صحيفة الاتحاد:
2025-11-23@13:51:15 GMT

هشام أصلان: الكتابة فعل مقاومة للفقد

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

أحمد عاطف
«الاحتياج للكتابة شعور لا يفارقني، وبرغم قلة إنتاجي الأدبي لا يفارق رأسي الانشغال بالكتابة لحظة واحدة، وهو شعور مرهق لأنه كما قلت مرتبط بفكرة الاحتياج.. أكتب لأنني أحتاج إلى مشاركة آخرين أسئلتي وتأملاتي، ليس لأنني أعتبر هذه الأسئلة والتأملات شيئاً مهماً للعالم، ولكن بهدف توزيع ما يشغلني على أوسع مساحة ممكنة تخفيفاً على نفسي»، بهذه الإضاءة العميقة على روحه وعلى تجربته، يفتح القاص هشام أصلان نافذة وسيعة على علاقته بالكتابة وضرورتها، وفي حديثه لـ «الاتحاد» بمناسبة صدور مجموعته القصصية الجديدة «ثلاثة طوابق للمدينة»، نصعد معه طوابق كثيرة عبر أسئلة تقود إلى ملامح عالمه الإبداعي الاستثنائي في فن القصة القصيرة.


عودة إلى سؤال الكتابة، لمن ولماذا؟ يضيف أصلان: لا أشعر أن قدراتي تتحمل منفردة ما يدور في رأسي أو ينغز كياني. بالقطع أعتبر أن الكتابة فعل مقاومة، وربما أن مقاومة الفقد هي أبرز ما يقاومه الواحد، فقد أيامك بناسها وأماكنها وملامحها إجمالاً، هو كفاح أكبر من كفاح الموت، هو كفاح من أجل ألا يتوارى عالمك الذي لا تستطيع تركه والمضي في الزمن، وكأنك تدفعه بالكامل للتواجد، أو على الأقل تستدعي آخرين لمشاركتك إياه.
وحول الدلالة التي يقصدها من وراء عنوان مجموعته القصصية الجديدة «ثلاثة طوابق للمدينة»، يقول أصلان: قصص المجموعة يربط بينها عنصر مكاني كبير هو مدينة القاهرة، وهي في أغلبها تقع في حالة حركة وتجوال بين وجهين، بالأحرى عالمان مكانيان رئيسيان، من المدينة متعددة الأوجه، مع محاولة الإمساك بملامح المدينة الواقعة بين هذين الوجهين المتناقضين. وأنا شعرت بهما مثل طابقين، وثالثهما طابق آخر تمثله الحركة المنسابة في الزمن غير المحدد. تلك الحالة ألقت في رأسي فكرة العنوان «ثلاثة طوابق للمدينة». هذا ما أراه ككاتب، مع انحيازي لفكرة أن لكل قارئ تلقيه الذي قد يكون مختلفاً تماماً.
سؤال الفاصل الزمني 
