لجريدة عمان:
2025-12-15@03:50:00 GMT

الحزن الذي لا يخبو بسهولة !

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

الحزن الذي لا يخبو بسهولة !

قبل نحو عشرة أعوام من يومنا هذا، فقدت بين ليلة وضحاها ذلك الإنسان الذي كان يتمنى أن أكون أفضل منه.

دائما تستوقفني هذه الكلمات «الأب هو الرجل الوحيد في العالم الذي يأخذ من نفسه ليعطيك، قد لا يكون أعطاك كل ما تتمناه، لكن تأكد أنه أعطاك كل ما يملك لتعيش أنت بسلام».

نتكلم عن الأب الحقيقي الذي يراعي الله سبحانه وتعالى بالفطرة، الأب الذي يعد رمزًا إنسانيًا مهمًا للتضحية والفداء من أجل إسعاد أبنائه، هذا الفقد لا يعي الكثير منا سره وأثره في النفس، لكن من فقد أباه سيدرك تمامًا ما أعنيه من حزن يتجدد في كل يوم وليس كل عام.

عشر سنوات ولا يزال المشهد حاضرًا كأنه البارحة، تفاصيل أشبه بكابوس مخيف وانتزاع لمعنى الحياة، في وقت شدة المرض كنت صامدًا يا أبي، وما أن زال عنك الشقاء فاضت روحك إلى السماء.

عشر سنوات والحزن لم يهبط درجة واحدة؛ لأنه يبدأ كبيرًا، ويظل على حاله لا ينكمش أو يتلاشى، وهذا القول تمامًا كما ذهبت إليه المغردة مها العباسي تقول: «الحزن يولد كبيرًا ومع مرور الوقت يتضاءل حتى يصبح في ركن بعيد من الذاكرة والقلب، وبأن الدموع تنتهي لتصبح مجرد ابتسامة حزينة، ولكن أحدهم لم يدرك بأن هناك حزنا أكبر من أن ينتهي، وهناك وجع دموعه لا تنضب، ولا تجف بل يستمر، وتستمر الدموع لتصبح انكسارا في الروح، وحزنا يستوطن العيون فتفقد بريقها ولا يعود لها من جديد أبدا».

وأما المغرد محمد صادق فيرى أن «الحزن هو الوحيد الذي يولد كبيرًا ثم يصغر»؟ هي مقولة حمقاء تمامًا تم تأليفها من أجل المواساة.. حقيقة الأمر أن الحزن لا يصغر أبدًا.. الحزن يولد كبيرًا حتى نقتل نحن الجزء الذي يتألم داخلنا.. فننسى.. ونكمل حياتنا للأبد ناقصين». إذا كان الحزن يسبب ظلامًا في القلب أكثر من أي خطيئة.. فكيف يمكن أن نخرج من توابيت الموت إلى الحياة ؟ أعتقد أن إيمان الشخص والتضامن من أفراد المجتمع هو من يقلل كثيرًا الفجوة بين شدة الحزن والرغبة في الخروج من نطاقه الضيق، فكلما كان الإنسان مدركًا لقوانين العيش في الدنيا فحتمًا سيحاول مساعدة نفسه في إيجاد مخرج لما يضغط على قلبه وأعصابه.

ألم الفقد شديد للغاية، وقلة من الناس من يستطيع أن يحبس أوجاعه في زاوية واحدة، وأن يبدو أكثر تماسكًا وصلابةً، أما بعض الناس فيصاب بالانهيار النفسي لدرجة تشفق عليه فيها.

لم أجد في حياتي شيئًا يؤلم الإنسان، ويجعله في حالة مزرية أكثر من ترابط القلب مع العقل، فكلما ساق العقل مشاهد الماضي شعر القلب بالتعب والإرهاق، والعقل عندما يستجلب الذكريات، تتذكر المراحل واحدة تلو الأخرى، تتذكر كيف كنت تعيش بوجود شخصية عظيمة مثل الأب، تتذكر كيف كنت صامدًا قويًا بوجوده إلى جوارك.

لذا انفلات العقل عن القلب أمر مستحيل، فرقة القلب تأتي من المشاهد التي يستحضرها العقل، ويجعلك تفكر فيها بعمق شديد، أحيانا يخيل لك بأن هذا الفقد ما هو إلا خيال أو حلم سيزول عندما تستيقظ من غفوتك، لكن الوقت يمضي بأنفاس متقطعة تمامًا كما يقطع الألم أوصالك بمنشار طبيب مبتدئ.

الحياة ليست كما نظنها سهلة المراس أو سلمية حتى النهاية، بل هي عالم يشهد اضطرابات ومطبّات وانفراجات لأمور تتوقعها وأحيانا تصدم عندما تأتي إليك بكارثة وفقد عظيم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: تمام ا کبیر ا

إقرأ أيضاً:

لم يتراجع شغفه بالكوميديا والأداء.. الممثل ديك فان دايك أتمّ الـ 100 عام

(CNN)-- لا تنطبق عبارة "لم يعد يأتي الزمان بمثلهم" على الكثيرين، ولكن قد يكون منهم الممثل الكوميدي الأمريكي ديك فان دايك، والذي يوصف بـ"الأسطوري"، وقد أتم عامه الـ 100، السبت، دون أن تظهر عليه أي علامات على تراجع شغفه بالكوميديا ​​والأداء.

