فشل الاتفاقات السابقة.
كما دعت إيران إلى تقديم “ضمانات ملموسة”، معتبرة أن الاتفاق النووي لن ينجح دون ترتيبات تضمن عدم تراجع واشنطن عن التزاماتها، كما حدث سابقًا بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي عام 2018.
ويجري وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي محادثات في القاهرة مع كل من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، كما من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الزيارة.
وبحسب الخارجية الإيرانية، فإن جدول الزيارة لا يقتصر على الملف النووي، بل يشمل أيضًا قضايا إقليمية معقدة مثل الحرب في غزة، وأزمات ليبيا والسودان.
الاجتماعات النووية تأتي في أعقاب تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كشف أن إيران باتت تملك 9,247.6 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب، وهو ما يزيد بأكثر من 45 ضعفًا عن الحد المسموح به في اتفاق 2015. كما أشار التقرير إلى أن إيران تسرّع تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب بشدة من عتبة 90% اللازمة لصنع سلاح نووي، ما أدى إلى تصاعد مخاوف الدول الغربية.
ورغم ذلك، رفضت طهران ما ورد في التقرير، متهمة الوكالة بـ”الاستناد إلى معلومات مضللة من إسرائيل”، واصفة التقرير بأنه “مسيس وغير موثوق”.
وفي لهجة تصعيدية، حذر وزير الخارجية عباس عراقجي من أن طهران سترد بقوة إذا حاولت الدول الأوروبية استخدام تقرير الوكالة الدولية كذريعة سياسية ضد إيران. وفي مكالمة هاتفية مع المدير العام للوكالة، طالب عراقجي بعدم السماح لبعض الأطراف – كفرنسا وبريطانيا وألمانيا – باستغلال التقرير لأغراض سياسية.
ويأتي هذا التصعيد بعد تحذيرات أوروبية باحتمال إعادة فرض العقوبات على إيران، إذا استمر برنامجها النووي في تهديد أمن القارة الأوروبية.
التحركات الإيرانية تتزامن مع مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن، تجري بوساطة سلطنة عُمان، في محاولة لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. ورغم أن واشنطن لم تعد رسميًا إلى الاتفاق بعد انسحابها في عهد ترامب، إلا أن محادثات غير رسمية لا تزال قائمة، خاصة بعد استئناف التعاون الأمني الإقليمي في أعقاب الحرب في غزة.
ومن المرتقب أن يعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعًا مهمًا في 9 يونيو الجاري في فيينا، لمراجعة تطورات البرنامج النووي الإيراني في ضوء التقرير الأخير، وسط احتمالات متزايدة بصدور إدانة رسمية أو تفعيل آليات عقابية ضد إيران، في حال عدم إحراز تقدم في المفاوضات الجارية.
بين تحركات دبلوماسية مكثفة في القاهرة، وتصعيد إعلامي ضد الولايات المتحدة وأوروبا، تسعى إيران لإعادة تشكيل شروط التفاوض حول برنامجها النووي من موقع أقوى. لكن مع تجاوزات واضحة للاتفاقات السابقة، وتزايد القلق الدولي، يبقى اجتماع فيينا القادم بمثابة اختبار حاسم للمجتمع الدولي وقدرة الدبلوماسية على احتواء أزمة نووية تلوح في الأفق.