نشر موقع موندويس الأميركي مقالا قارن فيه كاتبه بين حرائق ولاية كاليفورنيا والجحيم المستعر في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي، مستخلصا بعض الدروس والعبر.

واستهل الكاتب الأميركي من أصل فلسطيني أحمد إيبسيس مقاله بالقول إنه ظل طوال 15 شهرا يشاهد -عبر شاشات التلفزة والهواتف الذكية وعناوين الأخبار- أرض غزة وشعبها يحترقان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب روسي: بوتين قد يزور أفريقيا في 2025list 2 of 2موقع روسي: مقترح انضمام أرمينيا للاتحاد الأوروبي مجرد دعاية للسلطةend of list

وأضاف أنه يشاهد الآن مدينة أميركية، هي لوس أنجلوس، وألسنة الدخان تغطي سماءها، لافتا إلى أنه رغم بُعد المسافة بين هاتين الكارثتين، فإن حقيقة واحدة "مؤلمة" تربط بينهما، وهي أن هذه النيران تتحدث لغة الدمار نفسها.

أزمة عالمية

واعتبر أن النيران التي تلتهم حي المشاهير والأثرياء في منطقة باسيفيك باليساديس ليست مجرد حريق هائل في كاليفورنيا، بل مرآة تعكس أزمة عالمية من الكوارث المترابطة.

وقال إنه عندما يغمض عينيه فإن الصور تبدو متشابكة، فهناك تلال تشتعل في كاليفورنيا، وبساتين زيتون تحترق في غزة وفلسطين التاريخية، وآفاق تختنق بالدخان الذي لا يعرف حدودا.

إسرائيل وأميركا

وأشار إيبسيس إلى أن البحث الذي أجرته جامعة لانكستر البريطانية كشف عن أن إسرائيل أطلقت خلال الـ60 يوما الأولى من عدوانها على غزة، التي تلت السابع من أكتوبر/تشرين الأول، غازات مسببة للاحتباس الحراري أكثر مما تفرزه 20 دولة من غازات مماثلة في عام كامل.

إعلان

كما أن إسرائيل -والحديث لا يزال لكاتب المقال- أسقطت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 حوالي 25 ألف طن من القنابل على غزة، مما أدى إلى انبعاث غازات مسببة للاحتباس الحراري تعادل حرق 150 ألف طن من الفحم.

وفي مقارنة أخرى، لفت إيبسيس إلى أن طائرات الشحن الأميركية التي نقلت الأسلحة إلى إسرائيل استهلكت 50 مليون لتر من وقود الطائرات بحلول شهر ديسمبر/كانون الأول، مما أدى إلى نفث 133 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون في غلافنا الجوي المشترك، أي أكثر مما تنفثه دولة غرينادا بأكملها سنويا.

أعداء البيئة

غير أن الكاتب لا يرى أن هذه الكارثة بدأت مع الإبادة الجماعية المستمرة حتى الآن في غزة، مشيرا إلى أن الفلسطينيين لطالما ظلوا يعملون ويتعايشون مع بيئتهم ويحافظون عليها، و يزرعون محاصيل متنوعة من البطيخ إلى الزيتون الذي "يعد جزءا أساسيا من الثقافة والهوية الفلسطينية".

ومن البيانات التي أوردها الكاتب أن إسرائيل اقتلعت منذ عام 1967 بشكل ممنهج 2.5 مليون شجرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك ما يقرب من مليون شجرة زيتون، والتي كانت مصدرا أساسيا للغذاء والدخل للعديد من الفلسطينيين.

وذكر أن إسرائيل استعاضت عن هذه الأشجار بنباتات أوروبية مستوردة، في تصرف ربما يعكس جذورها الأوروبية، وهو ما أدى إلى تشظية البيئة، والتصحر وتدهور الأراضي وتآكل التربة وكلها عوامل تؤثر على قدرة المنطقة بأكملها على التكيف مع المناخ.

