خطاب التخوين وادعياء الوطنية- اغتيال القيم في وطن دينه الحرية والشرف
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
لست لاجئاً، بل عالق حرب ,بين الادعاءات والواقع . تُثار أحيانًا ادعاءات متعجلة تسعى إلى تجريد الآخرين من أصواتهم ووطنيتهم، وتحميلهم وزر ما لم يقترفوه. ومن المؤسف أن يصل البعض إلى استغلال لغة الإقصاء والتشكيك في سياقات تحتاج إلى الوحدة لا الفرقة. وأجد نفسي الآن مضطرًا للرد على مثل هذه الإساءات التي لا تعكس الحقيقة، بل تسعى إلى ليّ عنقها.
أنا لست لاجئًا، أنا عالق حرب
ليس من حقي ولا من حق أحد أن يصنف الآخر وفق منظوره الضيق. نعم، الحرب جعلتني أتنقل، وجعلت من آلاف السودانيين ضحايا للأقدار، لكن ذلك لا يعني أنني تخلّيت عن وطني أو فقدت هويتي. نحن، السودانيين في الداخل والخارج، نحمل وطننا في قلوبنا، ونعي حجم الفجيعة التي تمزقه. أن تكون في موقع اللجوء أو الغربة القسرية لا يعني أن تغادر ضمير الوطن، بل قد تكون أعمق اتصالاً به، مدفوعًا بألم الفقد وأمل النهوض.
لوي الحقائق: بين الشجاعة والادعاء
يبدو أن البعض يخلط بين الحقائق والانطباعات، وبين الوطنية والشعارات. حين تقول إن "الجيش السوداني مفوض من الشعب"، عليك أن تقرأ واقع السودان اليوم: بلد تتنازعه الحروب والصراعات، وحكومات متنافسة تتدعي الشرعية. هل خروج مظاهرات هنا وهناك يكفي ليكون تفويضًا لشخص أو جهة؟ أم أن التفويض الحقيقي هو عبر توافق حقيقي بين الشعب، من خلال ممثليه المدنيين والعسكريين، لوضع حد لهذه الحرب العبثية؟
دعونا نتفق أن البسالة والشجاعة ليست حكراً على طرف دون الآخر. والمفارقة أن ذات الشعارات التي تُمجد طرفًا اليوم، قد انقلبت عليه بالأمس، وستنقلب مجددًا مع تغير الظروف.
لنواجه الأسئلة الحقيقية
إلى من يعتقد أن الانتصار أوالانسحاب من مدني أو غيرها هو نصر أو هزيمة، أسأل هل السودان اليوم منتصر؟ هل صارت حياتنا كأفراد ومجتمع نموذجًا للاستقرار؟ ماذا عن النازحين والمشردين والجوعى؟ ماذا عن مدننا المدمرة، وأطفالنا المحرومين من التعليم، واقتصادنا الذي يكاد يلفظ أنفاسه؟
ودعونا نتحدث بصدق هذه الحرب لا رابح فيها. النصر الحقيقي ليس في السيطرة على مدينة أو انسحاب منها، بل في وقف الحرب وإنقاذ ما تبقى من السودان.
رسالتي لكل الأطراف
وطنيتي ليست في التشكيك بمن خالفني، بل في الانحياز إلى ما يجمعنا كسودانيين. نعم، موقفي واضح: أنا ضد الحرب لأنها تدمر السودان، وأنا مع السلام لأنه يبني. أنتم تتحدثون عن شرف الجيش أو بسالة الرجال، وأنا أتحدث عن شرف الوطن المهدور وبسالة شعب يقاوم الموت يومًا بعد يوم.
لنتوقف عن المناكفات والاتهامات، ولنبدأ في طرح الأسئلة الحقيقية,هي كيف ننقذ السودان من دوامة الخراب؟
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
خالد سلك: تصريحات أحمد هارون تكشف طبيعة الحرب في السودان
متابعات – تاق برس- قال القيادي بتحالف صمود خالد يوسف المشهور بـ خالد سلك إن تصريحات رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول أحمد هارون تمثل تلخيصًا صريحًا لطبيعة الحرب الجارية في البلاد، وكشف ما ظل التحالف يحذر منه منذ بداية النزاع.
واعتبر سلك في منشوره أن اعتراف هارون بدعمهم للقوات المسلحة من أجل بقائهم وليس من أجل الدولة يُعدّ بمثابة إعلان رسمي بأن هذه الحرب كانت لحماية الحركة الإسلامية لا من أجل السودان، حسب وصفه.
وأضاف أن دعوة هارون للإبقاء على السلطة السيادية بيد الجيش تمثل إعادة إنتاج للأزمة وليس حلًا لها.
وتساءل خالد سلك في منشوره: “هل سيخرج من ظلوا يروجون أكذوبة حرب الكرامة للاعتذار عن التضليل والخداع طوال العامين الماضيين؟ هل سيعترفون أن ما حدث كان ثمناً لبقاء الحركة الإسلامية لا لبقاء الدولة؟”.
وأشار إلى أن ما ورد في حديث هارون لم يكن سرًا، بل ظل تحالف صمود يردده منذ بداية الحرب. وزاد: “لم تهزنا الأكاذيب، ولم يثنِنا الترهيب عن قول الحقيقة كما هي”.
وكان رئيس المؤتمر الوطني المكلف أحمد هارون قد قال في حوار مع “رويترز” أن الحزب اتخذ قرارًا استراتيجيًا بعدم العودة إلى السلطة إلا عبر صناديق الانتخابات بعد الحرب، ولن يكون في أي حكومة انتقالية غير منتخبة.
وأشار هارون إلى أن النموذج الغربي لن يكون مناسبًا للسودان، وإنما يجب الوصول إلى صيغة حول دور الجيش في السياسة في ظل الهشاشة الأمنية والأطماع الخارجية.
وأضاف أن حزب المؤتمر الوطني يتوقع هيكلًا هجينًا للحكم يحتفظ فيه الجيش بالسيادة حتى زوال جميع التهديدات، بينما تُفضي الانتخابات إلى تولي المدنيين إدارة الحكومة. وقال إن “النموذج الغربي غير عملي في السودان، يجب أن نطور نموذجًا لدور الجيش في السياسة في ظل هشاشة الوضع الأمني وجشع القوى الأجنبية، لأن هذه لن تكون الحرب الأولى أو الأخيرة في البلاد”.
واقترح هارون إجراء استفتاء لاختيار ضابط الجيش الذي سيقود البلاد.
أحمد هارونتحالف صمودخالد سلك