يقول هشام أصلان عن أثر الفاصل الزمني بين مجموعتيه القصصيتين: أتصور أنني استطعت التجرؤ على مساحات، بعضها كنت أخشى بشدة من التعامل معه بوضوح، وأعني الوضوح بيني وبين نفسي، وبعضها يتعلق بالوعي والتأثر بأفكار متوارثة أدبياً. منها مثلاً ما يتعلق ببعض أسئلتي الإنسانية داخل عالمي الشخصي، والتي هي ما يمثل الاحتياج الأول للكتابة، مثل سؤال العلاقة مع الأب، حيث كان هذا السؤال في السابق يمثل الاقتراب الواضح منه رعباً لأسباب أتصورها مفهومة، فكنت أكتب وأنا أفر من أي ما يتعلق بهذه المنطقة، بينما ظللت أشعر أن كتابتي ينقصها شيء جوهري، شيء قد لا يشعر به المتلقي، لكنني بيني وبين نفسي أعرف أنني قصدت الابتعاد عنه، وبالتالي الابتعاد عمداً عن تناول مساحة تلح عليّ. وهذه مسألة تشغلني كثيراً في معركتي مع نفسي للوصول إلى قلب المساحة الأصيلة في عالمي، وسؤالي الدائم حول كيف تستطيع تناول تلك العلاقة في كتابة لا تذهب بالمتلقي إلى كونه يقرأ عن إبراهيم أصلان، ولكن عن شخصية الأب التي هي مثل شخصية الأم أو الأخ أو الخال أو أي شخصية مؤثرة في عالمك، بالأحرى كونه أحد شخوص حياتك، وأنا أدرك أنها مسألة صعبة ومغامرة ليست هينة في ظل حضوره الطاغي لدى المتلقي العام، لكنني أدرك أيضاً ضرورة التجرؤ على ذلك أحياناً لأنني إن غفلته فإنني أغفل بالتأكيد مساحة مهمة من عالمي. ومع مرور السنوات وبعض الاطمئنان لنفسي في محيط الحياة الأدبية ومتلقيها فكرت أنه من حقي تناول هذه المساحة التي تلح علي، بمنطق أنه يتوجب علي كتابة ما أحتقن به بصدق والابتعاد عن ليّ عنق الأشياء لتوجيه عين المتلقي بعيداً عن علاقتي بأبي. قلت لنفسي: من المفترض أنني أكتب لقارئ لا يعرفني شخصياً ولا يتتبع شجرة عائلتي، ولو تتبعها له حرية هذا، ولكن من حقي أن أتعامل مع شخوص عالمي بحرية أكثر ومن هؤلاء الشخوص بطبيعة الحال الأب.
أيضاً من المناطق التي أتصور أنها تأثرت بفعل السنوات السابقة بين المجموعتين، هو فهمي للمسافة بين الواقع والخيال في الكتابة، والخروج من أسر الأفكار المتوارثة أدبياً حول ذلك، وأنك ككاتب لست مضطراً إلى تصدير بريق الخيال، وأن اللجوء إليه بالنسبة لكتابتي هو وسيلة فنية أتحرك فيها لضبط ما أريد نقله من الواقع. والمدهش أنه بانتهاج هذه الفكرة وجدت أن مساحات الخيال في المجموعة الجديدة أوسع منها في المجموعة السابقة، لكنني أعرف بيني وبين نفسي أنني لم أقصد تصديره كهدف، ولكن كوسيلة، ولا أشعر بعدم اتساق حياله.