وبإضافة التكلفة الناجمة عن الحرب على البنية التحتية -من تدمير أنفاق وجدران ومنشآت عسكرية- فإن الحصيلة ترتفع إلى 450 ألف طن متري مكافئ لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يتجاوز الانبعاثات السنوية لـ33 دولة.

تدمير مصادر المياه

ووفقا للمقال، فإن صور الأقمار الصناعية تُظهر أرضا قاحلة كانت يوما حدائق غناء. وبعد أن دمّر الجيش الإسرائيلي 70% من آبار المياه في شمال غزة، وهدم آلاف البيوت الزجاجية الزراعية، تحولت التربة الخصبة إلى تربة سامة. كما قضى العدوان الإسرائيلي على 80% من البنية التحتية في غزة.

إعلان

على أن المفارقة "المريرة" التي يقول إيبسيس إنها لم تغب عن باله، أن عمدة لوس أنجلوس اقتطع 17.6 مليون دولار من ميزانية إدارات الإطفاء في حين أرسلت كاليفورنيا 610 ملايين دولار إلى إسرائيل من أموال دافعي الضرائب.

وكشف الكاتب أن شركة "وندرفل" لتصنيع الأغذية والمشروبات في لوس أنجلوس، التي تسيطر على ما يقرب من 60% من مياه كاليفورنيا، تضخ ملايين الدولارات لدعم قضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، الذي أحال المشهد في غزة إلى كارثة بيئية.

ومما يزيد الطين بلة أن 130 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة تصب في البحر الأبيض المتوسط يوميا، ليس لأن الفلسطينيين اختاروا هذا الدمار، كما ورد في المقال، ولكن لأن العنف الإسرائيلي حطم بنيتهم التحتية وقدرتهم على رعاية أراضيهم كما فعلوا لأجيال عديدة لا تحصى.

داء واحد

ويعتقد إيبسيس أن الحرائق في غزة الفلسطينية ولوس أنجلوس الأميركية ليست سوى أعراض لداء واحد يتمثل في نظام عالمي يقدّر الغزو على المحافظة على البيئة، والربح على البشر، والتوسع على البقاء.

وخلص إلى أن هذا هو "إرث" النظرة العالمية التي سعت إلى إسكات أصوات السكان الأصليين الذين فهموا ما يجب أن نتعلمه الآن، وهي أن "جراح الأرض هي جراحنا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات أن إسرائیل ألف طن فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

جاغ كباب التركي بين أفضل أطباق العالم.. ما الذي يميّز سفير أرضروم الغذائي؟

عزز طبق "جاغ كباب" التقليدي الشهير في ولاية أرضروم شرقي تركيا، حضوره بين أبرز الأطباق بالمطبخ العالمي، بعدما اختارته منصة "تايست أطلس" (Taste Atlas) العالمية، في المرتبة التاسعة ضمن قائمة أفضل 100 طبق في العالم لعام 2025.

ويتميّز "جاغ كباب"، الذي تعود جذوره إلى مرتفعات شرق تركيا، بمذاقه الفريد، حيث يشكل علامة فارقة في المطبخ التركي ومقصدا رئيسيا لزوار ولاية أرضروم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئيس غينيا بيساو المخلوع يصل إلى جمهورية الكونغوlist 2 of 2مخيمات الروهينغا: مدارس متهالكة ومعلمون متطوعون وأحلام معلقةend of list

ولتحضير "جاغ كباب"، يستخدم لحم الخروف والحمل الذي يُربّى في جبال أرضروم، حيث تتنوع الأعشاب البرية وتتوفر بيئة طبيعية تمنح اللحم نكهة استثنائية.

وبعد تتبيله بالبصل والفلفل الأسود والملح وتركه ليستريح يوما كاملا، يُشوى اللحم أفقيا على نار الحطب بطريقة تقليدية تمنحه قواما متماسكا ونكهة غنية لا تشبه أي طبق آخر.