ولا يزال فان دايك عضواً بفرقة "Vandy Camp"، وهي فرقة استعراضية كرنفالية، تضم أيضًا زوجته أرلين سيلفر، في ماليبو، كاليفورنيا بالقرب من منزلهما، وتتميز الفرقة بالرقص والغناء بدون موسيقى مصاحبة،  وتقدّم أغانٍ من أعمال النجم الأيقوني، بما في ذلك أفلامه الموسيقية في الستينيات مثل "Poppins" و"Chitty Chitty Bang Bang"، وترتبط بالجمعيات الخيرية، التي تقدّم المساعدة في قضايا محليّة. 

ويفضل هذا الأسطورة أن يبقى مشغولاً، ففي عام 2023، شارك بالأداء الصوتي في مسلسل "عائلة سيمبسون"،  كما ظهر بشكل غير متوقع في الحلقة الأولى من الموسم التاسع من برنامج "The Masked Singer".

وفي عام 2024 ظهرفان دايك في الفيديو الموسيقي لأغنية فرقة "كولدبلاي"؛ "All My Love"،  وهو يرقص حافي القدمين، ويغني إلى جانب مغني الفرقة كريس مارتن، وقدّم بعض الحركات الكوميدية.

كما أظهر الممثل الكوميدي حسّه الفكاهي الذي لا يزال حاضرًا بقوة، عندما طلب منه أحد المحاورين في الفيديو أن يغمض عينيه ويفكر في جميع الأشخاص الذين كان لهم معنى في حياته. بعد لحظة من إغماض عينيه، قال فان دايك: "أنا كبير في السنّ على هذا، سأفقد الوعي وأنام"، وهو يتظاهر بالنوم في كرسيه.

وعلّق في الفيديو على مشاهد من مسيرته الفنية: "أعتقد أنني من المحظوظين الذين أتيحت لهم فرصة كسب رزقهم من خلال ما كانوا سيفعلونه على أي حال. عندما تفكر في مدى حظي، لقد سنحت لي الفرصة لأفعل ما أفعله، وألعب وأتصرف بحماقة".

وصرّح فان دايك أن كلماته المفضلة في تلك الأغنية، هي: "حتى أموت، دعيني أحتضنكِ إذا بكيتِ"، و قال في مقابلة: "أدرك تمامًا أنني قد أرحل في أي لحظة، لكن لا أعرف لماذا، هذا لا يقلقني، لست خائفًا. لديّ شعور، يتعارض تمامًا مع أي منطق، بأنني سأكون بخير".

وبعد أيام من إصدار الفيديو الموسيقي، اضطر فان دايك إلى مغادرة منزله بسبب حريق فرانكلين، الذي أثر على أجزاء من ماليبو قبل حوالي شهر من حريق باليساديس مطلع العام 2025.

وبمناسبة عيد ميلاده الـ 100؛ يعُرض فيلم وثائقي جديد في دور السينما على مدى يومين، بعنوان "ديك فان دايك: احتفال بمناسبة المئة عام".

ويتضمن الفيلم مقابلات معه، ومع العديد من أشهر زملائه ورفاقه في العمل، ومنهم الراحلة بيتي وايت، وكارل راينر، وشيتا ريفيرا، وماري تايلر مور، ويتتبع الفيلم بداياته، ونجاحه على مسرح برودواي في عروض مثل "Bye, Bye Birdie"، ومساهماته التاريخية على الشاشتين الصغيرة والكبيرة.

مقالات مشابهة

  • لم يتراجع شغفه بالكوميديا والأداء.. الممثل ديك فان دايك أتمّ الـ 100 عام
  • 27 طــعنة من الأب لـ زوجته ونجلته في الرقبة والبطن والظهر .. تفاصيل
  •  خبيرة اقتصادية: 70% من قراراتنا الشرائية تعتمد على العاطفة وليس العقل
  • أبونا مقاطعنا واحنا مقاطعينه .. ما حكم الشرع؟| أمين الفتوى يجيب
  • نهم السؤال وظمأ الذات
  • صراعات بأركان محكمة الأسرة.. العقوبة القانونية لمن يمنع الأب من رؤية أطفاله
  • من البر إلى الابتزاز متى يتحول اعتداء الأبناء على مال والدهم إلى جناية؟
  • انهيار منزل بالطوب الأخضر يودي بحياة أم وطفليها وإصابة اثنين آخرين جنوب الاقصر
  • السلامي بعد عبور العراق: تأهل بطعم الحزن.. وإصابة يزن النعيمات تخيم على أفراح الأردن
  • عصام عجاج: 750 حالة طلاق باليوم.. و1500 طفل يفقدون ججرعاية الأب