أخبار ذات صلة مكتبات الإمارات والثورة الصناعية الـ 4 تكنولوجيا تحسين الإنسان!

القصة، الأب، الذات 
الاحتفاء بخبر صدور المجموعة القصصية الجديدة لهشام أصلان «ثلاثة طوابق للمدينة»، رأى البعض في جانب منه احتفاء باستعادة فن القصة القصيرة حضوره وتميزه، غير أن أصلان في إجابته يرى أن الانشغال العام بالتصنيفات لم يعد كما كان في التسعينيات وأوائل الألفية، يقول: أولاً أسعدني بشكل كبير هذا الاحتفاء بخبر صدور المجموعة، كما تسبب لي في قلق بالغ، متمنياً ألا يصاب المحبون بالإحباط، وأن يكون مستوى المجموعة عند حسن الظن، وأتصور أن من أسباب هذا الاحتفاء هو مرور عشر سنوات كاملة على صدور مجموعتي الأولى، وأن كثيراً من الأصدقاء الداعمين كان مشغولاً وقلقاً حول هذه المسألة، وكثير منهم كان يحرض على العمل وإصدار كتاب جديد. أما ما يخص إشارتك حول فن القصة القصيرة وكونها كادت تختفي، فأنا لدي تصور أحب طرحه بصراحة، وهو أن القارئ العام ليس مشغولاً بما يشغلنا نحن حول مسألة التصنيف التي بدأت منذ فترة طويلة مع انتشار مصطلح «زمن الرواية» الذي صكه الدكتور جابر عصفور ربما في التسعينيات أو أوائل الألفية، ثم تفاقمت الفكرة مع إطلاق عدد من الجوائز الأدبية الكبيرة التي تهتم بفن الرواية ما جعلها صنفاً مغرياً للكثير من الكتاب ودعمها كثيراً كفن، فضلاً عن الحسابات التجارية للناشرين وتأثر المؤسسات الثقافية بهذه الحالة في مجملها، ولكن دعني أؤكد لك أن القارئ سيحب النص الذي بين يديه إذا أعجبه، بصرف النظر عن تصنيفه، وإذا عدنا بالذاكرة سنجد أن بعض الكتب التي تم تصنيفها بوصفها «نصوصاً مفتوحة أو سيرة ذاتية» مثلاً وكتبها روائيون، لاقت نجاحاً لا يقل عن نجاح رواياتهم، إن لم يكن أكبر، وإذا وضعنا في اعتبارنا احتياج القارئ الجديد في عصر السوشيال ميديا وسمات اللحظة الزمنية السريعة التي نعيشها ستجد أن النصوص القصيرة أنسب لها، ذلك أنك أمام قارئ يملّ من قراءة تدوينة طويلة على فيسبوك، ومن هنا، فإن الرواية إن لم تكن شديدة الجاذبية سيتركها القارئ بعد عدة صفحات، بعكس القصة القصيرة التي يمكن للقارئ معها أن يترك قصة لم تعجبه ويقرأ أخرى أعجبته في الكتاب نفسه.. ما أعنيه أن معركة التصنيفات وانتشار فن أو تراجع غيره لا يعد دلالة صادقة مع الأسف على حالة القراءة، بقدر ما هو دلالة على التوجه المؤسسي العام، والذي لا يوجد له هدف خبيث أو حميد، هو فقط انسحاب وراء موجات تنظيرية ذات سلطة معنوية على الحياة الأدبية العربية. ومع ذلك لا أرى ضرورة للاستماتة في الدفاع عن فن القصة القصيرة لو أنها صارت فناً لا يستطيع الانسجام مع اللحظة والدفاع عن نفسه بجمالياته الخاصة، وكم من فنون اندثرت لأنها لم تعد مناسبة للزمن ولم تقف عجلة الفنون عليها، مثل راوي الربابة مثلاً، لكن صدقاً لم يحدث هذا بعد مع فن القصة القصيرة، ذلك أنه فرع من فروع السرد، والقارئ سيحب السرد في أي من أشكاله لو كان جيداً.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الكتابة الثقافة القصة القصيرة الأدب

إقرأ أيضاً:

بعد ظهوره في زفاف ابن ريم مصطفى.. القصة الكاملة لحادث أحمد سعد حتى الشفاء

أحيا الفنان أحمد سعد، حفل زفاف ابن الفنانة ريم مصطفى، المقام مساء امس الجمعة بحضور الأهل والأصدقاء، وبعيدًا عن الصحافة والإعلام.

ويعد ظهور أحمد سعد، في زفاف ابن ريم مصطفى، هو الأول له بعد نجاته من حادث خطير في العين السخنة قبل أيام قليلة. 

حادث أحمد سعد 

وتعرض الفنان أحمد سعد لحادث سير على طريق العين السخنة خلال الساعات الماضية، ما استدعى نقله إلى أحد المستشفيات لتلقي الإسعافات اللازمة.

وقالت زوجته علياء بسيوني ، أن أحمد سعد كان يقود سيارته بشكل طبيعي دون أي سرعة زائدة بعد إحياء حفل زفاف أمس بالقاهرة، وتم نقله حاليًا إلى أحد المستشفيات ويتواجد معه شقيقه عمرو سعد.