واستقبل سكان أرضروم اختيار طبق "جاغ كباب" ضمن أفضل أطباق العالم، بكثير من الترحيب، معتبرين الطبق "سفيرا حقيقيا" لمطبخهم وموروثهم المحلي.

ويلعب الطبق دورا هاما في تنشيط السياحة الغذائية في الولاية، حيث بات أحد أكثر التجارب التي يحرص السيّاح على تذوقها عند زيارتهم للمنطقة.

"طبق عصي على التقليد"

رئيس غرفة تجارة أرضروم هاكان أورال، قال إن الولاية تحتل المرتبة الثالثة في تركيا من حيث منتجاتها المحلية المسجّلة، بعدد 61 منتجا، وعلى رأسها "جاغ كباب".

وأوضح أن "جاغ كباب" يعتبر أساس مطبخ أرضروم، مشيرا إلى أن الطبق يحظى بشعبية واسعة وطعم فريد، مما يجعله "عصيا على التقليد".

يستخدم لحم الخروف والحمل الذي يُربّى في جبال أرضروم لتحضير طبق "جاغ كباب" التركي الشهير (شترستوك)

وأشار أورال إلى أن تسجيل الطبق جرى عام 2009، وأن معايير التحضير والتقديم موثّقة رسميا، بدءا من تتبيل اللحم وحتى طريقة الشواء على نار الحطب.

وأضاف أن مهارة الطهاة المحليين ساعدت في إدراج الطبق ضمن أهم قوائم الطعام في العالم.

طموح نحو العالمية

وشدد أورال على أن أرضروم تولي اهتماما كبيرا بتعزيز هوية مطبخها محليا ودوليا، "إذ نعمل على الترويج لأطباقنا من خلال تعاون بين المؤسسات المحلية والطهاة. هدفنا أن نصبح في الصدارة محليا وعالميا.. نريد أن نرى كل أطباقنا المميزة ضمن قوائم الأفضل".

إعلان

من جانبه، قال الطاهي شاكر أكتاش، والذي يعمل في إعداد "جاغ كباب" منذ أكثر من 35 عاما، إن سرّ النكهة يبدأ من اللحم القادم من الأغنام التي ترعى في جبال أرضروم، ثم من طريقة التتبيل البسيطة والدقيقة، وصولا إلى الشواء على نار الحطب.

وأضاف أن "جاغ كباب" ليس مجرد طبق، بل تقليد يعكس الموروث الثقافي لأرضروم.

وأشار إلى أن دخول "جاغ كباب" ضمن قائمة أفضل 100 طبق في العالم، يؤكّد تميّزه وتاريخه العريق ومكانته المتجددة في التصنيفات الدولية.

كما يعزز ذلك حضوره كواحد من أقوى رموز مطبخ أرضروم، وركيزة مهمة في صناعة السياحة الغذائية التي تزدهر عاما بعد عام في شرق تركيا.

مقالات مشابهة

  • البابا ليو: الدولة الفلسطينية الحل الوحيد للصراع مع إسرائيل
  • تعرف إلى طائرة إيرباص إيه 320 التي أربكت حركة الطيران في العالم
  • فتح الانتفاضة: التضامن العالمي مع فلسطين يأتي نتيجة الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته
  • جاغ كباب التركي بين أفضل أطباق العالم.. ما الذي يميّز سفير أرضروم الغذائي؟
  • دول العالم الثالث التي حظر ترامب استقبال المهاجرين منها:
  • ذكرى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.. سفير القرآن الذي صدح صوته أفاق العالم
  • الدفاع التركية: ناقلة النفط التي تعرضت لانفجار أمس بالبحر الأسود تم ضربها مجددا
  • موقع أميركي: هذا ما يجب أن تقصفه أميركا في فنزويلا لإضعاف حزب الله
  • موقع عبري: اليمنيون سيدمرون إسرائيل في المستقبل
  • الكشف عن "دول العالم الثالث" التي حظر ترامب استقبال مهاجريها