قبل عرضه على watch it.. التفاصيل الكاملة لمسلسل 2 قهوة بطولة أحمد فهميملك وليلى زاهر تخطفان الأنظار بإطلالة أنيقة في أحدث ظهورسامح حسين يعلن عن الجزء التاني من برنامج قطايفإيرادات الأفلام.. مفاجأة عمرو يوسف وصدمة منة شلبيعمرو سعد: حالة أحمد مستقرة 

وحرص الفنان عمرو سعد على طمأنة الجمهور عبر منشور له على “فيسبوك”، موضحا أن حالة شقيقه مستقرة ويخضع للمتابعة الطبية.

وكتب: “أعتذر عن عدم القدرة على التواصل حاليا، وشكرا للاهتمام الكبير، وأحمد سعد إن شاء الله بخير بعد تعرضه لحادث صعب، قدر الله وما شاء فعل، دعواتكم لنا”.

تحرك عاجل من نقابة الموسيقيين

كما أكد مصطفى كامل نقيب الموسيقيين أنه على  تواصل مستمر مع شقيقه الفنان عمرو سعد للاطمئنان على وضعه الصحي .

وأضاف أنه يجري الآن فحوصات طبية على منطقة الظهر والفقرات التي نتجت بعد فتح كافة الإيرباج بالسيارة فور وقوع الحادث.

وأعرب مصطفى كامل عن تمنياته للفنان أحمد سعد بالشفاء العاجل وعودة سريعة إلى جمهوره ومحبيه .

وتداول رواد مواقع التواصل مقاطع فيديو وصورا تظهر حجم الأضرار البالغة التي لحقت بسيارته، حيث بدت الوسائد الهوائية وقد انفجرت بالكامل، وهو ما يشير، بحسب خبراء السيارات، إلى قوة الصدمة التي تعرضت لها المركبة لحظة وقوع الحادث.

نجاة أحمد سعد 

وظهر أحمد سعد في فيديو بثه عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، موجها رسالة شكر وامتنان لكل من سأل عنه واطمأن على حالته الصحية.

وقال احمد سعد: "أحب أطمن كل جمهوري الحبيب وأقولكم ألف شكر، ألف مليون شكر إنكم سألتوا عليا، عايز أقولكم الحمدلله أنا بخير، في نعمة كبيرة جدًا من ربنا، متبصوش للوحش.. بصوا للحلو، والوحش والحلو كلهم فيهم الحمد لربنا سبحانه وتعالى.

وتابع: شفت حب كبير من كل الناس والحمدلله أنا بخير وطلعت بأقل الأضرار، مش أكتر من خمس أيام وهكون مع جمهوري ومع الناس، لأن أنا بعيش بحب الناس والناس بتستمتع بصوتي، إن شاء الله أكون معاكم دائمًا.. شكرًا جدًا".

طباعة شارك أحمد سعد الفنان أحمد سعد أعمال أحمد سعد أغاني أحمد سعد مرض أحمد سعد

مقالات مشابهة

  • استشاري: محتوى المقاطع القصيرة يؤثّر بشكل كبير على جودة النوم
  • مقاومة الجدار والاستيطان: الاحتلال يستولي على 1042 دونمًا من أراضي طوباس والأغوار
  • ممنوعة لمقاومة الأنسولين.. هذه الأطعمة ترفع السكر في الدم
  • أفضل الأطعمة التي تعالج مقاومة الأنسولين
  • بعد ظهوره في زفاف ابن ريم مصطفى.. القصة الكاملة لحادث أحمد سعد حتى الشفاء
  • محافظ أسيوط يشهد انطلاق حملة التوعية بمقاومة مضادات الميكروبات
  • 6 علامات جسدية تحذرك من خطر السكري
  • ضايل عنا عرض.. مقاومة الاحتلال بضحكة الأطفال
  • إلهام شاهين تحتفي بصناع الأفلام القصيرة.. وتوجه لهم رسالة
  • تقنية جديدة لعلاج سرطان الرئة